نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرًا موسعًا، جاء فيه أنّ: "دائرة رفض الحرب على قطاع غزة، اتّسعت بين قدامى المحاربين الأمريكيين، ففي الوقت الذي كانت تعقد لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، جلسة استماع لمرشح دونالد ترامب، لمنصب وزير الدفاع، بيت هيغسيث، مطلع العام الجاري، لفت انتباه الحضور شخصيتين يرتديان سترات عسكرية".



وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "الشخصيتين كانتا ترتديان سترات عسكرية مطرّز عليها اسم "الجيش الأمريكي" وذلك للتشكّك في سرديات الاحتلال الإسرائيلي، والضغط على الإدارة الأمريكية لوقف الدعم العسكري لدولة الاحتلال الإسرائيلي".

وتابع أنّ: "الحكاية بدأت من أوستن بتكساس، حين كان غريغ ستوكر، الجندي السابق في أفغانستان، يشاهد مع صديقه ترافيس جانز، ضابط المدفعية السابق في العراق، القصف الإسرائيلي لغزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتساءلا بذهول: هل يمكن حقا أن يلقى قنابل زنة 1000 رطل على واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم؟".

وبحسب التقرير نفسه، فإنّ: "ما رأوه لم يكن مجرد تغطية حرب، بل تكرار لجرائم عاشوها أو شاركوا فيها، واليوم يُدركون حجم الكارثة"، مردفا أن: "تلك المشاهد دفعتهم للتحرك، وبدأ ستوكر بنشر انتقادات على حسابه في إنستغرام، الذي لم يكن يضم أكثر من 155 متابعًا، وسرعان ما تحوّل إلى منصة مؤثرة تضم اليوم أكثر من 350 ألف متابع، ويقدّم عبرها شهادات وتحليلات تستند إلى خبرته العسكرية، داحضًا روايات الاحتلال".

وأبرز: "عندما نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، صورًا لمخبأ إلكتروني، زاعمًا أنه لصناعة "سترات انتحارية"، ردّ ستوكر بأن هذه أدوات لشحن الأجهزة في ظل انقطاع الكهرباء. مضيفا: نحن نعلم أن هذه قنابل تحدث انفجارات ثانوية وضغطًا قاتلًا ضمن دائرة نصف قطرها 50 مترا، وغالبًا ما يكون الضحايا من المدنيين، خصوصا الأطفال".


وتابع: "كنا نشاهد على الشاشات ضباطًا سابقين في سلاح الجو الأمريكي يبررون تلك الضربات علنًا، ويكذبون بشأن قواعد الاشتباك وقانون الحرب، وأدركت أن هناك فجوة أخلاقية هائلة، وأني لا أستطيع السكوت".

إلى ذلك، أشار التقرير إلى أنّ: "الحالة ليست فردية، بل تتّسع جندي المشاة السابق ونائب رئيس منظمة "قدامى المحاربين من أجل السلام" جوش شورلي، الذي قال إن عدد المنتسبين الجدد إلى المنظمة تضاعف في العام الأخير ثلاث أو أربع مرات مقارنة بالسنوات الماضية، وهو يرى أن مشاهدة الفظائع في غزة أثارت إحساسا عميقا بالذنب والمسؤولية لدى العسكريين السابقين".

"أحد كبار ضباط الجيش الأمريكي، الرائد هاريسون مان، استقال من منصبه احتجاجا على ما يحدث في غزة، ليصبح أعلى مسؤول أميركي ينسحب بسبب هذه الحرب، أما الكابتن السابقة بريتاني راموس ديباروس، فتقود منظمة "محاربين قدامى ضد الحرب"، وقال إن الوعي يتزايد كلما سقط قناع: القيم الأمريكية" وفقا للتقرير نفسه.

واسترسل بأن: "هؤلاء المحاربون لم يكتفوا بالكلمات، بل ساروا آلاف الكيلومترات، تظاهروا أمام مصانع الأسلحة، واعتصموا مع الطلاب، وزاروا مكاتب جميع أعضاء الكونغرس الأمريكي، وسلّموهم رسائل تطالب بوقف تسليح إسرائيل والتحقيق في دعم إدارة بايدن المحتمل لجرائم حرب".

ومضى بالقول إن: "الرسائل استندت إلى قوانين أمريكية مثل "قانون جرائم الحرب" و"قانون ليهي" و"قانون مراقبة تصدير السلاح"، التي تمنع تقديم الدعم لأي جهة تنتهك اتفاقيات جنيف أو ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".

وأورد: "جمعت ضابطة الاستخبارات السابقة وأم لأربعة، جوزفين غيلبو، آلاف الصور لأطفال شهداء في غزة، قائلة: لست بحاجة لمعرفة ما تقوله وسائل الإعلام.. أرى الحقيقة بعينيّ؛ ومن خلال إنستغرام، زادت من نشاطها، وانضمت إلى وفود المحاربين الزائرة للكونغرس".


وختم بالقول: "فيما قالت الضابطة السابقة البالغة من العمر 30 عاما يبيكا روبرتس، إنها حضرت مظاهرة ضد خطاب بنيامين نتنياهو أمام الأمم المتحدة، وهناك أدركت مدى "نفاق" الرواية الأميركية. أدركت أننا لسنا المنقذين، بل المعتدين. نحن متنمرون للغاية"، على حد الوصف.

واستطرد: "في إحدى أقوى لحظات الاحتجاج، وقف غريغ ستوكر أمام مركز التجنيد في تايمز سكوير، وأمام إعلان جريء للجيش الأميركي قال على الهواء مباشرة لمتابعيه: صدقوني، لا تضيّعوا شبابكم ولا تدفنوا أصدقاءكم من أجل هذا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال امريكا غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل

أستاذ وناشط حقوقي فلسطيني ولد عام 1994 في محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، عُرف بموقفه الثابت في الدفاع عن قريته ومناهضة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في منطقة مسافر يطا. ساهم عام 2019 في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي حاز جائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل عام 2025، ووثق معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال. واستشهد في 28 يوليو/تموز 2025 برصاص مستوطن إسرائيلي قرب منزله أثناء تصديه لعملية استيطانية.

المولد والنشأة

وُلد عودة محمد خليل الهذالين عام 1994 في قرية أم الخير شرق بلدة يطا بمحافظة الخليل، في قلب الضفة الغربية المحتلة.

وتعود أصوله إلى قبيلة الهذالين، إحدى القبائل البدوية العريقة التي استقرت في المنطقة بعد أن أجبرها الاحتلال الإسرائيلي على النزوح من موطنها الأصلي في بئر السبع عام 1948.

نشأ في كنف أسرة بدوية تعتز بأرضها، وتربى على قيم الصمود والتشبث بالأرض وعدم الاستسلام.

كان محبا للرياضة لا سيما كرة القدم، وشارك في مباريات ودية أقيمت في قريته ضمن فرق محلية مثل نادي مسافر يطا ونادي سوسيا، وآمن بأن الرياضة تعزز الانتماء وتُنمّي روح التحدي.

عودة الهذالين عمل مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة الصرايعة الثانوية الواقعة في البادية الفلسطينية (مواقع التواصل)الدراسة والتكوين

تلقى عودة تعليمه الأساسي في مدارس مسافر يطا، والتحق بمدرسة أم الخير الابتدائية عام 2000، وواصل دراسته رغم ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى المدارس بسبب مضايقات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

أظهر منذ صغره حبه لتعلم اللغات، وأبدى اهتماما خاصا باللغة الإنجليزية، مما دفعه لإكمال تعليمه الإعدادي والثانوي في مدرسة الصرايعة التي تخرج فيها عام 2012. وواصل دراسته الجامعية في جامعة الخليل، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية عام 2016.

تزوج الهذالين وأنجب ثلاثة أطفال وهم وطن ومحمد وكنان.

المسيرة النضالية

عمل عودة بعد تخرجه مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة الصرايعة الثانوية الواقعة في البادية الفلسطينية، لكنه لم يكتف بالدور التعليمي، بل سرعان ما برز ناشطا في مجال حقوق الإنسان ومقاومة الاستيطان جنوب الضفة الغربية.

وعرفه المحليون والدوليون بأنه صوت قرية "أم الخير" والمدافع الأول عن سكانها، وأصبح المتحدث غير الرسمي باسمها، خاصة في الأوساط الحقوقية والإعلامية.

تولى لفترة طويلة مسؤولية المرافعة الميدانية، واستقبل الوفود الأجنبية من دبلوماسيين وصحفيين ونشطاء حقوقيين، وقادهم في جولات توثيقية داخل المناطق المهددة بالهدم، موضحا واقع البيوت التي أصبحت خياما، والأراضي التي صودرت لصالح التوسع الاستيطاني.

إعلان

بالعربية والإنجليزية، قدّم الهذالين شهادات حية ومؤثرة نقلت معاناة قريته إلى العالم، مستخدما لغة بسيطة لكنها قادرة على النفاذ إلى الضمير الإنساني.

عودة الهذالين شارك في إنتاج فيلم "لا أرض أخرى" الذي فاز بأوسكار أفضل فيلم وثائقي طويل (مواقع التواصل)"لا أرض أخرى"

شارك الهذالين في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي صُوّر على مدى أربع سنوات (2019-2023) وانتهى العمل عليه قبل أيام قليلة من اندلاع عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وهو إنتاج مشترك بين فلسطين والنرويج، حصد أصداء واسعة في الأوساط السينمائية والحقوقية، وفاز بجائزتي "أفضل فيلم وثائقي" و"جائزة الجمهور" في مهرجان برلين السينمائي عام 2024، ثم حقق إنجازا تاريخيا بفوزه بجائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل في الدورة الـ97 للأكاديمية، التي أُقيمت يوم 2 مارس/آذار 2025 على مسرح دولبي في هوليود.

وسلّط الفيلم الضوء على معاناة الفلسطينيين في قرية مسافر يطا جنوب محافظة الخليل، وركز على حياتهم التي يقضونها في المقاومة للبقاء والعيش في أرضهم رغم القمع والاستيطان.

وأثار فوز الفيلم بجائزة أوسكار موجة غضب كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، واعتبرته الحكومة الإسرائيلية "لحظة حزينة للسينما العالمية"، ذلك أنه جسّد حقيقة النكبة التي ترفض روايتها.

الاستشهاد

استشهد عودة محمد خليل الهذالين مساء يوم الاثنين 28 يوليو/تموز 2025، وذلك بعدما أطلق مستوطن إسرائيلي النار مباشرة على رأسه أمام منزله في قرية أم الخير.

ووفقا لشهادات الأهالي، جاء الاعتداء في سياق اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي برفقة جرافة عسكرية أراضي القرية لتوسيع مستوطنة "كرميئيل" المقامة على الأراضي المصادرة.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن المستوطن المسؤول عن إطلاق النار هو ينون ليفي، أحد أبرز المستوطنين المعروفين بتورطهم في اعتداءات ممنهجة ضد الفلسطينيين جنوب الضفة الغربية.

ويُذكر أن ليفي هذا مُدرج منذ عام 2023 في قوائم العقوبات الأميركية والبريطانية والأوروبية والكندية، ضمن حزمة شُرعت لمحاسبة المستوطنين المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة (ج) من الضفة الغربية.

سياسات قمع إسرائيلية

وفي 29 يوليو/تموز 2025، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي خيمة عزاء الشهيد عودة الهذالين في قرية أم الخير، واعتدت على عدد من النشطاء والصحفيين الأجانب ثم طردتهم بالقوة، وأعلنت المنطقة "عسكرية مغلقة"، في محاولة واضحة لمنع أي مظاهر للتضامن المحلي والدولي.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن القوات طردت المعزين بالقوة من العزاء واعتقلت ناشطتين أجنبيتين كانتا ضمن المتضامنين.

مقالات مشابهة

  • تحول لافت في الرأي العام الأمريكي.. 60% ضد استمرار الحرب في غزة
  • وزارة المالية: باشرنا إجراءات تحويل الرواتب لأهلنا والأخوة العاملين بالقطاع العام في محافظة السويداء، إلا أننا تفاجأنا بتعرض بعض هذه الأموال للسطو المسلح من قبل مجموعات خارجة عن القانون، ومنها السطو على فرع المصرف التجاري السوري في مدينة شهبا، الأمر الذي
  • عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل
  • خبراء للجزيرة نت عن زلزال روسيا التاريخي: أدركنا همسات الأرض بأثر رجعي
  • إيران تطالب أمريكا بتعويضات عن خسائرها خلال الحرب مع جيش الإحتلال
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • تململ وتحولات مفاجئة.. هل بدأ اليمين الأمريكي بمراجعة علاقته مع إسرائيل؟
  • عماد الدين حسين: أمريكا تمد إسرائيل بالسلاح والمال والدعم السياسي
  • كيف تقوّض فظائع غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي وتُشعل تمردا صامتا بين صفوفه؟
  • المستشار الألماني: حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني