ثلاثة مرتكزاتٍ مهمة تنتظر 780 ألف طالب وطالبة يتوجهون اليوم إلى مدارسهم في مختلف محافظات سلطنة عُمان مدشنين العام الدراسي 2023-2024 ضمن مسيرة التعليم التي بدأت في عام 1970م، وهي المستجدات التي على رأسها المناهج، إذ تم هذا العام طباعة 260 كتابا، منها 15 كتابا جديدا، و62 كتابا لسلال عالمية، و183 كتابا تمت إعادة طباعتها، والثاني الحافلات المدرسية التي تعد جزءا أساسيا من متطلبات التعليم لتوفير وسيلة نقل عصرية وآمنة، إضافة إلى الحقيبة المدرسية التي وُضِعت لها ضوابط عملية تستهدف تقليل وزنها عن ظهر الطالب.
ولعل هذه المستجدات هي محور مرحلة التحوّل إلى توفير تعليم يلبي متطلبات العصر ويكون قادرا على استيعاب أبنائنا للحاضر والمستقبل وفق منهجية تطوّر ذاتها خلال المرحلة المقبلة، فلم يعُد التعليم بأدواته التقليدية كما بدأنا أول مرة في مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضي، فلكل مرحلة احتياجها، وهذا العصر له احتياجات تعليمية متقدمة إن لم تتحقق سنجد أنفسنا خارج المسار التعليمي العالمي، بل علينا أن نطوّر من أدوات التعليم لنكون أكثر واقعية وقدرة على التفوق؛ لأن المتأخرين في المسيرة التعليمية لا مكان لهم بين الأمم المتقدمة.
كما نسرد بعض النمو في المسارات الأخرى في أدوات التعليم وهي زيادة عدد المعلمين الذين بلغ عددهم هذا العام 60840 معلما ومعلمة، حيث تم تعيين 5693 معلما ومعلمة، وبلغت نسبة التعمين هذا العام 87,5 %، وعدد الإداريين 11509 في المدارس الحكومية، تجاوزت نسبة التعمين فيهم 99,8%، وفي المدارس الخاصة 93,5 % و1270 مدرسة موزعة على جميع المحافظات.
ومع البدايات من المهم الرجوع إلى الخطط والرؤى الوطنية التي تستند إليها العملية التعليمية في سلطنة عُمان ليكون الطريق أكثر وضوحا، وهنا نستحضر محتوى الخطة الخمسية العاشرة 2021-2025 التي تتوزع على 4 محاور هي جودة التعليم ورفع كفاءة الأداء، والثاني الحوكمة وتطوير هيكل النظام التعليمي، والثالث محور البنية الأساسية وحماية الأصول المادية، والرابع محور اقتصاديات التعليم والاستدامة المالية.
وهذه كلها تصب في مسار رؤية عمان 2040 التي تركز على توفير مناهج تعزز القيم وتراعي الدين الإسلامي والهوية الوطنية والتاريخ الحضاري وتراثه الزاخر وتحقيق متطلبات التنمية المستدامة واكتساب مهارات المستقبل وتوفير خيارات المسارات التعليمية، وكل هذا يجعلنا أكثر التزاما في مستوى إنجازنا بما يتوافق معها خطوة بخطوة لبلوغ الأهداف والغايات المنشودة في هذا القطاع.
التحدي الأكبر للدول هو كيف يمكن توجيه أجيالها إلى آفاق تعليمية أوسع وأكثر تنوعا وقدرة على إيجاد منظومة تعليمية مرنة، وتقييم إجراءات وخيارات الطلبة، فلم تعد اليوم موضوعات الحصص والتلقين والنسب المئوية هي التي تمثل محور التعليم أو مؤشراته الحقيقية، فقد تجاوزت بعض الدول المفهوم القديم إلى أكثر من ذلك، من خلال الاتجاه إلى تقليل أوقات الحصص وشهور العام الدراسي وتشجيع الميول التعليمية وإدخال المناهج التي تؤهل الطالب لسوق العمل، والتنوع في برامج التعليم ليجد فيها الطالب مستقبله وكذا استعداده النفسي، وتشجيع المبادرات والاختراعات والتطوير والابتكار، وذلك عبر حوافز تشعل فيه الحماس والقدرة على الإبداع، الأمر الذي يجعل القائمين على العملية التربوية والتعليمية أمام مسؤولية كبيرة مع بدء عام دراسي جديد، ونتطلع لأن يكون عاما مليئا بتحقيق الأمنيات ومترجما للأهداف التي تسمو بمسار التعليم في سلطنة عُمان.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
أكثر من 88 ألف مستفيد من خدمات “المودة” خلال النصف الأول من العام 2025
كشفت جمعية المودة للتنمية الأسرية بمنطقة مكة المكرمة عن تقديمها 180,678 خدمة تنموية وأسرية خلال النصف الأول من عام 2025، استفاد منها 88,850 مستفيدًا، وذلك ضمن برامجها ومبادراتها المجتمعية المتنوعة، الرامية إلى تعزيز استقرار الأسرة السعودية ورفع جودة حياتها.
وأكد المهندس فيصل بن سيف الدين السمنودي، رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن “المودة” تواصل دورها الريادي في تقديم حلول تنموية متكاملة للأسرة، حيث شكّل المستفيدون من منصة العائلة للتدريب ما نسبته 8.17% من إجمالي المستفيدين، فيما تلقى 13.02% خدمات الإرشاد والدعم الاجتماعي والنفسي، واستفاد 26.47% من خدمات الحماية الأسرية. كما بلغت نسبة السيدات المستفيدات من مركز مكرمة للتمكين الاقتصادي للمرأة 1.25%، بينما شكّل الأطفال المستفيدون من مركز الطفل المبتكر 0.84%، واستفاد من برامج تأهيل المختصين 0.53% من إجمالي المستفيدين.
وقد حققت الجمعية خلال هذه الفترة مجموعة من المؤشرات النوعية التي تعكس أثرها الملموس، حيث بلغت نسبة الصلح الأسري 60%، فيما وصلت نسبة معالجة حالات العنف إلى 94.5%، وسجلت برامج المهارات الأسرية نسبة تحسن بلغت 73%. كما بلغت نسبة تمكين السيدات اقتصاديًا 27%، بينما اجتاز 54% من الأطفال البرامج العلاجية بنجاح. وعلى صعيد التوعية الرقمية، تخطت مشاهدات المواد والحملات الإعلامية التوعوية 17,589,823 مشاهدة.
أخبار قد تهمك نائب أمير منطقة مكة يستقبل رئيس “نزاهة” ويؤكد: القيادة حريصة على حماية المال العام وتعزيز الشفافية 6 يوليو 2025 - 4:32 مساءً نائب أمير مكة يستقبل القنصل العام البريطاني بجدة 25 يونيو 2025 - 5:11 مساءًأما على مستوى الأداء المؤسسي، فقد حققت الجمعية 113% من مستهدفاتها التشغيلية للنصف الأول من العام، وبلغت نسبة الأداء التشغيلي 89%، فيما بلغت نسبة رضا أصحاب المصلحة 92%، وسجل مركز العناية بالمستفيدين نسبة استجابة وصلت إلى 95%. كما استفاد 44,167 مستفيدًا من المشاريع والمنافسات الحكومية التي شاركت بها الجمعية، وشاركت الجمعية في 7 فعاليات علمية، ونفذت 7 زيارات تبادل ونقل معرفي، ووقعت 20 مذكرة تفاهم وشراكة استراتيجية، إضافة إلى تنفيذ 12 دورة تطويرية لفريق العمل.
وفي جانب الأداء المالي، انعكس التوجه الفعّال نحو تعظيم الأثر التنموي من خلال تخصيص 92% من المصروفات لصالح البرامج والأنشطة، مقابل 8% فقط للمصروفات العمومية والإدارية، ما يعكس كفاءة في توجيه الموارد نحو خدمة المستفيدين بشكل مباشر. كما بلغت نسبة عائد الاستثمارات إلى إجمالي قيمة الأصول (ROI) نحو 4.80%، بينما شكل عائد الاستثمار الاجتماعي والمنافسات ما نسبته 38% من إجمالي الإيرادات، في تأكيد على فعالية الشراكات واستدامة النمو المالي للجمعية.
وفي ختام تصريحه، أوضح المهندس السمنودي أن هذه المؤشرات الإيجابية تعكس التزام “المودة” برؤية المملكة 2030، وتحديدًا في محور جودة الحياة وتمكين القطاع غير الربحي، مؤكدًا أن الجمعية ماضية في تطوير خدماتها وتعزيز شراكاتها ومبادراتها لضمان أسرة مستقرة ومجتمع أكثر وعيًا وتماسكًا.