سبب استبعاد الحكم غرادو من كلاسيكو نهائي كأس إسبانيا
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
أشارت تقارير صحفية إلى أن الحكم سيزار سوتو غرادو كان المرشح الأوفر حظا لتحكيم المباراة النهائية بين برشلونة وريال مدريد، في نهائي كأس إسبانيا لكن في آخر المطاف وقع الاختيار على ريكاردو دي بورغوس بنغويتشيا.
وكان من الممكن أن يكون نهائي كأس ملك إسبانيا بمثابة مباراة وداعية لغرادو، الذي سيبلغ 45 عاما في يونيو/حزيران المقبل.
وكشفت صحيفة "كونفيدونسيال" عن أن توتر العلاقة بين غرادو ورئيس لجنة الحكام ميدينا كانتاليخو، إلى جانب أخطائه الجسيمة في مباراة ألافيس وريال مدريد جعلته خارج قائمة تحكيم نهائي الكأس.
ورغم إدارته 3 مباريات أوروبية هذا الموسم، في دوري المؤتمر والدوري الأوروبي، فإن غرادو دفع ثمن خلافه مع كانتاليخو مثلما حدث مع الحكم ماتيو لاهوز.
خلال مباراة ديبورتيفو ألافيس وريال مدريد أشهر حكم المباراة سوتو غرادو البطاقة الصفراء في وجه كيليان مبابي بسبب تدخله العنيف على أنطونيو بلانكو. لكن تقنية الفيديو أجبرته على التراجع عن قراره، وتغيير البطاقة الصفراء الأولى إلى بطاقة حمراء وطرد اللاعب الفرنسي.
وقال مصدر من اللجنة الفنية للتحكيم عندما سُئل عن استبعاد سوتو غرادو: "لا يوجد شيء محدد، ولكن هكذا تسير الأمور عادة".
وتقول الصحيفة إن غرادو يعاني الآن مما عانى منه ماتيو لاهوز في وقته، عندما كان في خضم صراع مع كانتاليخو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات البطاقة الصفراء
إقرأ أيضاً:
نادية صبرة تكتب: الجوع والدم
منذ بدأت المجاعة تطبق على أنفاس غزة، أصبح الخبز أثمن من الذهب وصار الناس يتسابقون إلى الموت لا إلى الحياة، وفي مشهد يعيد إلى الذاكرة صور حصار بيروت وجرائم صبرا وشاتيلا قتل العشرات من الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال فقط لأنهم اقتربوا من موقع يفترض أنه مخصص لتوزيع المساعدات الإنسانية التي تشرف عليها شركة أمريكية خاصة داخل القطاع.
حين يصبح الخبز فخا للقتل واصطياد الضحايا، ففى الأيام الماضية رصدت طائرات استطلاع إسرائيلية تحوم فوق المناطق المخصصة لإنزال المساعدات، وما إن اقترب المدنيون الجياع من الشاحنات حتى بدء القنص.
شهادات من الهلال الأحمر الفلسطيني تؤكد أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على الحشود المتجمعة قرب نقط الإنزال مخلفين عشرات القتلى والجرحى في دقائق، ليس فى الأمر اشتباه بوجود مقاومين ولا حتى ادعاء بوجود تهديد فقط فلسطينيون يلهثون خلف كيس طحين.
وبحسب وزارة الصحة فى غزة، ارتفع عدد الضحايا خلال الأسبوع الأخير فقط إلى أكثر من ثمانين شهيدا في ثلاثة حوادث متكررة عند مواقع توزيع المساعدات، فيما أصيب أكثر من مائتين آخرين بجراح متفاوتة أغلبها ناجمة عن الرصاص الحي.
كثير من الجثث كانت ممزقة الأجساد وبعضها دهستها عربات المساعدات فى الفوضى التي تلت إطلاق النار، وأصبح واضحا للجميع أن الخطة الأمريكية ما هي إلا شاحنات بغطاء عسكري، فمنذ بدأت الولايات المتحدة تنفيذ خطة “المساعدات البديلة” بعد استبعاد وكالات الأمم المتحدة، تحديدا الأونروا، من عمليات التوزيع فى غزة والنتائج كارثية، فالشركات الأمريكية الخاصة التي تتولى عملية الإسقاط والتوزيع لا تمتلك خبرة إنسانية ولا آلية واضحة للتنسيق مع السكان أو السلطات المحلية.
والأنكى أن الجيش الإسرائيلي هو من يحدد مواقع الإنزال ويشرف عمليا على حركة الشاحنات، وكأن الجوع وحده لا يكفي لذا جاء توزيع المساعدات ليضيف نكهة الدم إلى الطحين فى ظل غياب التنسيق مع المنظمات الدولية.
وفى غياب أي ضمانات لحماية المدنيين، تحولت المساعدات إلى مصيدة مفتوحة كل من يقترب يقتل لا فرق بين طفل جائع أو امرأة تبحث عن الدواء لذلك كان استبعاد الأمم المتحدة جريمة مقصودة، فحين قررت الولايات المتحدة وإسرائيل استبعاد الأونروا بذريعة “التورط مع حماس” لم يكن الهدف حماية المدنيين بل تجويعهم ولكن بشكل أكثر تنظيما وبطريقة شيطانية مبتكرة ظاهره رحمة وباطنه عذاب.
إن الأونروا رغم كل الانتقادات المزعومة كانت على الأقل قادرة على الوصول إلى السكان وتملك خبرة عقود فى التعامل مع أزمات اللاجئين، أما اليوم فالتوزيع يجري بلا خريطه بلا إشراف وبلا رحمة.
المفارقة أن الشاحنات الأمريكية لا تدخل من المعابر بل يتم إنزالها جوا فى مشاهد أقرب لأفلام الأكشن، بينما يتجمع الناس من كل صوب في غياب النظام والضمانات الأمنية، وحين تشتد الفوضى تكون البنادق الإسرائيلية حاضرة لتعيد الهدوء على طريقتها المعتادة الرصاص أولا، ولا أعرف بماذا سيصف التاريخ هذه المشاهد العبثية ولمن سيحمل مسئولياتها؟!
فى النهاية لم تعد المساعدات عملا إنسانيا بل غطاء سياسي لجرائم حرب يومية والمشهد واضح خطة أمريكية تتولى فيها شركات، خاصة إلقاء الفتتات على رؤوس الجوعى، فيما يطلق الاحتلال الرصاص على من يجرؤ على الاقتراب والنتيجة مذبحة خبز وتطبيع للموت وتصوير الجريمة على أنه حادث عرضي أو رد فعل أمني، والعالم لا يسمع ولا يرى ولا يعلق منه إلا القليل وعلى استحياء.