سلطان: جمعت وثائق الاحتلال البرتغالي طوال 15 عاماً
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
كشف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الأطماع البرتغالية في الخليج العربي وأساليبهم الرامية إلى إضعاف اقتصاد عمان عبر اتفاقيات كانت تعقد بين البرتغاليين وسلاطين الهند.
جاء ذلك في مقدمة أحدث إصدارات سموه، بعنوان «البرتغاليون في بحر عُمان.. أحداث في حوليات من 1497 إلى 1757م»، الصادر عن منشورات القاسمي وقام سموه بتوقيع هذا المنجز التاريخي الجديد خلال معرض مسقط الدولي للكتاب، الذي يقام تحت شعار «التنوع الثقافي ثراء الحضارات».
صدر هذا السفر الكبير في واحد وعشرين مجلداً باللغة العربية ومثلها باللغة الإنجليزية ويتراوح عدد صفحات المجلد الواحد بين 400 و600 صفحة، بمجموع كلي يصل إلى 10500 صفحة ويحتوي كل مجلد على مجموعة من الوثائق والرسائل، حيث بلغ مجموع الوثائق في الحولية 1138 وثيقة، تم جمعها من مراكز الوثائق حول العالم.
ولا يقتصر الكتاب الذي جاء مرتباً حسب التسلسل الزمني، على إيراد الرسائل فحسب، بل يضم كتباً كاملة ومؤلفات نادرة لمؤلفين برتغاليين تنشر للمرة الأولى، ما يجعله كنزاً تاريخياً لا يقدر بثمن، يرصد أحداثاً مهمة وحيوية وأحداث معارك وقعت في تلك الفترة وامتدت إلى 260 سنة، دارت وقائعها في بحر عمان الذي شهد تحركات الأساطيل البرتغالية وهي تشق طريقها إلى الهند.
ويميط صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، اللثام عن حقائق تاريخية تذكر للمرة الأولى، مع تحقيق علمي رصين، ودراسة مستفيضة موثقة بالأدلة وبجهود حثيثة وسعي دؤوب وسلك سموه فيه منهجاً فريداً، حيث استطاع اقتناء مجموعة كبيرة من المخطوطات البرتغالية والهولندية والبريطانية، استغرق جمعها مدة طويلة.
وغاص سموه في بطون المخطوطات، بمراحل من العمل العلمي الجاد، بدءاً من فرزها حسب السنوات وتصنيفها، ثم ترجمتها، لذا فإن القارئ عندما يقلب صفحات الكتاب سينتقل في رحلة عبر الزمن لوقائع وأحداث تاريخية سطرتها أقلام البرتغاليين في مراسلاتهم وخطاباتهم ومؤلفاتهم، كما سيشعر القارئ، أيضاً تُجلَى طبيعة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والظروف والأحوال التي شهدتها منطقة بحر عمان في تلك الفترة.
ويعد هذا الإصدار إضافة نوعية وإثراءً قيماً للمكتبة العربية والعالمية ومرجعاً هاماً للباحثين والمهتمين بتاريخ العرب، حيث يقدم معلومات وحقائق ظلت لفترة طويلة بعيدة عن متناول القراء.
واعتمد صاحب السمو حاكم الشارقة، منهجاً اعتمده المؤرخون في الإسلام لسرد قصص وأخبار من سبق من الأمم، حيث وصف سموه مواقع وأمكنة بتفاصيلها مكانيّاً وزمانيّاً وبإيضاح المعنى الدقيق والفهم العميق للأحداث الرئيسة.
وممّن كان له السبق في هذا المنهج المؤرخان الكبيران، الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن الكوفي وأبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي، حيث إن الحوليات نوعان، أولهما مسلك سرد الأحداث في سنة من السنوات دون التقيد بذكر منطقة معينة أو مكان معين والثاني يتناول أحداث منطقة معينة وفق تسلسل زمني دقيق.
بالعودة إلى التفاصيل التي جاءت في كتاب «البرتغاليون في بحر عُمان»، فقد كانت التجارة بين الشرق والغرب ومنذ الأزمان البعيدة، تسلك طريقين رئيسين، الأول طريق البحر الأحمر ومصر، والآخر طريق الخليج العربي والعراق والشام وكلاهما تحت السيطرة العربية، لكن تلك الطرق كان يتم إغلاقها بسبب الخلافات السياسية والنزاعات وعندما تغلق تنقطع البضائع المترفة عن الوصول إلى أوروبا، عدا ما كان يصل إليها عن طريق أواسط آسيا.
ويسرد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، تفاصيل حركة وصول البضائع إلى أوروبا في بداية القرن الخامس عشر عن طريق «جنوة» والبندقية «فينيسيا»، لكن جنوة خسرت موقعها التجاري بعد احتلال الأتراك للقسطنطينية عام 1453، كما أن الصراع بين البندقية والمماليك في مصر أبعد البندقية من المنافسة، لذا كان البحث عن طريق يوصل أوروبا بالهند مطلب جميع الدول الأوروبية، لأنه سيجلب لها الشهرة والمال الوفير.
ووفقاً لما حملته سطور الكتاب، فقد وصل الأسطول البرتغالي بقيادة «فاسكو دا غاما»، عبر رأس الرجاء الصالح بجنوب إفريقيا، إلى شرقي إفريقيا ومن ثم إلى الهند وذلك عام 1497، ثم تتالت الأساطيل الحربية البرتغالية لتحتل أجزاء من الهند وبلداناً على شاطئ بحر عُمان وسواحل فارس واستمر ذلك الاحتلال والتسلط على خيرات تلك البلدان حتى عام 1757.
وكشف سموه، أنه جمع الوثائق الخاصة بذلك الاحتلال الذي دام مئتين وستين عاماً، من جميع مراكز الوثائق في العالم وقد استغرق ذلك خمسة عشر عاماً وبعد ذلك الجهد قام سموه بترجمة تلك الوثائق من اللغة البرتغالية إلى اللغة الإنجليزية ومن ثمّ إلى اللغة العربية وكانت تحتوي على جميع الأحداث التي جرت والتي كانت توثق تلك الحوادث من مصادر مختلفة.
ولفت سموه إلى أنه صنف تلك الوثائق في مجلدات، باللغة العربية وباللغة الإنجليزية، راجياً أن يكون هذا العمل عوناً للدارسين والباحثين الذين يهمهم تاريخ عُمان والبلدان المجاورة له، سائلاً الله أن يجزى النفع بما أدى من واجب وأن يكون العمل خالصاً لوجه الله تعالى.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات حاكم الشارقة البرتغال
إقرأ أيضاً:
البرتغالي هيليو سوزا مدربا جديدا للمنتخب الكويتي.. من يكون؟
أعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم اليوم الدمعة عن تعيينَ البرتغالي هيليو سوزا (55 عاما) مدربا جديدا للمنتخب الوطني الأول.
ونشر حساب الاتحاد الكويتي لكرة القدم على موقع "إكس" صورة للمدرب البرتغالي مرفقا إياها بـ"هيليو سوزا أهلا بك في الكويت" باللغة الإنجليزية.
البرتغالي هيليو سوزا مدرباً لمنتخب الكويت الوطني الأول لكرة القدم#KuwaitFA pic.twitter.com/EAXwVpoi8B
— KuwaitFA (@KuwaitFA) July 31, 2025وأضاف في منشور ثان:"أعلن رئيس مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ أحمد اليوسف الصباح التعاقد مع المدرب البرتغالي هيليو دي سوزا لقيادة منتخب الكويت الوطني الأول لمدة عامين".
أعلن رئيس مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ أحمد اليوسف الصباح التعاقد مع المدرب البرتغالي هيليو دي سوزا لقيادة منتخب الكويت الوطني الأول لمدة عامين.
جاء ذلك قبل البدء باجراءات قرعة دوري زﻳﻦ اﻟﻤﻤﺘﺎز ﻟﻠﻤﻮﺳﻢ اﻟﺮﻳﺎضي 2025-2026، ﻓﻲ ﻗﺎعة الدانة ﺑﻔﻨﺪق… pic.twitter.com/e96XjN46DI
المدرب الذي سيتولى قيادة الأزرق لمدة عامين، سبق له أن أشرف على المنتخب البحريني في الفترة بين 2019 -2023 قبل أن يتولى تدريب نادي قطر في موسم 2023-2024.
وسيحل هيليو سوزا خلفا للأرجنتيني خوان أنتونيو بيتسي الذي استلم المهمة في تموز / يوليو 2024 بعد تأهل المنتخب إلى الدور الثالث الحاسم من تصفيات آسيا المؤهلة لمونديال 2026 بقيادة البرتغالي روي بينتو، قبل أن يغادر من دون أن يعلم الاتحاد الكويتي بذلك، لكنه عاد واعتذر عما حصل وأكمل مشواره حتى نهاية التصفيات المونديالية التي انتهى فيها مشوار الكويت في المركز الأخير لمنافسات المجموعة الثانية.
ووُلد البرتغالي هيليو سوزا في 12 يوليو عام 1969، وارتبط اسمه طيلة مسيرته كلاعب بنادي فيتوريا دي سيتوبال، حيث أمضى كامل مشواره الكروي بين صفوفه، وكان أحد العناصر البارزة في المنتخب البرتغالي الذي توّج بلقب كأس العالم للشباب عام 1989، والتي أُقيمت منافساتها في المملكة العربية السعودية.
امتدت مسيرته مع فيتوريا دي سيتوبال إلى 18 موسمًا، كان خلالها من الركائز الأساسية للفريق، وتميز بحضوره القوي على مدار 10 مواسم متتالية، منها 3 مواسم في دوري الدرجة الثانية.
وتميز بقيادته للفريق داخل الملعب، حيث ارتدى شارة القيادة، وكان رمزًا للوفاء والانتماء حتى لحظة اعتزاله عام 2005، عن عمر ناهز 36 عامًا، بعد أن ساهم في تتويج ناديه بلقب كأس البرتغال، إثر الفوز على بنفيكا بنتيجة 2-1 في المباراة النهائية.
وخلال مسيرته، خاض سوزا 423 مباراة رسمية، سجل خلالها 21 هدفًا، وتُوّج بلقبين بارزين: كأس العالم للشباب 1989، وكأس البرتغال 2005، ليضع بصمة واضحة في تاريخ الكرة البرتغالية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات السنية.
بدأ هيليو سوزا مسيرته التدريبية من حيث أنهى مشواره كلاعب، حيث تولى تدريب نادي فيتوريا دي سيتوبال، قبل أن ينتقل لقيادة فريق كوفيليا البرتغالي.
ورغم تقدمه في السلك التدريبي، قرر عام 2009 التراجع خطوة إلى الخلف، ليشغل منصب مساعد مدرب في المنتخب البرتغالي تحت 19 عامًا، تمهيدًا لانطلاق رحلة طويلة مع المنتخبات السنية.
تنقل سوزا بعدها بين عدة منتخبات للفئات العمرية في البرتغال، حيث تولى تدريب منتخبات تحت 17، 18، 16، 19، و20 عامًا.
وفي عام 2011، عاد مجددًا كمساعد مدرب للمنتخب البرتغالي تحت 18 عامًا، قبل أن يُمنح مسؤولية قيادة عدد من المنتخبات الشابة.
ورغم أن معظم تجاربه كانت لفترات قصيرة، إلا أن أبرز محطاته تمثلت في قيادته منتخب البرتغال تحت 17 عامًا للتتويج بلقب كأس أمم أوروبا عام 2017، بينما كان أكثر ظهور له من حيث عدد المباريات مع منتخب تحت 19 عامًا، الذي قاده في 35 مباراة دولية منذ عام 2016.
في 1 آب / أغسطس 2019، بدأ هيليو سوزا مرحلة جديدة خارج بلاده، عندما عُيّن مديرًا فنيًا للمنتخب البحريني. خلال فترته التي امتدت حتى 2023، قاد المنتخب في 45 مباراة، حقق خلالها 26 انتصارًا، مقابل 7 تعادلات و12 خسارة، وتمكن من قيادة البحرين لتحقيق لقبين تاريخيين: كأس الخليج 2019 وبطولة غرب آسيا في العام ذاته.
وفي عام 2023، خاض تجربة جديدة مع نادي قطر القطري، لكنها لم تكن موفقة، حيث قاد الفريق في 19 مباراة، حقق خلالها 7 انتصارات فقط، وتعادل مرة واحدة، وتلقى 10 هزائم، مما أدى إلى تراجع الفريق واقترابه من منطقة الهبوط، لينتهي مشواره مع النادي بالإقالة قبل جولتين من نهاية الدوري.