وصل الكاتب محمد موافي إلى القائمة القصيرة من جائزة كتارا عن روايته «آيات عاشق» حيث تحدثت لـ صدى البلد عن مشروعه الأدبي، وكذلك رؤيته حول الواقع الأدبي خلال الوقت الراهن، خصوصًا داخل مصر. فكان هذا الحوار. 

 كيف يمكن أن تقدم للقارئ رواية آيات عاشق؟

 

 

"حكايةٌ نقرر كتابتها تُجهدنا، تُشتتنا أو ننجح في سردها على استحياء.

وكتابة تختارنا وتطاردنا في النوم قبل اليقظة، هي كتابة لابد منها، فبها نعيش ونبقى آدميين، قبل أن نطمح أن نكون كُتّابا مبدعين".


هذا اقتباس من (آيات عاشق) يمكن أن يكون تلخيصًا لرحلتي معها وفيها. حكاية جاءت إلى من بائع أنتيكات قديمة وحين شرعت في كتابتها نسيت نفسي وصرتُ أبطال روايتي، وحين انتهيت شعرتُ أن لدىّ شيئًا ذا قيمة. كتبتها في سبع مسودات حتى وصلتُ للنسخة النهائية، كنت أقف أمام كل كلمة وتفصيلة، لأن حكاية كتلك تستحق العناية والاهتمام بالتفاصيل.
 

 

لمن تكتب.. هل تشغلك الجوائز الأدبية وكيف تقيم الجوائز في العالم العربي؟
 

أكتبُ لنفسي ولا ألتفت لأي شيء، متلفت لا يصل. هذا أولًا.. وثانيًا: ليست كل الجوائز سواء، فهناك أكثر من جائزة في مصر والعالم العربي، بعضها يخضع لاعتبارات لا علاقة لها بجودة العمل. ولكن ما أسعدني في جائزة كتارا للرواية العربية أنها -لو استعرضنا دوراتها السابقة- تنظر للعمل وجودته وتميزه بعيدًا عن تقسيمات السياسة أو الصداقات الشخصية.


لو جاءت جائزة فهذا يسعد الكاتب، لأنه يعني وصول اسمه لشريحة أكبر من القراء، وهذا يمثل القيمة الحقيقية للجائزة وذلك أكبر من قيمتها المادية.

نهاية الماركسية.. تعرف على أبرز أعمال شوقي جلال الفكرية ومترجماته اليونسكو تدرج مواقع تراثية فى كييف ضمن قائمة التراث المعرض للخطر.. تفاصيل


 

هل تصنع الجوائز الكاتب أم أن الكاتب هو من يضيف للجائزة؟ 

إجابة هذا السؤال نسبية، فلا يمكننا تعميم الأسماء، سواء للجوائز أو الأسماء.. لكن الواقع العربي -مع الأسف- لم يعد منصفًا، وأكبر دليل هو سيد الرواية العربية نجيب محفوظ، كان وجوده حقيقيًا وحاضرًا وقويًا في الثقافة العربية قبل نوبل، لكن الاهتمام الحقيقي والتفات النقاد الأشبه بموجات لا تنتهي حتى اليوم كان بسبب حصوله على نوبل.


القارئ المتذوق يعطي للأستاذ نجيب قدره بغض النظر عن الجائزة. وبالمقابل هناك أسماء سمعنا عنها عند حصولها على جائزة ثم لم تقدم لنا بعدها عملًا واحدًا جيدًا.
 

هل ترى نفسك امتدادًا لكاتب معين؟
 

الكاتب الذي نصفه بأنه امتداد لفلان أو علان هو كاتب فاشل لم ولن يقدم جديدًا.. أنا هو أنا، استفدت من الجميع ثم قررت ألا أُشبه أحدًا.. وارى أن القيمة الباقية لأي روائي هي تجديده في الرواية.. أن يأتي بجديد، ألا يكرر نفسه.
 

كيف ترى حال الكُتّاب المصريين الآن؟
 

مصر ولّادة -شاء من يكرهها أو أبى- دومًا مصر تتحدث عن نفسها، وكعادة مصر فيها كل شيء وضده، فهناك أقلام يمكن أن تصل للعالمية، وهناك أقلام تافهة يكتفي أصحابها بالتقاط الصور في الندوات والانتماء للشلة، يستميتون لتصدر الترند ولو بكلام فارغ. وبالنهاية يبقى الزمن هو المانح الأعظم لأعظم الجوائز.
 

وكيف تقيم النقد الأدبي حاليًا؟
 

طالما أن الكتابة بخير فالنقد بخير، هناك نقاد رائعون وأسماء أتابعها -وإن لم يكتبوا عني-.. وهناك من يسيئون للنقد والكتابة باتخاذها (سبوبة وعشوة وعزومة غدا). دور نشر محددة تمنح عطايا تافهة لنقاد معروفين للكتابة عن روايات بعينها، ناقد شنطة يدور على أصدقائه يحفزهم للكتابة عن فلان، لأن فلانا عزمه على العشاء واشترى له آيفون.. مجموعة من النقاد والروائيين يمكنهم أن يمارسوا أحط أنواع التصرفات لو اقترب أحد من سبوبة ندواتهم خارج مصر.. الوسط يعرف أن ناقدًا -على سبيل المثال- كان يفتح بيبان لجان التحكيم في جائزة عربية شهيرة ليشحذ منهم أن يصوتوا لكاتب مصري محدود الموهبة ليكون في القائمة الطويلة أو القصيرة.


وهناك نقاد -كما قلت- رائعون وأكثرهم لم يكتب عني، لكني أحترمهم وأحترم مواقفهم وتذوقهم.. وفي النهاية لن يبقى إلا الكاتب المتميز والناقد النزيه المتجرد عن الأهواء
 

ترى أن الرواية تتراجع في الوقت الحالي؟
 

بالعكس، الرواية المصرية تعيش حالة من التطوير والتجديد، هناك أقلام واعدة جدا.. لكن الذى أعطى انطباعًا بتراجع الرواية هو أن الأسماء الكبيرة المنتفخة تراجعت أو ظهرت على حقيقتها وبقيمتها المحدودة، فحكم البعض أن الرواية تراجعت.. يعني حين أجد كاتبًا معروفًا لا شغل له إلا اصطياد شخصيات تاريخية للكتابة عنها وأحيانًا يعيد قص ولزق روايات أخرى مكتوبة عن نفس الشخصية، فهذا فضلًا عن كونه سرقة فقيرة فهو فقر في الخيال.


لم تترشح لجوائز خصوصًا داخل مصر.. هل ترى أن الشللية هي ما تحكم  الوسط الثقافي المصري؟


ربما العيب في رواياتي، فدومًا الترشيح يكون وفق مزاج دار النشر وبحسب ذائقة لجنة التحكيم.. هناك شللية، لكن من يقف عند الشللية ويربطها بفشله يستحق أن يبقى فاشلًا.. أنا حصلت على جوائز عظيمة، كل رسالة أو اتصال من قارئ أو قارئة لا أعرفه ولا أعرفها هو جائزة كبيرة وعظيمة.. أن تقرر النشر فتلقى عروضًا بمقابل مادي فهذا جائزة.. أن تقرأ رواية لكاتب أو كاتبة فتفاجئ أنه أو أنها سرق منك قطعة أو جملة أو حوار، ثم تضحك وتبتسم فهذا جائزة.. أن توزع رواياتك آلاف النسخ دون تربيطات أو إعلانات مدفوعة بطريقة غير مباشرة فهذا جائزة.. أن تستمر في الكتابة فهذا هو الجائزة الكبرى التي تفوق كل الجوائز.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كتارا محمد موافي الرواية

إقرأ أيضاً:

محمد بن راشد بن محمد يكرم الفائزين بجائزة الإعلام للشباب العربي «إبداع» 2025

نظم نادي دبي للصحافة، حفل تكريم الفائزين بجائزة الإعلام للشباب العربي «إبداع» 2025 في دورتها التاسعة ضمن فعاليات اليوم الأول لقمة الإعلام العربي 2025، التي انطلقت اليوم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وتستمر حتى 28 مايو الجاري في مركز دبي التجاري العالمي.
أقيم حفل تكريم الفائزين برعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام.
وكرم سمو الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم الفائزين ضمن مختلف فئات الجائزة، وهنأ الطلبة الفائزين، معرباً عن تقديره لإبداعاتهم التي استحقت الوصول إلى منصة التكريم. 
وسلم سمو الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، بحضور منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، ونخبة من كبار القيادات الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف وممثلي المؤسسات الأكاديمية الإماراتية والعربية، جائزة فئة التصوير الفوتوغرافي لأحمد سمير بدوان، من جامعة العين، فيما شمل التكريم الطالب عبدالله خالد علي من كليات التقنية العليا بدبي، والفائز بجائزة فئة الوسائط المتعددة.
وكرم سموه أيضاً، الطالبة جودي محمد زكي، من الجامعة الأميركية في القاهرة لفوزها بجائزة فئة الفيديو القصير، والطالبة آمنة صالح الطنيجي من كليات التقنية العليا برأس الخيمة لفوزها بجائزة فئة الألعاب الإلكترونية.
كما سلم سموه الجائزة لفريق عمل جامعة اليرموك الأردنية لفوزهم عن فئة التقارير الصحفية وفريق عمل جامعة الملك عبد العزيز السعودية، الفائز بالجائزة عن فئة «البودكاست».
في ختام الحفل، التقطت لسمو الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم الصور التذكارية مع الفائزين والمكرمين ضمن الدورة التاسعة لجائزة الإعلام للشباب العربي.
في هذه المناسبة، أكد سمو الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم أن دولة الإمارات ودبي ستظل على عهدها في الاحتفاء بالإبداع في شتى صوره وأشكاله، فيما يشكل القطاع الإعلامي أحد أهم القطاعات التي يلعب فيها الإبداع دوراً محورياً، وقال سموه «تكريم الشباب العربي المبدع في مجال الإعلام احتفاء بروح جديدة تتقدم بثقة نحو صناعة مستقبل عربي أكثر وعياً وتأثيراً.. ما نشهده في جائزة (إبداع) يؤكد أن شبابنا العربي يملك من القدرات والطموح ما يؤهله ليكون شريكاً في صنع مشهد إعلامي عربي جديد... نراهن على هذا الجيل لإعادة تعريف الخطاب الإعلامي العربي، بما يعكس قيمنا، ويحفظ هويتنا، ويعبر عن طموحات شعوبنا في الريادة، والابتكار».
من جهتها، أكدت منى غانم المرّي أن جائزة الإعلام للشباب العربي «إبداع» تمثل تجسيدا عملياً لرؤية القيادة الرشيدة في تمكين الشباب العربي وإعدادهم ليكونوا صناعاً لمستقبل إعلام عربي أكثر تطوراً وتأثيراً.
وأضافت «حريصون على مواصلة هذا النهج من خلال منصة (إبداع) التي أصبحت نافذة حقيقية أمام المواهب الإعلامية العربية لتقديم أفكارهم وإبداعاتهم للعالم».
وقالت إن جائزة «إبداع» باتت منصة تحتضن المواهب الإعلامية الشابة وتمنحها الفرصة لتعبر عن رؤاها وتسهم بفعالية في تطوير الخطاب الإعلامي العربي. 
وأشارت إلى أن تكريم الفائزين بالدورة التاسعة من الجائزة، ضمن فعاليات اليوم الأول من قمة الإعلام العربي 2025، يعد محطة مهمة في مسيرة دعم الطاقات الإعلامية الصاعدة، ويعكس التزام دبي الدائم بتحفيز الإبداع والابتكار في مختلف مجالات الإعلام. 
تضمنت جائزة هذا العام 6 فئات هي: «البودكاست»، الألعاب الإلكترونية، الوسائط المتعددة، إضافة إلى فئات التصوير الفوتوغرافي، والفيديو القصير، والتقارير الصحافية. وتصل قيمة كل فئة من الفئات المتضمنة في جائزة «إبداع 2025» إلى 5000 دولار أميركي. 
وقامت لجنة تحكيم مكونة من خبراء ومتخصصين في مجال العمل الإعلامي، بتقييم الأعمال والمشروعات المقدمة للجائزة، حيث وضع نادي دبي للصحافة الجهة المنظمة للجائزة مجموعة من الضوابط الخاصة بقبول الأعمال وتقييمها من أجل ضمان نزاهة وعدالة عملية الاختيار والتحكيم، وضمان الفرص المتوازنة لكل المتقدمين.
كانت الدورة التاسعة للجائزة قد انطلقت بحلتها الجديدة لتكون امتداداً لجائزة «إبداع» لطلاب الإعلام، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في العام 2001، منصة لاكتشاف الكفاءات المتميزة بين دارسي الإعلام في مختلف الدول العربية، ومنح مؤسسات الإعلام العربية الفرصة للاستفادة من تلك الكفاءات، وإشراكهم في مختلف قطاعات الإعلام وبلغ عدد المشاركات في جائزة إبداع 2736 مشاركة من مختلف الدول العربية.
كانت مريم الملا، مدير نادي دبي للصحافة بالإنابة، قد ألقت كلمة رحبت فيها بالحضور من داخل الدولة ومختلف أنحاء العالم العربي، وقالت: «يسعدنا أن يتجدد اللقاء في مدينة قطعت على نفسها عهداً أن تكون شريكاً فاعلاً في تشكيل ملامح مستقبل يصنعه شباب شغوف بالتميز حريص على أن يكون الغد أفضل، فدبي هي مدينة الإبداع، وتحويل الحلم إلى نجاح».
وأضافت أنه «في كل نهضة عرفتها البشرية، كان هناك جيل شاب حمل الحلم، وآمن به، واندفع يحققه بكل تفاؤل وشغف. واليوم، تترسخ ثقتنا بأن مستقبل الإعلام يكتب بفكر الشباب، وطموحه اللانهائي. هدفنا إعلام يُصاغ بلغةٍ جديدة، مدادها انتماء راسخ لثقافتنا وقيمنا وتقاليدنا.. وأدواتها تكنولوجيا ترسم ملامح جديدة للعالم من حولنا». 
وأكدت الملا أن هدف نقاشات «المنتدى الإعلامي العربي للشباب» دعم صناع إعلام الغد ليبدعوا ويبتكروا وينطلقوا بأفكارهم، وليجعلوا من إبداعاتهم نافذة على غدٍ عنوانه الازدهار، معربة عن أملها في أن يكون المنتدى نقطة انطلاق لكل فكرة واعدة، ومشروع إعلامي طموح.

أخبار ذات صلة انطلاق "قمة الإعلام العربي" في دبي برعاية محمد بن راشد وبمشاركة 8000 إعلامي.. «قمة الإعلام العربي 2025» فـي دبي اليوم المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • 300 كاتب بالفرنسية بينهم فائزان بنوبل يدينون الإبادة الجماعية ويدعون لعقوبات على إسرائيل
  • محمد ثروت لـ الفجر الفني: تجربة ريستارت جديدة..وكان هناك ترشيحات للعمل مع تامر حسني من قبل ( حوار)
  • محمد بن حم يشارك في منتدى “حوار يريفان” إلى جانب قادة دوليين في أرمينيا
  • جائزة المقال الإماراتي تُكرم الفائزين في دورتها الأولى
  • أمريكا وحريق السودان.. كلمات تُقال وحفنة دولارات
  • محمد بن راشد بن محمد يكرم الفائزين بجائزة الإعلام للشباب العربي «إبداع» 2025
  • فاطمة محسن: أنا لا أكتب لأن لدي أجوبة.. بل لأنني مليئة بالأسئلة!
  • سعاد صالح: نوال الدجوي إنحازت لبنات بناتها على حساب الاولاد فحدثت فتنه المال
  • أرهق كاتب التاريخ.. أرقام وإنجازات تنصب محمد صلاح ملكا للبريميرليج
  • صفاء أبو خضرة: قصائدي خيول تحفر المسافات وأكتب الرواية لأكون حرة