بالتبسيط والتحول نصنع الريادة
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
د. ذياب بن سالم العبري
في عالمٍ يمضي نحو التعقيد بوتيرة متسارعة، أصبح التبسيط مهارة لا غنى عنها لكل مؤسسة تطمح إلى البقاء والتميز. لم يعد الإنجاز رهينًا بحجم الإمكانات؛ بل بقدرة المؤسسات على إزالة التعقيدات، واختصار المسافات بين القرار والتنفيذ، وتحويل الأفكار إلى واقع ملموس بأقل جهد وأسرع وقت.
لقد أثبتت التجارب أن تبسيط الإجراءات هو المدخل الحقيقي لتحقيق الأهداف، وخفض التكاليف، وتسريع تحقيق القيمة.
ويترافق مع هذا المسار التبسيطي التحول الرقمي الذي بات ضرورة استراتيجية لا مجرد خيار تقني. فالتقنيات الحديثة قادرة على أتمتة العمليات، وتسريع تقديم الخدمات، وتحسين دقة الأداء، مما يفتح آفاقًا أوسع للاستجابة لاحتياجات المجتمع والسوق. غير أن التحول الرقمي الفاعل لا يتحقق بتكديس الأنظمة؛ بل بإعادة التفكير في طريقة العمل برمتها، وصياغتها بما يخدم السرعة والكفاءة معًا.
وفي ظل هذا المشهد، تبرز أهمية تبني عقلية تجارية مرنة ترى في كل قرار فرصة لتعظيم العائد، وفي كل إجراء مجالاً لتخفيض الكلفة وزيادة الأثر. إن التفكير بعقلية تجارية لا يعني التخلي عن القيم المؤسسية؛ بل يعني ترشيد الجهود نحو ما يصنع الفرق، ومساءلة كل خطوة وكل تكلفة وكل وقت يُبذل: هل يخدم تحقيق الهدف أم يستهلك الطريق؟
ولأن الأفكار تظل بحاجة إلى من يحركها، فإن دور القيادة الناجحة يظل محورياً في هذه المسيرة. فالقائد الحقيقي هو من يرسم الطريق بوضوح، ويقود التحول بثقة، ويغرس ثقافة التبسيط والابتكار والفكر التجاري في روح المؤسسة. هو الذي يرى أن الريادة ليست في المحافظة على المألوف؛ بل في امتلاك الشجاعة لإعادة البناء، وتحويل الرؤية إلى خطوات عملية تلامس الواقع وتُحدث الفرق.
وفي عمان، ونحن نخطو بثبات نحو رؤية 2040، تزداد الحاجة إلى مؤسسات تختصر الطريق نحو أهدافها، وتواكب العصر بأدواته وروحه، وتستثمر في الإنسان العماني لقيادة المستقبل. ولعل التبسيط والتحول الرقمي وتطوير القيادات وتمكين التفكير التجاري هي المفاتيح الحقيقية لصناعة هذا المستقبل الذي نستحقه.
إنَّ الفرصة أمامنا اليوم واضحة ومهيأة، غير أن حسن استثمارها رهن بقدرتنا على اتخاذ القرار الصائب في التوقيت المناسب. وبين يدينا مفاتيح التبسيط والتحول، فهل نحسن استخدامها قبل أن تغلق الأبواب وتسبقنا الفرص؟
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
سيرينا ويليامز: من مجد الملاعب إلى الريادة في عالم الأعمال والمهمات الإنسانية
سيرينا ويليامز، أيقونة التنس العالمية، تُعدّ من أعظم لاعبات اللعبة على الإطلاق، حيث توجت بـ23 لقباً في جراند سلام الفردي وأربع ميداليات ذهبية أولمبية. بعد مسيرة رياضية استثنائية، انتقلت إلى عالم الاستثمار والعمل الإنساني، لتبقى مصدر إلهام في كل الميادين. اعلان
بعد مسيرة رياضية استثنائية، انتقلت سيرينا ويليامز من الملاعب إلى العمل الإنساني والاستثماري، حيث تُعيد توجيه طاقتها نحو تمكين الفئات المهمشة ودعم الشركات الناشئة التي تقودها نساء وأفراد من الأقليات.
وفيما يلي لمحة عن مسار جديد لواحدة من أعظم رياضيات العالم، حيث تتحول البطولات هنا إلى فرص للتطوير البشري وبناء مجتمع أكثر عدالة.
ولدت سيرينا ويليامز في 26 سبتمبر 1981 في ميشيغان بالولايات المتحدة الأمريكية. وبدأت ممارسة التنس في سن الخامسة تحت إشراف والدها ومدربها، والاقتداء بشقيقتها الكبرى فينوس، التي تلعب التنس أيضًا.
دخلت سيرينا عالم الاحتراف في عام 1995، وبرزت في منافسات الزوجي المختلط عام 1998، عندما فازت ببطولة ويمبلدون وبطولة الولايات المتحدة المفتوحة مع ماكس ميرني كشريك لها. إلى جانب انتصاراتها في الزوجي مع شقيقتها فينوس ومع لاعبين آخرين، دخلت ضمن أفضل عشرة لاعبات في العالم في نفس العام.
في عام 2000، شاركت سيرينا لأول مرة في الألعاب الأولمبية، حيث حصدت أول ميدالية ذهبية لها في منافسات الزوجي خلال دورة سيدني.
Relatedأستراليا: ديوكوفيتش يحرز لقبه الـ92 في كرة المضربالحسناء الروسية ماريا شارابوفا تعلن اعتزالها كرة المضرباعتزال سيرينا ويليامز التي خرجت من شوارع العصابات لتتحول إلى أسطورة عالمية في كرة المضربوعلى مدار مسيرتها، حققت سيرينا 73 لقبًا في الفردي و23 لقبًا في الزوجي المختلط، جميعها ضمن بطولات الجراند سلام، بالإضافة إلى الفوز بأربع ميداليات ذهبية أولمبية. وتُعد واحدة من أعظم لاعبي التنس في التاريخ، بفضل قوتها البدنية والعقلية وأسلوبها المتميز الذي ساعد في تحطيم العديد من الأرقام القياسية في لعبة التنس النسائية.
من بين كل ألقابها في الجراند سلام، 23 منها كانت في الفردي، وهو الرقم الذي يجعلها ثاني أكثر لاعبة أو لاعب تحقيقًا للألقاب في البطولات الأربع الكبرى خلال "العصر المفتوح"، بعد نوفاك ديوكوفيتش.
وفي عام 2016، عادلت سيرينا الرقم القياسي السابق لستيفي غراف، البالغ من 22 لقبًا، ثم تجاوزته في 2017 بعد فوزها ببطولة أستراليا المفتوحة. وفي تلك البطولة، أصبحت أكبر لاعبة تنس تفوز بلقب جراند سلام فردي في العصر المفتوح، وكانت تبلغ من العمر 35 عامًا.
ملكة بطولات الجراند سلام والأولمبيادفي عام 2003، وبعد فوزها ببطولة أستراليا المفتوحة، أكملت سيرينا ويليامز تحقيق جميع الألقاب الأربعة الكبرى (جراند سلام) في غضون 12 شهرًا.
وبعد فترة من تراجع نتائجها بسبب عدد من الإصابات، عادت سيرينا إلى المنافسة بقوة، حيث توجت بلقب بطولة أستراليا المفتوحة مجددًا في 2007، ثم فازت ببطولة الزوجي في ويمبلدون لعام 2008 مع شقيقتها فينوس، كما حصدت ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية في بكين. أنهت سيرينا موسم 2009 في الصدارة الترتيبية العالمية.
في الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012، حققت ميدالية ذهبية في الفردي، هي الأولى لها في هذه الفئة، والثالثة في منافسات الزوجي.
وأصبحت سيرينا في نهاية عام 2013 أولى التصنيف العالمي للاعبات التنس المحترفات (WTA)، لتكون بذلك أقدم لاعبة تتولى هذا المركز منذ عام 1975. وقد حافظت على الصدارة خلال العامين التاليين.
في عام 2015، كررت إنجازها بالفوز بكل بطولات الجراند سلام الأربع خلال 12 شهرًا.
وفي عام 2016، سجلت سيرينا رقمًا قياسيًا جديدًا بعدد انتصاراتها في بطولات الجراند سلام، بلغ 308 انتصارات، متخطية الرقم السابق البالغ 307 انتصارات والمسجل باسم روجر فيدرر.
في عام 2017، توجت سيرينا ويليامز بلقب بطولة أستراليا المفتوحة مرة أخرى، قبل أن تنسحب من المنافسات لاحقًا إثر إعلان حملها. عادت إلى المنافسة في عام 2018، وأعلنت تقاعدها النهائي عن اللعب المهني في 2022.
وتعمل سيرينا منذ سنوات على دعم قضايا التعليم وتكافؤ الفرص، وتوفير الدعم لضحايا العنف من خلال مؤسستها الخاصة، التي أسست على إثرها مدارس ثانوية في كينيا وجامايكا.
وهي مؤسِّسة شركة "Serena Ventures" ، التي تستثمر فيها في شركات ناشئة، مع تركيز على الشركات التي يقودها نساء أو أفراد من الأقليات.
وحازت سيرينا على لقب بطلة العالم ست مرات من الاتحاد الدولي للتنس بين عامي 2002 و2015، كما فازت بجائزة لوريوس لأفضل رياضية في العالم أربع مرات (2003، 2010، 2016، 2018).
وبالإضافة إلى ذلك، تتولى سيرينا منذ عام 2011 دور سفيرة اليونيسف للنوايا الحسنة في مجال التعليم.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة