الشهادة السودانية ،، وشهادات أربع
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
أعلنت اليوم وزارة التربية والتعليم نتيجة الشهادة السودانية المؤجلة للعام ٢٠٢٣ – ٢٠٢٤م ، وسط ترقب للعيون ، ووجيب للقلوب التي تهفوا للمستقبل كما تهفوا العصافير لبواح النور وإشراقة الصباح ، ينتابها قلق الكسب وإعمار الحياة ولحنها ، والعيون التي أضناها السهر ، ومسامرة القراطيس ، والإستذكار ، تنتظر أنباء النجاح .
الشهادة السودانية ، ذائعة الصيت لا يضاهيها نظيرٌ في الملأ من حولنا ، هي مخضُ الحليب من ضروع المعاناة ، عرق جبين الآباء ،
وكد الامهات ، واستبصار المعلمين ، ولذلك كانت سبيل المعالي الذي ( فجته ) الإرادة لأبناء السودان للولوج الى عالم المعرفة ، وقد صل ملايين العلماء من أبناء السودان عبر توالي الحقب منذ العام ١٩٣٨م والى الآن لم تتوقف عاما واحدا ، الا بعد مجيئ القحاطة لا بارك الله فيهم .
من خلال هذا المقال نرسل أربع رسائل.
الاولى : الى رفد الطلاب والطالبات البالغ ( ٢٤٤٠٠٠ ) الذين حوتهم قوائم الشرف ، وضربوا أكباد الطرق من فجاجها ، وحملوا آمال أسرهم ، في ظل الصراع المدمر الذي جره المجرم العتي ( *حميدتي* ) تسللوا من المدن المنتهكة ، والقرى المستباحة ، تحت وقع الرصاص وغدر الجنجويد ، عمروا الليالي يطالعون تحت وميض المصابيح الزيتية لانعدام الكهرباء ، وهؤلاء يشكلون سبعين بالمئة من جملة الطلاب المسجلين ، بينما اعتقل الجنجويد بقية الثلاثين بالمئة ، وحرموهم حق العلم والحياة ، أرادوهم في عِقال الجهل مثلهم ، حسداً من عند أنفسهم ، ولأن كان النجاح في قيمة ( ٦٣% ) فالعذر للذين لم يوفقوا ، ولا تثريب عليهم ، فالقادم أفضل بحول الله ،
والأسر الكريمة صاحبة الطَول في التحفيز والرعاية والتأهيل المجتمعي ، والإنبات الحسن ، فالتطيب خواطر الآباء والامهات .
الرسالة الثانية : الوزارة وسائر المعلمين ، ورثة الأنبياء في التنوير والبلاغ والحض على المعارف ، شموس الضحى ، وأقمار الليالي ، وعلامات نجوم الهداية ، أصحاب اللوح والنون والقلم ، الواقفون على حياض المعارف يسقون كلَ واردةٍ عِطاش ،
مشاعلُ النور في دروب تيه الجهل ، وشعاب الأمية ، الذين لولا فضل الله ثم إياهم ما زكى من الناس أحد ، الذين لم يفروا يوم الفزع بل ركزوا كالجنود في القيادات والمرابط ، يحاربون عداوة الجهل بذات مقدار حرب الجيش لعدوان الجنجويد ، ودرجوا هذه الصفوف من مئات آلاف الشباب والشابات حتى أبواب قاعات الإمتحان ، وما سبق ذلك من تراتيب طويلة ، مرهقة ، ومعقدة ، وضع الإمتحانات ، والمحافظة على السرية ، وأرقام الجلوس ، وتوزيع المراكز ، والسيطرة والرقابة ، والإستعداد للطوارئ ، وكنترول التصحيح ، واستخراج النسب ، وترتيب الناجحين ، وتوثيق كل ذلك واعتماده من السلطة العليا ، ثم اعلانه على الملأ ، فهو جهد مقدر ، موشى بالنبل ، محلى بالاخلاق ، عنوانه المسئولية ، والإحتراف .
فلن يقدر أحد أن يكافئ المعلم ، لكنه في مقام التبجيل ، إذ كاد المعلم أن يكون رسولا .
الثالثة : الإرادة السياسية ، وعزم الحكومة على قيام الإمتحانات برغم توفر الأعذار ، وظروف الحرب ، ولكن النظرة الفاحصة لصناعة المستقبل لا يمكن أن تغفل عن تعليم الأجيال ، ولذلك عمدت الحكومة لاعتماد اجراءات لازمة ، لعقد مثل هذا التجمع الحيوي ، فانتظمت الأجهزة الأمنية ، الشرطة في المقام الأول ، وجهاز الأمن ، وبمعاونة القوات المسلحة في تأسيس حرز أمني كاف لكل مركز إمتحان ، وإحاطته بما يلزم من إحتياطات حتى نهاية الفترة ، وعودة الطلاب الى أهاليهم ، وهذا هو الرجاء والعشم ، أن تستمر فعاليات الحياة ولا تتوقف خضوعا لارادة أعداء الحياة الجنجويد ، فكلهم شركاء النجاح بلا شك .
الرسالة الأخيرة : قائد الجنجويد ( حميدتي البعاتي ) عدو العلم ، المملؤ بالحقد والحسد ، الذي توعّد الناس وهو نائب رئيس البلد حيث قال ( العمارات دي الا تسكنا الكدايس ) الأمر الذي يؤكد اختمار النوايا في داخله المظلم ، ولذلك ليس غريبًا أن يستهدفوا كل مقار العلم والمعرفة ، لم يتركوا خلوة ولا مسجداً إلا هدموه ، واتخذوه ارتكازا ، وداسوا على مواضع السجود بأحذيتهم الدامية ، وبعثروا المصاحف ، وارتكبوا في صُحونها الموبقات ، الجنجويد حطموا المدارس ، واستوقدوا بخشب الأثاثات نارهم لطهي الغنم المسروقة من حبال العجائز ، رقيقات الحال ، الجنجويد حرقوا المكتبات ، وهدموا الجامعات صروح العلم ،
واتخذوا من مكتب في جامعة الخرطوم ( فرنًا بلدياً ) أوقدوه تنوراً ، بدل نور العلم أصبح نار الحرق والهدم ، قدموا لها الكتب والمراجع ، ومباحث العلم ، قدموها ( حطباً ) ليصنعوا رغيف خبز لبطونهم ، على رُفات العقل والمعرفة .
وبرغم هذا الاستهداف للمعرفة ، وأدواتها ، ووسائلها ، ومقارها ، فأن العلم انتصر على الجهل ، وخرج الجنجويد مما كانوا فيه ، أذلاء ، مخذولين ، مقهورين ، وهاهو اليوم احتفل السودان بالنصر ، وإعلان نتيجة الشهادة السودانية ،
فكل الجالسين نجحوا بلا شك ، نجحوا لمّا غالبوا الخوف ، وقهروا التردد ، واستجابوا لنداء الوزارة ، ( والصابرات روابح ولو يجن قُمّاح )
تحيات لكل الطلاب قاطبة ،
للناجحين
لإسراء حيدر محمد أحمد
قائد الاسطول
وتحية خاصة للمجاهدة النابغة ( شمس الحافظ عبد الله ) التي قطعت الفي كلم لتنال الترتيب التاسع على مستوى السودان ، بتقدير ٩٤،٧
قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون
لواء ركن ( م ) د. يونس محمود محمد
الاول من مايو ٢٠٢٥م
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الشهادة السودانیة
إقرأ أيضاً:
جلالة السُّلطان المعظم يُقيم مأدبة عشاء رسميّة بضيافة قصر العلم العامر تكريمًا للرئيس الإيراني
العُمانية/ أقام حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ مأدبة عشاء رسميّة بضيافة قصر العلم العامر مساء اليوم؛ تكريمًا لفخامة الرئيس الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية والوفد المرافق له بمناسبة زيارته الرسميّة لسلطنة عُمان.
وقُبيل مأدبة العشاء تبادل عاهل البلاد المفدّى /أيّدهُ اللهُ/ وفخامة الرئيس الإيراني الهدايا التذكاريّة.
حضر مأدبة العشاء الرسميّة عددٌ من أصحاب السُّمو السّادة أفراد الأسرة المالكة الكريمة، وعددٌ من أصحاب المعالي الوزراء، وعددٌ من أصحاب السّعادة الوكلاء والمستشارين.