أفاد موقع "يسرائيل هيوم" بانتهاء مكالمة دامت 40 دقيقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونقل الموقع عن مسؤول بالبيت الأبيض أنها ركّزت على إيران.

 

من جهتها، قالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن نتنياهو وترامب بحثا الملف النووي الإيراني مع تعثر المفاوضات بين واشنطن وطهران.

 

كما نقلت هيئة البث عن مصادر أمنية أن إسرائيل لن تقبل بإمكانية استمرار تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية لفترة طويلة.

 

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، نقلا عن مصدر أمني، بأن نتنياهو يجري حاليا مشاورات أمنية، عقب أنباء عن رفض إيران المقترح الأميركي.

 

وقالت مراسلة الجزيرة وجد وقفي من أمام البيت الأبيض إنه لم يصدر أي بلاغ رسمي بشأن المكالمة، مضيفة أن فحوى المكالمة صب أساسا -حسب مراقبين- في ملفي النووي الإيراني ومحاولة التوصل إلى مقترح جديد بشأن وقف الحرب على غزة.

 

وتأتي المكالمة في وقت يسعى فيه ترامب لتسريع وصول المساعدات إلى سكان قطاع غزة المجوَّعين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل حرب الإبادة الجماعية على القطاع.

 

وفي وقت سابق، قال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي سيتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، عقب أنباء عن رفض إيران المقترح الأميركي بشأن برنامجها النووي.

 

إعلان

وكان ترامب قد أكد أنه حذر نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– من ضرب إيران عندما تحدثا آخر مرة يوم 22 من الشهر الماضي.

 

ونقلت "جيرزواليم بوست" عن مصدر مطلع أن نتنياهو وترامب سيناقشان ملف إيران في الاتصال المرتقب، كما قالت "يسرائيل هيوم" بدورها إن المحادثة ستركّز على إيران.

 

"التباسات"

وتزامنا مع هذه التطورات، قالت إيران اليوم إنها ستقدم قريبا مقترحها بشأن الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، بعدما وصفت عرض واشنطن بأنه يحتوي على "التباسات".

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي "سنقدم قريبا مقترحنا إلى الجانب الآخر عبر سلطنة عُمان بمجرد إتمامه. إنه مقترح معقول ومنطقي ومتوازن، ونوصي بشدة الجانب الأميركي باغتنام هذه الفرصة". وفي مؤتمر صحافي، انتقد بقائي المقترح الأميركي قائلا إنه "يفتقر إلى العديد من العناصر".

 

ولاحقا، قال نائب وزير الخارجية مجيد تخت روانجي إن إيران ستقترح "إطارا لاتفاق". وقال لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) "إذا توصلنا إلى اتفاق مبدئي بشأن هذا الإطار، فستبدأ مفاوضات معمقة حول التفاصيل".

 

يُذكَر أن طهران وواشنطن أجرتا 5 جولات من المباحثات بوساطة عُمانية منذ أبريل/نيسان الماضي، مع تأكيد الجانبين إحراز تقدم رغم التباين المعلن بينهما بشأن احتفاظ إيران بالقدرة على التخصيب. وتشكّل هذه المسألة نقطة خلاف رئيسية، في حين تؤكد إيران حقها في مواصلة التخصيب لأغراض مدنية، الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة.

 

وكان مسؤولون أميركيون قد كشفوا الشهر الماضي عن تباين في مواقف إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية بشأن المباحثات مع إيران حول برنامجها النووي. وذكروا أن ترامب ونتنياهو خاضا نقاشا متوترا على وقع تخطيطٍ وعزمٍ إسرائيلي على ضرب المنشآت النووية الإيرانية لإفشال التفاوض.

 


المصدر: الموقع بوست

إقرأ أيضاً:

ترامب ونتنياهو إلى أين؟

مرّة أخرى يجد ترامب نفسه أمام امتحان غزة، فقد كشفت كل تصريحاته خلال الأسابيع الثلاثة الماضية ذلك. وقد راح يلوّح بأن اتفاقا لهدنة الستين يوما اقترب واقترب جدا، ثم تراجع عندما جاء جواب المفاوض الفلسطيني، في مفاوضات قطر، متسّما بالمرونة من جهة، وبالتمسّك بالثوابت في رفض الخرائط، التي رسمها سموتريتش وحملها الموفد الأمريكي ويتكوف، من جهة أخرى، الأمر الذي فرض على ترامب وويتكوف أن يكشفا، مرّة أخرى، عن انحياز لنتنياهو، دمرّ المفاوضات.

فما إن سحب نتنياهو وفده لتلك المفاوضات، حتى سارع ترامب وويتكوف ليحمّلا حماس مسؤولية فشلها. وقد أضاف ترامب تهديدا بالقضاء على حماس، وسحب سلاحها.

وبهذا دخل في لعبة كلامية، تناقض تصريحاته السابقة قبل ساعات، ولكن طابعها هذه المرّة كان الذهاب إلى الحرب، والحسم بالحرب، وهو يعلم أن الجيش الصهيوني، منذ 21 شهرا، عجز عن الحسم العسكري، بل وجّهت المقاومة له ضربات عسكرية موجعة، جعلت قيادة الأركان تعلن، بلا مواربة، أنها وصلت حدّها في ما يمكن أن تفعله، بما يعني عدم المضيّ بالحرب.

وبهذا يكون ترامب قد أطلق تهديدات لا يستطيع تنفيذها، وعرّض نفسه لتجاوزها، والتراجع عنها، إن لم يكن بصورة واضحة، وإنما بالعودة إلى المفاوضات، أو عرض العودة للمفاوضات.

على أن ما يفعله ترامب منذ عودة نتنياهو من واشنطن، وقبل ذلك عمليا، قد طبّق سياسة ترك نتنياهو ينفذ المضيّ في سياساته، بمواصلة التنمّر العسكري على غزة، مضيفا إلى الإبادة التجويعَ الإجرامي، بقتل الأطفال والمجوَّعين، ومن ثم التهرّب من اتفاق وقف إطلاق نار ينتهي بإنهاء الحرب، وبعدم المساس بسلاح حماس، قدرة نتنياهو، حتى اللحظة، على تحدّي دول العالم وتجاوز ترامب، بمواصلة التوتير والاعتداءات العسكرية والتنمّر؛ شيء، وأن قدرته على إحداث أي تغيير في تثبيت واقع جديد دائم، شيء آخروبعدم بقاء الجيش الصهيوني محتلا لما احتلّ من القطاع. أي لو بخسارة تمسّ مكانة الكيان الصهيوني، حين يجد نفسه معزولا دوليا، وحتى متوترا، بعلاقة على كف عفريت مع ترامب المتقلّب.

هذه المعادلة راحت تهز سياسة ترامب، نسبيا، في لبنان وفي سوريا، ومع إيران. وذلك بتصعيد نتنياهو للاعتداءات العسكرية والتنمّر، وإطلاق التصريحات التي توهم بأنه قادر على إعادة تغيير خرائط دول ما يسمّونه "الشرق الأوسط"، بينما يُعلن ترامب سياسات أخرى.

بكلمة، نتنياهو يعتمد على قوة الطيران، لكن لا يملك جيشا يستطيع أن يحتلّ ويفرض واقعا، كما فعل في عدوان 1967 و1982، وليس لديه معادلة ميزان قوى تسمح له بذلك.

هنا يجب التنبيه إلى أن قدرة نتنياهو، حتى اللحظة، على تحدّي دول العالم وتجاوز ترامب، بمواصلة التوتير والاعتداءات العسكرية والتنمّر؛ شيء، وأن قدرته على إحداث أي تغيير في تثبيت واقع جديد دائم، شيء آخر. كما يجب التنبيه إلى أن نتنياهو ضعيف جدا، ومعرَّض للسقوط، نتيجة عزلته الدولية، وانقلاب الرأي العام العالمي ضدّه، وبسبب ما يُواجهه من تناقضات داخلية، وضغوط من الشارع، أو القضاء، أو لعدم الإنجاز العسكري الملموس.

نتنياهو يستطيع، كما ثبت، وكما هو جارٍ، أن يتمرّد ويركب رأسه، ويتحدّى كل ما هو ضدّه، ولكن لا يستطيع منع تدخل عوامل جديدة، أو تعاظم العوامل التي ضدّه وأن تقوى عليه لاحقا، وتلوي ذراعه، ولا سيما الدور الهائل للمقاومة، وتصاعد ضرباتها العسكرية الموجعة.

مقالات مشابهة

  • ترامب يتعهد بتصحيح الأمور في غزة ونتنياهو يجري مشاورات
  • «خامنئي»: الغرب يستغل الملف النووي كذريعة للاصطدام مع إيران
  • يتضورون جوعا.. ترامب يرد على نتنياهو بشأن “مجاعة غزة”
  • ترامب يرد على نتنياهو بشأن “مجاعة غزة”
  • سوريا وإيران.. الكرملين يكشف تفاصيل مكالمة بوتين ونتنياهو
  • ترامب ونتنياهو إلى أين؟
  • ترامب: أبلغت بوتين بأني لست بحاجة للمساعدة بشأن إيران
  • ترامب يرد على تصريحات نتنياهو بشأن عدم وجود مجاعة في غزة..ماذا قال؟
  • عاجل. محذرًا إيران من عودة نشاطها النووي.. ترامب: سنعمل على إنشاء مراكز غذاء في قطاع غزة
  • إيران تدرس الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي والحرس الثوري يحذر أوروبا