«الوزراء»: التحول من قناة السويس لرأس الرجاء الصالح أدى لضعف استقرار سلاسل التوريد العالمية
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد»، حول النقل البحري خلال عام 2025، والذي أشار إلى أن قطاع الشحن البحري العالمي، الذي ينقل أكثر من 80% من التجارة الدولية، شهد ضغوطًا متزايدة مع تباطؤ النمو وارتفاع التكاليف، مضيفاً أنه بعد نمو متواضع للتجارة البحرية بلغ 2.
وأكد التقرير أن التوترات السياسية والتغيرات في أنماط التجارة وإعادة تشكيل مسارات الشحن أعادت خلال الفترة الماضية رسم خريطة التجارة البحرية، حيث اضطرت السفن التي كانت تمر عبر البحر الأحمر في أيام معدودة إلى الإبحار لمدة أسابيع حول طريق رأس الرجاء الصالح، مما رفع تكاليف الشحن وأضعف استقرار سلاسل التوريد وتسبب في اضطرابات مزمنة بالموانئ.
كما أن تغيير مسارات السفن أدى إلى ارتفاع المسافات المقطوعة بالطن - المسافة التي يقطعها كل طن من البضائع - إلى مستوى قياسي بلغ 6% في 2024، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف معدل نمو حجم التجارة البحرية في 2024.
بالإضافة إلى ذلك، فقد زادت التدابير التجارية التي أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى، بما في ذلك الرسوم الجمركية الجديدة والقيود المستهدفة على رسو السفن، من التكاليف وفاقمت حالة عدم اليقين الاقتصادي.
فضلًا عن ذلك، يمر قطاع شحن الطاقة كذلك بعدد من التحولات، إذ ارتفع شحن الفحم رغم تراجعه على المدى الطويل، وظلت شحنات النفط مستقرة لكن عبر مسارات أطول، بينما زادت تجارة الغاز. وقد أصبحت المعادن الحرجة، الضرورية لصناعة البطاريات والطاقة المتجددة والاقتصاد الرقمي، مصدرًا جديدًا للتوترات مع تصاعد المنافسة على تأمين الإمدادات وتعزيز القيمة المضافة محليًا، مما فرض متطلبات جديدة على النقل واللوجستيات.
أكد التقرير أن السمة الأساسية التي أصبحت تميز مشهد أسعار الشحن العالمي تتمثل في التقلب وعدم الاستقرار، حيث شهدت أسعار الحاويات والبضائع السائبة وناقلات النفط تقلبات حادة خلال عامي 2024 و2025، بفعل التوترات الجيوسياسية وتحولات السياسات التجارية وعدم التوازن بين العرض والطلب. وقد تعرضت أسعار الشحن بالحاويات لضربة قوية، إذ اقتربت أسعار السوق والعقود من مستويات جائحة «كوفيد-19» في منتصف 2024، قبل أن تتراجع لكنها ظلت أعلى بكثير من مستويات ما قبل الجائحة.
كما ارتفعت أسعار شحن البضائع السائبة الجافة في 2024، بسبب الطلب القوي على الفحم والحبوب والأسمدة وإعادة توجيه السفن عبر البحر الأحمر وضعف نمو الأساطيل، لكنها تراجعت في 2025 مع دخول طاقات جديدة إلى الخدمة، في حين شهدت أسواق ناقلات النفط ارتفاعًا حادًا في يونيو 2025 نتيجة تصاعد المخاطر في مضيق هرمز.
وفي سياقٍ متصل، يؤكد التقرير أن طول مسارات الشحن يتسبب في ارتفاع الانبعاثات، حيث زادت انبعاثات غازات الدفيئة من الشحن بنسبة 5% في 2024، فيما لا يتجاوز نصيب الأسطول العالمي القادر على استخدام الوقود البديل 8%، كما أن معدلات إعادة تدوير السفن لا تزال منخفضة.
يحذر التقرير من أن إزالة الكربون عن قطاع الشحن البحري ستتطلب تكاليف كبيرة تشمل تجديد الأساطيل وتكييف الموانئ وتطوير بنية تحتية للوقود البديل، مما يستدعي توفير قواعد تنظيمية واضحة، وتعزيز الاستثمار والتعاون بين الحكومات والصناعة والقطاع المالي لدفع هذا التحول.
أكد التقرير في ختامه أن قطاع الشحن البحري اعتاد مواجهة أزمات متعددة لكنه لم يشهد في السابق كل هذه التحولات في وقتٍ واحد، ويقترح التقرير في ذلك الصدد عددًا من الإجراءات ذات الأولوية تشمل تعزيز استقرار السياسات التجارية لتقليل حالة عدم اليقين، وضمان تدفق سلاسل التوريد، والاستثمار في بنية تحتية خضراء ومستدامة ومرنة للموانئ والشحن، وتشجيع الرقمنة لرفع مستويات الكفاءة والشفافية مع ضمان الأمن السيبراني، وتعزيز إعادة التدوير المستدام للسفن، إضافة إلى حماية الاقتصادات الأكثر هشاشة من التأثيرات الأسوأ لارتفاع تكاليف الشحن.
اقرأ أيضاً«معلومات الوزراء» يستعرض تقرير الأونكتاد حول تقليل الفجوة بين الجنسين في التجارة العالمية
«معلومات الوزراء»: اتجاه متزايد للاعتماد على الطاقة الشمسية عالميًا
معلومات الوزراء يستعرض تقرير منظمة العمل الدولية حول أبرز مؤشرات العمل عالمياً
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية
إقرأ أيضاً:
بعد ارتفاعه القياسي.. أسعارالذهب اليوم للمقبلين على الزواج
سجلت أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025 استقرارًا ملحوظًا عند مستوياتها المرتفعة الأخيرة، وسط متابعة من الأسواق المحلية والعالمية لحركة المعدن الأصفر التي ما زالت تتأثر بالتقلبات الاقتصادية والسياسية.
ويأتي هذا الاستقرار عقب ارتفاع كبير سجله الذهب خلال الأيام الماضية، في وقت واصلت فيه الأونصة عالميًا الصعود لتبلغ نحو 3,989 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ بداية العام.
أسعار الذهب في مصروفقًا للأسعار المعلنة في محال الصاغة بالقاهرة، سجّل جرام الذهب عيار 24 نحو 6171 جنيهًا، فيما بلغ عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق المحلي – نحو 5400 جنيه للجرام. أما جرام الذهب عيار 18 فسجل 4628 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 43,200 جنيه.
ويُضاف إلى السعر الأساسي للمشغولات الذهبية ما يتراوح بين 100 و200 جنيه للجرام كمصنعية، بحسب نوع العيار ومكان الشراء.
الأسعار العالمية والتوقعاتوعلى الصعيد العالمي، أظهرت بيانات وكالة "رويترز" استقرار أسعار الذهب عند 3,989.49 دولارًا للأونصة، بعد موجة ارتفاع قوية مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية وتراجع أداء بعض العملات الرئيسية.
وتشهد الأسواق حاليًا مرحلة "تصحيح مسار" للأسعار بعد الارتفاعات الأخيرة، متوقعًا انخفاضًا تدريجيًا في أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة مع استقرار البورصات العالمية وتراجع معدلات الطلب على المعدن النفيس.
ويأتي استقرار أسعار الذهب في الأسواق المصرية خلال أكتوبر 2025 في ظل موجة من التذبذب العالمي التي يشهدها المعدن النفيس منذ مطلع العام، متأثرًا بعوامل اقتصادية وسياسية متشابكة.
فالذهب يُعد الملاذ الآمن الأول للمستثمرين وقت الأزمات، ومع تصاعد التوترات الدولية واهتزاز أسواق المال خلال الأشهر الأخيرة، شهدت الأسعار قفزات حادة عالميًا دفعت أسعار الأونصة لتقترب من حاجز الأربعة آلاف دولار، وهو ما انعكس مباشرة على السوق المحلي المصري.
وفي الوقت نفسه، تتابع الأسواق المصرية باهتمام حركة سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، ومعدلات التضخم، والسياسات النقدية للبنوك المركزية، باعتبارها من أبرز المحددات لاتجاهات أسعار الذهب محليًا خلال المرحلة المقبلة.