التهجير القسري.. تفاصيل خطة الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على غزة
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
صرح مسؤولان إسرائيليان بأن دولة الاحتلال وافقت اليوم الاثنين على خطط للسيطرة على قطاع غزة بالكامل والبقاء فيه لفترة غير محددة، وهي خطوة من شأنها، في حال تنفيذها، أن توسّع عمليات جيش الاحتلال هناك بشكل كبير، ومن المرجح أن تثير معارضة دولية شرسة.
خطة نتنياهو لاحتلال غزةووافق وزراء حكومة الاحتلال على الخطة في تصويت صباحي، بعد ساعات من تصريح رئيس الأركان جيش الاحتلال باستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، بحسب ما أوردته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.
وتدعو الخطة الجديدة، التي قال المسؤولون إنها تهدف إلى مساعدة دولة الاحتلال على تحقيق أهدافها الحربية المتمثلة في هزيمة حماس وتحرير الرهائن المحتجزين في غزة، أيضًا إلى انتقال مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى جنوب غزة.
ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تهجيرهم القسري، وتفاقم الأزمة الإنسانية المتفاقمة أصلًا.
زيارة ترامب إلى السعوديةوقال مسؤول دفاعي ثالث إن الخطة الجديدة لن تبدأ إلا بعد انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتوقعة إلى الشرق الأوسط هذا الشهر، مما يسمح باحتمال موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار في هذه الأثناء.
وتحدث المسؤولون الثلاثة شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشتهم خططًا عسكرية.
منذ أن أنهت إسرائيل وقف إطلاق النار مع حركة حماس في منتصف مارس، شنّت قوات الاحتلال غاراتٍ شرسة على القطاع أسفرت عن مقتل المئات.
واستولت على مساحاتٍ واسعة من الأراضي، وهي الآن تُسيطر على ما يقرب من 50٪ من غزة.
وقبل انتهاء الهدنة، أوقفت إسرائيل جميع المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بما في ذلك الغذاء والوقود والمياه، مما أدى إلى ما يُعتقد أنه أسوأ أزمة إنسانية منذ ما يقرب من ١٩ شهرًا من الحرب.
أدى العدوان الإسرائيلي إلى نزوح أكثر من 90% من سكان غزة، ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إنه أسفر عن مقتل أكثر من 52 ألف شخص هناك، كثير منهم من النساء والأطفال ولا يميز المسؤولون بين المقاتلين والمدنيين في إحصائهم.
صرحت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة يوم الاثنين بأنه تم نقل جثث 32 شخصًا قُتلوا في الغارات الإسرائيلية إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية.
تحاول إسرائيل زيادة الضغط على حماس. وقال المسؤولون الإسرائيليون إن الخطة تتضمن "الاستيلاء على القطاع والسيطرة على الأراضي".
وتسعى الخطة أيضًا إلى منع حماس من توزيع المساعدات الإنسانية، وهو دور تقول إسرائيل إنه يعزز حكم الحركة في غزة.
كما تتهم حماس بالاحتفاظ بالمساعدات لنفسها، دون تقديم أدلة. ينفي عمال الإغاثة وجود تحويل كبير للمساعدات إلى المسلحين، قائلين إن الأمم المتحدة تراقب توزيعها بصرامة.
خطة ترامب بشأن غزةوأفاد المسؤولون بأن إسرائيل على اتصال مع عدة دول بشأن خطة ترامب للسيطرة على غزة ونقل سكانها، في إطار ما وصفته إسرائيل بـ"الهجرة الطوعية".
وقد أثار هذا الاقتراح إدانة واسعة النطاق، بما في ذلك من حلفاء إسرائيل في أوروبا، وحذرت جماعات حقوق الإنسان من أنه قد يُشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
ولم يرد مسؤولو حماس على الاتصالات والرسائل التي تطلب التعليق على الخطط.
لأسابيع، تحاول إسرائيل تصعيد الضغط على حماس لحملها على الموافقة على شروطها في مفاوضات وقف إطلاق النار. لكن يبدو أن هذه الإجراءات لم تُبعد حماس عن مواقفها التفاوضية.
كان من المفترض أن يؤدي وقف إطلاق النار السابق إلى دفع الطرفين إلى التفاوض لإنهاء الحرب، لكن ذلك ظل بعيد المنال. وتقول إسرائيل إنها لن توافق على إنهاء الحرب حتى يتم تفكيك قدرات حماس في الحكم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: زيارة ترامب إلى السعودية خطة نتنياهو لاحتلال غزة خطة ترامب بشأن غزة التهجير خطة الاحتلال الإسرائيلي التهجير القسري دولة الاحتلال حكومة الاحتلال جنوب غزة الرئيس الأمريكي حركة حماس وزارة الصحة الفلسطينية وقف إطلاق النار فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس: استخدام إسرائيل للفلسطينيين دروعا بشرية جريمة حرب تكشف انهياره الأخلاقي
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن استخدام الاحتلال للفلسطينيين دروعا بشرية باعتراف جنوده يمثل دليلا إضافيا على ارتكابه جرائم حرب وانتهاكات ممنهجة.
واعتبرت في بيان لها أن ما ورد في التقرير الصادر عن وكالة "أسوشيتد برس"، والذي وثّق -بشهادات من جنود وضباط في جيش الاحتلال- ارتكاب قوات الاحتلال الصهيوني جرائم بشعة باستخدام المدنيين الفلسطينيين دروعا بشرية في قطاع غزة والضفة الغربية، بأوامر صريحة من قيادات عسكرية عليا؛ يشكّل جريمة حرب موصوفة يحظرها القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، وكل المواثيق الدولية.
وقالت إن التحقيق الذي نشرته الوكالة، وما تضمّنه من شهادات صادمة حول إجبار فلسطينيين، على دخول المباني وتفتيش الأنفاق، والتمركز أمام الجنود وآلياتهم خلال العمليات العسكرية، لا يمثّل حوادث فردية، بل "يكشف عن سياسة منهجية مدروسة، تعكس الانهيار الأخلاقي والمؤسسي في صفوف هذا الجيش الإرهابي".
وأكدت الحركة أن اعترافات الجنود أنفسهم، ومواقف منظمة "كسر الصمت"، التي أكدت أن هذه الممارسات منتشرة وغير معزولة، تؤكد أن جيش الاحتلال يمارس أبشع صور الاستغلال الإجرامي للأسرى والمدنيين.
ودعت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها كافة، إلى التحرّك لوقف هذه الانتهاكات المستمرة، ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة الدولية، ومغادرة حالة الصمت والعجز، التي تشكل غطاء للاحتلال للاستمرار في جرائمه.
إعلان
سياسة ممنهجة
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية قد نقلت عن معتقلين فلسطينيين وعدد من جنود الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية تجبر المدنيين الفلسطينيين بشكل منهجي على العمل كدروع بشرية.
وحسب الوكالة، فإن 7 فلسطينيين من غزة والضفة الغربية المحتلة قدّموا شهادات تفصيلية حول إجبارهم على تنفيذ مهام خطرة لصالح الجيش، من بينها التقدّم أمام القوات إلى أماكن يُشتبه بوجود مسلحين فيها.
تهديد بالقتلوأوضح معتقل فلسطيني سابق لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي أنه أُجبر على دخول منازل في قطاع غزة مرتديا زيا عسكريا ومزودا بكاميرا على جبينه، للتأكد من خلوّها من المتفجرات أو المسلحين، مؤكدا أن كل وحدة عسكرية كانت تنقله إلى الأخرى بمجرد الانتهاء من استخدامه.
وأضاف الفلسطيني، الذي يبلغ من العمر 36 عاما، أن الجنود ضربوه وهددوه بالقتل إن لم ينفذ الأوامر، مشيرا إلى أنه بقي محتجزا لدى الجيش الإسرائيلي في شمال غزة لمدة أسبوعين ونصف خلال الصيف الماضي.
كما تحدث فلسطيني اعتُقل سابقا لدى الاحتلال عن استخدامه درعا بشريا لمدة أسبوعين، مشيرا إلى أنه توسل لأحد الجنود قائلا "لدي أطفال وأريد العودة إليهم".
وأوضح أنه أُجبر على دخول منازل ومبانٍ ومستشفى لحفر مواقع يُشتبه بوجود أنفاق فيها وتفتيشها.
وفي الضفة الغربية المحتلة، روت فلسطينية أن جنود الاحتلال اقتحموا منزلها في مخيم جنين وأجبروها على تفتيش شقق وتصويرها قبل اقتحامها، مشيرة إلى أنهم تجاهلوا توسلاتها للعودة إلى طفلها الرضيع، وقالت "خفت أن يقتلوني وألا أرى ابني مجددا".
اعترافات إسرائيلية
وعلى الجانب الإسرائيلي، في المقابل، قال ضابط إسرائيلي للوكالة -مفضلا عدم الكشف عن هويته- إن أوامر استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية كانت تصدر في الغالب من قيادات عليا، وإن هذا الأسلوب اتبعته تقريبا كل كتيبة ميدانية.
إعلانكما تحدث جنديان إسرائيليان عن ممارسات مشابهة، مؤكدَين أن استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية بات أمرا شائعا، وأشارا إلى استخدام مصطلحات مهينة في وصفهم.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يحظر استخدام المدنيين دروعا بشرية"، متهما حركة حماس باتباع هذا الأسلوب، لكنه أقر بأنه يحقق في عدد من الحوادث، دون تفاصيل إضافية.
من جهتها، اعتبرت منظمة "كسر الصمت" وهي منظمة إسرائيلية غير حكومية، تنشر شهادات جنود سابقين حول انتهاكات الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن هذه الشهادات "لا تمثل حوادث فردية، بل تشير إلى فشل ممنهج وانهيار أخلاقي خطير".
وسبق أن كشفت تحقيقات للجزيرة استخدام جنود الاحتلال لمدنيين فلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، دروعا بشرية في الحرب على غزة.