في خطوة مفاجئة، أعلن رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك، اليوم السبت، تقديم استقالته رسميًا من منصبه، بعد مرور أكثر من عام على توليه رئاسة الوزراء في البلاد، مشيرًا إلى عراقيل حالت دون قدرته على أداء مهامه الدستورية بالشكل المطلوب، رغم تحقيق عدد من الإنجازات في ملفات حساسة.

 

وأوضح بن مبارك في بيان رسمي أنه سلّم استقالته لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، مؤكدًا أن القرار جاء بعد تقييم موضوعي لفترة عمله، وما رافقها من تحديات وصعوبات حالت دون استكمال خطته الإصلاحية.

 

وقال في خطاب الاستقالة: "بذلت صادقًا، ومن على أرض الوطن، كل ما استطعت من جهد للمساهمة في معركتنا لاستعادة الدولة، وهزيمة الانقلاب الحوثي، ومحاربة الفساد، والإصلاح المالي والإداري".

 

وسط تحديات اقتصادية متزايدة... انتهاكات ميليشيات الحوثي تقوض الأمن الغذائي وتفاقم معاناة اليمنيين بعد سلسلة جديدة في معقلها الرئيسي.. ماذا حققت الضربات الأمريكية من غاراتها على مواقع ميليشيات الحوثي؟ تحديات وصلاحيات مقيدة

في تبريره للاستقالة، أشار بن مبارك إلى أن أبرز التحديات التي واجهته كانت "عدم تمكينه من ممارسة صلاحياته الدستورية"، موضحًا أنه لم يُمنح المجال الكافي لإجراء التعديلات الحكومية الضرورية أو اتخاذ قرارات مفصلية تمس إعادة هيكلة المؤسسات.

وأضاف: "رغم كل هذه العراقيل، استطعنا خلال فترة قصيرة تحقيق إنجازات ملموسة في عدة مسارات، أبرزها الإصلاح المالي والإداري، مكافحة الفساد، وتعظيم الاستفادة من الدعم الدولي".

وفورات مالية وإنجازات اقتصادية

وفي استعراض لأبرز ما تحقق خلال فترة ولايته، كشف بن مبارك عن توفير أكثر من 133.5 مليون دولار من فاتورة شراء وقود الكهرباء، إضافة إلى وفورات مماثلة من إلغاء عقود الطاقة المشتراة في العاصمة المؤقتة عدن.

كما أشار إلى اعتماد "سياسة ترشيد إنفاق قاسية"، ساهمت في توفير مليارات الريالات للدولة، مؤكدًا أن هذه الإجراءات لم تكن لتنجح لولا "دعم فريقه الوزاري وعدد من الزملاء المخلصين".

خلفًا لمعين عبدالملك... ونحو حكومة جديدة

وكان بن مبارك قد تولى منصبه في 5 فبراير 2024، خلفًا لرئيس الوزراء السابق معين عبدالملك، الذي تم تعيينه لاحقًا مستشارًا للمجلس الرئاسي. وتأتي استقالته وسط ترقّب لتغييرات سياسية قد تشمل عدة مواقع في الحكومة اليمنية.

قراءة في التوقيت والدلالات

تأتي استقالة بن مبارك في وقت تشهد فيه الساحة اليمنية حالة من الجمود السياسي والاقتصادي، في ظل استمرار الحرب والانقسام الداخلي. ويُعتقد أن مغادرته المشهد الحكومي قد تكون تمهيدًا لإعادة ترتيب بيت الحكومة من الداخل، في محاولة لاستعادة الثقة الشعبية والدولية بالسلطة الشرعية.

ورغم الإنجازات الجزئية التي تحققت في عهده، إلا أن محدودية الصلاحيات وضبابية التنسيق بين سلطات القرار شكّلت عقبة أمام تحقيق نتائج أكثر اتساعًا وتأثيرًا.

خبير استراتيجي لـ "الفجر": ميليشيات الحوثي تسعى بتوجيهات ملالي إيران إلى تأليب المجتمع الإقليمي والدولي تنوعت جرائمه بين القنص والإعدامات الميدانية.. تقارير تفضح انتهاكات الحوثي بالشعب اليمني

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أحمد بن مبارك جذور الأزمة اليمنية الازمة اليمنية الشحات غريب اليمن الحوثيين بن مبارک

إقرأ أيضاً:

الحكومة اليمنية: الحوثيون يغامرون بمقدرات اليمن خدمة لأجندات إيران

حمّلت ‏الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الأربعاء، جماعة الحوثي مسؤولية تدمير الطائرات في مطار صنعاء إثر الغارات الإسرائيلية.

 

وقال نائب وزير النقل اليمني ناصر الشريف في تصريحات صحيفة إن الحوثيين يغامرون بمقدرات اليمن، مشيرا إلى أن ما يفعله الحوثيون لا يخدم اليمن بقدر ما يخدم إيران.

 

وأكد أن رفض ‏جماعة الحوثي التوجيهات بإخراج الطائرة الأخيرة المتبقية في مطار صنعاء أدى الى خروج المطار عن الخدمة.

 

جاء تعليق وزارة النقل اليمنية بعد قصف إسرائيلي طال مطار صنعاء الدولي، متسببة بـ"تدمير كامل" لآخر طائرة كانت تعمل فيه، بحسب مصادر يمنية وإسرائيلية، وذلك ردا على هجمات الحوثيين المتواصلة على إسرائيل.

 

من جهتها، أعلنت الخطوط الجوية اليمنية أنها أوقفت رحلاتها الجوية موقتا من مطار صنعاء حتى إشعار آخر نتيجة الاستهداف الإسرائيلي.

 

وبعد بضع ساعات من القصف، نشر المدير العام لمطار صنعاء، خالد الشايف، مقطع فيديو على حسابه على "إكس" يُظهر طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية تحترق ويتصاعد منها دخان أسود كثيف.

 

فيما نشرت الخطوط الجوية اليمنية بيانا على "إكس" تنديدا بالهجوم، لافتة إلى أنه نُفّذ "قبل لحظات فقط" من بدء صعود الحجّاج على متنها، "ضمن رحلة تفويج مجدولة، حاصلة على كافة التصاريح اللازمة من جميع الجهات المعنية".

 

ويأتي استهداف مطار صنعاء غداة إعلان الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ ومقذوف أطلقا من اليمن، إضافة إلى إسقاطه صاروخا أطلق، الأحد، وصاروخين آخرين أطلقهما الحوثيون، الخميس.

 

وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجمات في الأيام الأخيرة استهدفت مطار بن غوريون في تل أبيب.

 

وندّد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ في بيان، الأربعاء، بـ"المواجهة العسكرية الجارية بين أنصار الله وإسرائيل"، مضيفا أنها "تُفاقم هشاشة الأوضاع في اليمن والمنطقة".

 

بين السادس والسابع من أيار/مايو، شنت إسرائيل غارات مكثفة على المطار حيث تقوم الخطوط الجوية اليمنية بتسيير رحلات محدودة وجهتها الرئيسية عمّان، بالإضافة إلى استقبال الرحلات الإنسانية التي تديرها الأمم المتحدة.


مقالات مشابهة

  • القبيلة اليمنية في خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي: حضورٌ راسخٌ ودورٌ مساند لقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية
  • بيان المسيرات اليمنية “لا أمن للكيان”.. قراءة في الأبعاد والدلالات السياسية والدينية والاستراتيجية
  • الحوثي يتوعد بعمليات «أكثر تأثيراً على العدو الإسرائيلي»
  • الحكومة: الحوثيون يتحملون مسؤولية الفوضى المتكررة في ملف الحج وتدمير أسطول طائرات اليمنية
  • أحمد كريمة يحذر من قراءة الفنجان .. ومفاجأة بشأن الكوتشينة
  • الحكومة اليمنية: الحوثيون يغامرون بمقدرات اليمن خدمة لأجندات إيران
  • أحمد كريمة يحذر من قراءة الفنجان
  • تحذير من الكفر.. أحمد كريمة يحذر من قراءة الفنجان
  • العليمي خلال لقائه رئيس "الدوما": نتطلع لمواصلة دور فاعل لموسكو في دعم الحكومة والشرعية اليمنية
  • "اليمنية" تعلن تعليق رحلاتها من وإلى مطار صنعاء بعد تدمير آخر طائراتها المحتجزات لدى الحوثي بغارة إسرائيلية