أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني «حشد» ورقة حقائق جديدة بعنوان: «الإبادة تقصّر من العمر البيولوجي لنساء غزة»، من إعداد الباحثة القانونية لبنى ديب، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لصحة المرأة، حيث تسلط الورقة الضوء على الكارثة الإنسانية والصحية التي تعيشها نساء غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023.

تشير الورقة إلى أن النساء يُشكلن النسبة الأكبر من الضحايا، نتيجة الاستهداف المباشر للمدنيين، وخصوصًا بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس 2025، وتعطيل المعابر الإنسانية منذ 2 مارس، ما أدى إلى خنق الحياة في القطاع، وتفاقم الأزمات الصحية.

صحة النساء هدف مباشر في حرب الإبادة

وثقت الورقة حجم الانتهاكات الصحية التي طالت النساء، حيث تصدّرت الصحة قائمة الاستهداف الإسرائيلي، من خلال تدمير المستشفيات، وإخراج العيادات والمستوصفات عن العمل، وقتل واعتقال الطواقم الطبية. هذا بجانب تفشي الأمراض في مناطق النزوح، والتعرض للمواد السامة الناتجة عن القصف.

أرقام مرعبة حول وضع النساء الصحي في غزة:

99.2% من النساء تعرضن لأمراض تنفسية وعينية بسبب الطهي على النار بعد انقطاع الغاز.

آلاف النساء يعانين من ضعف السمع نتيجة دوي الانفجارات.

30، 841 معرضة للإصابة بالسكري، 107، 443 بضغط الدم، 18، 583 بأمراض القلب، و5، 201 مصابة بالسرطان.

68% من الحوامل تعرضن لمضاعفات خطيرة: منها 92% بالمسالك البولية، 76% بفقر الدم، 28% بولادة مبكرة.

46، 300 امرأة حامل تواجه الجوع الكارثي، و557 ألف تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

155 ألف امرأة حامل ومرضع تواجه صعوبات في الوصول للرعاية الصحية.

ارتفاع في تشوهات الأجنة وسوء التغذية، وتهديد حياة 3، 500 طفل بسبب الجوع.

نقص فادح في الفوط الصحية، والحفاظات لذوات الإعاقة والمسنات، وغياب النظافة.

أكثر من 90% من الأسيرات تعرضن للعنف أو الإهمال أو التحرش داخل السجون.

100% من النساء تعرضن لصدمات نفسية، 84% يعانين من اكتئاب مزمن، و72% من الكوابيس والتوتر.

أسباب الكارثة الصحية

أولاً - استهداف المنشآت الصحية:

الاحتلال دمر ما لا يقل عن 36 مستشفى وعيادة، في انتهاك صارخ لاتفاقية جنيف، ما حرم النساء من أبسط حقوق العلاج والرعاية.

ثانياً - الحصار وإغلاق المعابر:

منع إدخال المساعدات الصحية والغذائية، وتقييد السفر للعلاج، وحرمان النساء من المواد الأساسية للبقاء، ما فاقم الأمراض وسوء التغذية.

ثالثاً - النزوح والخيام:

أكثر من 77% من السكان نُزحوا قسريًا، ما تسبب في إصابات بالعظام والتهابات المفاصل لدى النساء، خاصة في ظل الأعباء المنزلية الثقيلة.

رابعاً - تلوث المياه:

99% من النساء شربن مياهًا ملوثة، مع توقف 90% من محطات التحلية، ما تسبب بأمراض خطيرة والتهابات جلدية.

خامساً - التجويع المتعمّد:

الاحتلال يمنع دخول الغذاء، ويمنع عمل برامج الإغاثة، ما أدى لنحول وهزال شديد بين النساء، خصوصًا المسنات والحوامل وذوات الإعاقة.

تداعيات الانهيار الصحي على أدوار النساء:

اجتماعيًا: 48% من النساء يعانين من العزلة وفقدان القدرة على التواصل.

مهنيًا: 87% يعانين من دوخة مزمنة، و5- 10 حالات إغماء يوميًا أثناء العمل.

أسريًا: 99% مسؤولات عن كبار سن وأطفال ومرضى، ما يزيد الضغط النفسي والجسدي عليهن وسط غياب الرعاية الصحية.

التوصيــات:

توصي الهيئة الدولية “حشد” بـما يلي:

وقف فوري لحرب الإبادة، والبدء في إصلاح النظام الصحي ونقل المصابين للعلاج بالخارج.

تمكين المقررين الأمميين والمنظمات الحقوقية من زيارة السجون والمراكز الصحية.

محاسبة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية، وفرض عقوبات فورية عليه.

إدخال المساعدات الطبية والصحية فورًا، وفتح المعابر دون قيود.

تنفيذ اتفاقية سيداو CEDAW وإنهاء كافة أشكال التمييز ضد نساء غزة في زمن الحرب.

تؤكد «حشد» أن ما تتعرض له نساء غزة يُعد جريمة إبادة جماعية موصوفة، وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا من أجل حماية النساء وإنقاذ ما تبقى من الأرواح في القطاع المحاصر.

اقرأ أيضاً«حشد» تدق ناقوس الخطر بشأن الإبادة الجماعية بغزة وتطالب باستجابة إنسانية عاجلة

حشد: إدخال عدد محدود من الشاحنات لغزة محاولة إسرائيلية «مفضوحة» لتضليل الرأي العام

«حشد» مستنكرة قصف المستشفيات: الاحتلال يرتكب جرائم غير مسبوقة في تاريخ الصراعات

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إبادة جماعية الشعب الفلسطيني الصحي في غزة حشد غزة وقف إطلاق النار یعانین من من النساء

إقرأ أيضاً:

ويتكوف يتوجه إلى دولة الاحتلال.. ملف غزة يتصدر مباحثاته

قال موقع "أكسيوس" ومواقع عبرية، إن المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، يتوجه، الأربعاء، إلى "إسرائيل"، لبحث ملف حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على قطاع غزة، والأزمة الإنسانية الناجمة عن سياسة التجويع.

وأضافت الموقع والقناة (12) العبرية، أن ويتكوف سوف يتوجه إلى "إسرائيل" لبحث ملف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، على أن يلتقي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

من جانبها، توقعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بأن يزور ويتكوف، مواقع توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع والتابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أمريكيا وإسرائيليا.

وفي 27 آيار/ مايو الفائت، اعتمدت دولة الاحتلال وواشنطن خطة لتوزيع مساعدات محدودة بعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تحت إشراف ما يُعرف "بمؤسسة غزة الإنسانية".


وفاقمت هذه الآلية معاناة الفلسطينيين في غزة، حيث يطلق جيش الاحتلال النار على المصطّفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.

ومنذ بدء الإبادة الجماعية في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ترتكب دولة الاحتلال بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".

ورغم سماح دولة الاحتلال بدخول بضع شاحنات إنسانية إلى قطاع غزة الذي يحتاج إلى أكثر من 500 شاحنة يوما كحد أدنى منقذ للحياة، فإنها سهلت عمليات سرقتها ووفرت الحماية لذلك.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

مقالات مشابهة

  • ويتكوف يتوجه إلى دولة الاحتلال.. ملف غزة يتصدر مباحثاته
  • في "مصائد الموت".. هكذا امتهن جيش الاحتلال كرامة نساء غزة
  • استشهاد مُعتقل من غزة في سجون الاحتلال
  • مجلس النواب يشارك في الندوة المشتركة على هامش جلسات البرلمان الأفريقي
  • سردية مصرية لنساء متميزات في العدد الجديد من مجلة مصر المحروسة
  • العفو الدولية: النساء والفتيات السوريات يخشين مغادرة منازلهن
  • مسرحية المساعدات في غزة..! 
  • ورقة تحليلية: فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة
  • الإغاثة الطبية بغزة تدعو المؤسسات الدولية للسعي لإدخال الوقود وإنقاذ المنظومة الصحية
  • لماذا تؤجل محكمة العدل الدولية إصدار حكمها بشأن الإبادة الجماعية بغزة؟