العفو الدولية: الناجون من سجون الأسد يعانون في ظل غياب شبه تام للدعم
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
قالت منظمة العفو الدولية -الخميس- إن "الناجين من الاحتجاز الوحشي في سجون نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في سوريا -ومن ضمنهم نزلاء سجن صيدنايا المرعب- ما زالوا يعانون من تبعات جسدية ونفسية مدمرة في ظل غياب مقلق وشبه تام للدعم".
وأكدت المنظمة بمناسبة اليوم الدولي لدعم ضحايا التعذيب أن الوضع المقلق للناجين من التعذيب في سوريا يتواصل بعد مضي 6 أشهر على سقوط نظام الأسد.
وأعلنت المنظمة ضم صوتها إلى جمعيات الناجين في سوريا في الدعوة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة تضمن حق ضحايا التعذيب في الحصول على التعويض بما يشمل إعادة التأهيل وتحقيق العدالة.
وأفادت بأن الحكومة السورية الجديدة يقع على عاتقها التزام بضمان حقوق ضحايا التعذيب وغيره من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة والحصول على التعويض.
كما دعت العفو الدولية الحكومات المانحة إلى توفير التمويل العاجل للمجموعات التي يقودها الناجون في سوريا والجمعيات العائلية والبرامج المخصصة لدعم ضحايا التعذيب.
قصص مرعبةوقالت مسؤولة حملات في منظمة العفو الدولية بيسان فقيه إن قصص التعذيب والاختفاء القسري والشنق الجماعي سرا في مراكز الاحتجاز بسوريا أثارت "الرعب في النفوس على مدى سنوات".
وأضافت "من غير المعقول أن هؤلاء الذين تمكنوا من الخروج أحياء من زنزانات التعذيب المروعة يواجهون صعوبة اليوم في الحصول على العلاج الطبي والنفسي العاجل".
وشددت فقيه على أن الحكومة السورية تواجه تحديات اقتصادية وسياسية جمة، ولكن يتوجب عليها أن تضمن إحالة جميع المشتبه في مسؤوليتهم الجنائية عن التعذيب وجرائم أخرى معترف بها دوليا إلى العدالة في محاكمات عادلة أمام محاكم مدنية عادية فورا ودون تأخير.
وأشارت إلى أن سنوات التعذيب والظروف غير الإنسانية التي عانى منها الناجون في سوريا خلفت "آثارا صحية جسيمة على المحتجزين السابقين"، حيث يعاني العديد منهم من السل ومشاكل صحية أخرى في العيون والمفاصل والأعصاب.
إعلانكما اعتبرت أن الأسنان المكسورة جراء التعذيب تبقى أمرا شائعا لدى الناجين، فضلا عن معاناتهم من أعراض تتطابق مع اضطراب ما بعد الصدمة، وأكدت حاجتهم إلى الدعم الطبي والنفسي والقانوني فورا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حريات ضحایا التعذیب العفو الدولیة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
أموات يمشون.. هل تُخفي إيران علماءها النوويين الناجين؟
نُقلوا مع عائلاتهم إلى مواقع محمية في طهران أو إلى مدن ساحلية شمالية حيث يقيمون في فيلات تحت حراسة مشددة، وفق صحيفة "التلغراف" البريطانية. اعلان
ذكرت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن إيران نقلت عددًا من علمائها النوويين الذين ما زالوا على قيد الحياة إلى أماكن "سريّة" بعد مقتل أكثر من 30 باحثًا في عمليات نفذتها إسرائيل، وفق ما قاله مسؤول إيراني كبير للصحيفة. وبحسب التقرير، فقد غادر معظم هؤلاء منازلهم وأُبعِد بعضهم عن التدريس الجامعي، ونُقلوا مع عائلاتهم إلى مواقع محمية في طهران أو إلى مدن ساحلية شمالية حيث يقيمون في فيلات تحت حراسة مشددة.
نقل وإخفاء.. وقوائم استهداف
أشارت "التلغراف" إلى أنها اطّلعت على أسماء أكثر من 15 عالمًا من قائمة تضم نحو 100 اسم قالت مصادر إسرائيلية إنهم موضع استهداف محتمل، وعليهم أن يقرروا بين مواصلة العمل في البرنامج النووي "مع تحمّل المخاطر" أو تغيير مسارهم المهني. ونُقل عن المسؤول الإيراني قوله إن من كانوا يدرّسون في الجامعات جرى استبدالهم بأكاديميين لا صلة لهم بالبرنامج النووي.
"جيل بديل"
بحسب الصحيفة، يعتبر خبراء إسرائيليون أن جيلًا جديدًا من الخبراء النوويين مستعد لتولّي مهام العلماء الذين قُتلوا، واصفين هؤلاء بأنهم "أموات يمشون" رغم الإجراءات الأمنية المشددة (منازل آمنة وحماية على مدار الساعة). وتضيف "التلغراف" أن البنية البحثية الإيرانية صُمِّمت بحيث يكون لكل شخصية رئيسية نائب واحد على الأقل يعمل ضمن "خلايا" من اثنين إلى ثلاثة باحثين، لضمان الاستمرارية في حال التعرّض لهجمات.
مخاوف تتعلق بـ"سبند" وتخصصات حساسة
تنقل "التلغراف" عن مصادر إسرائيلية خشيتها من أن بعض الناجين حلّوا محل زملائهم القتلى داخل منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية (سبند/SPND)، في اختصاصات تشمل المتفجرات، فيزياء النيوترونات، وتصميم الرؤوس الحربية. وصرّح محلل الاستخبارات والدفاع الإسرائيلي رونين سولومون للصحيفة بأن بعض الأسماء الباقية "عملت على تهيئة صواريخ شهاب-3 لحمل رؤوس نووية"، معتبرًا أنهم "حاسمون" لقدرة إيران على نشر سلاح نووي، ومشيرًا إلى أن ضربات إسرائيل في يونيو/حزيران 2025 طالت أيضًا بنية تحتية للصواريخ الباليستية.
Related محلل إسرائيلي: إعادة إعمار إيران بعد الحرب قد تكلّف نصف تريليون دولاريعمل داخل مؤسسة "رئيسية وحساسة".. إيران تُعدم عميلاً لإسرائيل سرّب معلومات عن عالم نوويلأول مرة منذ اندلاع الحرب.. إيران تترقّب أول زيارة للوكالة الدولية للطاقة الذريةمعرفة "متجذّرة"
وبحسب المعلومات التي أوردتها "التلغراف" نقلًا عن تقديرات استخبارية إسرائيلية، فإن المعرفة العلمية التي تغذّي البرنامج النووي الإيراني "متجذّرة" في الجامعات، وهو ما انعكس في هجمات الشهر الماضي على جامعة الشهيد بهشتي وجامعة الإمام الحسين في طهران، والمرتبطة بالمؤسستين العسكرية والنووية الإيرانيتين، على حدّ وصف تلك التقديرات. وتلفت الصحيفة إلى أن إيران تنفي امتلاك برنامج تسلّح نووي وتؤكد أن قدراتها النووية مدنية وذات تطبيقات مزدوجة.
إعدام عالم واتهامات بتسريب معلومات
تؤكد "التلغراف" أن عالمًا نوويًا يُدعى روزبه وادي أُعدم شنقًا يوم الأربعاء بتهمة "تسهيل اغتيال زملائه" خلال حرب الأيام الاثني عشر في يونيو/حزيران، عبر تمرير معلومات لإسرائيل. وتربط الصحيفة ذلك بمناخ "القلق" من موجة اغتيالات جديدة، مشيرةً إلى إحاطات إسرائيلية بهذا الصدد.
تبدّل في ترتيبات الحماية
وفق المسؤول الإيراني الذي تحدّث للصحيفة، أعادت طهران هيكلة ترتيبات حماية العلماء منذ حرب يونيو مع إسرائيل؛ فبعد أن كانت مهمّة الحماية موكولة لوحدة واحدة من الحرس الثوري، باتت عدة جهات تنسّق الأمن "بسبب مسائل الثقة". ويضيف أن بعض العلماء أبدوا عدم ثقتهم بمرافقيهم السابقين فاستُبدلوا بطواقم جديدة.
دعوات داخلية لمراجعة "العقيدة النووية"
تنقل "التلغراف" مواقف غاضبة داخل إيران بعد ضربات يونيو، من بينها دعوة السيّد علي رضا صديقي صابر -شقيق الأكاديمي محمد رضا صديقي صابر الذي قُتل مع أفراد من عائلته- إلى مراجعة العقيدة النووية، وصولًا إلى الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) وإعادة النظر في "المحرّم" المتعلق بالسلاح النووي. وقال في كلمة خلال تشييع الضحايا إن مشاريع العلماء كانت "مدنية وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، داعيًا المرشد علي خامنئي إلى اتخاذ قرارات "أبعد من الشعارات" لحماية العلماء.
قراءة إسرائيلية لمآلات الصراع
نقلت الصحيفة عن داني سيترينوفيتش، الرئيس السابق لقسم الاستراتيجية الإيرانية في استخبارات الجيش الإسرائيلي، قوله إن من تبقّى من الخبراء الإيرانيين "سيكونون في خط المواجهة لأي محاولة للوصول إلى قنبلة نووية"، معتبرًا أنهم "سيصبحون تلقائيًا أهدافًا لإسرائيل"، على حدّ تعبيره.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة