الجزيرة:
2025-10-16@12:52:44 GMT

هكذا ينتقم الاحتلال من الخليل منذ طوفان الأقصى

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

هكذا ينتقم الاحتلال من الخليل منذ طوفان الأقصى

الخليل- منذ نحو أسبوعين تعيش مئات العائلات الفلسطينية وسط مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، على وقع إجراءات عسكرية إسرائيلية مشددة، تُقيد حريتهم في الحركة وأداء الصلاة في المسجد الإبراهيمي.

وتشمل الإجراءات حظر التجول ومنع فتح المحلات التجارية والمدارس والمؤسسات الحكومية الفلسطينية، ومنع الوصول إلى المسجد الإبراهيمي إلا من خلال حاجز واحد من بين عدة حواجز، وبقيود مشددة.

وأعادت الإجراءات، التي بدأت مع العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول ومعركة "طوفان الأقصى"، إلى السكان أجواء انتفاضة الأقصى التي انطلقت عام 2000 وامتدت عدة أعوام، وأدت إلى تفريغ البلدة القديمة وهجرة كثير من سكانها وإغلاق أسواقها.

خريطة أعدتها لجنة إعمار الخليل توضح المناطق المغلقة وسط الخليل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول (مواقع التواصل) ممنوع التجول

"ممنوع التجول نهائيا، نحن في أوضاع أصعب من انتفاضة عام 2000" يقول عارف جابر، وهو ناشط في "تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان في الخليل" وأحد سكان البلدة القديمة.

ويضيف في حديثه للجزيرة نت عبر الهاتف من منزله القريب من المسجد الإبراهيمي "ممنوع مغادرة المنزل، ممنوع الوقوف على النافذة، ممنوع الجلوس على سطح المنزل، ممنوع فتح الأبواب أو الخروج إلى الشارع، المحلات التجارية مغلقة بشكل كامل".

ووفق الناشط الفلسطيني يعيش الناس أجواء خوف ورعب منذ نحو أسبوعين، وإذا فتح أحدهم باب منزله يجد سلاح الجندي مصوبا تجاهه، حيث يجوب عشرات الجنود المشاة والمركبات العسكرية المنطقة دون انقطاع.

يزداد وضع السكان خطورة في الحالات الطارئة، وهنا يستشهد جابر بسيدة من سكان المنطقة أصيبت بنزيف حاد يوم السبت "تحدثنا مع الصليب الأحمر والارتباط (جهة التواصل الرسمية مع إسرائيل في الشؤون المدنية)، وبعد ساعتين تمكنت سيارة الإسعاف من الوصول ونقل المريضة".

عن كيفية تدبير أمور حياتهم، يقول إن جيش الاحتلال يمنح السكان نصف ساعة صباحا للمغادرة وشراء الاحتياجات من الجزء غير المحاصر في البلدة القديمة، ونصف ساعة أخرى مساء للعودة ومن يتأخر عليه الانتظار لليوم التالي.

يسمح فقط لعشرات المصلين بالدخول من  الحاجز الشمالي المؤدي إلى المسجد الإبراهيمي (الجزيرة) صلاة مقيدة

الوضع الذي تعيشه البلدة القديمة، انعكس على المسجد الإبراهيمي المحاصر بالحواجز العسكرية والذي يتم الدخول إليه عبر بوابات إلكترونية.

ويقول مدير المسجد غسان الرجبي للجزيرة نت إن جيش الاحتلال أغلق بشكل كامل المنطقة المحيطة بالمسجد الإبراهيمي، ومنع السكان من الوصول إلى المسجد للصلاة.

وأضاف أن دخول المسجد، وهو ثاني أهم مسجد في فلسطين، متاح من حاجز عسكري واحد هو الحاجز الشمالي الذي يربط الجزء المحاصر من قلب الخليل بالجزء الآخر الأقل حصارا، ومن هذا الباب يسمح لعشرات المصلين فقط بالدخول وبقيود أغلب الأحيان.

وذكر أن الاحتلال "يشوّش على المصلين بتحديد أعمار المسموح لهم وبإخضاعهم للتفتيش والتدقيق في الهويات والمنع من الدخول بدون إبداء الأسباب".

الإجراءات المتخذة تحول أيضا دون فتح المحكمة الشرعية ومدرسة قريبة من المسجد الإبراهيمي ورياض وحضانات الأطفال، حسب الرجبي.

مدير عام لجنة إعمار #الخليل عماد حمدان:

– سلطات الاحتلال ومع بداية العدوان في قطاع غزة سارعت إلى استغلال الفرص لتطبيق مخطط استيطاني تهويدي يهدف لسلخ البلدة القديمة في الخليل عن محيطها الجغرافي والاجتماعي وفرض أنظمة وأوامر عسكرية تحدد الخروج والدخول منها وإليها وتقيد حركة السكان… pic.twitter.com/d3BP8fkgqH

— وكالة سند للأنباء – Snd News Agency (@Snd_pal) October 12, 2023

وضع كارثي

لجنة إعمار الخليل، وهي لجنة حكومية تتابع شؤون البلدة القديمة، نشرت خريطة بالمناطق التي تحظر فيها حركة الفلسطينيين، مقابل حرية كاملة للمستوطنين، وتقول إنها تتابع بقلق ما يجري في قلب المدينة، وتحذر من تداعيات الإجراءات الإسرائيلية واستمرار حظر التجول.

ووفق مدير اللجنة، عماد حمدان متحدثا للجزيرة نت فإن "نحو 700 عائلة تعيش في ظل منع مشدد للتجول ولا تستطيع الحركة في نحو 75% من البلدة القديمة، وهي الأحياء المحيطة بالمسجد الإبراهيمي والمحاذية للبؤر الاستيطانية التي أقيمت في أملاك تم الاستيلاء عليها من أصحابها الفلسطينيين".

وأضاف أن المنطقة المحاصرة "تعيش بالأصل وضعا كارثيا ومعزولة ودخولها يتم عبر حواجز أصبحت بمثابة معابر، ومنذ بدء الحرب على غزة تعيش هذه المنطقة منع تجول غير مسبوق حتى في انتفاضة الأقصى، حيث يمنع المواطن من مغادرة منزله وحتى الوقوف على شرفته".

وأشار حمدان إلى وجود نحو مائة حاجز إسرائيلي، مادي ومأهول، في عموم البلدة القديمة من الخليل "حولت حياة السكان إلى جحيم".

مراسل وكالة سند للأنباء:
إغلاق مدخل البلدة القديمة ب #الخليل من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي ومنع المواطنين من الوصول إليها.#غزة_تحت_القصف #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/mzwgWSaicE

— وكالة سند للأنباء – Snd News Agency (@Snd_pal) October 9, 2023

عزلة كاملة

ولفت حمدان إلى أن سكان وسط الخليل باتوا "معزولين عن محيطهم وأقاربهم ومعارفهم وأصدقائهم، ولا أحد يستطيع مناصرتهم في حال تصاعدت اعتداءات المستوطنين".

عن أهم ما يحتاج إليه السكان في ظل الظروف الحالية قال إن المواطنين بحاجة للغذاء والعلاج والأمن، تحصين النوافذ، وطفايات الحريق والإسعافات الأولية كوسائل وقائية من اعتداءات المستوطنين المتكررة.

يذكر أن نحو 700 مستوطن إسرائيلي يقيمون في 5 بؤر استيطانية منتشرة في البلدة القديمة من الخليل.

وقسم اتفاق الخليل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1997 المدينة إلى قسمين: خ1 ويشكل نحو 80% من المدينة وألحق بالسلطة الفلسطينية في حينه، وخ2 بقي تحت السيطرة الإسرائيلية وفيه يقع المسجد الإبراهيمي وتنتشر البؤر الاستيطانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المسجد الإبراهیمی البلدة القدیمة

إقرأ أيضاً:

شؤون القدس: ما يجري بالمسجد الأقصى والمدينة يأتي ضمن مخطط فرض السيادة الإسرائيلية

قالت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، إن ما يجري في المسجد الأقصى ومدينة القدس خلال الأسابيع الأخيرة يمثل تصعيدا مبرمجا ومدروسا، ويأتي ضمن مخططات الاحتلال لتغيير طابع المدينة وفرض سيادة إسرائيلية كاملة على مقدساتها، في انتهاك صارخ للوضع التاريخي والقانوني القائم، ولمكانة القدس كمدينة محتلة وفق القانون الدولي.


وأوضحت دائرة شؤون القدس، في بيان صحفي، أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية/وفا/، اليوم/الخميس/، أن ذروة هذا التصعيد تزامنت مع موسم الأعياد اليهودية، حيث سُجّل اقتحام نحو 9820 مستوطنا لباحات المسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات الاحتلال، بينهم وزراء وأعضاء كنيست على رأسهم المتطرف إيتمار بن غفير، الذي قاد اقتحامات رسمية في رسالة سياسية واضحة مفادها أن حكومة الاحتلال نفسها تتبنى مشروع "تهويد الأقصى" وتحوّله إلى ميدان استعراض لسيادتها المزعومة.


وأضافت، أن هذه الاقتحامات ترافقت مع أداء طقوس تلمودية علنية، ورقصات وأناشيد دينية داخل الساحات، في الوقت الذي فُرضت فيه قيود مشددة على دخول المصلين المسلمين، واعتُقل عدد من حراس المسجد والمصلين، في محاولة لترهيبهم وإفراغ الحرم من رواده، كما تم اقتحام عدد من دور العبادة في أحياء القدس القديمة، وإصدار قرارات بتغريم مؤذنين وفرض قيود على رفع الأذان، في سابقة خطيرة تمس جوهر حرية العبادة وتكشف طبيعة التمييز الديني الممنهج الذي تمارسه سلطات الاحتلال.


وشددت الدائرة على أن سلوك الاحتلال لا يمكن قراءته بمعزل عن المشهد السياسي العام، حيث يتقاطع ميدانيا مع المشاريع الاستيطانية في محيط القدس، ومع خطاب حكومي إسرائيلي متطرف يسعى لتحويل الصراع من سياسي إلى ديني، ويدفع بالمدينة المقدسة إلى حافة الانفجار، لافتةً الى أن استمرار هذه السياسات سيُدخل المنطقة في دوامة صراع ديني تهدد الأمن الإقليمي والدولي، وتنسف أي إمكانية لسلام حقيقي أو استقرار مستدام.


وطالبت دائرة شؤون القدس، المجتمع الدولي ولا سيما الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي، إلى التحرك الفوري والفاعل لوضع حد لهذه الانتهاكات ومحاسبة إسرائيل على خروقاتها الممنهجة للقانون الدولي، مؤكدة أن حماية المسجد الأقصى والقدس ليست قضية دينية فحسب، بل هي ركيزة للاستقرار الإقليمي.

طباعة شارك دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية المسجد الأقصى مدينة القدس مخططات الاحتلال لتغيير طابع المدينة فرض سيادة إسرائيلية كاملة على مقدساتها نتهاك صارخ للوضع التاريخي والقانوني القائم مكانة القدس كمدينة محتلة وفق القانون الدولي

مقالات مشابهة

  • 373 مستوطنًا يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
  • شؤون القدس: ما يجري بالمسجد الأقصى والمدينة يأتي ضمن مخطط فرض السيادة الإسرائيلية
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
  • الاحتلال ينصب حاجزًا عسكريا في سلوان
  • مستوطنون يقتحمون الأقصى ويؤدون طقوسًا تلمودية
  • ماليزيا: مستعدون للمشاركة في قوات أممية لحفظ السلام في غزة
  • الشرع: سوريا لا ترغب في تشكيل أي تهديد لإسرائيل
  • بن غفير يقود اقتحام جديد للمستوطنين في المسجد الأقصى
  • رغم اتفاق غزة .. بن غفير يقتحم المسجد الأقصى المبارك
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى