التقى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بالسيد جليل عباس جيلاني، وزير خارجية باكستان، وذلك على هامش مشاركتهما في اجتماعات الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وصرح جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام بأن الطرفين ناقشا آخر التطورات في المنطقة العربية ومنطقة جنوب شرق آسيا، وذلك في ضوء الصداقة التي تربط باكستان وجامعة الدول العربية، وتعزيزًا للمصالح المشتركة بين الطرفين.


وأضاف المتحدث أن أبو الغيط استمع لاستعراض قدمه الوزير الباكستاني حول الأوضاع في شبه القارة الهندية، وبعض المخاطر المرتبطة بالتوترات المتصاعدة في هذه المنطقة. كما ناقش الطرفان المبادرات المختلفة لإنشاء طرق جديدة للتجارة وربط الموانئ عبر آسيا، ومرورًا بالشرق الأوسط إلى أوروبا، والآثار المحتملة لهذه المبادرات الاقتصادية على دول المنطقة. 
وقال رشدي إن أبو الغيط عبر من جانبه على ترحيبه بتطوير الحوار بين الجامعة العربية وباكستان، باعتبارها دولة تحتفظ بصداقة وثيقة مع عدد من الدول العربية، وبهدف تنمية المصالح المشتركة بين الجانبين العربي والباكستاني.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الجامعة العربية جامعة الدول الأمين العام الدول العربية الصداقة المنطقة العربية الأمين العام لجامعة الدول العربية طرق جديدة العامة للأمم المتحدة أبو الغیط

إقرأ أيضاً:

لعنة "الشرق الأوسط الجديد"

سالم البادي "أبومعن"

لطالما كان مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" يتردد في الأروقة السياسية والدبلوماسية، حاملا معه آمالا وتخوفات بشأن مستقبل هذه البقعة الحيوية المهمة إقليميا وعالميا.

لم يعد المفهوم مقتصرا على مجرد تغيير في الخرائط الجيوسياسية، بل تطور ليشمل رؤى مختلفة لمعادلة إقليمية جديدة، مدفوعة بتغيرات داخلية وإقليمية ودولية.

ومع ذلك، يبقى "الشرق الأوسط الجديد" مفهومًا غير محدد المعالم بشكل كامل، تتنازعه آمال التعاون، ومخاوف التهميش، وواقع التحديات المعقدة.

ظهر مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" في بداية التسعينيات من القرن الماضي، مع محادثات السلام بين الكيان الصهيوني المحتل والفلسطينيين.

ولكنه ظهر بشكل بارز في فترة تولي كوندوليزا رايس منصب وزيرة الخارجية الأمريكية في إدارة جورج دبليو بوش، في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣ ، حيث بدأ الترويج لمفهوم "الشرق الأوسط الكبير" الذي كان يُنظر إليه على أنه إعادة تشكيل للمنطقة.

بينما كان كجزء من رؤية لإعادة تشكيل المنطقة على أسس ديمقراطية تخدم المصالح الغربية والصهيونية والأمريكية، ومنها إقامة دولة الكيان الصهيوني بما يسمى "إسرائيل الكبرى" التي تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات، وتشمل فلسطين التاريخية، ولبنان، وسوريا، والأردن، وأجزاء من مصر والعراق، والكويت، والسعودية.

كان الهدف المعلن هو نشر الديمقراطية، وتعزيز الاستقرار، ومكافحة الإرهاب، لكنه ظهرت ملامحه الصهيوأمريكية بأنه يهدف إلى إعادة رسم الحدود وتقسيم الدول خدمةً لمصالح الكيان المحتل والغرب.

مع مرور الوقت وتغير الظروف، تحول المفهوم، ولم يعد يقتصر على رؤية خارجية مفروضة، بل بات يشمل مبادرات ورؤى داخلية من دول المنطقة نفسها تسعى لإعادة تعريف أدوارها ومكانتها.

تطور المفهوم ليشتمل على أبعاد اقتصادية وسياسية وأمنية، تعكس تحولات في موازين القوى وطبيعة التحديات.

 مرتكزات الرؤية الجديدة للمشروع

يمكن تلمس عدة مرتكزات أساسية لمفهوم "الشرق الأوسط الجديد" في خطابات بعض القوى الإقليمية والدولية:

أولا التحالفات المتغيرة: شهدت المنطقة تحولات في التحالفات التقليدية وبرزت اتفاقيات إبراهيم (أبراهام) كنموذج لتحالفات جديدة تجمع دولًا عربية مع الكيان الصهيوني المحتل، مدفوعة بمصالح اقتصادية وأمنية مشتركة، أبرزها مواجهة النفوذ الإيراني والتطرف.

هذه التحالفات تعيد تشكيل ديناميكيات المنطقة وتثير تساؤلات حول الأدوار المستقبلية للقوى التقليدية.

 ثانيا الأولوية الاقتصادية: برز التركيز على التنمية الاقتصادية والتكامل الإقليمي كركيزة أساسية، مشاريع ضخمة مثل "نيوم" في السعودية، ومبادرات الربط الاقتصادي والتجاري، تعكس رغبة في تحويل المنطقة إلى مركز عالمي للاقتصاد والاستثمار، وتقليل الاعتماد على النفط. يُنظر إلى هذا البعد الاقتصادي كقوة دافعة للتعاون وتهدئة التوترات.

 ثالثا تحديات الأمن الإقليمي: بالرغم من التوجه نحو التعاون، تبقى التحديات الأمنية قائمة، أبرزها النفوذ الإيراني في المنطقه، وتهديدات الجماعات المتطرفة، والصراعات المستمرة في مناطق مثل اليمن وسوريا وليبيا.

رابعا دور القوى الإقليمية الصاعدة: لم يعد اللاعبون التقليديون وحدهم من يحددون ملامح المنطقة، فدخلت قوى إقليمية مثل السعودية والإمارات وتركيا، وحتى مصر.

تلعب هذه الدول أدوارًا متزايدة في تشكيل مستقبل المنطقة، مستفيدة من قدراتها الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية المتنامية.

خامسا التطبيع مع الكيان الصهيوني

وقَعت العديد من الدول العربية معاهدات سلام وتطبيع مع الكيان بدءًا بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية (١٩٧٩)، وعلى الرغم من الفشل في تنفيذ اتفاقيات السلام الصهيونية اللبنانية (١٩٨٣) فقد استمرت المزيد من المعاهدات مع عملية السلام الصهيونية الفلسطينية (١٩٩١ حتى الآن)، ومعاهدة السلام الأردنية الصهيونية (١٩٩٤)، ووقعت دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب اتفاقية التطبيع  (٢٠٢٠).

 تحديات ومخاوف

على الرغم من تفاؤل بعض الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني، إلا أن هناك تحديات ومخاوف كبيرة:

أولا: القضية الفلسطينية

تبقى القضية الفلسطينية حجر الزاوية في أي رؤية مستقبلية للمنطقة، أي شرق أوسط جديد لا يعالج جذور هذا الصراع بشكل عادل وشامل لن يحقق الاستقرار الحقيقي، بل سيبقى عرضة لتوترات كامنة.

 ثانيا: الاستقطاب والانقسامات

لا تزال المنطقة تعاني من استقطابات عميقة، سواء بين المحاور الإقليمية المتنافسة مثل (المحور الإيراني ومحور المقاومة ومحور الدول العربية ومحور الكيان الصهيوني)، أو داخل الدول نفسها بسبب قضايا الهوية والطائفية.

ثالثا: التدخلات الخارجية

بالرغم من محاولات دول المنطقة لتعزيز استقلاليتها، إلا أن نفوذ القوى الكبرى (الولايات المتحدة، روسيا، الصين) لا يزال مؤثرا، ويمكن أن يعيق أو يوجه مسار التغيرات.

 رابعا: غياب التوافق الشامل

لا يوجد توافق إقليمي واسع على تعريف أو ملامح "الشرق الأوسط الجديد" فما يعتبره طرف فرصة، قد يراه طرف آخر تهديدا.

الخلاصة:

إن "الشرق الأوسط الجديد المزمع" هو في الحقيقة مجرد غطاء لتدخلات خارجية في المنطقة، والولايات المتحدة، والكيان المحتل، وحلفاؤهما يسعون إلى إعادة تشكيل المنطقة وفقًا لمصالحهم.

والتحديات الأمنية والسياسية العميقة، وخاصة القضية الفلسطينية، تظل عقبات كبرى أمام تحقيق شرق أوسط مستقر ومنسجم.

مستقبل المنطقة سيتوقف على قدرة قواها على التوفيق بين المصالح المتضاربة، ومعالجة الأسباب الجذرية للصراعات، وبناء أساس حقيقي للتعاون الشامل الذي يخدم مصالح شعوبها.

ومستقبل "مشروع الشرق الأوسط" الجديد بات مصيره في أيدي المقاومة الفلسطينية في غزة والمقاومة في لبنان واليمن، كذلك إيران التي أصبحت قوة عظمى في الإقليم خاصة بعد الحرب الأخيرة مع الكيان الصهيوني المحتل الذي أثبتت نتائجها هشاشة قوته العسكرية وضعف قبته الحديدية التي كان يتفاخر بها، ولولا الدعم الأمريكي والغربي وبعض دول الإقليم لأصبح الكيان اليوم في خبر كان.

وخرجت إيران من الحرب قوة عظمى لا يستهان بها أبدا بفضل تقدم وتطور أسلحتها العسكرية.

ستظل لعنة "التطبيع" تلاحق كل دولة أو كيان أو نظام يسعى أو يسهم في إنجاح هذا المشروع الصهيوأمريكي.

 بلا شك أن اللعنة قد حلَّت على الكيان الصهيوني وهي حتمية وأبدية، يقول الله تعالى: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا} (الإسراء:٤- ٦).

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • سوريا تشارك في الاجتماع الاستثنائي لمديري عموم الجمارك في الدول العربية
  • وصول رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع والوفد المرافق له إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كان في استقباله سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات
  • بعد إغلاق دام ثلاثة أيام.. فتح معبر حدودي بين السودان وجنوب السودان
  • لعنة "الشرق الأوسط الجديد"
  • مسيرات في العديد من الدول العربية والإسلامية في ذكرى العاشر من محرم
  • هذه الدول العربية الأقوى على مؤشر الاتصالات والتقنية لعام 2025 (إنفوغراف)
  • ‏وزيرا خارجية إيران وفرنسا يبحثان هاتفيًّا تطورات المنطقة بعد التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة
  • حلقة عمل إقليمية حول أداة محاكاة المؤشرات لصنّاع السياسات في المنطقة العربية
  • مصر تفوز برئاسة الفاو.. بسام راضي: الدول العربية صوتت لـ مينا رزق
  • الوزير الشيباني ووزير خارجية المملكة المتحدة يبحثان تعزيز التعاون الثنائي