سطو اللوفر يغلق أبواب المتحف الأكبر وإيطاليا تستعين بالذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
في أعقاب عملية سطو هزت أركان عالم الفن، أبقى متحف اللوفر الشهير في باريس أبوابه مغلقة أمام الزوار أمس الاثنين، غداة سرقة 8 حلي "لا تقدر بثمن" على أيدي 4 لصوص ملثمين، في وقت تواصل الشرطة الفرنسية عملية بحث واسعة النطاق عنهم.
وصبيحة أول أمس الأحد، وبينما كان أكبر متحف في العالم يستعد لاستقبال زواره، نفذ اللصوص عمليتهم في وضح النهار، مما أدى إلى إغلاق المتحف فورًا.
وأُبلغ الزوار المصطفون في طوابير بأن المتحف سيظل مغلقًا "لظروف استثنائية" وأن أثمان التذاكر ستُرد. وعبر زوجان أسكتلنديان عن خيبة أملهما قائلين "لقد خططنا لهذه الزيارة منذ 6 أشهر ونغادر غدًا. لن نتمكن من زيارة المتحف".
وقد أثارت عملية السرقة، التي وقعت في أحد أكثر المواقع حراسة بالعالم، اهتمامًا عالميًا واسعًا وجدلًا سياسيًا حادًا في فرنسا، وأعادت فتح النقاش المُلح حول أمن المتاحف. وعقد وزيرا الداخلية لوران نونيز والثقافة رشيدة داتي اجتماعًا طارئًا أمس لبحث تشديد الإجراءات الأمنية حول المؤسسات الثقافية، حيث اعترف نونيز بأن المتاحف تعاني "ضعفًا كبيرًا".
وقد كشف تقرير أولي لديوان المحاسبة الفرنسي أن اللوفر يعاني من "تأخير مستمر" في نشر المعدات المصممة لحماية نشاطه. واعترف وزير العدل جيرالد دارمانان بوجود تقصير أمني سمح للمجرمين بتنفيذ عمليتهم بسهولة نسبية.
تفاصيل السطووقعت السرقة بين الساعة 9:30 و9:40 صباحًا، واستخدم اللصوص شاحنة مجهزة برافعة رُكنت على رصيف نهر السين، وصعدوا بواسطتها إلى نافذة بالطابق الأول.
وبعد تحطيم النافذة بجهاز قص محمول، دخل اثنان منهم إلى "قاعة أبولون" المرموقة التي تضم مجوهرات التاج الفرنسي. وقاموا بتهشيم واجهتين تتمتعان بحماية عالية وسرقوا 8 حلي تعود للقرن الـ19، وصفها بيان وزارة الثقافة بأنها "لا تقدر بثمن على الصعيد التراثي".
إعلانومن بين المسروقات عقد من الياقوت يعود للملكة ماري-إميلي (زوجة الملك لوي-فيليب الأول) مرصع بـ8 أحجار ياقوت و631 ماسة، وعقد من الزمرد يعود للإمبراطورة ماري لويز (الزوجة الثانية لنابليون الأول) مكون من 32 حجر زمرد و1138 ماسة.
وخلال فرارهم، أسقط اللصوص قطعة تاسعة هي تاج الإمبراطورة أوجيني المرصع بحوالي ألفي ماسة.
وقد استغرقت السرقة برمتها "8 دقائق" فقط، بحسب وزير الداخلية الذي وصف المنفذين بأنهم لصوص "متمرسون" قد يكونون "أجانب". وفر اللصوص الأربعة الملثمون على دراجات نارية، ولا يزال البحث جاريًا عنهم.
ورجحت المدعية العامة لباريس لور بيكو فرضيتين: إما أن اللصوص تصرفوا "لصالح جهة معينة" طلبت القطع بعينها، أو أنهم يهدفون إلى تفكيك الحلي لسرقة الأحجار الكريمة واستخدامها في "عمليات غسل أموال" نظرًا لاستحالة بيع القطع المسروقة كما هي في السوق.
وأعلنت وزيرة الثقافة إطلاق تحقيق إداري، إلى جانب التحقيقات القضائية "لتكوين صورة حقيقية عما حدث".
إيطاليا ترد بالذكاء الاصطناعيفي رد فعل سريع على حادثة اللوفر التي سلطت الضوء مجددًا على هشاشة أمن المتاحف، أعلنت "الثقافة" الإيطالية أمس عن أنظمة أمنية متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وقالت الوزارة في بيان إن "أمن التراث الثقافي أصبح أولوية قصوى".
وتعمل مديرية المتاحف الإيطالية على "مشروعين تجريبيين رئيسيين يركزان تحديدا على التراث الأثري" بتمويل أوروبي يزيد على 70 مليون يورو. وتهدف هذه المبادرات، التي مُولت عام 2024، لتحسين أدوات الوقاية والمراقبة عبر استخدام الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة والأمن السيبراني.
وأوضحت الوزارة أن "هذه الأنظمة تعتمد على تحليلات مقاطع فيديو ذكية قادرة على رصد السلوكيات غير العادية والحركات المشبوهة، مع الالتزام التام بقواعد السرية، وإصدار تنبيهات تنبؤية في الوقت المناسب".
وأضافت أن "أنظمة الذكاء الاصطناعي هذه، المدعمة بخوارزميات مدربة خصيصًا، قادرة على التعرف على الأنماط السلوكية وإشارات الخطر بدقة متزايدة".
وتأتي هذه الخطوة الإيطالية لتؤكد القلق المتزايد بشأن أمن الكنوز الفنية في مواجهة عصابات إجرامية منظمة، ولتظهر كيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تلعب دورًا حاسمًا في حماية تراث الإنسانية.
ردود فعل وتعهداتفي فرنسا، أثارت السرقة ردود فعل سياسية غاضبة. قال رئيس حزب التجمع الوطني اليميني جوردان بارديلا "هذه إهانة لا تحتمل. إلى متى سيستمر انهيار الدولة؟". في حين صرح لوران فوكييه زعيم كتلة حزب الجمهوريين اليميني بقوله "فرنسا نُهبت. علينا حماية أثمن ما لدينا: تاريخنا".
ومن جانبه، تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول أمس بأن تعثر السلطات على المسروقات "ويحال الفاعلون على القضاء". وكان ماكرون قد تعهد في يناير/كانون الثاني بترميم وتوسيع متحف اللوفر بعد مخاوف بشأن تردي وضعه.
وتُعد هذه السرقة الأولى في متحف اللوفر منذ عام 1998، وتأتي بعد سلسلة من السرقات التي تعرضت لها متاحف فرنسية أخرى مؤخرًا، مما يؤكد الحاجة الملحة لإعادة تقييم شاملة لأنظمة الأمن بالمؤسسات الثقافية ليس فقط في فرنسا بل جميع أنحاء العالم.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
سطو جريء على مجوهرات لا تقدر بثمن يغلق متحف اللوفر في باريس
عملية سرقة منظمة تستهدف جواهر تاريخية من قاعة أبولو بمتحف اللوفر تدفع فرنسا لمراجعة إجراءات تأمين المتاحف، في خطوة عاجلة تعكس حجم القلق داخل الأوساط الفرنسية، أصدر وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز تعليمات صارمة بإجراء مراجعة شاملة لإجراءات الأمن في جميع المتاحف والمؤسسات الثقافية على مستوى البلاد، عقب حادثة سطو مثيرة شهدها متحف اللوفر الشهير في قلب العاصمة باريس.
القرار جاء بعد أن نجح أربعة لصوص في تنفيذ عملية سرقة منظمة استهدفت مجموعة نادرة من المجوهرات التاريخية، ما اضطر إدارة المتحف إلى إغلاق أبوابه أمام الزوار مؤقتا.
وأكدت وزارة الداخلية أن الوزير نونيز وجه قيادات الشرطة بإعادة تقييم منظومة الحماية داخل كل المتاحف وصالات العرض، مع ضرورة تعزيز الحراسة في المواقع التي تحتوي على مقتنيات ذات قيمة استثنائية.
كما عقدت وزارتا الداخلية والثقافة اجتماعا طارئا صباح اليوم لمراجعة تفاصيل استجابة قوات الأمن للحادث وتحديد أي ثغرات أمنية سمحت بحدوث هذا الخرق في واحد من أكثر المتاحف شهرة وحراسة في العالم.
وأفادت تقارير رسمية أن متحف اللوفر ظل مغلقا أمام الزوار طوال يوم الاثنين، بينما وعدت الإدارة بإعادة الأموال إلى من حجزوا تذاكر مسبقة.
وكان الإغلاق قد بدأ منذ مساء الأحد فور وقوع الحادث، عندما اقتحم اللصوص قاعة أبولو الشهيرة التي تضم بقايا جواهر التاج الفرنسي، وهي من أكثر القاعات رمزية داخل المتحف لارتباطها بتاريخ الملوك والإمبراطوريات الفرنسية.
التحقيقات الأولية كشفت عن أن الجناة استخدموا معدات متطورة ودقة تخطيط عالية، فقد أوقفوا شاحنة مزودة بمصعد بجانب المتحف في ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد، ثم صعد اثنان منهم عبر المصعد إلى شرفة في الطابق الأول، بينما انتظر الآخران في الخارج على متن دراجتين بخاريتين لتأمين عملية الانسحاب.
وتمكن اللصوص من قطع نافذة باستخدام أداة كهربائية قبل التسلل إلى القاعة وسرقة ثماني قطع نادرة من المجوهرات، توصف بأنها لا تقدر بثمن.
وتضمنت المسروقات تيجانا ملكية مرصعة بالأحجار الكريمة، وقلائد من الماس، وأقراطا تاريخية، وبروشات كانت ملكا لعدد من الملكات والإمبراطورات الفرنسيات عبر القرون.
وأشارت التحقيقات إلى أن اللصوص اضطروا إلى الفرار السريع بعد أن رصدهم بعض موظفي المتحف وأبلغوا الأمن الداخلي الذي حاول التدخل قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار في دقائق معدودة.
وزارة الثقافة الفرنسية أكدت في بيان رسمي أن وزيرة الثقافة رشيدة داتي أمرت بفتح تحقيق إداري مواز للتحقيق الجنائي الذي تتولاه الشرطة، بهدف مراجعة كل الإجراءات التنظيمية داخل المتحف وتحديد مدى التزامها بمعايير الأمن الوطني للتراث الثقافي.
وأوضحت الوزارة أن الحادث لا يمثل مجرد سرقة عادية بل يشكل اعتداء مباشرا على جزء من الذاكرة التاريخية الفرنسية التي تمثلها تلك الجواهر.
في الوقت نفسه، تواصل الشرطة الفرنسية مطاردة واسعة النطاق للقبض على المتورطين، حيث تم جمع الأدلة من محيط المتحف، والاستعانة بتسجيلات كاميرات المراقبة في الشوارع المجاورة لمحاولة تتبع مسار الشاحنة والدراجات النارية التي استخدمت في الهروب.
وتعيش الأوساط الثقافية في فرنسا حالة من الذهول بعد هذا الحادث الذي وصفته وسائل الإعلام المحلية بأنه واحد من أكثر عمليات السرقة جرأة في تاريخ المتاحف الأوروبية، خاصة أنه استهدف متحفا يعتبر من أكثر الأماكن المحصنة أمنيا في العالم.
ويؤكد مراقبون أن الحادث أعاد إلى الواجهة النقاش حول ضرورة تحديث أنظمة التأمين في المؤسسات الثقافية وربطها مباشرة بمراكز المراقبة الأمنية على مدار الساعة.
ورغم أن السلطات لم تكشف بعد عن التقدير المالي لقيمة المجوهرات المسروقة، فإن مصادر داخل وزارة الثقافة أشارت إلى أنها تحمل قيمة تاريخية تفوق قيمتها المادية بكثير، إذ تعود بعض القطع إلى القرن السابع عشر وكانت ضمن مقتنيات ملوك فرنسا القدماء.
الحكومة الفرنسية من جانبها تعهدت بمحاسبة أي جهة يثبت تقصيرها في تأمين المتحف، مؤكدة أن حماية التراث الوطني تمثل أولوية لا يمكن التهاون فيها.
وفي انتظار نتائج التحقيقات الجارية، يبقى متحف اللوفر مغلقا مؤقتا، فيما يستمر البحث عن اللصوص الذين تحدوا الإجراءات الأمنية في قلب العاصمة باريس ونجحوا في سرقة جواهر تمثل جزءا من تاريخ فرنسا العريق.