الغارديان تقيل رساما بسبب كاريكاتير عن نتنياهو
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
قال رسام الكاريكاتير في صحيفة ذي غارديان البريطانية ستيف بيل إنه أقيل من عمله بتهمة معاداة السامية بعد أن رسم كاريكاتيرا ينتقد فيه ممارسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قطاع غزة.
ويظهر الكاريكاتير نتنياهو مرتديا قفازات ملاكمة و يقطع بمشرط من لحمه خريطة تمثل قطاع غزة و مكتوب عليه " يا سكان غزة اخرجوا الآن"، في إشارة إلى أن إسرائيل تطلب من أهالي غزة النزوح جنوبا قبل غزو بري متوقع.
وقال بيل إنه قدم الرسم الكاريكاتوري صباح يوم الاثنين إلى مسؤولي الصحيفة، وقوبل بالرفض بعد أربع ساعات، ومنذ ذلك الحين، نشر الرسم الكاريكاتوري على حسابه الخاص في منصة إكس، تويتر سابقا.
ورأى نقاد أن صورة نتنياهو التي رسمها بيل ، الذي أثار جدلا بسبب عدد من الأعمال السابقة ، كانت مشابهة لمقرض المال اليهودي الجشع شيلوك الذي يصر على تنفيذ شرطه في الحصول على رطل من لحم أنطونيو إذا لم يسدد له المبلغ في الأجل المتفق عليه، في رواية تاجر البندقية للكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير.
وقال بيل ، الذي عمل في صحيفة الغارديان لمدة أربعة عقود، إن الصحيفة ترفض الآن نشر أعماله.
ودافع عن رسم نتنياهو ، قائلا إنه "من المستحيل رسم هذا الموضوع لصحيفة الغارديان الآن دون اتهامه زورا باستخدام الرموز المعادية للسامية".
وقال بيل في تصريحات صحفية إن الرسم الكاريكاتيري يتناول بالتحديد الفشل السياسي الكارثي لنتنياهو الذي أدى مباشرة إلى الفظائع الرهيبة الأخيرة في غزة، ويتعلق برده الذي أعلن عنه على الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل، باستخدام كلماته الفعلية والتي كان يتحدث بها إلى أهالي غزة".
وأشار إلى الغارديان لها كل الحق في عدم نشر رسم الكاريكاتير إذا اختارت ذلك، ولكن يجب ألا تفعل ذلك باستخدام أسباب مفبركة وزائفة تمامًا، معتبرا أن ذلك بمثابة فرض قيود على مناقشة موضوع مروع ولكن مهم."
وأكد أنه سيظل في الصحيفة حتى أبريل/ نيسان عام 2024.
وتعقيبا على قالت ذي غارديان إن "قرارا اتخذ بعدم تجديد عقد ستيف بيل. كانت رسوماته جزءًا مهمًا من الصحيفة على مدى السنوات الأربعين الماضية – نشكره ونتمنى له كل التوفيق."
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الغارديان: البيت الأبيض يواصل دعمه للحرب ضد غزة رغم الشجب الأوروبي
هدد حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في الغرب "إسرائيل" بالتحرك ضدها وفرض عقوبات عليها إن لم توقف حربها ضد قطاع غزة وسط صمت أمريكي، تزامنا مع طلب جيش الاحتلال من الفلسطينيين في غزة الإخلاء، ووسط استمرار صمت البيت الأبيض.
وقالت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها إن مطالب الجيش من سكان خانيونس، جنوبي القطاع الجلاء تحسبا لما أطلق عليه "هجوما غير مسبوق، رغم التقارير حول الضغط من إدارة دونالد ترامب على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع الذي يقف على حافة المجاعة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جيمس هيويت في بيان: "رفضت حماس كل مقترحات وقف إطلاق النار، وتتحمل والحالة هذه المسؤولية عن هذا النزاع"، وهو ما يشير إلى الموقف الذي ورثته الإدارة عن إدارة بايدن ورغم الأدلة المتزايدة عن الكارثة الإنسانية.
وقد أمر جيش الاحتلال الإثنين الماضي سكان خانيونس الجلاء عن المدينة "فورا" حيث يحضر لـ "تدمير قدرات المنظمات الإرهابية" كما زعم، فيما يشير إلى خطة لتكثيف القصف الذي أدى لاستشهاد أكثر من 53,000 فلسطينيا، حسب تقديرات السلطات المحلية في القطاع.
ورغم التعهدات الإسرائيلية بـ"تدمير" غزة، إلا أن معارضة الكونغرس - والديمقراطيين عموما – كانت صامتة وضعيفة إلى حد كبير. وبينما يواجه القطاع المحاصر ما وصفته منظمة الصحة العالمية "إحدى أسوأ أزمات الجوع في العالم"، ظهر قبل أيام أكثر من ثلاثين عضوا في الكونغرس من كلا الحزبين في فيديو للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) احتفالا بالذكرى السابعة والسبعين لـ"قيام إسرائيل".
وفي نيويورك، رفع أندرو كومو، المرشح الأبرز لمنصب عمدة المدينة، العلم الإسرائيلي في مسيرة "يوم إسرائيل" السنوية التي أُقيمت في المدينة الأحد.
وقال التقرير إن "هذا الركوع السياسي يأتي في الوقت الذي أظهر فيه استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب في آذار/ مارس انخفاض الدعم الأمريكي لإسرائيل إلى 46 بالمئة وهو أدنى مستوى له منذ 25 عاما، بينما ارتفع التعاطف مع الفلسطينيين إلى مستوى قياسي بلغ 33 بالمئة".
وعبر الديمقراطيون الذين شاركوا في الاستطلاع عن تعاطفهم مع الفلسطينيين ضد الإسرائيليين بنسبة ثلاثة إلى واحد، في حلقة حديثة من برنامج "ذي ليت شو" (البرنامج الأخير) مع ستيفن كولبير، قال السناتور المستقل بيرني ساندرز: إن تردد واشنطن في تغيير مسارها على القوة المالية لجماعات الضغط.
وأضاف ساندرز: "إذا تكلمت بصراحة عن هذه القضية، فستلاحقك لجان العمل السياسي الكبرى مثل آيباك"، مشيرا إلى حملة آيباك القياسية التي بلغت 14.5 مليون دولار لإزاحة النائب الديمقراطي جمال بومان بعد أن اتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية.
وأوضحت الصحيفة أنه "وسط الإجماع العام من الحزبين على دعم إسرائيل، إلا أن هناك مجموعة من النواب التقدميين في الحزب الديمقراطي والتي أستبعدت إلى حد كبير من الخطاب العام في واشنطن، فقد أدانت النائبة ديليا راميريز "الثنائي المتطرف القاتل وغير المسؤول" المتمثل في رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب".
ونقلت الصحيفة قول راميريز: "أكد الأمريكيون أنهم لا يريدون التواطؤ في حملاتهم البربرية. لقد حان الوقت لنا في الكونغرس لممارسة سلطتنا واتخاذ الإجراءات اللازمة. لا سنت واحد إضافي، ولا قنبلة واحدة إضافية، ولا ذريعة واحدة إضافية".
وبالمثل، شجبت النائبة إلهان عمر الفصل الأخير من الحرب غير المتوازنة على غزة، واصفة إياه بأنه "وصمة عار أخلاقية أخرى لا تغتفر"، قائلة: "رغم رحلة دونالد ترامب [إلى الشرق الأوسط في الأسبوع الماضي] فلا نزال بعيدين عن وقف إطلاق النار".
وأضافت: "من العار استمرار المدنيين الأبرياء دفع الثمن". وقبل فترة قاد السناتور الديمقراطي عن ولاية فيرمونت، بيتر ويلتش 29 من زملائه لتقديم قرار يدعو إدارة ترامب إنهاء الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأوضحت "مضى أكثر من شهرين ومنذ استخدام الحكومة الإسرائيلية قوتها لمنع الطعام والدواء والعلاج الذي ينقذ مرضى السرطان ونظام غسيل الكلى وحليب الأطفال وأكثر عن العائلات الجوعى حول غزة".
وأشارت الصحيفة إلى أن المشرعين قد يعربون عن مخاوفهم، إلا أن تأثيرهم على السياسات يبقى محدودا. وهو ما يجسد الفجوة المتزايدة بين صناع القرار في واشنطن والمشاعر العامة. كما أن تراجع حدة الحركة الشعبية الداعمة لحقوق الفلسطينيين في الولايات المتحدة، وهذا بسبب حملة القمع الشرسة التي شنتها إدارة ترامب على الجامعات التي شهدت احتجاجات العام الماضي، قد يخفف بعض الضغط عنهم للتحرك.
وأخبر مصدر مطلع على المناقشات بين الولايات المتحدة وإسرائيل صحيفة "واشنطن بوست" أن الأمريكيين شددوا موقفهم تجاه إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن هناك ضعوطا أمريكية متزايدة على إسرائيل للموافقة على إطار عمل لوقف إطلاق نار مؤقت. وقال المصدر: "يقول فريق ترامب لإسرائيل: سنتخلى عنكم إذا لم تنهوا هذه الحرب". وقد تجاهل كل من ترامب ونائبه جيه دي فانس إسرائيل في رحلاتهما الخارجية الأخيرة، وهو ما فسر على نطاق واسع على أنه تجاهل لنتنياهو.
وأعلن نتنياهو عن السماح بدخول المساعدات الإنسانية ولكن في "الحد الأدنى" إلى غزة، وأعلنت الأمم المتحدة يوم الاثنين أن السماح لتسع شاحنات مساعدات بالدخول إلى غزة، وهو ما يعتبر "نقطة ماء في بحر" بالنظر إلى حجم اليأس الذي تعيشه غزة.
وختمت الصحيفة البريطانية بالقول: "سيتضح في الأيام المقبلة ما إذا كانت الأصوات الأمريكية الداعية إلى تغيير السياسة الأمريكية وإنهاء الحرب الكارثية مجرد صرخات في الفراغ أم لا".