هدى الطنيجي (أبوظبي)
أكدت الدكتورة ليلى الهياس، المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية في دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، أن مشروع المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن في أبوظبي، يسهم في دعم التزامات أبوظبي بتعزيز جودة الحياة لجميع فئات المجتمع، وتقديم نموذج رائد في التحول نحو مدن مستدامة وشاملة.
وقالت الدكتورة الهياس، إن الخطط المستقبلية بشأن تحويل أبوظبي إلى مدينة صديقة ودامجة لأصحاب الهمم وكبار السن والأسرة ككل، تشمل تطوير إطار عمل المدينة الصديقة لأصحاب الهمم، الذي يعتبر الأول من نوعه عالمياً، ودمجه مع إطار عمل المدينة الصديقة لكبار السن من منظمة الصحة الدولية، وإطار عمل المدينة الصديقة للطفولة من «اليونيسيف»، وذلك تحت المظلة الكبرى للمدينة الصديقة للأسرة.

وأضافت الدكتورة الهياس، في حوار مع «الاتحاد»: «خلال ذلك، سيتم التركيز على محورين أساسيين هما، محور البيئة المبنية والمعلومات المهيأة، وتشمل إمكانية الوصول إلى الأماكن العامة، المباني، والطرقات والتنقل وغيرها، ومحور الوصول إلى الخدمات والمنتجات الدامجة على سبيل المثال التعليم، الصحة، التوظيف، الترفيه، والخدمات الاجتماعية، وغيره».
وذكرت أن المشروع سيتم تنفيذه من خلال ثلاث مراحل، وهي مرحلة أولى يتم تطوير إطار عمل متكامل للمدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن، وفي المرحلة ثانية ستتم ترجمة إطار العمل النظري على أرض الواقع بتطبيق تجريبي أولي في جزيرة ياس بالتعاون مع شركة الدار العقارية.
وأضافت: «وكمرحلة ثالثة وبعد الاستفادة من دروس التطبيق التجريبي بجزيرة ياس، ننطلق للتوسع بتطبيقات مماثلة للمشروع في مناطق جغرافية أخرى داخل الإمارة، تشمل العين والظفرة».

بيئات مهيأة 
وقالت الدكتورة الهياس، إن تهيئة المباني والمرافق العامة ضمن المشروع ستشمل العمل على ضمان تكييف وتجهيز المباني الحكومية والخاصة على سبيل المثال المستشفيات، المدارس، مراكز التسوق، الحدائق، الشواطئ، والمتنزهات، بما يتماشى مع معايير الوصول الشامل، لتمكين أصحاب الهمم وكبار المواطنين من استخدام هذه المرافق والاستفادة منها بشكل مستقل وآمن، بما يعزز من جودة حياتهم ومشاركتهم المجتمعية. 
وأضافت: «سيتم تحسين النقل العام من خلال توفير وسائل نقل مهيأة وشاملة، تشمل الحافلات، القطارات، ووسائل النقل الجوي، بما يضمن توافقها مع معايير الوصول الشامل، وذلك من خلال تصميمها وتجهيزها لتلبية احتياجات أصحاب الهمم وكبار المواطنين، بما يسهم في تعزيز استقلاليتهم وتنقلهم بسهولة وأمان داخل المدن وخارجها».
وأشارت إلى التكنولوجيا الداعمة عبر تحسين الوصول إلى البيئة الرقمية، من خلال تطوير واعتماد حلول تكنولوجية تتوافق مع معايير الوصول الشامل، مثل التطبيقات الذكية، المنصات الرقمية، أدوات الذكاء الاصطناعي، وأجهزة المساعدة التقنية، لضمان استفادة أصحاب الهمم وكبار المواطنين من الخدمات الرقمية بشكل فعال وسهل، ودعم مشاركتهم في الحياة الرقمية.

أخبار ذات صلة لطيفة بنت محمد تعزي في وفاة والدة السيدة الجليلة حرم سلطان عُمان «أبوظبي للشباب» ينظّم «فنون الإلقاء والتحدث أمام الجمهور» باللغة العربية

جودة الحياة 
وقالت الدكتورة الهياس، إن المشروع يسهم في دعم التزامات أبوظبي بتعزيز جودة الحياة لجميع فئات المجتمع، من خلال تحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية، التعليم، النقل، والمرافق الترفيهية، بما يضمن سهولة الاستخدام لجميع الأفراد، خاصة أصحاب الهمم وكبار المواطنين، وتهيئة المرافق العامة وفقاً لمعايير التصميم الشامل، لضمان بيئة حضرية خالية من العوائق تعزز من استقلالية الأفراد وكرامتهم، وتمكين المشاركة الفاعلة للأشخاص من ذوي الإعاقة وكبار السن في الأنشطة المجتمعية والاقتصادية، بما يسهم في تعزيز اندماجهم، ويعكس التزام الإمارة بمبادئ الشمولية والاستدامة الاجتماعية.
وأكدت أن المشروع يسهم في تعزيز مكانة أبوظبي إمارة صديقة للأسرة والطفل، من خلال تحسين البنية التحتية الحضرية، وتوفير خدمات متكاملة وشاملة تلبي احتياجات جميع أفراد الأسرة، كما يعمل على تعزيز مستويات الأمان، والرفاهية، وجودة الحياة، مما يجعل من أبوظبي بيئة مثالية لنمو الأطفال وازدهارهم في أجواء أسرية صحية وآمنة.
وذكرت أن ذلك يأتي عبر تطوير إطار عمل متكامل لمدينة صديقة للأسرة، يترجم على أرض الواقع من خلال سياسات وبرامج ومبادرات عملية، تركز على الوصول الشامل، وتوفير مساحات عامة ومرافق تعليمية وترفيهية تراعي احتياجات الأطفال وأسرهم، وتعزز من الترابط الأسري.

التوسع في المشروع
وأشارت الدكتورة الهياس إلى أنه بموجب الاتفاقية الموقعة سابقاً، بين الجهات المعنية بين دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي ودائرة البلديات والنقل وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، تم تنفيذ عدد من الخطوات المهمة خلال الفترة الماضية لدعم التوسع في مشروع المدينة الدامجة، ليشمل مناطق جديدة في إمارة أبوظبي خارج نطاق جزيرة ياس، ومن أبرز ما تم إنجازه استكمال إطار المدينة الصديقة لأصحاب الهمم، ويشكل مرجعية شاملة لتصميم السياسات والخدمات والبنية التحتية وفق معايير الوصول الشامل والخدمات الدامجة.
وأضافت: «العمل جارٍ حالياً على تحديد المناطق الجديدة، التي ستشملها المرحلة المقبلة من المشروع؛ بهدف ضمان التوسع التدريجي والمنهجي للبنية التحتية الشاملة والخدمات الدامجة في مختلف أنحاء الإمارة ودمج مختلف الأطر والمبادرات ذات الصلة تحت مظلة موحدة تشمل إطار عمل المدينة الصديقة للأسرة، بما يضمن تكامل الجهود، وتعزيز الشمولية لأفراد المجتمع كافة، وبخاصة أصحاب الهمم وكبار المواطنين والأطفال، حيث تُعد هذه الخطوات جزءاً من التزام الجهات الشريكة بتحقيق رؤية أبوظبي في بناء مجتمع شامل ومستدام يدعم جودة الحياة لكافة سكانه». وذكرت أنه في إطار التزام إمارة أبوظبي بتحقيق بيئة حضرية شاملة ومستدامة، طورت دائرة تنمية المجتمع إطار عمل المدينة الصديقة لأصحاب الهمم، الذي يجري دمجه حالياً مع إطار المدينة الصديقة لكبار السن المعتمد من منظمة الصحة العالمية؛ بهدف إنشاء نموذج متكامل يدعم جميع الفئات المجتمعية.
وكشفت الدكتورة الهياس، عن أنه من المقرر أن تبدأ شركة الدار العقارية، ابتداءً من مايو الجاري، تطوير خريطة ترجمة إطار عمل المدينة الصديقة لأصحاب الهمم وكبار السن، لتطبيقه تجريبياً في جزيرة ياس، كخطوة أولى لتحويل المنطقة إلى نموذج واقعي لمدينة دامجة ومهيأة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أصحاب الهمم كبار السن أبوظبي الإمارات التنمية المجتمعية دائرة تنمية المجتمع جودة الحياة لأصحاب الهمم وکبار السن جودة الحیاة الوصول إلى من خلال یسهم فی

إقرأ أيضاً:

“وقف الحياة” تدشن باكورة مشاريعها بمركز مجتمعي شامل في أبوظبي

 

أعلنت هيئة الأوقاف وإدارة أموال القصر “أوقاف أبوظبي” عن إطلاق “أوقاف أبوظبي ـ المركز المجتمعي”، باكورة مشاريعها ضمن حملة “وقف الحياة” لدعم المصابين بالأمراض المزمنة.
وكانت “أوقاف أبوظبي” قد أطلقت هذه الحملة تحت شعار “معك للحياة”، بهدف تعزيز استدامة خدمات الرعاية الصحية وتغطية نفقات العلاج للفئات الأكثر احتياجا، وذلك في إطار تفعيل روح العطاء والتضامن التي يجسدها “عام المجتمع” الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” تحت شعار “يدا بيد”.
ويجمع “أوقاف أبوظبي ـ المركز المجتمعي”، الذي تبلغ تكلفته 50 مليون درهم، بين التسوق، والترفيه، والثقافة، ليكون منصة حيوية متكاملة للتفاعل المجتمعي؛ ويُعد هذا المشروع الطموح تجربة فريدة تجمع بين المساحات العصرية والهوية الإماراتية، لتلبية احتياجات السكان والزوار وتعزيز الاقتصاد والتماسك الاجتماعي.
وتخطط “أوقاف أبوظبي” لإقامة المشروع في مدينة أبوظبي لدعم مكانة المدينة الاقتصادية والسياحية، وتعزيز التفاعل المجتمعي، وزيادة الوعي حول أهمية الوقف والمساهمات المجتمعية، بالإضافة إلى توفير فرص عمل جديدة واستثمار الأراضي غير المستغلة والاستفادة من عوائدها.
وقال معالي عبد الحميد محمد سعيد رئيس مجلس إدارة هيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر “أوقاف أبوظبي”، إن إطلاق حملة “وقف الحياة” يرسخ نموذجاً مهماً في العمل من أجل استدامة الدعم للمصابين بالأمراض المزمنة من غير القادرين على توفير تكاليف العلاج، وفي سبيل استدامة توفير خدمات الرعاية الصحية المقدمة لهم، مؤكدا السعي بإصرار لإنجاح تحقيق هذه الحملة لأهدافها من خلال استثمار أموال الوقف في مشاريع نوعية قادرة على تنمية هذه الأموال بعوائد مثمرة، وبما يحقق فوائد متعددة في خدمة المجتمع وتنميته وتمكينه اقتصاديا.
وأكد معاليه أن “أوقاف أبوظبي ـ المركز المجتمعي” كأول المشاريع المختارة للاستثمار، سيساهم، إضافة إلى تنمية أموال الوقف، في تحقيق أهداف مجتمعية مضاعفة في مقدمتها زيادة تفاعل المجتمع مع رؤية الوقف وزيادة وعي أفراده حول أهمية الأوقاف والمشاركة المجتمعية في ترسيخه، كما تدعم هذه المشاريع التنمية الاقتصادية للمناطق التي تقام فيها.
وشدد معالي عبد الحميد محمد سعيد على أن حملة “وقف الحياة” التي تتزامن مع “عام المجتمع”، تسهم في تعزيز ثقافة التكافل الاجتماعي والعمل الجماعي لإحداث فارق في تنمية القطاعات المجتمعية، وعلى رأسها قطاع الرعاية الصحية الذي تهدف الحملة إلى دعم جهوده النوعية، مشيرا إلى أن الحملة تعكس دور “أوقاف أبوظبي” الرائد في مجال الوقف واستثمار أمواله بكفاءة تعمل على تعظيم الأثر الاجتماعي واستدامة الموارد لمصارف العمل الخيري والإنساني.
ودعا معاليه الجميع إلى المشاركة الفعالة في حملة “وقف الحياة” لدعم المصابين بالأمراض المزمنة بما يعزز مفهوم التكافل والتضامن المجتمعي ويترجم قيم العطاء والإنسانية المتجذرة في المجتمع الإماراتي.
وتهدف حملة “وقف الحياة” بشكل أساسي إلى تعزيز استدامة خدمات الرعاية الصحية، وتوفير تمويل مستدام ومستمر للمساعدة في علاج المصابين بالأمراض المزمنة من الفئات الأكثر احتياجًا، ودعم المنظومة الصحية وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات المستقبلية.
وتسعى الحملة إلى جمع المساهمات لإنشاء وقف يخصص لدعم نفقات علاج مرضى الأمراض المزمنة المحتاجين، بالإضافة إلى استثمار أموال الوقف في تطوير الخدمات الصحية وتوفير الأدوية والدعم النفسي للمرضى.وام


مقالات مشابهة

  • “وقف الحياة” تدشن باكورة مشاريعها بمركز مجتمعي شامل في أبوظبي
  • أحد رواد العطاء يدعم «وقف الحياة» في أبوظبي بـ10 ملايين درهم
  • أمين مجلس التعاون: قطاع الإسكان يحظى باهتمام كبير من قادة دول المجلس لتعزيز جودة الحياة
  • أمانة جدة تعلن عن فرص استثمارية واعدة متنوعة لتعزيز التنمية ورفع جودة الحياة في المدينة
  • بيئة أبوظبي تبرز حلول الابتكار البيئي في اصنع في الإمارات 2025
  • من المطار إلى أماكن التسكين.. المدينة تفتح ذراعيها لحجاج مصر القادمين تباعا
  • «الطفطف» يصل جامعة سوهاج ورئيس الجامعة ويوجه بتخصص مقاعد لذوي الهمم وكبار السن
  • مؤسسة جودة الحياة: منتدى أفريقيا خضراء منصة حوار لمواجهة التحديات
  • ثقافة وسياحة أبوظبي تكشف عن السلسلة الثانية من مجموعة مقتنيات أبوظبي