لجريدة عمان:
2025-05-30@07:53:17 GMT

مسقط وطهران .. تعاون اقتصادي وتنسيق سياسي

تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT

مسقط وطهران .. تعاون اقتصادي وتنسيق سياسي

لا يمكن قراءة زيارة الرئيس الإيراني الدكتور مسعود بزشكيان إلى سلطنة عُمان والتي اختتمت مساء اليوم، بمعزل عن اللحظة الجيواستراتيجية التي تمر بها المنطقة، ولا عن السياق المتنامي لدور عُمان في إدارة وساطات كبرى في محاولة كبح جماح بعض التحديات الكبرى التي تمر بها المنطقة، وتعيد ترتيبها بما يخدم الأمن والاستقرار والتوازن، بعيدا عن الاستقطاب والانفعال.

ويحمل نص البيان الختامي الصادر في ختام الزيارة دلالات مدروسة، تعكس عمق الرؤية العُمانية وشمولية النظرة الإيرانية في مرحلة لا تحتمل الخطأ في الحسابات ولا التردد في بناء الشراكات.

اللافت في البيان أنه ركز على ثلاثة مستويات متوازية: تعزيز التعاون الاقتصادي عبر القطاع الخاص، وتعميق التنسيق السياسي في ملفات إقليمية معقدة، وتثمين الوساطة العُمانية في أكثر الملفات حساسية وهو الملف النووي الإيراني. وهذه المستويات الثلاثة تعكس إدراكا عُمانيا ناضجا بأن الاستقرار لا يُبنى عبر السياسة وحدها، بل عبر الاقتصاد المتين، والشراكات التي تمنح الجوار العمق والطمأنينة، والتوازنات الدقيقة في المشهد الدولي المضطرب.

اقتصاديا، توقيع الاتفاقيات في مجالات الاستثمار والتبادل التجاري والحماية القانونية خطوة مهمة للبلدين وفرصة استثنائية لتنويع الشركاء الاقتصاديين سواء بالنسبة لسلطنة عمان أم لإيران التي تريد لاقتصادها الخروج من تحدياته الحالية. ويمكن القراءة في عمق البيان وظلاله أن البلدين يدفعان نحو تكامل مرن تحكمه المصالح وتتقدمه أدوات القطاع الخاص لا الشعارات، وهذا تطور نوعي في مسار العلاقات الممتدة بين مسقط وطهران.

أما سياسيا، فإن التأكيد على التنسيق بشأن غزة، ورفض الإبادة الجماعية والتهجير، يعكس صوتا متزنا في لحظة فقد فيها العالم صوته الأخلاقي. ويعيد الموقف المشترك بين القائدين وضع القضية الفلسطينية ضمن أولويات التنسيق الإقليمي، ويعزز من وزن الدول التي لا تزال ترى في العدالة أفقا لا يُغلق.

لكن جوهر اللحظة ربما يكمن في البند المتعلق بالمفاوضات النووية. فعندما يثمن الرئيس الإيراني الدور العُماني في المحادثات غير المباشرة مع واشنطن، فهو لا يُجامل، بل يقرّ بوجود طرف يملك الشرعية الأخلاقية والثقة السياسية لدى الجميع. هذا البند، يسلط الضوء على الدور الفاعل الذي تقوم به سلطنة عُمان: دور الوسيط الصامت، والمبادر في الوقت الذي يتراجع فيه الآخرون إلى منطق الصفقات العابرة أو المحاور المتصارعة.

الزيارة في مجملها كانت ناجحة وتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكات، وما صدر عنها ليس بيانا عاديا، بل هو خارطة طريق لعلاقات ناضجة، تعي حجم التحديات، وتدرك أن بناء السلام والاستقرار يبدأ من طاولة التشاور الاقتصادي، ويمتد ليشمل الأمن الجماعي، والعدالة في القضايا الكبرى، والوساطة التي تنبع من ثقة لا تُمنح بسهولة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الرئيس الفرنسي: الاعتراف بدولة فلسطينية “واجب أخلاقي” و”مطلب سياسي”

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم: “إن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي”.

وأكّد ماكرون خلال مؤتمر صحفي في سنغافورة، حيث يشارك في منتدى أمني، أن على الأوروبيين “تشديد الموقف الجماعي حيال إسرائيل” في حال لم تقدم ردًا بمستوى الوضع الإنساني خلال الساعات والأيام المقبلة في قطاع غزة.

وفي هذه الحال، رأى أن على الاتحاد الأوروبي “تطبيق تنظيماته”، أي “وضع حد لآليات تفترض احترام حقوق الإنسان”، وهي ليست الحال اليوم، و”فرض عقوبات”، في إشارة إلى اتفاق الشراكة بين الدول الـ27 وإسرائيل، الذي يعتزم التكتل الأوروبي مراجعته.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الفرنسي: الاعتراف بدولة فلسطينية “واجب أخلاقي” و”مطلب سياسي”
  • مصدر سياسي: الانتخابات في ظل الحكم الإيراني تدوير لنفس الوجوه الكالحة
  • تعاون اقتصادي لافت بين مسقط وطهران.. توقيع اتفاقيات ومساعي لزيادة التبادل التجاري
  • الرئيس بزشكيان يلتقي الجالية الإيرانية في مسقط
  • الرئيس الإيراني يزور جامع السلطان قابوس الأكبر في مسقط
  • الرئيس الإيراني يستقبل السيد فهد
  • الرئيس الإيراني يستقبل وزير الخارجية
  • الرئيس الإيراني يصل مسقط في أول زيارة لدولة خليجية
  • فخامة الرئيس الإيراني يصل البلاد