ليلى الهياس لـ«الاتحاد»: «المدينة الدامجة» تترجم التزام أبوظبي بتعزيز جودة الحياة
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
هدى الطنيجي (أبوظبي)
أكدت الدكتورة ليلى الهياس، المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية في دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، أن مشروع المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن في أبوظبي، يسهم في دعم التزامات أبوظبي بتعزيز جودة الحياة لجميع فئات المجتمع، وتقديم نموذج رائد في التحول نحو مدن مستدامة وشاملة.
وقالت الدكتورة الهياس، إن الخطط المستقبلية بشأن تحويل أبوظبي إلى مدينة صديقة ودامجة لأصحاب الهمم وكبار السن والأسرة ككل، تشمل تطوير إطار عمل المدينة الصديقة لأصحاب الهمم، الذي يعتبر الأول من نوعه عالمياً، ودمجه مع إطار عمل المدينة الصديقة لكبار السن من منظمة الصحة الدولية، وإطار عمل المدينة الصديقة للطفولة من «اليونيسيف»، وذلك تحت المظلة الكبرى للمدينة الصديقة للأسرة.
وأضافت الدكتورة الهياس، في حوار مع «الاتحاد»: «خلال ذلك، سيتم التركيز على محورين أساسيين هما، محور البيئة المبنية والمعلومات المهيأة، وتشمل إمكانية الوصول إلى الأماكن العامة، المباني، والطرقات والتنقل وغيرها، ومحور الوصول إلى الخدمات والمنتجات الدامجة على سبيل المثال التعليم، الصحة، التوظيف، الترفيه، والخدمات الاجتماعية، وغيره».
وذكرت أن المشروع سيتم تنفيذه من خلال ثلاث مراحل، وهي مرحلة أولى يتم تطوير إطار عمل متكامل للمدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن، وفي المرحلة ثانية ستتم ترجمة إطار العمل النظري على أرض الواقع بتطبيق تجريبي أولي في جزيرة ياس بالتعاون مع شركة الدار العقارية.
وأضافت: «وكمرحلة ثالثة وبعد الاستفادة من دروس التطبيق التجريبي بجزيرة ياس، ننطلق للتوسع بتطبيقات مماثلة للمشروع في مناطق جغرافية أخرى داخل الإمارة، تشمل العين والظفرة».
بيئات مهيأة
وقالت الدكتورة الهياس، إن تهيئة المباني والمرافق العامة ضمن المشروع ستشمل العمل على ضمان تكييف وتجهيز المباني الحكومية والخاصة على سبيل المثال المستشفيات، المدارس، مراكز التسوق، الحدائق، الشواطئ، والمتنزهات، بما يتماشى مع معايير الوصول الشامل، لتمكين أصحاب الهمم وكبار المواطنين من استخدام هذه المرافق والاستفادة منها بشكل مستقل وآمن، بما يعزز من جودة حياتهم ومشاركتهم المجتمعية.
وأضافت: «سيتم تحسين النقل العام من خلال توفير وسائل نقل مهيأة وشاملة، تشمل الحافلات، القطارات، ووسائل النقل الجوي، بما يضمن توافقها مع معايير الوصول الشامل، وذلك من خلال تصميمها وتجهيزها لتلبية احتياجات أصحاب الهمم وكبار المواطنين، بما يسهم في تعزيز استقلاليتهم وتنقلهم بسهولة وأمان داخل المدن وخارجها».
وأشارت إلى التكنولوجيا الداعمة عبر تحسين الوصول إلى البيئة الرقمية، من خلال تطوير واعتماد حلول تكنولوجية تتوافق مع معايير الوصول الشامل، مثل التطبيقات الذكية، المنصات الرقمية، أدوات الذكاء الاصطناعي، وأجهزة المساعدة التقنية، لضمان استفادة أصحاب الهمم وكبار المواطنين من الخدمات الرقمية بشكل فعال وسهل، ودعم مشاركتهم في الحياة الرقمية.
جودة الحياة
وقالت الدكتورة الهياس، إن المشروع يسهم في دعم التزامات أبوظبي بتعزيز جودة الحياة لجميع فئات المجتمع، من خلال تحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية، التعليم، النقل، والمرافق الترفيهية، بما يضمن سهولة الاستخدام لجميع الأفراد، خاصة أصحاب الهمم وكبار المواطنين، وتهيئة المرافق العامة وفقاً لمعايير التصميم الشامل، لضمان بيئة حضرية خالية من العوائق تعزز من استقلالية الأفراد وكرامتهم، وتمكين المشاركة الفاعلة للأشخاص من ذوي الإعاقة وكبار السن في الأنشطة المجتمعية والاقتصادية، بما يسهم في تعزيز اندماجهم، ويعكس التزام الإمارة بمبادئ الشمولية والاستدامة الاجتماعية.
وأكدت أن المشروع يسهم في تعزيز مكانة أبوظبي إمارة صديقة للأسرة والطفل، من خلال تحسين البنية التحتية الحضرية، وتوفير خدمات متكاملة وشاملة تلبي احتياجات جميع أفراد الأسرة، كما يعمل على تعزيز مستويات الأمان، والرفاهية، وجودة الحياة، مما يجعل من أبوظبي بيئة مثالية لنمو الأطفال وازدهارهم في أجواء أسرية صحية وآمنة.
وذكرت أن ذلك يأتي عبر تطوير إطار عمل متكامل لمدينة صديقة للأسرة، يترجم على أرض الواقع من خلال سياسات وبرامج ومبادرات عملية، تركز على الوصول الشامل، وتوفير مساحات عامة ومرافق تعليمية وترفيهية تراعي احتياجات الأطفال وأسرهم، وتعزز من الترابط الأسري.
التوسع في المشروع
وأشارت الدكتورة الهياس إلى أنه بموجب الاتفاقية الموقعة سابقاً، بين الجهات المعنية بين دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي ودائرة البلديات والنقل وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، تم تنفيذ عدد من الخطوات المهمة خلال الفترة الماضية لدعم التوسع في مشروع المدينة الدامجة، ليشمل مناطق جديدة في إمارة أبوظبي خارج نطاق جزيرة ياس، ومن أبرز ما تم إنجازه استكمال إطار المدينة الصديقة لأصحاب الهمم، ويشكل مرجعية شاملة لتصميم السياسات والخدمات والبنية التحتية وفق معايير الوصول الشامل والخدمات الدامجة.
وأضافت: «العمل جارٍ حالياً على تحديد المناطق الجديدة، التي ستشملها المرحلة المقبلة من المشروع؛ بهدف ضمان التوسع التدريجي والمنهجي للبنية التحتية الشاملة والخدمات الدامجة في مختلف أنحاء الإمارة ودمج مختلف الأطر والمبادرات ذات الصلة تحت مظلة موحدة تشمل إطار عمل المدينة الصديقة للأسرة، بما يضمن تكامل الجهود، وتعزيز الشمولية لأفراد المجتمع كافة، وبخاصة أصحاب الهمم وكبار المواطنين والأطفال، حيث تُعد هذه الخطوات جزءاً من التزام الجهات الشريكة بتحقيق رؤية أبوظبي في بناء مجتمع شامل ومستدام يدعم جودة الحياة لكافة سكانه». وذكرت أنه في إطار التزام إمارة أبوظبي بتحقيق بيئة حضرية شاملة ومستدامة، طورت دائرة تنمية المجتمع إطار عمل المدينة الصديقة لأصحاب الهمم، الذي يجري دمجه حالياً مع إطار المدينة الصديقة لكبار السن المعتمد من منظمة الصحة العالمية؛ بهدف إنشاء نموذج متكامل يدعم جميع الفئات المجتمعية.
وكشفت الدكتورة الهياس، عن أنه من المقرر أن تبدأ شركة الدار العقارية، ابتداءً من مايو الجاري، تطوير خريطة ترجمة إطار عمل المدينة الصديقة لأصحاب الهمم وكبار السن، لتطبيقه تجريبياً في جزيرة ياس، كخطوة أولى لتحويل المنطقة إلى نموذج واقعي لمدينة دامجة ومهيأة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أصحاب الهمم كبار السن أبوظبي الإمارات التنمية المجتمعية دائرة تنمية المجتمع جودة الحياة لأصحاب الهمم وکبار السن جودة الحیاة الوصول إلى من خلال یسهم فی
إقرأ أيضاً:
مكتب أبوظبي للاستثمار يوقّع شراكة مع «بين كابيتال»
أبوظبي (الاتحاد)
أعلن مكتب أبوظبي للاستثمار اليوم توقيع شراكة استراتيجية مع «بين كابيتال - Bain Capital» المتخصّصة في مجال الاستثمار الخاص، بهدف توسيع عملياتها في المنطقة ودعم نمو قطاع الخدمات المالية من أبوظبي.
وجاء الإعلان عن توقيع الشراكة خلال فعاليات أسبوع أبوظبي المالي 2025، بالتزامن مع إطلاق مجمع التقنيات المالية والتأمين والأصول الرقمية والبديلة (FIDA)، المبادرة الاستراتيجية التي تهدف إلى تطوير منظومة مالية مبتكرة تدعم تقديم الحلول والتقنيات المالية والاستثمارات البديلة والأصول الرقمية والادخار، وتمويل التحول نحو الطاقة النظيفة ومنصّات تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة.
ومن المتوقع أن يسهم المجمّع بإضافة 56 مليار درهم إلى الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي، وتوفير 8000 فرصة عمل في وظائف مهارية، واستقطاب استثمارات لا تقل قيمتها عن 17 مليار درهم.وتستمد «بين كابيتال» خبرتها التي تمتد لأكثر من أربعة عقود في مجال إدارة الاستثمارات عبر الأسهم الخاصة ورأس المال الجريء والائتمان والعقارات، وستسهم من خلال شبكتها العالمية في دعم مستهدفات مجمع التقنيات المالية والتأمين والأصول الرقمية والبديلة (FIDA).
ومن خلال هذه الشراكة، سيعمل كلٌ من مكتب أبوظبي للاستثمار وشركة «بين كابيتال» على إنشاء منصّات للاستثمارات البديلة، بما يساهم في تطوير منظومة متكاملة لإدارة الأصول في الإمارة. ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز جذب رؤوس الأموال والمحافظ الاستثمارية للاستفادة من الفرص الإقليمية الواعدة.
وسيتعاون الطرفان في تحديد فرص الاستثمار المشترك في أبوظبي والمنطقة، وذلك من خلال التعاون مع الشركاء المحليين وصناديق الثروة السيادية والمستثمرين. كما ستعمل هذه الشراكة على تفعيل دور القطاع المالي في المنظومة، بما في ذلك الشركات الاستثمارية والمؤسسات الأكاديمية، بهدف تطوير منظومة مالية تعزز نمو رؤوس الأموال في أبوظبي وتوجيهها نحو المجالات ذات الأولوية مثل البنية التحتية وتمويل تحول الشركات للطاقة النظيفة والابتكار.
وتتضمن هذه الشراكة التعاون في تنمية وتطوير المهارات وتعزيز الخبرات الوطنية في القطاع المالي بما يتماشى مع مستهدفات مجمع التقنيات المالية والتأمين والأصول الرقمية والبديلة (FIDA)، وذلك من خلال إنشاء مسارات بحثية وبرامج تدريبية متخصّصة في مجالات مثل الاستثمارات البديلة وإدارة المخاطر والاستشارات المالية.
وفي هذا الصدد، قال سعادة بدر سليم سلطان العلماء، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار: «تنسجم شراكتنا مع «بين كابيتال» مع مستهدفات الإمارة لمواءمة رؤوس الأموال طويلة الأمد والخبرات مع البنية التحتية للقطاع المالي. فمن خلال هذا التعاون، نعمل على تطوير مسارات عملية للابتكار المالي تلبي تطلعات الجهات الاستثمارية الكبرى واحتياجات الاقتصاد وتوفير قاعدة متطورة للمستثمرين العالميين في أبوظبي».
ومن جهته، قال ديفيد غروس، الشريك الإداري في «بين كابيتال»: «تتمتع أبوظبي بموقع استراتيجي متميز ومنظومة أعمال متكاملة، وتلتزم بدعم وتوظيف الابتكار في مختلف المجالات، ما يجعلها منصة مثالية لتعزيز حضورنا في المنطقة. ونتطلع إلى العمل مع مكتب أبوظبي للاستثمار لتحديد الفرص الاستثمارية الواعدة والمساهمة في تطوير منظومة مالية عالمية المستوى في أبوظبي، بما يعود بالنفع على المستثمرين ورواد الأعمال والمجتمعات في المنطقة».
ويدعم مجمع التقنيات المالية والتأمين والأصول الرقمية والبديلة (FIDA) جهود أبوظبي الهادفة إلى تعزيز التنويع الاقتصادي والتحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار. وينضم المجمع الجديد إلى كل من مجمع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI)، ومجمع تنمية الغذاء ووفرة المياه (AGWA)، ومجمع الصحة والطب واللياقة لحياة مستدامة (HELM) لتعزيز الاستراتيجية المتكاملة لإمارة أبوظبي القائمة على المجمعات الاقتصادية، بما يسهم في دفع جهود التحول الاقتصادي للإمارة.