في خطوة تؤكد طموحها لتوسيع حضورها في عالم الاتصالات الرقمية، أعلنت شركة جوجل عن مجموعة من التحديثات الكبيرة لخدمة الاتصالات الخاصة بها Google Fi، لتصبح أكثر ذكاءً وسلاسة بفضل التكامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.

 وتستهدف هذه التحديثات تحسين جودة المكالمات، تعزيز الأمان، وتبسيط تجربة المستخدمين عبر الأجهزة المختلفة.

أبرز ما قدمته جوجل هو ميزة الصوت المحسّن بالذكاء الاصطناعي، المقرر طرحها في نوفمبر، والتي ستعمل على رفع وضوح المكالمات وتقليل الضوضاء المحيطة تلقائيًا، حتى في أكثر الأماكن ازدحامًا.

 وتوضح الشركة أن التقنية الجديدة ستضبط ترددات الصوت في الوقت الفعلي لتقديم تجربة اتصال أكثر نقاءً واستقرارًا. كما أضافت Google Fi دعمًا لمكالمات عالية الدقة (HD Voice) لتوفير تفاصيل صوتية أوضح.

ولم تقتصر التحديثات على الصوت فحسب، بل شملت الاتصال بالإنترنت أيضًا، فقد أعلنت جوجل أن الخدمة ستتمكن قريبًا من الاتصال تلقائيًا بأي شبكة واي فاي متاحة مع الحفاظ على استقرار المكالمة، بفضل ما تسميه الشركة التحويل السلس والآمن.

ويأتي ذلك مدعومًا بحماية شاملة، إذ تمر جميع المكالمات والرسائل عبر شبكة VPN من جوجل، دون أي رسوم إضافية أو تأثير على باقات البيانات الشهرية.

إضافة إلى ذلك، ستتيح جوجل للمستخدمين قريبًا إمكانية إجراء المكالمات وإرسال الرسائل من أي متصفح ويب، وهي خطوة من شأنها تحويل Google Fi إلى منصة اتصالات متكاملة.

 ومن المقرر إطلاق هذه الميزة في ديسمبر، مع واجهة استخدام جديدة كليًا تدعم بروتوكول RCS، ما يسمح بإرسال الصور والفيديوهات عالية الجودة ومشاركة الملفات بسهولة، لتقترب التجربة من تطبيقات المراسلة الشهيرة مثل واتساب وتيليجرام.

وتزامنًا مع هذا التطور التقني، أعلنت جوجل عن دمج نظام Gemini الذكي في المنصة لتقديم خدمة جديدة تلخص الفواتير الشهرية بالذكاء الاصطناعي. تتيح هذه الأداة للمستخدمين فهم تفاصيل الاستهلاك والإنفاق بوضوح، مع تقديم اقتراحات لتحسين الباقة أو تقليل التكاليف. وبعد نجاح هذه الميزة في المرحلة التجريبية، قررت الشركة تعميمها على جميع المستخدمين خلال الفترة المقبلة.

كما أطلقت جوجل عرضًا ترويجيًا للمشتركين الجدد يمنحهم خصمًا بنسبة 50% لمدة 15 شهرًا عند شراء هاتف جديد من خلال Google Fi، ويُتاح العرض لباقات Unlimited Premium وUnlimited Standard فقط، في محاولة لجذب المزيد من المستخدمين إلى المنظومة الرقمية المتكاملة التي تبنيها الشركة.

تعكس هذه الخطوات رؤية جوجل لتطوير خدمات الاتصال لتصبح أكثر ذكاءً وأمانًا. فبدلًا من أن تكون Google Fi مجرد مزود خدمة، تتحول تدريجيًا إلى منصة اتصالات رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي في كل تفاصيلها، من تحسين الصوت إلى إدارة الفواتير.

ومع هذه القفزة التكنولوجية، يبدو أن جوجل تضع نصب عينيها منافسة الشركات الكبرى في مجال الاتصالات مثل T-Mobile وVerizon، ولكن بأسلوبها الخاص، حيث تجمع بين الابتكار التقني وسهولة الاستخدام والأمان المتكامل.

بهذه التحديثات، تفتح Google Fi فصلًا جديدًا في عالم الاتصالات الرقمية، يجعل المكالمات أوضح، التجربة أسهل، والبيانات أكثر أمانًا، لتؤكد أن مستقبل الاتصالات بات بالفعل بين يدي الذكاء الاصطناعي.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

مراقبة الموظفين بالذكاء الاصطناعي.. الإفتاء تكشف الحكم

الذكاء الاصطناعي يُعد من أبرز إنجازات العصر الحديث، وثمرةً من ثمار العقل الذي أودعه الله في الإنسان، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾ [البقرة: 29]. فهو تسخير إلهي لخدمة البشر، إذا استُعمل في الخير وضُبط بضوابط الشرع.

مراقبة الموظفين بالذكاء الاصطناعي

أكدت دار الإفتاء المصرية أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل لا حرج فيه شرعًا إذا اقتصر على الأغراض المشروعة، مثل متابعة المهام، وضبط أوقات الدوام، وحماية البيانات، بشرط ألا يتجاوز ذلك نطاق العمل.

أما تتبع خصوصيات الموظفين أو مراقبة حياتهم الشخصية خارج إطار الوظيفة، فهو حرام شرعًا ومجرَّم قانونًا، لما فيه من انتهاك للخصوصيات والتجسس على الناس وتتبع عوراتهم، وهو مما نهى عنه الإسلام بشدة.


ضوابط شرعية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العملالاستخدام المباح للذكاء الاصطناعي يجب أن يلتزم بعدة ضوابط، أهمها:

إبلاغ الموظفين مسبقًا بوجود رقابة تحقيقًا للشفافية.

أن يقتصر النظام على نطاق العمل دون التعدي على الحياة الخاصة.

ألا يتجاوز القدر الضروري لتحقيق مصالح العمل.


وتؤكد القاعدة الشرعية أن "للوسائل أحكام المقاصد"، أي أن الوسيلة تأخذ حكم الغاية التي استُعملت من أجلها.


القانون  المصري يحمي خصوصية الموظفين

قانون حماية البيانات الشخصية رقم 151 لسنة 2020 شدد على ضرورة موافقة الفرد الصريحة قبل جمع أو معالجة بياناته، وعدم استخدامها إلا في الغرض المعلن. كما ألزم المؤسسات بتعيين مسؤول لحماية البيانات وصيانتها من أي إفشاء أو استغلال.

وفي “الميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسؤول” الصادر عام 2023، أكدت الدولة أن جميع مراحل عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي يجب أن تخضع للقوانين المصرية، خاصة قوانين حماية البيانات ومكافحة الجرائم الإلكترونية.


الشرع يحرم التجسس وتتبع العورات

قال تعالى: ﴿وَلَا تَجَسَّسُواْ﴾ [الحجرات: 12]، ونهى النبي ﷺ عن التتبع والتسمع على الناس، فقال: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا...» رواه البخاري ومسلم.
كما توعَّد الرسول ﷺ من يتجسس على الناس بالفضيحة، فقال: «من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته».

الحياة الخاصة مصونة لا تُمس

أكد الدستور المصري في مادته رقم (57) أن الحياة الخاصة للمواطنين مصونة لا تُمس، وللمراسلات والمكالمات والاتصالات حرمة لا يجوز انتهاكها إلا بأمر قضائي مسبب.

يجوز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في متابعة العمل إذا كان ذلك في حدود المصلحة العامة، أما التعدي على خصوصيات الأفراد خارج نطاق الوظيفة فهو حرام شرعًا ومجرَّم قانونًا، لأن الإسلام كما يحث على الأمانة في العمل، يحفظ أيضًا كرامة الإنسان وحرمة حياته الخاصة.

مقالات مشابهة

  • مراقبة الموظفين بالذكاء الاصطناعي.. الإفتاء تكشف الحكم
  • بريطانيا تسعى لكسر هيمنة أبل وجوجل على سوق الهواتف الذكية
  • مدعومة بالذكاء الاصطناعي من غوغل.. سامسونغ تطلق سماعة جديدة
  • مزود بالذكاء الاصطناعي.. "أطلس" محرك بحث من أوبن إيه آي ينافس جوجل
  • هل تراجعت آبل حقا في سباق الذكاء الاصطناعي... أم تنتظر تعثر المنافسين؟
  • سطو اللوفر يغلق أبواب المتحف الأكبر وإيطاليا تستعين بالذكاء الاصطناعي
  • بعد سرقة اللوفر.. إيطاليا تستعين بالذكاء الاصطناعي لحماية متاحفها
  • كابجيميني تستحوذ على WNS لتأسيس عملاق العمليات الذكية بالذكاء الاصطناعي
  • الجمارك العراقية تفتتح مركز عمليات يعمل بالذكاء الاصطناعي