في غضون أيام، تحوّل حراك شبابي يقوده "الجيل زد" إلى تمرّد عسكري جزئي، بدأته وحدات من "فيلق الموظفين والخدمات الإدارية والفنية" (كابسات)، يوم السبت 11 أكتوبر/تشرين الأول.

وبعد ساعات، ظهر عدد من كبار الضباط أمام المتظاهرين وعدسات الإعلام العالمي، في ما وصفه الرئيس أندري راجولينا، الذي أفادت غادر البلاد إلى جهة غير معروفة، بأنه "محاولة غير قانونية للاستيلاء على السلطة بالقوة".

العقيد مايكل راندريانيرينا: قائد التحرك العسكري

كان أول من دفع الحراك الشعبي نحو انتفاضة عسكرية، حين نشر رسالة مصوّرة على فيسبوك صباح 11 أكتوبر/تشرين الأول، قال فيها "ندعو كل الجنود المستعدين لتحمّل المسؤولية إلى الانضمام إلينا. توقفوا عن تنفيذ أوامر رؤسائكم".

شاحنة تقل متظاهرين يلوّحون بالأعلام بعد انضمام الجيش إلى المحتجين أمام دار البلدية (رويترز)

ظهر العقيد داخل معسكر كابسات محاطًا بزملائه، ثم خاطب الحشود من ساحة "13 مايو" الرمزية، مرتديًا القبعة العسكرية الخضراء، فوق مركبة مدرعة، بينما كانت القوات الموالية لراجولينا تنسحب من وسط العاصمة.

وأعلن العقيد راندريانيرينا اليوم الثلاثاء تولي الجيش السلطة في هذه الدولة بعد أن صوتت الجمعية الوطنية (البرلمان) على عزل الرئيس أندريه راجولينا بتهمة التخلي عن الواجب.

وأضاف أن الجيش يقوم بحل جميع المؤسسات باستثناء مجلس النواب الذي صوّت على عزل راجولينا قبل دقائق فقط من إعلانه.

سبق للعقيد راندريانيرينا قيادة كتيبة المشاة في توليار جنوب غرب البلاد، كما شغل منصب حاكم منطقة أندروي بين 2016 و2018.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وُضع تحت الإقامة الجبرية وحُكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ بتهمة "تقويض أمن الدولة".

بعد خروجه من مستشفى عسكري في فبراير/شباط 2024، عاد إلى الجيش دون منصب قيادي، وقال "كنت في الظل.. أطبخ وألعب كرة القدم".

عناصر من الجيش ينتشرون خارج القصر الرئاسي بعد انضمامهم إلى المحتجين أمام دار البلدية في شارع الاستقلال (رويترز)

ينفي أن يكون قد قاد انقلابًا، ويؤكد "هذه ليست محاولة انقلاب. الجيش استجاب لنداء الشعب. السلطة للشعب، وليست لي".

الجنرال ديموستين بيكولاس: رئيس هيئة الأركان الجديد

في 12 أكتوبر/تشرين الأول، عيّنه وزير الدفاع ديراماسينجاكا راكوتوأريفيلو رسميًا رئيسًا لهيئة الأركان، وهو المنصب الذي طالبت به وحدات كابسات.

إعلان

حضر مراسم التسليم معظم كبار الضباط في العاصمة، مما عكس سرعة انتشار التأييد داخل المؤسسة العسكرية.

الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع خلال مظاهرات يقودها الشباب احتجاجًا على انقطاعات المياه والكهرباء (غيتي إيميجز)

قاد سابقًا الكتيبة المتعددة المهام الثالثة في أمبواساري الجنوبية، كما ترأس مركز العمليات ضد "الكيري" (فترات سوء التغذية الحاد في الجنوب)، ثم الأكاديمية العسكرية في أنتسيرابي بين 2021 و2023.

قال بعد تعيينه "الجيش ينهض لمواجهة الوضع. تم اقتراحي لهذا المنصب واختياري من قبل عدد من الجنود. هدفنا الآن هو استعادة الهدوء والسلام في جميع أنحاء مدغشقر".

الجنرال نونوس مبينا ماميلسون: قائد الدرك الجديد

في 11 أكتوبر/تشرين الأول، اندلعت اشتباكات بين جنود كابسات وعناصر الدرك، أسفرت عن مقتل جندي من كابسات قرب مقر الدرك التاريخي "توبي راتسيماندرابا".

وفي اليوم التالي، وخلال زيارة تعزية من ضباط الدرك لمعسكر كابسات، أطلق الجنود النار في الهواء ثم عن قرب، مما أدى إلى إصابة 3 مدنيين.

خريطة تظهر فيها مدغشقر (الجزيرة)

وسط هذا التوتر، تم تعيين الجنرال نونوس مبينا ماميلسون قائدًا جديدًا للدرك في 13 أكتوبر/تشرين الأول، خلفًا للجنرال جان هيربرت راكوتومالالا، في معسكر قوات التدخل الوطني في "فورت دوشين".

حضر مراسم التسليم رئيس هيئة الأركان الجديد، في إشارة إلى رغبة في تهدئة الأجواء.

كان ماميلسون يشغل منصب مدير الشرطة القضائية في قيادة الدرك، وأكد ضرورة تهدئة العلاقة بين الجيش والدرك والجمهور، رغم صعوبة المهمة، خاصة بعد القمع العنيف للاحتجاجات.

في مساء 11 أكتوبر/تشرين الأول، كاد أحد عناصر الدرك يتعرض للفتك من قبل المتظاهرين في ساحة "13 مايو"، كما أُضرمت النيران في مركبة مدرعة.

هروب راجولينا

وبعد أن أضعفه انضمام الجيش في نهاية هذا الأسبوع إلى الاحتجاجات التي تشهدها مدغشقر ولجوئه إلى مكان مجهول استبعد راجولينا استقالته في خطاب بُث مباشرة عبر فيسبوك مساء الأحد هو الأول له منذ هذا التطور، وحض فيه على "احترام الدستور".

وأعيد انتخاب راجولينا في 2018 و2023 في انتخابات شهدت معارضة ومقاطعة واسعتين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات أکتوبر تشرین الأول

إقرأ أيضاً:

بعد فرار الرئيس إلى فرنسا.. الجيش يعلن توليه على السلطة في مدغشقر

(CNN)-- أعلن عقيد في جيش مدغشقر، الثلاثاء، أن جيش البلاد تولى مسؤولية الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي، بعد فرار الرئيس أندريه راجولينا إلى الخارج، خلال مواجهة مع المتظاهرين الذين قادهم الشباب وقوات الأمن.

وقال العقيد مايكل راندريانيرينا، الذي قاد تمردًا لجنود انضموا إلى متظاهري (الجيل زد) المعارضين للحكومة، عبر الإذاعة الوطنية: "لقد استولينا على السلطة".

وأضاف راندريانيرينا أن الجيش قام بحل جميع المؤسسات باستثناء مجلس النواب (الجمعية الوطنية)، التي صوّتت لصالح عزل راجولينا قبل دقائق.

وفي يوم مليئ بالاضطرابات التي شهدتها البلاد الواقعة قبالة سواحل شرق إفريقيا، سعى الزعيم البالغ من العمر 51 عامًا إلى حل مجلس النواب بمرسوم.

ورغم مغادرته على متن طائرة عسكرية فرنسية، رفض راجولينا التنحي، متحديًا احتجاجات "الجيل زد" منذ أسابيع والتي طالبت باستقالته، بجانب انشقاقات واسعة النطاق في الجيش.

ولم ترد الرئاسة في مدغشقر على الفور، على تصريحات راندريانيرينا، لكنها قالت في وقت سابق إن اجتماع مجلس النواب غير دستوري، وبالتالي فإن أي قرار له "لاغٍ وباطل".

وقال راجولينا إنه انتقل إلى مكان آمن بسبب تهديدات على حياته. وقال مسؤول معارض ومصدر عسكري ودبلوماسي أجنبي لوكالة "رويترز"، إنه فر من البلاد، الأحد، على متن طائرة عسكرية فرنسية.

تصاعد المظاهرات

اندلعت المظاهرات في البلاد في 25 سبتمبر/أيلول احتجاجا على نقص المياه والكهرباء، وسرعان ما تطورت إلى انتفاضة بسبب مظالم أوسع نطاقًا، بما في ذلك الفساد وسوء الإدارة ونقص الخدمات الأساسية.

وظهر هذا الغضب في الاحتجاجات الأخيرة ضد النخب الحاكمة في أماكن أخرى، بما في ذلك نيبال والمغرب.

وفي ساحة 13 مايو/أيار في أنتاناناريفو، الثلاثاء، على طول الشارع الرئيسي الذي تزينه أشجار النخيل ومباني الحقبة الاستعمارية الفرنسية، رقص آلاف المتظاهرين وساروا وأنشدوا الأغاني ولوحوا بلافتات تندد براجولينا ووصفوه بأنه "عميل فرنسي"، بسبب جنسيته المزدوجة ودعمه من المستعمر السابق لمدغشقر. ولوّح الكثيرون بأعلام مدغشقر ولافتة الاحتجاج المميزة لـ"الجيل Z"، وهي عبارة عن جمجمة وعظمتين متقاطعتين من مسلسل الأنمي الياباني " One Piece".

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، إنه يجب الحفاظ على النظام الدستوري، وإنه بينما تتفهم فرنسا مظالم الشباب، فلا ينبغي استغلالهم من قبل الفصائل العسكرية.

وبدا راجولينا معزولا بشكل متزايد بعد فقدانه دعم "كابسات" (CAPSAT)، وهي وحدة النخبة التي ساعدته في الاستيلاء على السلطة في انقلاب عام 2009.

وانضمت "كابسات" إلى المتظاهرين خلال عطلة نهاية الأسبوع، مؤكدة أنها ترفض إطلاق النار عليهم، ورافقت آلاف المتظاهرين في الساحة الرئيسية بالعاصمة أنتاناناريفو.

وأعلنت في وقت لاحق أنها تولت قيادة الجيش وعينت قائدًا جديدًا له، مما دفع راجولينا إلى التحذير، الأحد الماضي، من محاولة الاستيلاء على السلطة.

وانشقت قوات الدرك شبه العسكرية والشرطة منذ ذلك الحين عن الرئيس.

ويبلغ عدد سكان مدغشقر حوالي 30 مليون نسمة، بينما يقل متوسط ​​الأعمار عن 20 عامًا، ويعيش ثلاثة أرباعهم في الفقر. وانخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 45% منذ استقلال البلاد عام 1960 حتى عام 2020، بحسب البنك الدولي.

مقالات مشابهة

  • حظك اليوم الخميس 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2025‎‎
  • الجيش في مدغشقر يعلن توليه مسؤولية البلاد
  • بعد فرار الرئيس إلى فرنسا.. الجيش يعلن توليه على السلطة في مدغشقر
  • الجيش المدغشقري يعلن تولي السلطة بعد هروب الرئيس
  • الجيش يعلن تولي السلطة في مدغشقر.. والرئيس يتمسك بمنصبه
  • الرئيس «راجولينا» يهرب من القصر.. ما الذي يجري في مدغشقر؟
  • حظك اليوم الأربعاء 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2025‎
  • حظك اليوم الثلاثاء 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2025‎
  • لا تجاوب في قداس 13 تشرين الأول