تصاعد الأنشطة الاحتيالية مع حلول موسم العودة إلى المدارس
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
في الوقت الذي يستعد فيه الطلاب حول العالم لموسم العودة إلى المدارس، اكتشف فريق خبراء الأمن السيبراني في كاسبرسكي زيادة مثيرة للقلق في الأنشطة الاحتيالية. ويطلق المجرمون السيبرانيون حملات تصيد متطورة تستهدف الطلاب والمعلمين والإداريين على حدٍ سواء، من خلال استغلالهم لحالة الارتباك التي ترافق التحضيرات والمشتريات للمستلزمات المدرسية.
ومن بين أساليب الاحتيال التي يستخدمها المحتالون هي الإعلان عن هدايا مزيفة، مع تقديم وعود للطلاب بفرص للفوز بأجهزة كمبيوتر محمولة. وحتى يتمكن الضحايا من التأهل للحصول على هذه الجوائز التي تبدو جذابة، يُطلب منهم تقديم معلوماتهم الشخصية والإشارة إلى طراز جهاز الكمبيوتر المحمول الذي يفضلونه.
وفي نسخة أخرى من عملية الاحتيال هذه، يُطلب من الأفراد مشاركة رابط محدد مع 15 جهة اتصال عبر تطبيق "واتس آب"، ويؤدي إلى صفحة للسحب على الجائزة. وبعد ذلك، يتعين عليهم المشاركة في السحب عن طريق التسجيل عبر الرسائل النصية القصيرة. ويتمثل الطعم هنا في جاذبية الفوز بجهاز كمبيوتر محمول أو أي جائزة قيمة أخرى، أما المشكلة الحقيقية فهي إبلاغ الفائزين بأنه يجب عليهم تغطية تكاليف توصيل جوائزهم المفترضة. ويعتبر هذا الطلب لدفع المبلغ مؤشراً واضحاً على عملية الاحتيال.
وقد يكون احتمال الفوز بجهاز كمبيوتر محمول أو أي شيء قيّم آخر عرضاً مغرياً للكثيرين. غير أن العرض ذاته يبدو بعيداً عن الواقع، فإن العلامة الواضحة الدالة على عملية الاحتيال في هذا العرض تتمثل في إبلاغ الفائزين المفترضين بضرورة دفع تكاليف توصيل جوائزهم المزعومة، الأمر الذي يدل بشكل قاطع على عملية الاحتيال.
تقول أولجا سفيستونوفا، خبيرة الأمن في كاسبرسكي: "مع اقتراب موسم العودة إلى المدارس، وقيام ملايين الطلاب بشراء الكتب، وسداد الرسوم الدراسية، والبحث عن اللوازم المدرسية، تتنامى طفرة التهديدات السيبرانية. ويستفيد المحتالون من هذه الفترة عن طريق استغلالهم حماس الطلاب لشراء أجهزة جديدة. وتساعد جاذبية الحصول على كمبيوتر محمول بالمجانعلى إخفاء المخاطر ذات الصلة، الأمر الذي يضع الأفراد في دائرة الخطر المتزايد للوقوع ضحايا هذا النوع من عمليات الاحتيال".
وهناك شكل آخر من أشكال الخداع الاحتيالي لكنه يتعلق هذه المرة بالمنح الدراسية المزيفة. حيث يستغل المحتالون آمال الطلاب في الحصول على مساعدات مالية، للإيقاع بهم في مخططات المنح الدراسية الاحتيالية. وتقوم هذه الطريقة على إغراء الضحايا بعروض منح دراسية تبدو حقيقية، والتي تعد بتقديم المساعدات المالية. وللاستفادة من هذه المساعدات، يُطلب من الطلاب تقديم معلومات شخصية، بما في ذلك البيانات الحساسة، مثل أرقام الضمان الاجتماعي والتفاصيل المصرفية، لتستخدم لاحقاً لسرقة الهوية ولأغراض الاحتيال المالي.
وتضيف سفيستونوفا: "يمكن أن تؤثر عمليات الاحتيال الخاصة بالمنح الدراسية المزيفة بشدة على الطلاب الذين يتعاملون مع الأمر بطمأنينة تامة، مما يؤدي إلى خسائر مالية وسرقة الهوية على المدى الطويل. ويتعين على الطلاب التعامل بيقظة وحذر عند التفاعل مع عروض المنح الدراسية غير المألوفة".
وللحفاظ على سلامتك ضد عمليات الاحتيال التعليمية، يوصي خبراء كاسبرسكي باتباع الإجراءات التالية:
الشك بالعروض: يجب توخّي الحذر عند مواجهة العروض التي تبدو بعيدة عن الواقع، خاصة إذا كانت تتطلب دفع مبالغ مالية أو تقديم معلومات شخصية مقدماً.التحقق من المصدر: ينصح بإجراء بحث شامل عن أي منح دراسية أو هبات أو عروض قد تصادفها. ويجب البحث عن تفاصيل الاتصال الرسمية، والتأكد من شرعيتها قبل اتخاذ أي إجراء.تأمين معلوماتك: تجنب مشاركة البيانات الحساسة عبر الإنترنت ما لم تكن متأكداً تماماً من شرعية الطلب.استخدام المصادر الموثوقة: التزم بالتعامل مع المواقع الإلكترونية للمدارس الرسمية، ومنصات المنح الدراسية المعترف بها، وتجار التجزئة ذوي السمعة الطيبة عند دفع أي مبالغ مالية أو تقديم المعلومات الشخصية.تمكين المصادقة متعددة العوامل: يطلب منك تنشيط المصادقة متعددة العوامل حيثما أمكن ذلك، مع إضافة طبقة إضافية من الأمان إلى حساباتك عبر الإنترنت. واستخدم برامج موثوقة لإدارة كلمات المرور، وألا تقوم بتخزين كلمات المرور وإنشاء كلمات مرور لمرة واحدة لتمكين المصادقة الثنائية تلقائياً.استخدام حل أمني موثوق:ينصح بذلك لتوفير الحماية الشاملة من مجموعة واسعة من التهديدات.المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العودة إلى المدارس الامن السيبراني كاسبرسكي واتس اب
إقرأ أيضاً:
«تمكين أبوظبي»: الهندسة الاجتماعية عالم من الاحتيال
أبوظبي: محمد أبو السمن
أكَّدت دائرة التمكين الحكومي في أبوظبي، أن الهندسة الاجتماعية أسلوب يعتمد على استغلال الخطأ البشري وأن هذا النوع من الاحتيال لا يعتمد على التقنية، بل على ثقة الفرد، مشيرة إلى أن كثيرين قد وصلتهم رسائل مزيفة أو مكالمات غريبة أو عروض مغرية لا تُفوّت وبهذا الشكل يكون الشخص قد دخل عالم الاحتيال الذي يُطلق عليه «الهندسة الاجتماعية».
وبيّنت الدائرة عبر موقعها الإلكتروني أن هذه الهجمات لا تحتاج إلى تقنيات معقدة، وإنما تعتمد على تواصل بسيط بين الضحية والمخادع، حيث تتمحور عمليات الاحتيال القائمة على هذا الأسلوب، كما أن الهندسة الاجتماعية تعتمد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي، موضحة أنه يتم التلاعب بسلوك المستخدم عبر رسائل مزيفة، أو مكالمات خادعة، أو عروض وهمية، بهدف الحصول على المعلومات الشخصية، مؤكدة بازدياد صعوبة اكتشاف العمليات الاحتيالية وأن خطوة واحدة خاطئة قد تعرض المؤسسة بأكملها للخطر.
وأشارت إلى أن هذه العمليات تبدأ بأربع خطوات أساسية: «يجمعون المعلومات عنك، يتواصلون معك ويبنون الثقة بينكم، يستغلون الثقة للحصول على شيء مهم، ثم يختفون وكأنهم غير موجودين».
وأضافت الدائرة أن من أكثر الطرق استخداماً في هذا النوع من الاحتيال «التصيد الاحتيالي» عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل، ويكون هدفهم دائماً الحصول على كلمات المرور، أو البطاقة البنكية، أو الحسابات الخاصة، أو أي معلومات أخرى حسب أجندتهم، مؤكدة الدائرة أن عمليات الاحتيال القائمة على الهندسة الاجتماعية تتمحور حول كيفية تفكير الأشخاص وتصرفاتهم، داعية إلى ضرورة حماية النفس، من خلال التحقق دائماً من المصادر وتجنّب الضغط على الروابط المشبوهة، مؤكدة أن الفرد هو الحلقة الأقوى في منظومة الأمن السيبراني. وأوضحت الدائرة أن المفهوم الشائع بأن كبار السن هم الأكثر تعرضاً للاحتيال الإلكتروني لا تدعمه أي بيانات أو أدلة، موضحة نتائج استطلاع رأي صدر في سنة 2024، أظهرت أن 44% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 سنة تعرّضوا للاحتيال الإلكتروني مقابل 24% من الفئة العمرية بين 70 و79 سنة.
وأشارت إلى أن «الاشخاص التي تتراوح أعمارهم من 29 سنة أو أقل يتعرضون للاحتيال المالي ويخسرون أموالهم بمعدل مرتين أكثر من الأعمار الأكبر.