اتحاد الأدباء والكتاب العرب يطالب بموقف جمعي لوقف الحرب على فلسطين
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
عقد اتحاد الأدباء والكتاب العرب، برئاسة الشاعر الدكتور علاء عبد الهادي الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، جلسة مباحثات مع السفيرة هيفاء أبو غزالة مساعد الأمين العام للجامعة العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة، بقاعة الاجتماعات الكبرى بمقر الجامعة، وذلك بحضور 8 رؤساء للاتحادات العربية من الجزائر وسوريا وفلسطين والعراق ولبنان والأردن وليبيا.
وأكد عبد الهادي خلال اللقاء على أهمية التعاون بين الاتحادات العربية والتنسيق بينها وبين جامعة الدول العربية، لوقف الاعتداء على غزة، وتقديم الدعم الكامل من خلال المساعدات الإنسانية، كما أكد أهمية وجود الخطاب الثقافي الموجه إلى المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات الثقافية في مختلف أنحاء العالم، ضمن سياق تكاملي، للكشف عن المجازر الدامية التى يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وكشف عبد الهادي عن إعداد بيان ليصدر عن الاجتماع الطارئ لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، ويرسل إلى الأمين العام للجامعة السفير أحمد أبو الغيط لعرضه في اجتماع القمة العربية المنعقدة في الرياض الأسبوع المقبل.
السفيرة هيفاء أبو غزالة: الجامعة العربية تقدر أصحاب القلم من الأدباء والكتاب والمفكرينمن جانبها أكدت السفيرة هيفاء أبو غزالة مساعد الأمين العام للجامعة العربية أن الجامعة تقدر أصحاب القلم من الأدباء والكتاب والمثقفين، وتثمن دورهم الفكري في كل القضايا التي تخص شعوب المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن الجامعة العربية، برئاسة السفير أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة، تتحرك على كل المستويات العربية والإقليمية والدولية لوقف الحرب على غزة، وأن هناك اجتماعات مستمرة مع منظمات المجتمع المدني والهلال الأحمر المصرى لتقديم المساعدات الإنسانية للأشقاء في غزة.
من جانبه أكد الدكتور يوسف شقرة نائب الأمين العام رئيس اتحاد كتاب الجزائر على ضرورة اتخاذ خطوات فاعلة على أرض الواقع، لوقف ما يحدث في غزة وإنقاذ هذا الشعب من جرائم الإبادة التى يتعرض لها.
الحوراني: لا نريد الشعاراتوقال الدكتور محمد الحوراني، نائب الأمين العام، رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا إننا نريد بالفعل دون شعارات وقف المجازر التى يتعرض لها الأشقاء في غزة، وتفنيد الأكاذيب التى يروجها بعض وسائل الإعلام من أن الحرب على غزة تستهدف التنظيمات الإسلامية المسلحة، مشيرا الي ضرورة أن يكون هناك ضغط على المنظمات الدولية لوقف الإبادة التى تمارس ضد الشعب الفلسطيني.
رئيس اتحاد كتاب فلسطين: الوقت من دم وغزة رمز الصمودمن جانبه أكد الشاعر مراد السوداني رئيس اتحاد كتاب فلسطين أن الوقت من دم، وكل لحظة تمر يقتل فيها المزيد من أبناء الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن غزة ستظل رمزا للصمود، عصية على الانكسار الذى تريده إسرائيل ومخطط الشرق الأوسط الجديد، مشيرا إلى أننا نعيش لحظة فاصلة، تحتاج إلى وقفة من كل المؤسسات الثقافية والجامعة العربية.
وقال الدكتور علي الفواز رئيس اتحاد كتاب العراق إن ما يحدث الآن في غزة يتطلب موقفا تاريخيا وإنسانيا بين ان نكون أو لا نكون، مشددا على غن الجامعة العربية ليست واجهة للحكومات، وإنما هي تعبير عن حالة الشعوب العربية.
وقال الدكتور إلياس زغيب رئيس اتحاد كتاب لبنان أن هناك إبادة جماعية يتعرض لها الأشقاء في غزة وفى جنوب لبنان، وأن الكيان الصهيوني يسعى لمحو الوجود الفلسطيني، ولذلك يجب تكوين رأي عالمي لنصرة هذه القضية ووقف المجازر الإسرائيلية.
وأضاف الدكتور أكرم الزعبي رئيس رابطة الكتاب الأردنيين إننا نريد أن تصل رسالة الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب العرب إلى مؤتمر القمة العربية لمواجهة السردية الإسرائيلية.
وأكد الدكتور خليفة أحواس، رئيس رابطة الأدباء والكتاب اللبيين، وعميد كلية الحقوق جامعة قار يونس، ان العرب الآن في الصفحة الأخيرة من كتاب بني صهيون، وربما ننتهي جميعا من الوجود والتاريخ وسط صمت عربي مريب، خاصة وأن الأشقاء يقتلون بالرصاص، ونحن نجلس لنوفر لهم الدواء والحليب، ولذلك أريد أن يكون للجامعة العربية دور فيما يحدث على غزة.
وقال الإذاعي الشاعر السيد حسن أمين الشؤون المالية والإدارية بالاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إن الغطاء الدولي لما يحدث في غزة عار يندى له الجبين، مطالبا بضرورة الضغط الدولي لوقف هذه المجازر، ووقف عمليات الإبادة للشعب الفلسطيني.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: اتحاد الكتاب اتحاد الكتاب العرب الثقافة اتحاد الأدباء والكتاب العرب جامعة الدول العربية اتحاد الأدباء والکتاب العرب الأمین العام للجامعة الجامعة العربیة عبد الهادی یتعرض لها على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
لا يحك جلدكم إلا ظفركم يا أهل فلسطين
د. علي بن حمد بن عبدالله المسلمي
نرى الواقع في غزة من إبادة جماعية بكل صنوفها، من قتل، وتجويع، وتعطيش، وحصار -برًا وبحرًا وجوًا- وتضييق الخناق على أهلها؛ لإجبارهم على مغادرتها قسريًا، وحشرهم في مكان ضيق في جيتو يهودي هولوكستي؛ تمهيدًا لتصفيتهم والتخلص منهم خارج حدود فلسطين المحتلة.
بالمقابل نسمع النداءات، ونشاهد الشعارات، ونتلمس العقوبات، ونرى المظاهرات، ونستمع للمناشدات سواء تصدر عن طريق قلة من الساسة الأوروبيين، أو بعض من العرب والمسلمين، أو المنظمات الدولية التي أثبتت عجزها وقلة حيلتها تجاه ما يحدث في غزة من إبادة مكتملة الأركان رغم إصدار قرارات دولية ملزمة من قبلها ضد الكيان الغاصب، وخير مثال على ذلك محكمة الجنايات والعدل الدوليتين لاعتقال مجرمي الحرب في الكيان، علاوة على ذلك علامات الصمت المطبق الذي يخيم دون حراك عالمي حقيقي تجاه ما يحدث في غزة والضفة الغربية ما عدا مظاهرات هنا وهناك من قبل الأوروبيين، وطلبة الجامعات سابقًا في الولايات المتحدة، وبعض دول الاتحاد الأوروبي، والموانئ الأوروبية من قبل العاملين فيها، وقوافل الحرية البرية والبحرية (كاترين) و(حنظلة) والحملة البرية "قافلة الصمود" التي انطلقت من تونس الخضراء التي يضيق عليها الخناق من أول وهلة قبل وصولها غزة.
وأيضا صمت لم نعهده في فلسطين المحتلة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية في رام الله، و"عرب 48" والمدن الفلسطينية المحتلة، والمهجرين في أرض الشتات في بقاع الأرض، لا كما كان يحدث في الانتفاضات السابقة من إيقاد وهج الشرارة ضد المحتل.
إن ترك أهل غزة المكلومين أطفال ونساء وشيوخ وحدهم بمقاوميهم الأبطال أمام هذه الآلة الإسرائيلية الهمجية الغاشمة التي أظهرت للعالم حقيقتها بتطبيق نظام الغاب، وشعب الله المختار، ومن يقف وراءها من طغاة العصر يحمل في طياتها كثير من الأسئلة.
أين عموم أهل فلسطين والمهجرين مما يحدث في غزة؟ أين العرب مما يجري في غزة؟! أين موقف المسلمين مما يجري في غزة؟! أين الشعوب العربية ومثقفيها وعلمائها وقادتها مما يجري في غزة؟! لماذا نستجدي الحلول من المحتل والحلول بأيدي دول الجوار؟!
وللإجابة على ذلك يتضح ذلك من خلال الآتي:
بالنسبة لأهل فلسطين فإننا نجد وفق قراءة الواقع أنه لا يوجد وحدة بين الأطراف الفلسطينية المختلفة "وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ".
إن الفرقة والاختلاف بين الإخوة الفلسطينيين مصدر ضعف، ويولد كثيرًا من الحقائق، والناس تطرح تساؤلات... فإذا كان المجتمع الفلسطيني مختلفًا فيما بينه، فكيف نستطيع مساعدتهم وهم متفرقون؟!
فنجد هنا أن المثل العماني ينطبق عليهم تمامًا "إذا سلمت ناقتي ما عليّ من رفاقتي".
إن ترميم البيت الفلسطيني أولى، ووحدة الصف مطلب حتمي وضروري لرأب الصدع، فكما يقال: "ما يحك جلدك إلا ظفرك" فنحن ندرك تماما أن القوة في الاتحاد، والهزيمة في الضعف.
أمّا حال أبناء جلدتهم رغم قرارات جامعتهم العربية في القمم السابقة واللاحقة التي تدعو إلى حل الدولتين ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى غزة إلا أنها تبقى "حبرًا على ورق" وكذلك حالهم المعاش، صمت مطبق يدعو للغرابة بين صامت وشامت، وبين مؤيد وداعم وفق الإمكانات المتاحة. ولا يوجد حراك عربي دبلوماسي قوي يضغط على الوضع القائم ما عدا عبارات الشجب، والندب، واللطم على الخدود، رغم أن لديهم عناصر قوة يستطيعون من خلالها الضغط على الدول العظمى المنخرطة مع الكيان الصهيوني المحتل، وأبرز مثال على ذلك: ما فعله الملك فيصل بن عبد العزيز في حرب أكتوبر 1973.
وعلى الرغم من ذلك، لا أحد ينكر دور القطريين الذين يبذلون جهودًا حثيثة للتوصل لحل وقف إطلاق النار في غزة هاشم مع نظرائهم المصريين والأمريكيين، وهناك جماعة أنصار الله في اليمن الذين يساندون غزة عن طريق إمطار إسرائيل بالصواريخ بين الفينة والأخرى، والتحكم في الملاحة في مضيق باب المندب، وكذلك حزب الله الذي كان مساندا لأهل غزة في بداية الحرب، ومحور المقاومة كإيران وسوريا سابقا.
ورغم ذلك البصيص من الأمل تتكشف الحقائق المؤسفة التي تخص العرب ساعة بعد ساعة؛ من خلال الأخبار المرئية والمسموعة التي تبين مدى هذا الذل والهوان الذي وصلت إليه أمتنا العربية.... فهل هناك بصيص من نور سيخرج أمتنا من ظلامها وغياهبها الذي جعلها تحيد عن الطريق المستقيم؟!
أمّا حال المسلمين مثل: حال العرب رغم قرارات القمم الإسلامية إلا أنها لم توضع موضع التنفيذ، بل بقيت حبرًا على ورق أيضا. وبالرغم من هذا الصمت العربي الإسلامي الذي طال أمده، ونأمل أن ينطوي عهده، إلا أن ضمائر بعض المسلمين لا تزال فيها النخوة، والغيرة، ونصرة الضعيف.
وهذا ما لاحظناه من خلال حركات المقاطعة التي انتشرت في شتى بقاع الأرض -لا سيما في أواسط المجتمعات الإسلامية- وهذا يدل على مدى الرغبة الجامحة التي يمتلكها المسلمون لتحقيق العدالة، بالرغم من الخذلان السياسي الذي تشهده الأمة قاطبة.
وكذلك حال العلماء، والمثقفين، والكتّاب، حيث إنه لا يوجد حراك تنسيقي بين علماء المسلمين وغيرهم لحل أزمة غزة، ومعالجتها، والضغط على المسؤولين؛ لإيجاد قرارات فاعلة تصب في مصلحة القضية الفلسطينية.
في حين دول الجوار لديها الحلول الممكنة، ولكن وضعها لا يختلف عن وضع عموم العرب والمسلمين المشغولة بنفسها ومشاكلها الداخلية التي لا تتيح لها ممارسة دورها السيادي.
نستنتج من ذلك أن الوضع الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي وصل إلى مرحلة الضعف الأخلاقي والإنساني تجاه ما يحصل في غزة، وعموم فلسطين، والله غالب على أمره.