انفلات مليشيا الدعم السريع في السودان
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
رصد – نبض السودان
قامت “قوات الدعم السريع” بالهجوم على منطقة أردمتا، شرقي مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور. حدث هذا بعد هجومها واستيلائها على قاعدة الفرقة 15 مشاة للجيش السوداني والتي انسحبت منها دونما قتال يذكر بعد نجاح وساطة قادها زعماء أهليون قضت بانسحاب قوات الجيش من المنطقة.
ويقول شهود عيان إن عناصر من “قوات الدعم” اغتالت أحد أقدم زعماء الإدارة الأهلية والزعماء القبليين في السودان، محمد أرباب محمد نيل؛ في المساليت غربي البلاد، والذي يبلغ من العمر 85 عاما، وكان قد تقلد هذا الموقع منذ عام 1958، ليصبح أحد أقدم منسوبي الإدارة الأهلية في السودان على الإطلاق.
وقُتل في الهجوم أيضا ابنه وثمانية من أحفاده. واتهم حقوقيون عناصر “الدعم السريع” في يونيو الماضي بقتل ابنه محمدين محمد أرباب وأفراد آخرين من أسرته. واجتاحت عناصرها الوحدة الإدارية الواقعة شمال شرقي مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. واقتحمت بيوت المدنيين وعمدت إلى تقتيلهم ونهب ممتلكاتهم وطردهم وإهانتهم بالسياط والعصي بشكل عنصري، وفقا لشهود عيان وروايات متطابقة وثقتها مقاطع فيديو صحيحة متدوالة على وسائل التواصل الاجتماعي. انتشرت صور جثث سكان أردمتا في الشوارع، بينما احتفلت عناصر “الدعم” بنصرها في مقر فرقة الجيش وهم يبشرون بالديمقراطية والدولة المدنية المحمولة على أسنة البنادق.
لم تكن هذه أول جرائم “الدعم السريع” في غرب دارفور. فقد قامت في بداية هذه الحرب بارتكاب مجازر مماثلة في مدينة الجنينة عاصمة الولاية؛ حيث قامت في 15 يونيو الماضي باجتياح المدينة، واغتيال والي الولاية المرحوم خميس أبكر ثم التمثيل بجثته بشكل بشع، قبل أن تقوم بتصفية والده بعد ذلك.
وقد أطلقت “قوات الدعم” أدوات عنفها ضد مجتمع المساليت في حملة استهداف كبيرة شملت عددا من رموز قبيلة المساليت في دارفور، وراح ضحيتها أيضا الأمير طارق عبدالرحمن بحر الدين، شقيق سلطان دار المساليت، وأفراد آخرون من أسرته، ومنسق العمل الإنساني في الولاية الصادق محمد أحمد، وهو أيضا محامٍ وحقوقي معروف، وكما قام عناصر في الجماعة المسلحة باغتيال طارق مالك، رئيس المكتب الفرعي للجنة تسيير نقابة المحامين في غرب دارفور. وذلك بالإضافة إلى الهجوم على منازل عدد من الموظفين الحكوميين والأعضاء البارزين في مجتمع المساليت وقتلهم داخل منازلهم، بسحب ناشطين حقوقيين وشهود عيان.
واستعانت “قوات الدعم” في هجماتها هذه على السودانيين بمرتزقة استجلبتهم من دول أنحاء غرب أفريقيا. وأوردت الأخبار مقتل محمد أبوبكر موسى رئيس تنسيقية المعارضة التشادية في هجوم “قوات الدعم السريع” على سلاح المدرعات في الخرطوم، يوم الاثنين 6 نوفمبر 2023.
وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السابق في السودان، فولكر بيرتس قد أورد في وقت مبكر من هذه الحرب في تقريره المقدم لمجلس الأمن وجود عناصر أجنبية تشارك في القتال في صفوف “قوات الدعم السريع”.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الدعم السريع السودان انفلات في مليشيا الدعم السریع قوات الدعم غرب دارفور فی السودان
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء السودان: الحرب في طريقها للنهاية والجيش يحقق التقدم
قال رئيس الوزراء السوداني الجديد كامل إدريس، إن الحرب الدائرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع "في طريقها إلى نهايتها"، مؤكدًا أن الجيش يواصل تقدمه بثبات نحو تحقيق النصر على ما وصفها بـ"قوات التمرد". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها خلال زيارته التفقدية لقيادة منطقة البحر الأحمر العسكرية، ونقلتها وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا".
وأكد إدريس أن "القوات المسلحة تمثل صمام الأمان للبلاد"، داعيًا إلى حشد كافة الجهود والطاقات الوطنية، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، من أجل دعم القوات المسلحة في "حرب الكرامة"، بحسب وصفه، مشيدًا بما قدمته المؤسسة العسكرية من تضحيات للحفاظ على وحدة السودان واستقراره.
وأضاف رئيس الوزراء: "نوجه رسالة للعالم بأن القوات المسلحة السودانية قوية وقادرة على دحر التمرد وتحقيق الاستقرار في جميع أنحاء البلاد".
وخلال زيارته لمدينة بورتسودان، استقبله الفريق الركن محجوب بشرى، قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية، بحضور والي الولاية الفريق الركن مصطفى محمد نور وقادة المنطقة. واطلع إدريس على آخر التطورات الميدانية في المنطقة، فيما أكد قائد المنطقة أن القوات المسلحة في "أفضل حالاتها"، معربًا عن أمله في أن ينجح رئيس الوزراء في إنجاز الملفات الوطنية الكبرى التي تلبي تطلعات المواطنين.
وكان إدريس قد أدى اليمين الدستورية رئيسًا للوزراء، السبت الماضي، أمام رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلفًا لحكومة تصريف الأعمال التي تولت المسؤولية خلال الأشهر الماضية.
وفي خطاب تنصيبه، شدد إدريس على ضرورة إعمال "مبدأ المساواة" بين جميع القوى السياسية والفعاليات السودانية، والتزامه بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع، مشيرًا إلى أنه سيكون قريبًا من المواطن في كل المراحل القادمة.
كما أكد على أهمية بناء دولة القانون، بما يشمل النيابة العامة، والقضاء، والمحكمة الدستورية، مشددًا على تعزيز علاقات السودان الخارجية مع محيطه العربي والإفريقي وكافة دول العالم.
وفي إطار خطته للمرحلة المقبلة، كشف إدريس أن حكومته ستركز على الإعداد لاستفتاء وطني شامل، إلى جانب إطلاق حوار سوداني – سوداني لا يستثني أحدًا، ونبذ الجهوية والعنصرية.
وأكد التزامه بإدارة الجهاز التنفيذي والفترة الانتقالية "بكل كفاءة ونجاعة"، مع إعطاء أولوية قصوى لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في كافة أرجاء السودان.
كما أعرب عن اهتمامه بالوضع الاقتصادي ومعاش الناس، داعيًا إلى تعبئة كل الطاقات الداخلية لدعم الصادرات، وتفعيل القطاعين الزراعي والصناعي، مع إيلاء أهمية خاصة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة لتخفيف العبء عن المواطنين.