مدير «الطيور الحوامة»: مصر جسر بين 3 قارات وترتكز بها ملايين الطيور المهاجرة
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
قال د. أسامة الجبالى، مدير مشروع الطيور الحوامة والمهاجرة بوزارة البيئة، إن مشاهدة الطيور واحد من أهم أشكال السياحة البيئية على مستوى العالم، وهى سياحة مهمة كونها تعتمد على الموارد الطبيعية، دون الإضرار بالبيئة، وأوضح «الجبالى»، خلال حواره مع «الوطن»، أن «شرم الشيخ» واحدة من أهم مناطق عبور الطيور الحوامة على مستوى العالم، وأن مصر تعتبر ثانى أهم مسار للطيور الحوامة على مستوى العالم.
دعنا نتحدث عن أهمية مصر بالنسبة للطيور المهاجرة.
- الموقع الجغرافى الفريد لمصر كجسر بين ثلاث قارات «أوروبا وآسيا وأفريقيا» هو السبب الرئيسى لتمركز ملايين الطيور المهاجرة بها، ففى كل خريف وربيع تمر ملايين الطيور عبر مصر قادمة من مواطنها الأصلية، خاصة من الدول الإسكندنافية وشرق أوروبا والبلقان وسيبريا ووسط آسيا فى طريقها من وإلى شرق وجنوب أفريقيا.
وهنا وجب القول إن لمصر أهمية كبيرة بالنسبة للطيور المهاجرة لكونها من بين الممرات الحرجة لهجرة الطيور، كما أنها جاذبة للطيور بسبب التنوع فى البيئات البرية والبحرية ووجود الأراضى الرطبة والمناطق الصحراوية والوديان، ما أدى إلى وجود تنوع كبير فى الطيور ووفر لها الغذاء ومناطق الاستراحة.
هل هناك مخاطر تواجه الطيور خلال رحلة هجرتها؟
- أكبر خطر يهدد الطيور هو تدمير بيئاتها الطبيعية، الذى يتمثل فى قطع الأشجار وتجفيف المستنقعات، فلا تستطيع الطيور التكيف مع بيئات أخرى، ولا يبقى لها مأوى فتندثر، وهنا يكون الإنسان هو السبب وراء انقراض أنواع مهمة ونادرة من الطيور، لأنه يقضى عليها عن طريق الصيد، إما باستخدام الشباك وبنادق الصيد، وتموت بعض الطيور عن طريق التسمم بالمبيدات الحشرية أو الاصطدام بأسلاك كهرباء الضغط العالى.
أعددنا معايير غلق مؤقت لمحطات الرياح أثناء عبور الطيور عند الضرورة لمنع اصطدامها بالطواحينوكيف تحمى وزارة البيئة الطيور المهاجرة بمصر؟
- تقوم وزارة البيئة بوضع الخطط التنفيذية التى من شأنها تقليل حدة المخاطر التى تواجه الطيور المقيمة والمهاجرة، فتقوم الوزارة برفع المخلفات الصلبة التى تتجمع عليها الطيور، والمحافظة على البيئات الطبيعية وإعادة تأهيل ما تم تدميره منها.
وتقوم بالتنسيق مع هيئة الطاقة المتجددة أثناء مراحل تنفيذ محطات مزارع طاقة الرياح بمناطق عبور الطيور لتقليل تأثيرها على الطيور، كما تقوم الوزارة بتنظيم عمليات الصيد ومنع الصيد الجائر وضبط المخالفين، وإطلاق سراح الطيور التى يتم ضبطها، وتقوم الوزارة حالياً بتنفيذ مشروع لحماية الطيور المحلّقة بالتعاون مع المجلس العالمى للطيور وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى.
وماذا عن مشروع صون الطيور الحوامة المهاجرة؟
- أحد المشروعات التابعة لوزارة البيئة، يهدف لدمج وصون الطيور المهاجرة بالقطاعات التنموية بطول ساحل البحر الأحمر والأخدود الأفريقى الأعظم، وتشجيع أنشطة القطاعات التى يمكن أن تستفيد من وجود الطيور المهاجرة.
والمشروع يحاول تطبيق مفهوم الدمج المزدوج الذى يسعى لدمج صون الطيور الحوامة المهاجرة بالسياسات والاستراتيجيات الوطنية الحالية من أجل تطوير وإصلاح هذه القطاعات، ويتم ذلك من خلال توفير الدعم الفنى والخدمى لها لضمان دمج إجراءات صون الطيور المهاجرة بالتخطيط المستقبلى لتلك القطاعات.
لماذا نحتاج تنفيذ هذا المشروع؟
- بسبب نقص الوعى بأهمية الطيور المهاجرة وقلة البيانات الخاصة بها وضعف السياسات والإجراءات التى تعمل على صون الطيور المهاجرة، كل هذا بجانب محدودية التخطيط العمرانى المستدام وعدم وجود إجراءات وطنية لتشجيع السياحة الداعمة لصون الطيور المهاجرة، أما السبب الأبرز فهو ضعف تطبيق القوانين المتعلقة بالصيد والاتجار بتلك الطيور بعد أن يتم صيدها بشكل جائر.
ماذا عن الأنشطة التى قام بها المشروع لحماية الطيور المهاجرة؟
- قام مشروع صون وحماية الطيور الحوامة المهاجرة، بالتنسيق مع جهاز شئون البيئة وهيئة الطاقة المتجددة من خلال توقيع مذكرة تفاهم بين الجهتين، باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع وقوع حوادث اصطدام الطيور بمحطات طاقة الرياح أثناء عبورها بتلك المحطات، وفى مجال السياحة، يتم تدريب المرشدين على سياحة مشاهدة الطيور.
«أهداف المشروع»برنامج صون الطيور الحوامة، والبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة والمجلس العالمى لحماية الطيور، ودول عديدة تشارك فى هذا المشروع، لأنه يعمل على حماية الطيور المهاجرة بشكل أساسى مع تعظيم الاستفادة منها فى دعم أنشطة السياحة المختلفة، والمشروع ينقسم إلى مرحلتين، الأولى تشارك بها دول الأردن ومصر ولبنان، والثانية يضاف إلى دول المرحلة الأولى «جيبوتى، سوريا، السعودية، فلسطين، اليمن، السودان، إثيوبيا، وإريتريا»، وهناك عدة أهداف يسعى مشروع صون الطيور الحوامة المهاجرة لتحقيقها، أبزرها رفع الوعى البيئى داخل القطاعات التنموية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محطات الرياح عبور الطيور الطيور المهاجرة الطيور الحوامة الطیور الحوامة المهاجرة
إقرأ أيضاً:
رحلة النغم والألم ( 2 )
يستمر "عبد الحليم حافظ" في الحديث معى فيعرض إلى سرد المعالم الرئيسية في مشواره الفني وتعامله مع الجمهور، فيقول لى بثقة الفنان الأصيل المترع بالذوق الرفيع والإحساس الصادق: "أنا أحمل على أكتافي مهمة تبسيط الأداء، وهذا ما دفع بالجيل الغنائى الجديد أن يتجه صوب هذا الطريق". عندما يعرج على بداية حياته يقول في أسى المكلوم: " تحملت الصدمات منذ البداية لا سيما عندما عزف الجمهور عن الاستماع إلىّ، وطالبنى بالنزول عن المسرح وصاح البعض: "إيه ده اللى انت بتعمله؟". بيد أنى لم أحبط وتمسكت بالبقاء على المسرح حتى أحقق الهدف الذي جئت من أجله. تعاملت يومها مع السهل الممتنع، وهي مسألة في غاية الصعوبة".
وأسأله: هل توقعت هذه البداية من الجمهور؟ وكيف رسم لنفسه طريق الخروج من أزمة الموقف؟ فقال: "كل وسيلتي يومها كانت الاستمرار في البقاء وعدم مغادرة المسرح". ويردف قائلا: " أنا لا أعيش في أفكار مسبقة قبل مواجهتي للجمهور باستثناء العمل الغنائي. عندما أتجه إلى المسرح أتصرف بالبساطة. ما يأتى وأنا على المسرح يكون رد فعل للحظة ذاتها. فما كان من الممكن أن أرسم صورة مسبقة لمواجهة الجمهور، لأنني لو فعلت ذلك سأفشل، وأنعزل عن أحاسيس الناس. وأنا في ذلك أسير وفق ما قاله " هيتشكوك" ذاته:" كل واحد منا في إمكانه أن يمثل شرط أن يعطى للدور ما هو مطلوب".
ويحدثني عما كان يشغله في تعامله مع الأحداث والتطورات، فيقول: "تشغلنى المشاكل الاجتماعية بكل أشكالها. ولقد أدركت أن ما نعانى منه من فقر ومرض سببه الأول والأخير هو الجهل، ولهذا كان يتعين على التعليم أن يسلك الطريق الصحيح. ومن الطبيعى أن التعليم لا يتم إلا عن طريق إنشاء الجامعات، والإسهام في بناء الكليات، ولا بد من تعاون الحكومة والشعب لمحو الجهل والأمية. أمر آخر يشغلنى هو مسألة الحروب، فهي إذا انتهت في مكان اندلعت في مكان آخر. والمثال واضح أمامنا، فالحرب قد تتوقف في فيتنام لتندلع في الشرق الأوسط. وهناك مشكلة عدم استقرار في العالم، مع مشكلة تضخم السكن وغلاء المعيشة، وهذا ليس في مصر فقط وإنما في كل مكان في العالم".
ويتحدث "عبد الحليم حافظ" عن المشاكل التى قد تعرض للشباب فيقول:" مشكلة الشباب ذاتها هى التى تدفعهم إلى تدمير أنفسهم كى يشعر العالم بوجودهم، وانسياقهم في تيارات اللامبالاة، ونبذهم لوجوه الحياة، وهو ما يؤدى بهم إلى العيش في قلق دائم وتوجس، ويزداد الأمر وطأة بأن يجابه الشباب الطرق المسدودة في مختلف المجالات".
ويحدثنى "عبد الحليم" عما يفعله في أوقات الفراغ فيقول:" أعيش مع الموسيقى معشوقتى، فأستمع إليها، وأشاهد الأفلام السينمائية بكل ألوانها، وأمارس رياضة "البنغ بونغ"، وأقرأ في الأدب والسياسة". أما الأمور التى تتكرر كثيرا معه فتتعلق بالمشاعر مع المعجبين، وكلمات التقدير التي يخطها لهم سواء على صورة من صوره، أو على ورقة في " الأوتوجراف" فيقول: " كل تمنياتى بالسعادة والحب"، ويردف " عبد الحليم" قائلا: لقد اكتشفت قبل عامين أنها كلماتى الدائمة التى أكتبها للناس في معرض تقديرى لمشاعرهم تجاه أعمالى الفنية".
لقد بدا لى "عبد الحليم حافظ" ــ الذى يحمل بين أضلاعه كميات مكثفة من المشاعر والألم ــ أنه لم يصب بردود فعل سلبية من جراء ذلك، بل على العكس فإن كل الألم الذى اختصه والتصق به زاد من رهافة حسه، وزاد من نظرته الصافية تجاه الناس والأشياء، ولهذا غدا المألوف منه هو العبارة التي يعلق بها على كل ما يكتبه المعجبون به والتي اختصرها في قوله: "كل تمنياتي لكم بالسعادة والحب".