تركيا تنضم لصندوق الدفاع الأوروبي.. غضب أثينا وصمت بروكسل!
تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT
دخلت تركيا مرحلة جديدة في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي من خلال انضمامها إلى برنامج الدفاع الأوروبي المشترك البالغة ميزانيته 150 مليار يورو، في خطوة وُصفت بأنها “تاريخية” على صعيد التعاون العسكري والاقتصادي، لكنها أثارت في الوقت ذاته ردود فعل غاضبة في اليونان و جنوب قبرص.
ووفق ما أوردته وسائل إعلام تركية، فإن اندماج أنقرة في البنية الدفاعية الأوروبية يأتي ضمن مشاريع مشتركة تشمل شركات رائدة مثل بايكار (Baykar)، وقد اعتُبر هذا التحول “نقلة نوعية” في توازنات القوى داخل القارة العجوز.
احتجاج يوناني.. “هُزمنا دون قتال”
الهزة السياسية في أثينا كانت واضحة، إذ وصف يانيس فاليناكيس، نائب وزير الخارجية اليوناني السابق، الخطوة بأنها “هزيمة دون قتال”. وقال في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “حتى أنا لم أكن لأتخيل هزيمة مهينة كهذه، ومن دون قتال”.
وانتقد فاليناكيس السياسات الغربية التي تروّج لمشاركة تركيا في هيكل الدفاع الأوروبي على أنها “ضرورية عرقيًا”، في إشارة إلى القبول الأوروبي المتزايد بدور تركيا داخل المنظومة الدفاعية للقارة.
“العدو داخل الأسوار”
من جانبه، هاجم وزير الدفاع اليوناني نيكوس ديندياس قرار الاتحاد الأوروبي بالسماح لتركيا بالمشاركة، قائلاً: “أوروبا لا يمكن الدفاع عنها بينما العدو داخل الأسوار”.
لكن مصادر أوروبية مطّلعة في بروكسل عقّبت بأن “تركيا أصبحت اليوم عنصرًا لا يمكن الاستغناء عنه في الدفاع عن أوروبا”، في تعبير يعكس التغيير الجذري في الموقف الأوروبي تجاه أنقرة.
مبادرات فاشلة عبر الولايات المتحدة وإسرائيل
اقرأ أيضاإسبرطة التركية تفتتح موسم الورد رغم خسائر الصقيع
الخميس 22 مايو 2025في محاولة لاحتواء التحول الجديد، سعت اليونان وجنوب قبرص إلى كسب دعم الولايات المتحدة عبر مبادرات دبلوماسية شملت إسرائيل في إطار صيغة “3+1″، لكن المصادر تؤكد أن هذه التحركات لم تُثمر عن نتائج ملموسة، حتى لدى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وسائل إعلام يونانية: تركيا ضامن للسلام
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: تركيا الصناعات الدفاعية الولايات المتحدة اليونان بروكسل تركيا الآن تركيا والعالم سياسة
إقرأ أيضاً:
مهاجر أفريقي ينقذ عائلة من حريق في باريس.. احتفاء شعبي وصمت رسمي (شاهد)
أنقذ مهاجر من أصول إفريقية عائلة فرنسية مكونة من ستة أفراد من حريق مروع اندلع في إحدى شقق الطابق السادس بمبنى سكني في ضواحي العاصمة باريس، وسط استمرار تشديد السلطات الفرنسية لإجراءات الترحيل وتقليص فرص التسوية للمهاجرين.
ووثق مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اللحظات الحاسمة التي تسلق فيها الشاب فوسينو سيسيه، وهو مهاجر من أصول إفريقية، واجهة المبنى، وسار على الحافة الخارجية معرضاً حياته للخطر، لإنقاذ العائلة المحاصرة داخل الشقة المشتعلة بالدائرة الثامنة عشرة شمالي العاصمة، وذلك يوم الجمعة الماضي.
وفي تسجيل لقناة RTL الفرنسية، قال سيسيه: "رأيت الأطفال الرضع والصغار يصرخون طلباً للنجدة، لم أتردد، بل قفزت من النافذة وتقدّمت إليهم"، مضيفاً: "الأم رأتني وأعطتني طفليها واحداً تلو الآخر، فأوصلتهما بأمان إلى الجهة المقابلة من المبنى".
ولفت سيسيه إلى أنه لم يدرك خطورة ما فعله إلا بعد مشاهدة المقاطع التي التقطها الجيران ونشروها لاحقاً على الإنترنت، قائلاً: "ما قمت به كان تلقائياً، ولم أكن أعلم أن أحداً يصوّرني".
مهاجر من أصول أفريقية يخاطر بحياته وينقذ عائلة كاملة من الاحتراق بعد اندلاع النيران في شقتهم بالطوابق العليا لمبنى سكني في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس.pic.twitter.com/PlkYF4ucqp — إياد الحمود (@Eyaaaad) July 6, 2025
تكريم شعبي.. وصمت رسمي
في حين أشاد كثير من الفرنسيين على منصات التواصل بالتصرف "النبيل والبطولي" لسيسيه، معتبرين أنه "جسد ما تعجز عنه القوانين العنصرية"، لم يصدر أي بيان رسمي عن الحكومة الفرنسية بشأن الواقعة حتى لحظة كتابة التقرير، رغم تصاعد الدعوات لمنحه الجنسية تكريماً لشجاعته، كما حدث سابقاً مع المهاجر المالي مامادو غاساما الذي أنقذ طفلاً في حادث مشابه عام 2018.
ويعيد هذا المشهد إلى الأذهان التناقض المتزايد بين الدور الإنساني الذي يلعبه بعض المهاجرين في المجتمع الفرنسي، والسياسات الحكومية المتشددة تجاههم، والتي تعكسها آخر بيانات وزارة الداخلية الفرنسية.
تشديد السياسات وترحيل الآلاف
ففي تقرير رسمي نشرته الوزارة بتاريخ 4 شباط/ فبراير الماضي٬ أظهر أن عدد المهاجرين غير النظاميين الذين تم ترحيلهم من البلاد ارتفع بنسبة 26.7% خلال عام 2024، ليصل إلى 21,601 شخصاً، مقارنة بالأعوام السابقة.
وفي الوقت ذاته، تراجعت نسبة تسوية أوضاع المهاجرين بـ10%، إذ لم يتجاوز عدد الذين حصلوا على إقامات نظامية 31 ألف و250 مقيماً، رغم تدهور الأوضاع الإنسانية في عدد من دولهم الأصلية، وعلى رأسها السودان، الذي يعاني من حرب أهلية دامية منذ منتصف 2023.