سواليف:
2025-05-30@14:18:31 GMT

تأنيث التدريس: مرة أخرى!!

تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT

#تأنيث_التدريس: مرة أخرى!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
تتفاعل ردود الفعل المجتمعية، أو ممن يختطفون المجتمع، أو ممن يحاولون فرض الوصاية الأخلاقية والثقافية حسب رؤيتهم على #المجتمع، في حين يميل الطرف الآخر إلى عدم الصدام
معها؛ خوفًا من صدامه مع شرعيات قوية تفوق الشرعية القانونية!
لقد قيل الكثير في القرار، وكأن هناك
حكومة، أو سلطة، أو وزيرًا يريد تدمير المجتمع! ففي كل مفصل
نسمع الاتهامات نفسها: تدمير الأسرة، تمييع الشباب، دمار الأجيال ، وأخيرًا تهميش المعلمين الأبطال الذكور الذين أبلوا بلاءً حسنًا….

إلخ.
ليس المجال مناقشة هذه الأفكار
صوابًا، أو خطأً، بمقدار توضيح
أبعاد قرار تأنيث التدريس، وليس تأنيث المدارس!

(١)

واقع التدريس
لدينا مدارس حكومية، وخاصة تقارب ثمانية آلاف مدرسة.
ولدينا هيئات تدريسية تقارب
مائة ألف معلم ومعلمة. ولدينا
حوالي ٢،٥ مليون طالب وطالبة!
ومن الناحية الإحصائية البحتة:
عدد مدارس الإناث يفوق عدد مدارس الذكور. وعدد المعلمات ٧٠٪؜ من مجموع الهيئات التدريسية.
وعدد الطالبات يعادل عدد الطلاب.
وعدد الملتحقات ببرامج إعداد المعلمين بالجامعات يفوق كثيرًا جدّا عدد الملتحقين الذكور!
هذه الأوضاع وحدها تشير إلى اختلال كبير: طلاب ذكور يعادلون٥٠٪؜، ومعلمون ذكور يعادلون ٣٠٪؜ فقط!
وهذا يعني بوضوح أن طلابًا ذكورًا
لا يجدون معلمين ذكورًا!! فما الحل؟ هل نستورد لهم معلمين ذكورًا من الخارج؟ أم نكلف المعلمات بتدريسهم؟؟؟

(٢)

مقالات ذات صلة “ناشيونال إنترست” تكشف تفاصيل غير متوقعة عن جنازة البابا فرنسيس 2025/04/30

مستوى الأداء التدريسي
حتى الآن، فإن المعلمين الذكور هم من يدرسون الطلبة في الصفوف الرابع، والخامس، والسادس. وكان منتقدو التعليم من حراس المجتمع والأخلاق، يشكون من ميوعة الجيل، وتعرض الأطفال للتنمر، وضعف المدرسة، بل ويكيلون التهم للمعلمين الذكور بعدم الجدية، وضعف الانتماء للعمل، والبحث عن عمل إضافي…إلخ. ولم توجه مثل هذه التهم للمعلمات. فمدارس المعلمات” نسبيّا” أكثر أناقة، وأكثر انتظامًا، وأقل مشكلات. وفي ظل هذا الوضع ، لم نسمع من حرّاس الفضيلة إلا التهم نفسها: سيداو ، القهر الغربي،الهيمنة الأجنبية، تدمير الأسرة، ضياع الأجيال..،دمار الأمة!
فالتهم تحريضية جاهزة، لا علاقة لها بقرار تربوي، حتى لو عدنا لمناهج القرن السابع الميلادي، ومناهج قرون الظلام. فالمعلمات أكثر انتظامًا، وربما أكثر فاعلية إذا ما تلقين دعمًا تأهيليًا ورسميّا ومجتمعيّا. فالتعليم ليس مهنة نسائية، ولكنها تلائم النساء، والنساء يحتملنها أكثر. كما أن التعليم يوفر إجازات أكثر تحتاج لها المرأة في تدبير شؤون المنزل.

(٣)
المعلمة والنموذج الذكوري

لا أدري كيف نلحق الضعف والميوعة بوجود نموذج المرأة المعلمة في الصف الذكوري!ولماذا تنبهوا لغياب النموذج الذكوري الآن.
نحن أمام الحقائق الآتية:
-هناك حوالي٢٥٪؜ من الأسر الأردنية تديرها امرأة، وذلك بسبب هروب النموذج الذكوري من أسرته.
-وهناك نسبة ليست معدودة من الأسرة يفوق فيها النموذج النسائي القوي على نموذج ذكوري ضعيف، حيث السلطة، أو”التسلط” للمرأة! يعني النموذج الذكوري ليس فاعلًا فيها.
-وهناك نماذج ذكورية في بعض الأسر، يتحلل النموذج الذكوري
منها طوعًا!وهذا نموذج ذكوري
مهمل!
وفي غياب النموذج الذكوري الفاعل، وحسب قوانين الطبيعة، يمتلىء الفراغ تلقائيًا بالنموذج النسائي،
الذي يتحمل المسؤولية بإمانة وإخلاص! فالمرأة توجد في مكانين:
الأول، وهو مكانها الطبيعي في الأسرة والعمل.
والآخر، وجودها في كل مكان ينسحب منه طوعًا النموذج الذكوري!
إذًا! وجود النموذج الأنثوي أمام الطلبة الذكور هو طبيعي أحيانًا،
وضرورة في بعض الأحيان.
وفي كلتا الحالين: هو نموذج إيجابي، وليس عارًا أن تدرس المعلمة المرأة طلابًا ذكورًا!
وقد اعتاد الذكور رؤية نموذج المعلمة في سنتي الروضة والصفوف الثلاثة الأولى، واعتاد رؤية نموذج الأم، ولذلك لن “يُصدم” برؤية نموذج المعلمة في بقية الصفوف وحتى التوجيهي!

(٤)

لكي ينجح نموذج المرأة!
قد تواجه المعلمة في تعاملها مع الطلبة الذكور بعض المشكلات، وقد تفوق هذه المشكلات قدرة بعض المعلمات، وهذا طبيعي جدا، وقد يحصل مع المعلمين الذكور أيضا!
فما الحل؟
هل نكلف الشرطة بتعليم هؤلاء؟
أم ندعم المعلمات: ماديّا وتربويّا؛
لنرفع من قدرتهن على مواجهة تحديات ناتجة عن تعليم الذكور!!
تحتاج المعلمة كما المعلم إلى إعداد مِهني، ودعم سيكولوجي، ودعم مجتمعي.
أنا ممن يقولون: التعليم الجيد يعتمد على المعلم الجيد، بغض النظر عن الجنس، مع قدرة المرأة على توفير بيئة أكثر ملاءمة للتعلم الجيد!
ولكل ما سبق، فإنني أدعم قرار الوزارة بكل قوة، وأرى ظلمًا في اتهام القرار بالسيداوية، والسوداوية! مع أني لا أرى في السيداوية ما يراه بعضكم من عيوب!
فهمت عليّ جنابك؟!!

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ذوقان عبيدات المجتمع المعلمة فی ذکور ا

إقرأ أيضاً:

مع الفرص الضائعة.. رحلة التمني لا تفيد!

منحنا الله سبحانه وتعالى في هذه الحياة الكثير من الفرص، وأوجب علينا استغلالها الاستغلال الأمثل، وقد تضيع الفرص من بين أيدينا فنتأسف عليها ونحزن كثيرًا لفقدانها، ولكن يُبدلنا الله بأخرى مثلها أو أحسن منها، ومع ذلك يُصرّ البعض على تضييع الوقت والجهد والفرص بصفة مستمرة!

والسؤال: هل يمكن أن تعود الفرص الضائعة مرة أخرى؟

في اعتقادي الراسخ، الشيء الوحيد الذي لا يمكن عودته مرة أخرى هو ضياع «فرصة الحياة»، أما القوة فيمكن أن يعيدها الله إلينا بالشفاء من الأسقام والعلل، وقد يُبدلنا الله خيرًا في المال والولد، ويمنحنا فرصًا جديدة أفضل من تلك التي ذهبت أدراج الرياح!

ولدينا أمثلة كثيرة على هذه النقطة؛ فهناك أشخاص عرفناهم فقدناهم من حياتنا؛ لأنهم لم يُحسنوا استغلال فرصة التمتع بنعمة الحياة التي منحهم المولى إياها، غرتهم المباهج، وظنوا أنهم أقوياء على كل شيء يعترض طريقهم، فتجبروا وتكبروا على مخلوقات الله، ظنًّا منهم أن القوة ستبقى، والحال لن يتغير، وهذا ما جعلهم ينصرفون عن طرقات الضياء والنور والفسحة والسرور، وسلكوا طرقات الشيطان، فأعماهم، وصدّ صدورهم عن الحق المبين، فكانت نهايتهم محزنة.

لقد أوجد لنا الله سبحانه وتعالى في هذه الأرض التي نعيش عليها الكثير من النعم العظيمة، وبصرنا نحو طرقات الخير والتمتع بالنعم من خلال ما جاء في القرآن الكريم ودلت عليه السيرة النبوية العطرة، لكن البعض، حتى هذه اللحظة، لا يُدرك قيمة الأشياء إلا عندما يفقدها.

تعلّمنا في مدارسنا في حصة اللغة العربية درسًا مهمًّا، استنبطناه من قصائد شعرية وُلدت ولم تمت في التاريخ ولا في عقولنا، ومنها ما قاله ابن تونس الخضراء أبو القاسم الشابي:

(إذا ما طمحت إلى غايةٍ.. ركبتُ المنى ونسيتُ الحذرْ

ولم أتجنّبْ وعورَ الشعابِ.. ولا كبةَ اللهبِ المستعرْ

ومن لا يحبُّ صعودَ الجبالِ.. يعشْ أبدَ الدهرِ بين الحفرْ)

أما المقولة الخالدة للزعيم المصري الكبير مصطفى كامل فكثيرًا ما تتبادر إلى أذهاننا حين يقول:

«لا يأس مع الحياة، ولا معنى للحياة مع اليأس».

أما ابن الفرات الراحل كريم العراقي فيقول:

(لا اليأس ثوبي ولا الأحزان تكسرني.. جرحي عنيدٌ بلسع النارِ يلتئمْ

اشربْ دموعك واجرعْ مرَّها عسلًا.. يغزو الشموعَ حريقٌ وهي تبتسمْ

والجِمْ همومك واسرِجْ ظهرَها فرسًا.. وانهضْ كسيفٍ إذا النصالُ تلتحمْ)

إذا كانت الحياة معتركًا دائمًا وسجالًا بين المتغيرات، وساحة مفعمة بالظروف المتباينة بين الشدة والرخاء، فإن الله تعالى يقول:

«فإن مع العسر يسرًا»،

ولما تضيق الأمور، يأتي الله بالفرج من حيث لا ندري. ومن ذلك ما قاله الإمام الشافعي -رحمه الله:

«ولربّ نازلةٍ يضيق لها الفتى... ذرعًا وعند الله منها المخرجُ

ضاقتْ فلما استحكمتْ حلقاتُها... فرجتْ وكنتُ أظنها لا تُفرجُ»

إذن، مهما ضاقت بك الدنيا على وسعها، ومصائبها، ونكباتها.. تذكّر أن أشد ساعات الليل ظلمة هي الساعة التي تسبق الفجر. هكذا علّمتنا الحياة، وعلّمت غيرنا الدروس، فلتكن على يقين تام بأن الفرج من عند الله سيأتي، حتى ولو تأخر كثيرًا.

الفرص بأنواعها ما هي إلا بطاقات نعبر بها نحو السعادة، فرب فرصة تغير أحوالنا إلى الأفضل، ورب أخرى نُضيّعها فنتأسف عليها كثيرًا. على الإنسان أن يُدرك شيئًا مهمًّا في حياته، وهو: «أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك»؛ فالمعنى: ما أصابك من خير أو شرّ لم يكن ليجاوزك إلى غيرك، وهذا في القدر.

الأقدار تأتي بما يسرّنا، وبما نكره، ولكن علينا أن نعمل وفق ما أمرنا الله ورسوله به، ففرصة الحياة ستنتهي لا محالة. يقول تعالى في سورة الزمر:

«إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ۚ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ»

وعند فوات الفرص، لا يفيد التمنّي، حتى مع وجود الندم والحسرات، وأقرب مثال على ذلك: عندما يموت الإنسان، له أمنية أن يُعيده الله إلى الدنيا مرة أخرى. يقول تعالى في سورة المؤمنون:

«حَتَّى إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَـالحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّآ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا ۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ».

مقالات مشابهة

  • معايير التقييم الجامعي بين وهم البحث وتهميش التدريس
  • مع الفرص الضائعة.. رحلة التمني لا تفيد!
  • نموذج ذكاء اصطناعي يتعلم كالبشر عبر الصوت والصورة
  • الذكاء الصناعي يهدد مطوريه ويتوعد بكشف الأسرار.. سلوك مرعب
  • الزناتي: سنتخذ الإجراءات القانونية بشأن واقعة اعتداء طالبة على المعلمة سوزان ياقوت
  • الزناتي يكلف رئيس فرعية غرب الجيزة بدعم معلمة اعتدت عليها طالبة بإحدى لجان الهرم
  • طالبة تضرب معلمة بوحشية في الجيزة والنقابة العامة تصعد ضدها
  • رئيس شباب النواب: برنامج المرأة تقود للتنفيذيات نموذج عملي لاستثمار الكوادر النسائية
  • الوادي.. تكريم المعلمة خديجة بعد مسيرة 47 سنة في خدمة التربية
  • المعلمة خديجة الخليفة… تميزٌ يستحق الإشادة واختيارٌ في مكانه