لماذا يجب استبدال الإضاءة الصفراء؟
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
في ظلّ التطور التكنولوجي المتسارع، ما زالت العديد من المدن حول العالم -ومنها مدن عربية- تتشبث بمصابيح الشوارع الصفراء العتيقة، غير مدركة أن هذا الاختيار يُهدد سلامة المواطنين ويُكبّد الاقتصاد خسائرَ فادحة. فوفقًا لدراسات علمية حديثة، تُعد الإضاءة الصفراء من أخطر العوامل الخفية وراء ارتفاع حوادث السير ليلًا وزيادة معدلات الجريمة، ناهيك عن تأثيرها السلبي على الصحة النفسية للمجتمع.
أظهرت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في عام 2020 أن الإضاءة الصفراء (أقل من 3000 كلفن) تقلل وضوح الرؤية بنسبة 40% مقارنة بالإنارة البيضاء (4000 كلفن)، ما يرفع حوادث الدهس بنسبة 50%، خاصة بين كبار السن والأطفال الذين يعتمدون على المشي. أما على مستوى الأمن، فقد ربط تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في (2022) بين الإضاءة الخافتة وزيادة جرائم السرقة بنسبة 30% في المناطق الحضرية، إذ توفر الظلال بيئة مثالية للمجرمين.
لا تقتصر الآثار السلبية على الجوانب المادية، بل تمتد إلى الصحة النفسية. فبحسب بحث نُشر في مجلة Environmental Psychology (2021)، يرتبط التعرّض الطويل للضوء الأصفر بزيادة الشعور بالكآبة والإرهاق البصري، في حين يحاكي الضوء الأبيض سطوع النهار الطبيعي، مما يُحسّن المزاج ويُعزز الإنتاجية.
على الجانب الاقتصادي، تشير بيانات البنك الدولي (2023) إلى أن تحويل الإنارة إلى مصابيح LED بيضاء يوفر 60% من استهلاك الطاقة، كما حدث في مدينة الرياض التي خفّضت فواتير الكهرباء بنسبة 55% بعد التحول عام 2022. وعلى الرغم من التكلفة الأولية المرتفعة للتحديث، تُظهر تجارب مدن مثل لوس أنجلوس أن الاستثمار يُعوّض نفسه خلال 3 سنوات فقط.
في المقابل، تُبرر بعض البلديات تمسكها بالإنارة الصفراء برغبتها في «الحفاظ على الطابع التراثي». لكن خبراء يُذكّرون أن التقنيات الحديثة توفّر خيارات مثل مصابيح LED بيضاء دافئة (3000 كلفن) تحاكي الجو التراثي دون التضحية بالوضوح أو الكفاءة.
الحلول موجودة، لكنها تنتظر إرادة لأن في ذلك حفاظ على أرواح المواطنين ويُقلل الهدر من موارد الدولة، لنخطو نحو مدن أكثر أمانًا وحداثة
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
لماذا يتصرف طفلك في عمر الثالثة كمراهق؟
من المذهل دائما، أن تشاهد طفلك الصغير يكبر وينمو وتتطور شخصيته ويكتسب مهارات وسمات شخصية جديدة، ولكن في نفس الوقت، لا تخلو هذه المراحل المبكرة المذهلة من التحديات والمصاعب.
مع دخول الأطفال الصغار مرحلة الطفولة المتأخرة وسنوات ما قبل المدرسة المبكرة، يجد العديد من الآباء أطفالهم الصغار يتحولون إلى أطفال جريئين ومتمردين، بداية من سن الثالثة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بعد نجاح "ترند الكركم".. إليك 5 تجارب منزلية تشعل فضول طفلكlist 2 of 2"فتيات العنب" جددن الأحزان.. دفتر أحوال عمالة الأطفال بمصر مُثقل بمآسٍend of listما سبب هذا التحول في السلوك الذي يتجاوز الحدود تحديدا في هذا السن؟ وكيف يمكن للآباء تجاوزه بسلامة عقلهم؟ في هذا التقرير نستعرض السمات الأساسية لمرحلة ما يُعرف باسم "مراهقة سن الثالثة"، وذلك كما يحب خبراء التربية والأمومة تسميتها، لتشابهها إلى حد كبير مع تحديات مرحلة المراهقة.
إذا لاحظتِ أن طفلك النشِط بدأ فجأة في التصرف بعناد يشبه سلوك المراهقين، فاعلمي أنه دخل مرحلة تُعرف بـ"مراهقة سن الثالثة"، وهي مرحلة طبيعية، لكنها حساسة في نمو الطفل. يُطلق هذا الوصف على السلوك المعارض والمبالغ في التحدي الذي يُبديه بعض الأطفال في عمر الثلاث سنوات، كوسيلة لتأكيد استقلاليتهم وتكوين شخصيتهم.
ورغم أن الطفل لا يزال صغيرا، إلا أن ملامح هذه المرحلة تشبه كثيرا ما يمر به المراهقون، من حيث رفض الأوامر، والرغبة في الاستقلال، والانفعالات السريعة، ومن هنا جاء استخدام هذا المصطلح.
ويرجع سبب تذبذب طفلك بين السعادة الغامرة والتقلب المزاجي الشديد إلى طبيعة منحنى التعلم في مرحلة الطفولة. فبين عمر 18 و24 شهرا، يبدأ الأطفال الصغار في إظهار مزيدٍ من الاستقلالية.
وبحلول سن الثالثة، يصبح الأطفال أكثر قدرة على فهم أفكارهم وشخصياتهم ومشاعرهم والتعبير عنها، لكن سيطرتهم عليها تبقى محدودة، بسبب عدم نضجهم العاطفي الكافي.
إعلانكل هذه التطورات والتغيرات وما يصحبها من تقلبات مزاجية ترتبط بتطور القشرة الجبهية، وهي الجزء من الدماغ الواقع خلف الجبهة ويساعد على التفكير المنطقي وحل المشكلات وتأجيل الإشباع وتنظيم المشاعر. وهي جميع المهارات المعرفية التي نحتاجها لإدارة مشاعرنا وسلوكنا. ومع ذلك، لا تتطور القشرة الجبهية تطورا كاملا إلا بعد بلوغ الشخص العشرينات من عمره.
وبصورة أساسية، ترجع هذه المرحلة إلى عوامل 4، وهي: اختبار الطفل مشاعر قوية وجياشة، ورغبته في اختبار الحدود ومعرفة قدراته، وتطوره اللغوي الجديد واكتساب قدرات التعبير عن نفسه، والرغبة في فرضه مزيدا من السيطرة.
التحديات الأساسية للمرحلة والتعامل معها:1- صعوبة التعامل مع مشاعره الجياشة، حتى مع تزايد مفرداته: يتعلم طفلك البالغ من العمر ثلاث سنوات كلمات وعبارات يوميا، لكن ذلك لم يُترجم بعد إلى قدرة كاملة على التعبير عن احتياجاته بوضوح، خاصة في اللحظات المشحونة عاطفيا.
هنا، قد يفيد التحدث إلى طفلك الصغير عن مشاعره العاطفية أكثر من أي وقت مضى، لكن الدموع والصراخ اليومي أو حتى كل ساعة قد يظل تحديا دائما. وعن ذلك تشرح الدكتورة إيلين كوهين، المعالجة النفسية وخبيرة التربية والطفولة أن "الطفل لا يزال غير مستعد من الناحية التنموية للتحكم في مشاعره. إذا رأى شيئا مضحكا، سيضحك ضحكا لا حد له. ثم إذا حدث شيء وشعر بالحزن، فسيبكي بكاءً لا يُطاق". لافتة إلى أن هذا كله جزء من عملية النمو، إذ لا يملك أي طفل، أو حتى البالغين، سيطرة كاملة على مشاعرهم طوال الوقت، والأطفال في سن الثالثة بدأوا للتو في فهم ذلك.
2- ترديد عبارة "سأفعل ذلك بمفردي!": يتطور الأطفال في سن الثالثة بسرعة في قدرتهم على أداء المهام المعقدة جسديا، لكنهم ما زالوا غير قادرين على فعل كل ما يريدونه. وعليه فعندما تُصرّ على فعل معظم الأشياء لطفلك، فقد يُقاوم، مُحاولًا القيام بالأشياء التي يتعلمها. ومن المهم هنا تقبّل أنه، في بعض الأحيان، ستُضطر هذه الشخصية الصغيرة والمُتسلطة إلى تجربة أشياء جديدة، لكي تتعلم حدودها وقدراتها.
3- عليك أن تكرر نفسك مرارا وتكرارا: يتشابه سن الثالثة مع فترة المراهقة في ما يُعرف بـ "الاستماع الانتقائي"، وعليه قد لا يحفظون ببساطة الأشياء التي تُقال لهم؛ وللحصول على أفضل النتائج، يجب أن تفترض أن طفلك لا يجيد الإنصات، وذلك لأنه يستوعب كثيرا ويتعلم طوال الوقت، لذا قد تكون المرة الخامسة التي تطلب منه فيها العثور على حذائه هي المرة الأولى التي يستوعب فيها الأمر.
4- تعلُّم كيفية حل النزاعات: قد يلجأ الأطفال في سن الثالثة إلى الضرب أو العض أو الدفع كطريقة للتعامل مع النزاعات. ولأنهم يتصرفون باندفاعية في تلك اللحظة، فهم لا يفهمون الفرق بين مهارات حل النزاعات المناسبة وغير المناسبة.
كوالد أو أم لطفل في هذا السن، من المهم أن تُظهرا له بهدوء الطرق المناسبة وغير المناسبة للتعبير عن المشاعر وحل المشكلات مع الآخرين أولاً من خلال العمل كقدوة له في إظهار كيفية استجابتك للنزاعات، ومن خلال التحدث معهم حول حلولهم الخاصة.
إعلان5- تعلُّم مفهوم التعاطف مع الآخرين: يبدأ التعاطف بالتطور لدى الأطفال في سن الثالثة تقريبا، إذ يمكنهم التفاعل مع الآخرين عندما يتألمون، ويمكنكِ تثقيفهم عن مشاعرهم بسؤالهم عن مشاعرهم واختيار الكلمات المناسبة للتعبير عن حالتهم، الأمر الذي من شأنه تقليل نوبات الغضب والانفعال.
وختاما، من المهم لكل أب وأم في هذه المرحلة العمرية الدقيقة أن يتذكرا أن الثبات والصبر هما الأساس والأصوب في التعامل مع تحدياتهم اليومية. كذلك لا يجب أخذ كلام الطفل في هذا السن على محمل شخصي، وعليهما شرح الأمور دون المبالغة في الانفعال أو الغضب.
وفي نهاية المطاف، سيقلل أطفالنا في سن الثالثة من نوبات غضبهم وسيتعلمون كيفية الانتقال أفضل في الحياة إذا تصرفنا كبالغين معهم في المقام الأول.