رزان المبارك تسلط الضوء على دور أفريقيا في العمل المناخي العالمي
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
نيروبي، كينيا (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكدت رزان خليفة المبارك، رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لمؤتمر الأطراف COP28، رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، أهمية تسريع وتيرة العمل في الحفاظ على النظم البيئية المتنوعة في القارة الأفريقية، بدءاً من المناطق البحرية والساحلية إلى البيئات البرية الشاسعة، ولا سيما مع تحول العالم إلى حلول الطاقة المتجددة.
وتسعى خلال هذه المشاركة إلى تأكيد التزامها بتعزيز مستوى النقاشات المتعلقة بحماية الموارد الطبيعية الحيوية في أفريقيا والارتقاء بها، وإعطاء الأولوية للحلول القائمة على الطبيعة في خطط العمل المناخي العالمية وتعزيز رفاهية المجتمعات المحلية في أفريقيا. حيث قالت: «يدل التنوع البيولوجي المذهل في أفريقيا على الثروة الطبيعية التي تتمتع بها القارة، ودور المجتمعات المحلية الرائد بحمايته ورعايته. وستسمح الشراكات العالمية بتكثيف الجهود المحلية وتوسيع نطاقها لحماية هذه النظم البيئية الحيوية واستفادة جميع الأطراف من ذلك».
كما أعلنت رزان المبارك تلقي مبادرة «الجدار الأزرق العظيم» تمويلاً بقيمة 100 مليون دولار دعماً لهدفها بإنشاء شبكة من المناطق المحمية البحرية والساحلية، وقالت: «إن محيطاتنا لديها القدرة على أن تكون أعظم حليف لنا في التصدي لتغير المناخ، فخفض الانبعاثات بنسبة 21% يمثل طوق نجاة لملايين البشر وعدد لا يحصى من الأنواع والكائنات الحية، ولهذا السبب يدعو مؤتمر الأطراف COP28 جميع الدول إلى الاستثمار في خطط المحيطات المستدامة». وتضم المبادرة دولاً من منطقة غرب المحيط الهندي والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وشركاء آخرين.
وضمن تعليقها على قرب إعلان نتائج الحصيلة العالمية الأولى لتقييم التقدم في تحقيق أهداف اتفاق باريس قالت: «إن نتائج الحصيلة العالمية لا تمثل تقريراً إحصائياً، بل هي تنبيه هام بشأن مسار العمل المنجز. ونحن مدينون للأجيال القادمة بالاستفادة منها وتصحيح الوضع من خلال اتخاذ خطوات جذرية للحفاظ على إمكانية الحد من الارتفاع في درجة حرارة الأرض عن مستوى 1.5 درجة مئوية».
وأشارت إلى الحاجة لزيادة الدعم للحلول القائمة على الطبيعة، واتخاذ خطوات مثل وقف أعمال إزالة الغابات، واستعادة النظم البيئية، وتحسين إدارة المزارع. وتتمتع هذه المبادرات المرتبطة بالحلول القائمة على الطبيعة بالقدرة على الحفاظ على الموائل المهمة، إضافة إلى قدرتها على دعم سبل العيش وزيادة مرونة المجتمعات في مواجهة الآثار السلبية الناجمة عن تغير المناخ.
وتكتسب هذه الرسالة أهمية، ولا سيما في قارة أفريقيا، حيث من المتأمل أن تساعد التنمية الاقتصادية في انتشال الملايين من الفقر، وذلك نظراً لتمتع القارة بمعادن أرضية نادرة تعتبر ضرورية للسيارات الكهربائية وغيرها من التقنيات الخضراء، ومع سعي العالم إلى الابتعاد عن توليد الطاقة القائمة على الوقود الأحفوري، تتزايد أهمية هذه المعادن وما يصاحب ذلك من ضغوط ناجمة عن الصناعات الاستخراجية.
ومع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الأطراف COP28 في شهر نوفمبر، تواصل المبارك العمل على حشد الجهات الفاعلة غير الحكومية مثل الشركات الخاصة والمؤسسات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أهداف اتفاق باريس، والتواصل مع الأطراف لسد الفجوات، وتعزيز مشاركتهم في النقاشات والحوارات الخاصة بالعمل المناخي الذي يُعد أمراً أساسياً للتصدي لتغير المناخ.
وستتضمن مشاركة رزان المبارك بأسبوع المناخ الأفريقي إلقاءها كلمة أمام الزعماء الحاضرين خلال فعالية تُقام في 5 سبتمبر حول الاقتصاد الأزرق والأنشطة الاقتصادية المستدامة المرتبطة بالمحيطات والبحار، وستنضم اليوم 7 سبتمبر إلى أنصار المحافظة على البيئة المحليين والدوليين في ورشة العمل الحوارية الإفريقية بشأن تنفيذ الحلول القائمة على الطبيعة، وهي إحدى سلاسل الحوارات الإقليمية المقرر انعقادها في أسابيع المناخ الإقليمية. ويُمثل التقرير المقدم إلى رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بهذه الورش المنعقدة دليلاً إرشادياً هاماً قبل محادثات المناخ السنوية في دولة الإمارات العربية المتحدة بوقت طويل، وستتم مناقشة نتائج هذا التقرير وتوصياته بشأن تسريع وتيرة تنفيذ الحلول القائمة على الطبيعة في حلقات نقاشية على المستوى الوزاري.
تقديرات
تعد البلدان الأفريقية من بين البلدان الأكثر تضرراً من تغير المناخ. حيث تشير تقديرات «مؤشر مبادرة نوتردام العالمية للتكيف مع المناخ» إلى أنه من بين البلدان العشرة الأكثر عرضة لمخاطر الضغوطات المناخية والأقل قدرة على التعامل معها، تسعة منها تقع في قارة أفريقيا: وهي تشاد، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وإريتريا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وغينيا بيساو، والسودان، والصومال، وليبيريا، ومالي. وينطبق ذلك على الرغم من عدم مساهمة القارة الإفريقية إلا بنسبة لا تتجاوز ثلاثة بالمائة من انبعاثات غازات الدفيئة على مر التاريخ.
وكذلك يتضمن جدول أعمال رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لمؤتمر الأطراف COP28 اجتماعات ثنائية مع ممثلي المؤسسات الخيرية وعدد من المنتديات حول آليات جذب المزيد من التمويل للمساهمة بجهود الحفاظ على الطبيعة في أفريقيا ضمن كثير من القضايا، فعلى سبيل المثال، أحد أهم الأسباب التي تعيق مشاريع استعادة الغابات والأراضي «الخثية» هو انخفاض سعر انبعاثات الكربون وعدم استقراره في أسواق الكربون الطوعية، وذلك لأهمية هذه الأسواق في تمكين المتسببين في التلوث من التخفيف من الآثار التي يحدثونها من خلال دعم مشاريع الطبيعة بشكل طوعي.
وتحرص رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 على تعزيز ودعم مبادرتين رئيسيتين لاستعادة موائل أشجار القرم والشعاب المرجانية، تم الإعلان عنهما في مؤتمر الأطراف COP27 بشرم الشيخ العام الماضي، حيث يهدف مشروع «استعادة غابات القرم» إلى الحصول على تمويل مستدام بقيمة 4 مليارات دولار لاستعادة وحماية 15 مليون هكتار من غابات القرم. أما مشروع «استعادة وحماية الشعاب المرجانية» فسيساعد الحكومات والجهات الفاعلة غير الحكومية على توسيع نطاق الإجراءات والتمويل لحماية أنظمة الشعاب المرجانية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة مؤتمر الأطراف مؤتمر الأطراف COP28 الأمم المتحدة لتغیر المناخ تغیر المناخ فی أفریقیا
إقرأ أيضاً:
ترينتو.. جنة الطبيعة الإيطالية التي لا يعرفها الكثيرون
تتربع مدينة ترينتو في قلب شمال إيطاليا كواحدة من جواهر البلاد الخفية، وتستحق بحق لقب "جنة البحيرات"، إذ تضم أكثر من 300 بحيرة تتميز بمياهها الفيروزية الرقراقة. من بينها، تتصدر بحيرة "مولفينو" قائمة الأجمل على مستوى البلاد، حيث فازت بهذا اللقب عدة مرات، آخرها عام 2024.
ورغم موقعها الإستراتيجي بين قمم جبال الألب الشاهقة، غالبا ما تغيب ترينتو عن قائمة أولويات السياح مقارنة بمدن إيطالية أكثر شهرة، مثل فيرونا أو ميلانو. غير أن من يتجول في أزقتها وساحاتها العريقة، ويستكشف قصورها وقلعتها التاريخية "بونكونسيليو"، يدرك سريعا أن المدينة تحتضن مزيجا مدهشا من الطابع المتوسطي والجمال المعماري الغني الذي يعكس تاريخا ضاربا في القدم، يعود إلى شعوب الكلت، ثم الرومان الذين أسسوا مدينة "ترايدنتوم" الاسم اللاتيني لترينتو.
الحفريات تحت أزقة البلدة القديمة كشفت عن نظام عبقري لقنوات المياه يعود للعهد الروماني، مما يؤكد إدراك الرومان لأهمية هذه المنطقة المحورية في وادي "أديجي". ولم يكن من قبيل المصادفة أن اختارها الأباطرة الألمان ممرا رئيسا في طريقهم إلى تتويجهم في روما خلال العصور الوسطى.
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أسست ترينتو جزءا كبيرا من نهضتها على وفرة المياه، من خلال تطوير محطات توليد الطاقة الكهرومائية، مما جعلها اليوم من المدن المساهمة في تغذية مناطق أخرى في البلاد بالكهرباء.
يبعد "فالي دي لاغي" أو "وادي البحيرات" نحو 20 دقيقة فقط عن ترينتو، ويمتد على الجانب الآخر من جبل "مونتي بوندوني". وتُعد بحيرة "توبلينو" نجم هذا الوادي، بجمالها الأخّاذ وقلعتها الحالمة ذات الطراز العائد إلى القرن الـ16، التي تطفو كجزيرة حجرية وسط الضباب، مستخدمة كموقع مثالي لتصوير الأفلام.
إعلانوتتميز هذه المنطقة بمناخ متوسطي معتدل، بفضل الجبال التي تحتضنها، وتمنحها حماية طبيعية من التغيرات المناخية القاسية. الغطاء النباتي هنا متنوع؛ من كروم العنب "نوسيولا" التي تتسلق المنحدرات، إلى أشجار التين والدلب والسرو التي تعكس جمالها على سطح الماء.
أما رياح "أورا" الدافئة، فهي ظاهرة طبيعية تبدأ عادة من منتصف النهار، وتُحدث قناة هوائية تحمل الهواء من بحيرة "غاردا" باتجاه الشمال، مما جعل السكان المحليين يطلقون على الوادي لقب "وادي الرياح".
عشاق ركوب الأمواج يجدون في بحيرة "كافيدين"، الواقعة خلف "توبلينو"، ملاذا مثاليا لممارسة رياضاتهم المفضلة، خاصة مع المنحدرات الصخرية التي تنعكس على سطح البحيرة، مضفية عليها طابعا دراماتيكيا.
أما محبو العزلة والاسترخاء، فيمكنهم زيارة بحيرة "لامار" الواقعة في الطرف الآخر من الوادي، وهي واحدة من أكثر البحيرات تفردا في المنطقة. وتحيط بها غابات كثيفة، ويزدهر فيها وجود الخفافيش، بل وحتى الدببة التي يُحذّر من وجودها في بعض اللافتات، خاصة مع إعادة إدخال هذه الحيوانات إلى جبال "دولوميت" قبل 25 عاما.
"مولفينو".. درة البحيرات الإيطاليةترتفع بحيرة "مولفينو" أكثر من 800 متر فوق مستوى سطح البحر، وتخطف الأنظار بلونها الزمردي البراق. تحيط بها شواطئ مرصوفة بالحصى ومروج خضراء فسيحة، مما جعلها تفوز مرارا بلقب أجمل بحيرة في إيطاليا. ولا يُسمح سوى للقوارب الكهربائية بالإبحار فيها حفاظا على صفاء مياهها.
وقد كانت هذه البحيرة، والبلدة التي تحمل اسمها، من أولى المناطق التي شهدت انطلاقة السياحة في ترينتو، إذ شُيّد فيها أول فندق في عام 1900 لاستقبال متسلقي الجبال الراغبين في صعود قمة "كروز ديل ألتيسيمو" التي تعلو 2339 مترا. كما يمكن للزوار اليوم استخدام التلفريك للوصول إلى ارتفاع 1500 متر.
إعلانوتتميز البحيرة بعمق يصل إلى 120 مترا، مما يجعل مياهها باردة حتى في أغسطس/آب، إذ لا تتجاوز 21 درجة مئوية. وتحيط بها 5 حصون صغيرة شُيدت تاريخيا لصد جيش نابليون، ويمكن الوصول إليها عبر جولة مشي ممتعة تستغرق ساعتين.
واليوم، تستضيف البحيرة بطولة "إكستيرا" العالمية في سباقات الترايثلون، التي نُقلت من "ماوي" في هاواي إلى "مولفينو"، وستُقام مجددا في سبتمبر/أيلول 2025.
أما بحيرة "ليفيكو"، فتقع على بُعد 20 كيلومترا فقط من ترينتو، وتشتهر بمنتجعاتها الصحية في قرية "فيتريولو"، حيث تنبع المياه الحارة من ارتفاع 1500 متر. وقد منح الإمبراطور "فرانز جوزيف الأول" عام 1894 قرية "ليفيكو تيرمي" صفة مدينة ضمن الإمبراطورية النمساوية المجرية، وكان يتم تصدير زجاجات المياه العلاجية منها إلى برلين وموسكو.
أما بحيرة "كالدونازو" المجاورة، فهي المفضلة لدى سكان ترينتو، وتعدّ أكبر بحيرة سباحة في المنطقة، وموقعا مفضلا للتخييم، بفضل دفء مياهها واتساع مساحتها، كما ترتبط كلتا البحيرتين بكهوف جوفية مائية.
وفي أقصى الجنوب، تقع بحيرة "تينو" الصغيرة والمذهلة، ذات الشكل الدائري والمياه الفيروزية، على مقربة من ساحل بحيرة "غاردا" المزدحم. وتُطل عليها قرية "كانالي دي تينو" التي تعود إلى العصور الوسطى، وتُعد من أجمل القرى الإيطالية، يسكنها عدد من الفنانين، وتوفر إطلالات بانورامية على سواحل غاردا.
لكن بسبب الاكتظاظ السياحي في بحيرة "غاردا"، يفضل كثير من سكان ترينتو التوجه إلى بحيرات المرتفعات، حيث الجمال الهادئ والطبيعة البكر.