موقع النيلين:
2025-07-13@07:13:03 GMT

الشهادة السودانية ،، وشهادات أربع

تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT

أعلنت اليوم وزارة التربية والتعليم نتيجة الشهادة السودانية المؤجلة للعام ٢٠٢٣ – ٢٠٢٤م ، وسط ترقب للعيون ، ووجيب للقلوب التي تهفوا للمستقبل كما تهفوا العصافير لبواح النور وإشراقة الصباح ، ينتابها قلق الكسب وإعمار الحياة ولحنها ، والعيون التي أضناها السهر ، ومسامرة القراطيس ، والإستذكار ، تنتظر أنباء النجاح .

الشهادة السودانية ، ذائعة الصيت لا يضاهيها نظيرٌ في الملأ من حولنا ، هي مخضُ الحليب من ضروع المعاناة ، عرق جبين الآباء ،

وكد الامهات ، واستبصار المعلمين ، ولذلك كانت سبيل المعالي الذي ( فجته ) الإرادة لأبناء السودان للولوج الى عالم المعرفة ، وقد صل ملايين العلماء من أبناء السودان عبر توالي الحقب منذ العام ١٩٣٨م والى الآن لم تتوقف عاما واحدا ، الا بعد مجيئ القحاطة لا بارك الله فيهم .
من خلال هذا المقال نرسل أربع رسائل.

الاولى : الى رفد الطلاب والطالبات البالغ ( ٢٤٤٠٠٠ ) الذين حوتهم قوائم الشرف ، وضربوا أكباد الطرق من فجاجها ، وحملوا آمال أسرهم ، في ظل الصراع المدمر الذي جره المجرم العتي ( *حميدتي* ) تسللوا من المدن المنتهكة ، والقرى المستباحة ، تحت وقع الرصاص وغدر الجنجويد ، عمروا الليالي يطالعون تحت وميض المصابيح الزيتية لانعدام الكهرباء ، وهؤلاء يشكلون سبعين بالمئة من جملة الطلاب المسجلين ، بينما اعتقل الجنجويد بقية الثلاثين بالمئة ، وحرموهم حق العلم والحياة ، أرادوهم في عِقال الجهل مثلهم ، حسداً من عند أنفسهم ، ولأن كان النجاح في قيمة ( ٦٣% ) فالعذر للذين لم يوفقوا ، ولا تثريب عليهم ، فالقادم أفضل بحول الله ،

والأسر الكريمة صاحبة الطَول في التحفيز والرعاية والتأهيل المجتمعي ، والإنبات الحسن ، فالتطيب خواطر الآباء والامهات .
الرسالة الثانية : الوزارة وسائر المعلمين ، ورثة الأنبياء في التنوير والبلاغ والحض على المعارف ، شموس الضحى ، وأقمار الليالي ، وعلامات نجوم الهداية ، أصحاب اللوح والنون والقلم ، الواقفون على حياض المعارف يسقون كلَ واردةٍ عِطاش ،

مشاعلُ النور في دروب تيه الجهل ، وشعاب الأمية ، الذين لولا فضل الله ثم إياهم ما زكى من الناس أحد ، الذين لم يفروا يوم الفزع بل ركزوا كالجنود في القيادات والمرابط ، يحاربون عداوة الجهل بذات مقدار حرب الجيش لعدوان الجنجويد ، ودرجوا هذه الصفوف من مئات آلاف الشباب والشابات حتى أبواب قاعات الإمتحان ، وما سبق ذلك من تراتيب طويلة ، مرهقة ، ومعقدة ، وضع الإمتحانات ، والمحافظة على السرية ، وأرقام الجلوس ، وتوزيع المراكز ، والسيطرة والرقابة ، والإستعداد للطوارئ ، وكنترول التصحيح ، واستخراج النسب ، وترتيب الناجحين ، وتوثيق كل ذلك واعتماده من السلطة العليا ، ثم اعلانه على الملأ ، فهو جهد مقدر ، موشى بالنبل ، محلى بالاخلاق ، عنوانه المسئولية ، والإحتراف .

فلن يقدر أحد أن يكافئ المعلم ، لكنه في مقام التبجيل ، إذ كاد المعلم أن يكون رسولا .
الثالثة : الإرادة السياسية ، وعزم الحكومة على قيام الإمتحانات برغم توفر الأعذار ، وظروف الحرب ، ولكن النظرة الفاحصة لصناعة المستقبل لا يمكن أن تغفل عن تعليم الأجيال ، ولذلك عمدت الحكومة لاعتماد اجراءات لازمة ، لعقد مثل هذا التجمع الحيوي ، فانتظمت الأجهزة الأمنية ، الشرطة في المقام الأول ، وجهاز الأمن ، وبمعاونة القوات المسلحة في تأسيس حرز أمني كاف لكل مركز إمتحان ، وإحاطته بما يلزم من إحتياطات حتى نهاية الفترة ، وعودة الطلاب الى أهاليهم ، وهذا هو الرجاء والعشم ، أن تستمر فعاليات الحياة ولا تتوقف خضوعا لارادة أعداء الحياة الجنجويد ، فكلهم شركاء النجاح بلا شك .

الرسالة الأخيرة : قائد الجنجويد ( حميدتي البعاتي ) عدو العلم ، المملؤ بالحقد والحسد ، الذي توعّد الناس وهو نائب رئيس البلد حيث قال ( العمارات دي الا تسكنا الكدايس ) الأمر الذي يؤكد اختمار النوايا في داخله المظلم ، ولذلك ليس غريبًا أن يستهدفوا كل مقار العلم والمعرفة ، لم يتركوا خلوة ولا مسجداً إلا هدموه ، واتخذوه ارتكازا ، وداسوا على مواضع السجود بأحذيتهم الدامية ، وبعثروا المصاحف ، وارتكبوا في صُحونها الموبقات ، الجنجويد حطموا المدارس ، واستوقدوا بخشب الأثاثات نارهم لطهي الغنم المسروقة من حبال العجائز ، رقيقات الحال ، الجنجويد حرقوا المكتبات ، وهدموا الجامعات صروح العلم ،
واتخذوا من مكتب في جامعة الخرطوم ( فرنًا بلدياً ) أوقدوه تنوراً ، بدل نور العلم أصبح نار الحرق والهدم ، قدموا لها الكتب والمراجع ، ومباحث العلم ، قدموها ( حطباً ) ليصنعوا رغيف خبز لبطونهم ، على رُفات العقل والمعرفة .

وبرغم هذا الاستهداف للمعرفة ، وأدواتها ، ووسائلها ، ومقارها ، فأن العلم انتصر على الجهل ، وخرج الجنجويد مما كانوا فيه ، أذلاء ، مخذولين ، مقهورين ، وهاهو اليوم احتفل السودان بالنصر ، وإعلان نتيجة الشهادة السودانية ،
فكل الجالسين نجحوا بلا شك ، نجحوا لمّا غالبوا الخوف ، وقهروا التردد ، واستجابوا لنداء الوزارة ، ( والصابرات روابح ولو يجن قُمّاح )
تحيات لكل الطلاب قاطبة ،
للناجحين
لإسراء حيدر محمد أحمد
قائد الاسطول
وتحية خاصة للمجاهدة النابغة ( شمس الحافظ عبد الله ) التي قطعت الفي كلم لتنال الترتيب التاسع على مستوى السودان ، بتقدير ٩٤،٧
قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون

لواء ركن ( م ) د. يونس محمود محمد
الاول من مايو ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الشهادة السودانیة

إقرأ أيضاً:

إن تُطيعوا فريقًا من الذين أوتوا الكتاب .. رسالة تحذير إلهية للأمة في زمن الصهينة

في زمن يكثر فيه التباس المفاهيم، وتتقاطع الشعارات البراقة مع مشاريع الهيمنة، تبرز تأملات الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ،كصوت تحذير مبكر، يكشف حقيقة الصراع القائم، ويضع الأمة أمام مرآة صادقة، من خلال قراءته العميقة للآية الكريمة: {إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَٰنِكُمْ كَٰفِرِينَ}،
ينبّه الشهيد القائد إلى خطر الطاعة لليهود والنصارى، لا كمجرد مسألة سياسية، بل كقضية إيمانية تمس صميم هوية الأمة وولائها ، وهنا نستعرض هدي الشهيد القائد في الدرس الأول من سلسلة آيات من سورة آل عمران وتأملاته في ضوء الآية الكريمة 

يمانيون / تحليل / خاص

 

 الطاعة لليهود والنصارى لا تعني التأثر فقط بل انقلاب كلي

الآية الكريمة تتحدث عن “الردّة” كنتيجة للطاعة لليهود والنصارى ، لا عن مجرد ضعف أو انخداع،  وهذا ما يلفت إليه الشهيد القائد،  أن العلاقة مع العدو إذا تحولت إلى طاعة، فإنها تنتهي إلى فقدان الإيمان والانتماء الحقيقي للإسلام،  إنها نهاية فكرية وأخلاقية.

العدو يتحرك بدهاء وليس بعشوائية

يؤكد الشهيد القائد أن اليهود أعداء لا يعتمدون على القوة المباشرة وحدها، بل يعملون عبر أدوات ثقافية، إعلامية، اقتصادية، وحتى عبر “وكلاء داخليين”، وهو ما نراه اليوم في مظاهر التطبيع العلني، والترويج لنمط الحياة الغربي، واختراق الإعلام والتعليم ، ومن أخطر ما يشير إليه الشهيد القائد هو أن الأمة لا تُخترق فقط، بل تصل إلى مرحلة الطاعة الإرادية، بل والدعوة لها من داخلها،  هذه الطاعة ليست فقط خضوعًا سياسيًا، بل انهيارًا في الوعي والكرامة الدينية.

 عقاب الله للأمة حين تخون رسالتها

ليس العدو وحده هو سبب الضعف، بل الانحراف الداخلي، وتخلي الأمة عن مشروعها الإلهي، هو يؤدي إلى رفع التأييد الألهي والنصر عنها، هذا منطق قرآني يرسخه الشهيد القائد بوضوح: “إذا تخلت الأمة عن هدي الله، تخلّى الله عنها.”

ويرى الشهيد القائد أن العرب هم المؤهلون لحمل الرسالة الإلهية، لا من باب التعصب القومي، بل لأنهم حملة القرآن واللغة والوحي،  لكن هذا الموقع يحمّلهم مسؤولية عالمية، فإذا قصّروا، فإنهم يساهمون في ضياع البشرية لا فقط أنفسهم.

قراءة في الواقع 

ما أشار إليه الشهيد القائد رضوان الله عليه أصبح واقعًا معاشًا ،  من المشاريع التطبيعية، إلى تحالفات مع العدو الصهيوني، إلى تزييف الهوية الإسلامية تحت مسميات “تقدم” و”تسامح”، تبدو الأمة اليوم في مفترق طرق خطير.
والسؤال الذي يفرض نفسه ،  هل نعي حقيقة ما نحن عليه؟ وهل نعيد قراءة القرآن لنفهم أنه لا يحذّر من “العدو فقط”، بل من الطاعة له؟

خاتمة

إن رؤية وخطاب الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي لم تكن تفسيرا تقليدياً، بل رؤية تعبوية واعية، تستخرج من الآية الكريمة مشروعاً نهضوياً يعيد توجيه بوصلة الأمة نحو هويتها الإيمانية والرسالية.
الآية القرآنية ليست للتلاوة فقط، بل لتحذير كل من يسير خلف العدو وهو يظن أنه لا يزال في دائرة الإيمان،  فالطاعة للباطل، هي بوابة الكفر والذل.

مقالات مشابهة

  • طلاب غرب كردفان يعبرون عن ارتياحهم عقب انتهاء امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة لعام 2024
  • سفارة السودان بالرياض تشكر السلطات السعودية لاسهامها في تسيير امتحانات الشهادة الثانوية
  • ختام امتحانات الشهادة السودانية للعام 2024 وتدشين برنامج العمل الصيفي بولاية الخرطوم
  • من هم الذين لن يكلمهم الله يوم القيامة؟.. الشيخ خالد الندي يجيب
  • إن تُطيعوا فريقًا من الذين أوتوا الكتاب .. رسالة تحذير إلهية للأمة في زمن الصهينة
  • إثيوبيا تنفي حشدها أرتالا عسكرية مع الحدود السودانية
  • امتحانات الشهادة السودانية.. معاناة الطلاب والمعلمين في الخريف
  • “وزارة التربية” تنفي أمرا.. وتتهم جهات بإفشال امتحانات الشهادة السودانية
  • ختام امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية وسط أجواء من الهدوء والالتزام
  • انتهاء الماراثون.. ختام امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية.. والضويني: ننتظر جني الثمار