الرئيس التنفيذي لبنك عمان العربي يزور “مُصلِّح” ويطلع على خدماتها في الصيانة والإصلاح
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
مسقط – أثير
قام سليمان بن حمد الحارثي الرئيس التنفيذي لبنك عمان العربي بزيارة إلى مقر منصة “مُصلّح”؛ حيث التقى بالمهندس سلطان بن أمين الزدجالي المدير التنفيذي وفريق منصة “مُصلّح”.
واطلع الحارثي خلال زيارته على أعمال الشركة وتعرّف على مبادرتها في دعم الشباب العُماني في مجال العمل الحر وذلك ضمن نطاق عملها في مجال الصيانة والمجالات الكهربائية المتنوعة.
ورافق الحارثي خالد العمري رئيس التجزئة المصرفية بالوكالة، وجمعة الفليتي المدير التنفيذي للعلاقات بمكتب الرئيس التنفيذي ببنك عُمان العربي.
تجدر الإشارة إلى أن منصة مصلح تخطط للتوسع في 3 محافظات كنتيجة للبرامج التدريبية، حيث وقعت المنصة في وقتٍ سابق اتفاقية مع وزارة العمل لتدريب 600 باحث عن عمل في مجال الكهرباء والتكييف والسباكة.
وقد تجاوز عدد المستفيدين من خدمات منصة مصلّح أكثر من 13 ألف مستخدم، متوقعًا المدير التنفيذي للمنصة في تصريح سابق له أن يرتفع عدد المستخدمين إلى 100 ألف مستخدم مع نهاية العام، فيما بلغ عدد مقدمي الخدمات “ماهر” 228 ماهرًا.
كما احتفلت المنصة مؤخرًا بتخريج 228 شابًا عُمانيًا ضمن برنامج التعاون مع شركة تنمية نفط عُمان ضمن برنامج “إمداد”، حيث التحق هؤلاء الخريجون ببرنامج تدريبي في مجالات فنية متخصصة مثل السباكة وإصلاح الأعطال الكهربائية وغيرها، تمهيدًا لالتحاقهم بسوق العمل وذلك حسب الاتفاقية المبرمة في العـام 2020م بين شركة تنمية نفط عمان ومنصة (مُصَلّح).
يُذكر أن منصة “مُصلِّح” تختص بتقديم خدمات الصيانة والإصلاح للأجهزة وتوفر أجهزة التكييف بجميع أنواعها والخدمات الكهربائية وفحص مجمعات الكهرباء عن طريق فريق مختص ومرخص، وخدمات السباكة، ويمكن الاستفادة من الخدمات التي تقدمها عبر تنزيل التطبيق من الرابط الآتي:
http://onelink.to/mslh
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
تقديس المدير
جابر حسين العماني
عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
تعاني بعض المجتمعات العربية والإسلامية من ظاهرة خطيرة على المجتمع، وهي تقديس المديرين المسؤولين، ظاهرة مؤسفة جعلت بعض المديرين شخصيات مغرورة لا ترى إلا نفسها، ترفض النقد البناء، وكأنها لا تزال تعيش في عصر من عصور الطغاة، كفرعون الذي كان يقول: "أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ"، وهو سلوك سلبي لا يهدد مكانة المؤسسات الحكومية والخاصة فحسب، بل يؤخر التقدم والازدهار ويجعل روح الفريق الواحد في بيئة العمل ضعيفة جدا، لا اعتبار لها ولا مكانة ولا إجادة، وذلك بسبب تقديس المديرين وغرورهم وعدم تقبلهم للنقد البناء.
قال الإمام محمد الباقر: "مَا دَخَلَ قَلْبَ اِمْرِئٍ شَيْءٌ مِنَ اَلْكِبْرِ إِلاَّ نَقَصَ مِنْ عَقْلِهِ مِثْلَ مَا دَخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ قَلَّ ذَلِكَ أَوْ كَثُرَ".
إن من المؤسف جدا أن يتحول النقد البناء للمدير المغرور في بعض المؤسسات العربية والإسلامية إلى جريمة نكراء، تقابل بالتوبيخ أو الإقصاء أحيانا، بينما يحترم الموظف المتملق والمرائي، ويرتفع بسلوكه درجات لا يستحقها في بيئة العمل فقط لأنه لمع مكانة المدير، وكأننا نعمل لخدمة المسؤول، وليس لخدمة الوطن وازدهاره، وحفظ أمجاده.
لا بد أن يعلم كل من يعمل في بيئة العمل أن النقد البناء الصادق يعد البوابة الرئيسية للتطوير والارتقاء إلى بيئة عمل أفضل، وهو من أهم المظاهر الحضارية التي لا غنى عنها، والذي له دلالات واضحة ومن أهمها تجنب الغرور وتعزيز العمل الجماعي على الشراكة الحقيقية والانتماء الوطني المخلص في أثناء العمل.
إن تقديس المدير المسؤول في مواقع العمل لا يصنع البيئة المناسبة والصالحة للإنتاج المثمر في التكامل المهني المطلوب، بل يخلق الكثير من القلق والتوتر بين الموظفين، ويحفزهم على التعامل بالتملق بدلا من إبداء الصراحة والنقد البناء، وهنا من الطبيعي جدا غياب روح الحوار، وانطفاء الأفكار الخلاقة والمطلوبة، واختفاء الإبداع والتألق والنجاح، لأن الموظفين مشغولون بإرضاء المسؤول وتلميع صورته لمصالح خاصة، بدلا من خدمة الوطن والمواطنين، وتغيب بذلك روح العمل الجاد والفاعل الذي ينبغي أن يكون متحققا في بيئة العمل.
اليوم نحن بحاجة ماسة إلى مؤسسات حكومية نافعة وجادة، تتبنى النقد البناء والفعال وترفض الغرور بأشكاله ومسمياته، وتميز بين احترام المسؤولين ومحاسبة قراراتهم، ذلك أن الإدارة سواء كانت في المؤسسات الحكومية أو الخاصة ينبغي أن تنصت للجميع، ولا تميز أحدا دون آخر إلا بالتميز والإجادة، وتؤمن بمبدأ الحوار والنقاش الجاد، وتعيد النظر فيما يخص القرارات المطروحة بهدف التطوير ونقل العمل إلى ما هو أفضل وأجمل وأحسن، بما يخدم الوطن والمواطنين، وتجنيب بيئة العمل سياسة تكميم الأفواه وتقديس المسؤولين مهما كانت درجاتهم ومناصبهم وشأنهم في الوسط الاجتماعي.
اليوم ومن أجل نجاح بيئة العمل، لا بد من التركيز على ممارسة الصفات الأخلاقية والتي منها التواضع، فليس هناك سلوك أرقى منه، فينبغي على المسؤولين، من مديرين وغيرهم من أصحاب المناصب العليا أو ما دون ذلك، أن يتواضعوا مع موظفيهم، ويكون ذلك من خلال الاستماع إليهم، وتحفيزهم على العمل، والمرونة في الإدارة، والقدوة الحسنة، واحترام ثقافة النقد وتقبلها.
أخيرًا: نحن في زمن تكاثرت فيه المناصب بأنواعها المختلفة، وتقلصت الكثير من القيم والمبادئ الإنسانية، ولا زالت أوطاننا العربية والإسلامية بحاجة ماسة إلى مديرين مسؤولين مخلصين يصنعون الفرق بأخلاقهم الطيبة واجتهادهم، يحاربون التفرقة والتمزق والغرور وحب الذات، ساعين لإدارة القلوب قبل الملفات والاجتماعات والقرارات، تلك هي أفضل وأجمل وأقوى أدوات الإدارة الناجحة التي لا بد من ممارستها وتقديمها في بيئة العمل بكل إخلاص ووفاء وتفان، وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
تَوَاضَعْ تَكُنْ كَالنَّجْم لاحَ لِنَاظِرِ**عَلَى صَفَحَاتِ الْمَاءِ وَهُوَ رَفِيعُ
وَلا تَكُ كَالدُّخَانِ يَرْفَعُ نَفْسِهُ**إلى طَبَقَاتِ الْجَوِّ وَهُوَ وَضِيعُ
رابط مختصر