التعددية تمنع تسلط الدولة
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
التداول السلمى للسلطة فى مجتمع ديمقراطى، يتطلب ويفرض وجود تعددية سياسية تجسد وتعبر عن حالة التعددية التى يعيشها المجتمع، وهذه التعددية السياسية تقوم على أساس وجود تنظيمات وسيطة بين الشعب والحكومة تنظم العملية السياسية، ومن أبرزها: الأحزاب السياسية التى تمثل ظاهرة مهمة يصعب التخلى عنها فى النظم السياسية الديمقراطية الحديثة لأهمية وظائفها فى تنظيم المشاركة السياسية من خلال تعبئة الجماهير، وتأهيل الناخبين للمشاركة فى الحياة السياسية، بعد أن أصبحت الأحزاب السياسية هى المتنفس لكل اتجاهات الجماهير فى أى مجتمع، مما يجعلها تمارس دوراً حيوياً فى إثراء الحياة السياسية وإرساء دعائم الديمقراطية بالمجتمع.
ومن هنا تكتسب أهمية التنافس بين الأحزاب من أجل التداول السلمى للسلطة من خلال انتخابات محايدة ونزيهة، وهذا التنافس يكسب الدولة حيوية سياسية ويوجه سلوك الأفراد بشكل إيجابى نحو المشاركة الفعالة فى العملية السياسية من خلال التعبير عن تلك الآراء فى ظل وجود أطر شرعية، لا سيما أن الدستور المصرى ينص فى مادته الخامسة على أن النظام السياسى يقوم على أسس التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة.
التعددية ذات الطابع السياسى ترجع جذورها إلى الفلسفة الغربية، لا سيما فلسفة الفرنسى مونتسكيو، فى مؤلفه «روح القوانين»، حيث كان يرى ضرورة الفصل بين السلطات الثلاث، وعدم تركيز السلطة فى يد هيئة واحدة، وذلك يتضح جلياً من خلال تأكيده على التعددية وما نعمل عليه من إضفاء الجانب الديمقراطى على النظام السياسى بوجه عام.
ويستخدم مصطلح التعددية الحزبية، عندما يحتوى النظام السياسى لدولة ما على عدد كبير من الأحزاب السياسية مقارنة بالنظم ثنائية أو أحادية الحزبية، بينما يرى الفرنسى موريس دو فرجيه: أن التعددية، لها أشكالها المتباينة على الصعيد السياسى، فنجد أنفسنا أمام تعددية حقيقية قائمة على وجود أحزاب مختلفة الأيديولوجيات والبرامج تتنافس فيما بينها من خلال انتخابات حرة ونزيهة وهو الصورة المثالية نحو تحقيق الديمقراطية، أما التعددية الشكلية فهى تحمل مظاهر التعددية السياسية، أى وجود عدة أحزاب من الناحية الشكلية، إلا أن الواقع الفعلى للنظام أقرب إلى نظام الحزب الواحد!
التعددية السياسية تزدهر عندما يوجد مجال اجتماعى وفكرى يمارس الناس فيه المنافسة، أى بواسطة الحوار والنقد والاعتراض والأخذ والعطاء، وبالتالى التعايش فى إطار من السلم القائم على الحلول الوسطى المتنامية، والتعددية هى وجود أصوات وأصوات مخالفة، وتعمل التعددية السياسية على الحد من تسلط الدولة، وذلك من خلال وجود جماعات وسيطة بين السلطة والسلطة، فالحكومات المحلية أو الأحزاب السياسية أو النقابات أو الجمعيات أو غيرها من مؤسسات المجتمع المدنى، هو ما يضمن الحرية للفرد وعدم تسلط الدولة أو سيطرة الحزب الواحد أو احتكار السلطة.
عرفت المحكمة الإدارية العليا فى حكم تاريخى صدر لها عام 1993، الحزب السياسى على أنه جماعة منظمة تعمل بالوسائل الديمقراطية للحصول على ثقة الناخبين بقصد المشاركة فى مسئوليات الحكم لتحقيق برنامجها الذى يستهدف الإسهام فى تحقيق التقدم السياسى والاجتماعى والاقتصادى للبلاد، يكون بذلك للأحزاب السياسية فى ظل الأنظمة الديمقراطية للدول الكبرى ومنها مصر أهمية كبرى فى المشاركة بالحياة السياسية. والهدف من الأحزاب هو الوصول للسلطة التنفيذية لتحقيق أهدافها وتنفيذ برامجها، لأن الحياة الحزبية السليمة تهدف إلى تحقيق التنمية ورقى وتقدم ورفاهية الشعوب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحياة السياسية الدستور المصري التعددیة السیاسیة الأحزاب السیاسیة من خلال
إقرأ أيضاً:
مدبولي: قمة شرم الشيخ للسلام من أهم الأحداث السياسية خلال السنوات الماضية
أشاد مجلس الوزراء، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، بما تم التوافق عليه في "قمة شرم الشيخ للسلام"، التي عقدت يوم الاثنين 13 أكتوبر 2025، برئاسة كل من الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والرئيس دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة فيما يتعلق بأهمية التعاون بين أطراف المجتمع الدولي؛ لتوفير كل السبل من أجل متابعة تنفيذ بنود اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة، والذي تم إبرامه يوم 9 أكتوبر ٢٠٢٥، وبوساطة كل من مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا.
كما أشاد مجلس الوزراء فى اجتماعة الاسبوعى اليوم برئاسة الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء ، بمقرالعاصمة الادارية ،بالاتفاق على ما تم التوصل إليه بشأن وقف الحرب في غزة بصورة شاملة، والانتهاء من عملية تبادل الرهائن والأسرى، والانسحاب الإسرائيلي، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة.
و أكد مجلس الوزراء تأييده لجميع الإجراءات والخطوات التي تتخذها الدولة المصرية بقيادة رئيس الجمهورية، في إطار المساعي الحثيثة لترسيخ مسار السلام في الشرق الأوسط، من خلال إنهاء الحرب في قطاع غزة وإعادة إعماره، وكذلك التوصل لتسوية سياسية للقضية الفلسطينية، معربا أيضا عن ثقته في الخطوات التي تعتزم مصر اتخاذها للبدء في عملية التشاور مع الأطراف المعنية، حول سُبل وآليات تنفيذ المراحل المقبلة لخطة الرئيس ترامب للتسوية، بدءاً من المسائل المتعلقة بالحوكمة وتوفير الأمن، وإعمار غزة، وانتهاء بالمسار السياسي للتسوية.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن قمة شرم الشيخ للسلام تعتبر أحد أهم الأحداث السياسية على مدار السنوات الماضية، والتي جاءت لتنهي الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ عامين.
وتقدم رئيس مجلس الوزراء بالتهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على نجاح قمة شرم الشيخ للسلام بفعالياتها التنظيمية التي أشاد بها العالم أجمع وكانت محور اهتمام الرأي العام العالمي؛ حيث أظهرت القمة مصر بصورة متميزة في جمع كل هؤلاء القادة والزعماء من أجل إقرار السلام في المنطقة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: لقد أثبتت هذه القمة وما توصلت إليه من بنود اتفاق على الرؤية الثاقبة للقيادة السياسية، كما دحضت بدورها جميع المزاعم والادعاءات التي ترددت حول الموقف المصري في أثناء اندلاع أزمة حرب غزة، رغم ما قامت به مصر من دور محوري تحت رعاية السيد الرئيس، في قيادة وتنسيق جهود العمل الإنساني منذ بداية الأزمة، وفي الوساطة إلى أن تم التوصل لاتفاق شرم الشيخ.
وأكد رئيس مجلس الوزراء استمرار الجهود المصرية المضنية خلال المرحلة المقبلة، بالتنسيق مع الأطراف المعنية، لتنفيذ آليات دخول المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، فضلا عن جهود إعمار القطاع، وستستمر مصر في التعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين؛ من أجل تنفيذ ذلك.
ثم انتقل رئيس الوزراء بعد ذلك للحديث عن بعض النشاطات التي قام بها الرئيس خلال الأيام الماضية، ومن ذلك استقبال سيادته لكبار مسئولي عدد من شركات البترول العالمية، مشيرا إلى أن اللقاءات شهد استعراض ومتابعة أنشطة الشركات في مصر، وخططها لتوسيع وزيادة حجم أعمالها.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: شهدت اللقاءات تأكيد السيد الرئيس استعداد مصر لتقديم جميع التسهيلات اللازمة، بما يُسهم في تحقيق المصالح المشتركة للجانبين، وإعراب فخامته عن تطلعه لقيام هذه الشركات بتكثيف أنشطة الاستكشاف والتنمية في مصر، وهو ما تتطلع إليه أيضا الحكومة، ونؤكد اعتزامنا تقديم كل التيسيرات اللازمة للمساهمة في تحقيق هذه المستهدفات، كما نشدد على التزام الحكومة ببرنامجها لسداد مستحقات الشركاء الأجانب، بما يعزز خطة الدولة في مجال الاستكشاف وزيادة معدلات الإنتاج خلال الفترة المقبلة، في ظل توافر العديد من الفرص لتحقيق اكتشافات جديدة.
كما أشار الدكتور مصطفى مدبولي لمواصلة الجولات الميدانية لمتابعة سير العمل بمختلف المشروعات الجاري تنفيذها في جميع مناطق الجمهورية، مشيرا إلى زيارته مطلع الأسبوع الحالى لمحافظة القليوبية، والتي شملت متابعة المشروعات التي يتم تنفيذها في مدن ومراكز المحافظة في جميع القطاعات: التعليمية، والصحية، والصناعية، وكذا الإسكان، الذي يخدم قطاعا عريضا من مختلف شرائح المواطنين.
وفي الوقت نفسه، لفت رئيس الوزراء إلى التقرير الصادر مؤخرا عن مؤسسة ستاندر آند بورز، التي رفعت خلاله تصنيف مصر لأعلى تصنيف منذ 7 سنوات، إلى مستوى B" " مع نظرة مستقبلية مستقرة، مؤكدا أن هذا التقرير يشير بقوة إلى نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنتهجه الدولة، وأن الحكومة المصرية تقوم بتنفيذ هذا البرنامج بكفاءة، مؤكدا اعتزام الحكومة مواصلة العمل بجهود حثيثة لتنفيذ هذا البرنامج، حتى يتسنى لنا تحقيق مستهدفات الدولة المصرية في هذا الشأن، وتحقيق انطلاقة قوية للاقتصاد الوطني خلال المرحلة المقبلة.