مشاهد لفرار آلاف الفلسطينيين إلى جنوب غزة بسبب العدوان الإسرائيلي
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
تستمر موجة انتقال الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، بسبب القصف المتواصل من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمساعي المكثفة من قبله لإجبارهم على هذا التهجير، بعد فصله شمال القطاع عن جنوبه ومنع وصول الماء أو الغذاء أو الدواء أو أي شكل من المساعدات إليهم.
ورصدت كاميرا الجزيرة قيام عشرات العائلات بالانتقال سيرا على الأقدام بسبب عدم توفر المواصلات والوقود اللازم للسيارات الخاصة، حاملين متعلقاتهم الرئيسية والضرورية.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد دعا أكثر من مرة سكان مدينة غزة وشمال قطاع غزة إلى إخلاء منازلهم رغم الانتقادات الدولية، في حين يستمر قصفه للقطاع الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة من الجو منذ نحو 34 يوما، في ظل حصار خانق وغزو بري بدأ منذ أيام.
وقالت أماني أبو عبدة -وهي فلسطينية نازحة- إنها أجبرت على النزوح بعد قصف منزلها واستشهاد زوجها وأبنائها، حيث كانت في زيارة لأهلها عندما تم ذلك القصف، لافتة إلى أن الأمر صعب للغاية عليها وعلى الكثيرين؛ حيث وجودوا أنفسهم فجأة بلا مأوى ومجبرين على الانتقال من مكان إلى آخر.
ولا يزال نحو 900 ألف فلسطيني في مدينة غزة وشمال القطاع الذي يتكون من 5 محافظات، وفق وزارة الداخلية في غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم، الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي في غزة، إن السكان ما زالوا يعيشون في غزة رغم جهود الجيش الإسرائيلي لإجبارهم على الفرار جنوبا من خلال القصف الجوي والمدفعي المستمر.
وقال البزم "إن النزوح الذي حدث في المنطقتين هو نزوح داخلي إلى مراكز الإيواء أو إلى الأقارب والأصدقاء".
ويتجاوز عدد سكان مدينة غزة والمناطق المحيطة بها 1.1 مليون نسمة من أصل 2.2 مليون فلسطيني، وجميعهم يواجهون ظروفا معيشية صعبة للغاية بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ عام 2006.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يعترف باعتقال آلاف الفلسطينيين وتصويرهم عراة بزعم "التأكد من عدم حملهم متفجرات" وينفي سياسة تجويع غزة
أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، باعتقال آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة وتصويرهم عراة بحجة التحقق من عدم حيازتهم متفجرات، في تصريحات أثارت موجة استنكار واسعة، لا سيما مع استمرار الأوضاع الكارثية في القطاع جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من 600 يوم.
نتنياهو يقر بإجراءات مهينة بحق الفلسطينيينوخلال كلمته في "المؤتمر الدولي لمكافحة معاداة السامية" الذي نظمته وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس الغربية، أمس الثلاثاء، قال نتنياهو: "نأخذ آلاف الأسرى ونصورهم ونطلب منهم خلع قمصانهم للتأكد من عدم وجود أحزمة ناسفة. آلاف وآلاف من الأسرى يخلعون قمصانهم، ولا ترى أي واحد منهم هزيلا، بل ترون العكس تماما".
مكتب نتنياهو ينفي التقارير التي نشرتها "نيويورك تايمز" بشأن خطط إسرائيل لمهاجمة إيران هذا الشهر ترامب يحذر نتنياهو من ضرب إيران.. لا نريد إعاقة المفاوضات مع طهران
واعتبر نتنياهو أن هذه المشاهد تبرئ إسرائيل من تهمة تجويع سكان غزة، قائلا إن "الكذبة هي أننا نتبع سياسة تجويع في غزة"، رغم التقارير الأممية التي تؤكد وصول سكان القطاع إلى مستويات "غير مسبوقة من المجاعة" نتيجة الحصار والعدوان الإسرائيلي المستمر.
تصريحات نتنياهو أثارت موجة استنكار دولية، إذ تناقضت بشكل صارخ مع ما وثقته الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بشأن استخدام إسرائيل سياسة "التجويع كسلاح حرب"، وهو ما يُعد انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
وكانت تقارير الأمم المتحدة قد حذرت من أن سكان غزة يواجهون خطر المجاعة بشكل غير مسبوق، حيث يعاني أكثر من نصف سكان القطاع من انعدام الأمن الغذائي، فيما يعيش الآلاف في ظروف إنسانية مأساوية بسبب الحصار وإغلاق المعابر ومنع وصول المساعدات الأساسية.
نتنياهو ينفي التجويع ويتهم حماس بسرقة المساعداتورغم مشاهد الانهيار الإنساني التي وثقتها عدسات الإعلام وتقارير المنظمات الحقوقية، أصر نتنياهو على نفي مسؤولية حكومته عن تفاقم الوضع في غزة، قائلا: "حماس تحاول سرقة طرود المساعدات، ونحن نقوم بتأمينها".
وأضاف: "هناك عدة حوادث وقعت خلال توزيع المساعدات، نتج عنها فقدان مؤقت للسيطرة، لكننا استعدنا السيطرة"، في محاولة لتبرير الفوضى التي تشهدها عمليات توزيع المساعدات وسط قصف مستمر ومأساة إنسانية متفاقمة.
تأتي تصريحات نتنياهو في وقت تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بسبب الانتهاكات التي تُرتكب بحق المدنيين في قطاع غزة، لا سيما مع ارتفاع أعداد الضحايا وتزايد مشاهد المجاعة والانهيار الصحي، إضافة إلى استمرار سياسة العقاب الجماعي بحق أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تحت الحصار.
كما أن المحكمة الجنائية الدولية كانت قد أصدرت مذكرة توقيف بحق نتنياهو وعدد من القادة الإسرائيليين، على خلفية ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يزيد من الضغوط القانونية والدبلوماسية على حكومة الاحتلال الإسرائيلي في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بغزة.
دعوات دولية لوقف المجازر وفتح المعابروفي ظل هذه التصريحات الصادمة، تتزايد المطالب الدولية بضرورة وقف الحرب على غزة وفتح المعابر بشكل عاجل لدخول المساعدات الإنسانية، وإنهاء سياسة الحصار والتجويع التي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء، في وقت لا تزال إسرائيل ترفض الانصياع للنداءات الأممية وتواصل عدوانها العسكري المكثف على القطاع.