سواليف:
2025-07-28@01:36:01 GMT

تقسيم فلسطين بين الأمم “فانتازيا تاريخية”

تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT

#تقسيم #فلسطين بين الأمم ” #فانتازيا_تاريخية “

د. #حفظي_اشتية

من أجل احتلال فلسطين وبمكر استعماري ودهاء صهيوني، ألبس أعداؤنا مخططهم لبوسا دينيا مزيفا، ووثّقوه بوعد إلهيّ مزيّف، ووضعوا عربة التاريخ أمام الحصان، وقالوا: فلسطين لنا؛ لأنهم كانوا قد مرّوا من هنا قبل 3000 آلاف سنة، وأقاموا دولة لهم في عهد سيدنا داوود وابنه سيدنا سليمان عليهما السلام، سرعان ما انقسمت إلى دولتين: يهوذا في القدس، وإسرائيل في السامرة، ظلّت الحرب ناشبة بينهما.

وظل وجودهم في فلسطين متقطعا عدة قرون من الزمان، يستعْدون المجاورين أو الفاتحين من الآشوريين والبابليين والمصريين واليونانيين والرومانيين طوال الوقت، فهدمت القدس ومعابدها على يد “نبوخذ نصّر” سنة 586ق.م، وتمّ سبيهم إلى العراق. ثم تسللوا عائدين بمعونة الفرس، وحاولوا تثبيت حكمهم مجددا، واستمروا في خلق الاضطرابات وإشعال الثورات ونسج الفتن والتآمر على الأنبياء…. حتى ضاق بهم الرومان ذرعا، فاستأصل القائد الروماني “هادريان” شأفتهم سنة 70م، وهدم القدس تماما، وأقام مكانها مدينة جديدة أسماها “إيلياء”، وحرّم على اليهود السكن فيها أو الدخول إليها. وانتهى بذلك أمرهم، وتهاوت محاولات إقامة دولتهم التي لم تعمّر في أيّ من الحالات أكثر من 80 سنة، وتلك لعنة التاريخ التي ما زالت تطاردهم إلى يوم الناس هذا.

مقالات ذات صلة مُنتخب كرة القدم ام منتخب السياسين من يؤجج وجدان ومتابعة الأردنيين أكثر..؟. 2025/06/06

والآن يسعون منذ قرن من الزمان إلى إبادة الشعب الفلسطيني صاحب الحق المشروع في الأرض، وإعادة بناء دولتهم على كامل فلسطين وما جاورها، بعثا للتاريخ الذي شبع موتا، وادعاء بأن الأرض حق لهم لأنهم كانوا ذات يوم فيها.

حسنا….

المبدأ إذن يتلخص في أن من سكن أرضا يحق له المطالبة بها مهما تطاول الزمن وتعاقب الساكنون.

نحن موافقون. وبما أننا عادلون فسوف نتقدم إلى “عصبة” الأمم المتحدة “العادلة”!! ومجلس أمنها الحر النزيه!! بمشروع قرار يعطي الحق لكل من سكن فلسطين عبر كل هذه الأحقاب منذ نشأتها أن يكون له جزء منها يقيم عليه دولته، وينبغي أن يكون الجزء الممنوح له متناسبا مع الفترة الزمنية التي سكن فيها فلسطين طالت أم قصرت.

والبداية من الكنعانيين العرب الذين سكنوها مطلع الألف الثالث قبل الميلاد، ودام وجودهم فيها حوالي ألفي سنة، ثم اليهود مطلع الألف الأول قبل الميلاد وتقطّع وجودهم فيها بين إقامة وسبي عدة قرون، وللمصريين نصيب فقد حكموها بضع مئات من السنين، ثم للآشوريين والبابليين، وللفرس الذين داموا فيها قرنين من الزمان، وللإسكندر المقدوني اليوناني الذي احتلها 330م، وبعد وفاته تقاسم حكمها بعده ورثته في مصر وسوريا والإمبراطورية الرومانية ودام ذلك حوال ثلاثة قرون، ثم الإمبراطورية البيزنطية واستمرت في فلسطين ثلاثة قرون أخرى، ثم الحكم الإسلامي مع بداية الفتوحات سنة 633م وانتصارات أبي عبيدة وعمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وخالد بن الوليد رضي الله عنهم التي تُوّجت بفتح القدس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لتدخل فلسطين في حكم الخلافة الراشدة، ثم الخلافة الأموية من سنة 661م ــ 750م، وبناء الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، ثم الحكم العباسي من سنة 750م ــ 1258م، وما تخلله من تعاقب للسيطرة بين الخلافة الموحَّدة في بغداد، والمستقلين عنها مثل الفاطميين والطوليين والسلاجقة….إلخ، ثم الصليبيين الذين دام غزوهم حوالي قرنين من الزمان، وتخلل ذلك حكم الأيوبيين والمماليك، ومرّ بها المغول، ثم حكمها العثمانيون المسلمون حوالي أربعة قرون من الزمان، ظهرت خلالها محاولات محمد علي باشا في مصر ونابليون فرنسا لحكمها، ثم بريطانيا ذات المكر الأكبر، وأخيرا الهجمة الاستيطانية الصهيونية والصراع المرير بين الغزاة العابرين وأهل الأرض العرب الشرعيين منذ أزيد من مائة عام!!

العدل أن توزَّع فلسطين بين كل هؤلاء الأقوام قبل الميلاد وبعده، من غير العرب، وكذلك من العرب بكل مللهم وطوائفهم وأصولهم ومنابتهم وفرقهم ومذاهبهم وألوانهم ومشاربهم.

ولإخواننا المسلمين غير العرب أوفى نصيب مثل الكرد وقائدهم العظيم صلاح الدين الذي بدأ رحلة تحريرها من الصليبيين، وللمماليك أيًّا كانت أصولهم وأعراقهم نصيب أيضا، فهم مع قائدهم الظاهر بيبرس ثم قطز من بعده ثم الأشرف خليل قلاوون وغيرهم، حرروها من المغول ومن بقايا الصليبيين.

وللعثمانيين نصيب وافٍ وافر، فقد حفظوها وحافظوا عليها، ودفعوا أثمانا باهظة لمواقفهم المشرفة منها.

كل أمة أو طائفة مرّت بفلسطين وسكنتها أو دافعت عنها لها الحق في أن تطالب بجزء منها وفق هذا المعيار التاريخي العجيب المقلوب الذي يتحصن به الأعداء، حتى النَّوَر ونديمهم “عرار” لهم الحق في ذلك أيضا!

وبناء على المعيار ذاته، يحق لنا ــ نحن العرب ــ أن نطالب بكل أرض سُمع فيها صليل سيوفنا وصهيل خيولنا، من الأندلس التي حكمناها ثمانية قرون وأقمنا فيها حضارة زاهرة ملأت الكون، إلى جبال البرانس في أعالي فرنسا، إلى أسوار القسطنطينية حيث وقف مسلمة بن عبد الملك، إلى البحر المتوسط “بحر العرب” وجزره كلها، ف “قبرص” ما زال يسطّر بحرها أمجاد “ذات الصواري”، وتعبق بأنفاس عثمان بن عفان وابن أبي السرح ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم. ونطالب أن نعود إلى حكم مجاهل إفريقيا، وأقاصي آسيا حتى الهند والصين، ونبعث فتى ثقيف وقتيبة بن مسلم الباهليّ من جديد ليصححا وسم العيون هناك، ويصوّبا رسم التاريخ الذي فقد البوصلة وحاد عن المسار.

مثل هذا المشروع المدهش قد يهشّ له الحكم الأمريكي الجديد لأنه مغرم بالمقترحات الإبداعية الخارقة غير العادية.

لقد سئمنا من القرارات التي لا تنفّذ، والحلول المكرورة المملولة التي لا تتم، وآن الأوان أن نحلّق بعيدا خارج كل الصناديق بمثل هذه الأفكار الفانتازية التي يتفوق خيالها الحالم اللعوب على مرارة صدقها وحقائقها التاريخية.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: فلسطين حفظي اشتية من الزمان

إقرأ أيضاً:

فرنسا تعترف بدولة فلسطين.. وماكرون يثير غضب نتنياهو الذي يعتبر القرار “مكافأة للإرهاب”

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / متابعات:

في خطوة جريئة أثارت ردود فعل غاضبة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عزم بلاده على الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر انعقادها في سبتمبر، مؤكدًا أن هذا القرار يأتي وفاءً لـ”التزام فرنسا التاريخي بتحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط”.


الإعلان، الذي جاء عبر منصة “إكس”، تضمّن رسالة رسمية من ماكرون إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يؤكد فيها دعم بلاده للقضية الفلسطينية، وسعيها لإقناع الدول الشريكة بالانضمام إلى هذا التوجه. وبذلك تكون فرنسا أول دولة غربية كبرى تعترف بدولة فلسطين، وهو ما قد يمنح زخماً جديداً لجهود الاعتراف الدولي الذي تقوده دول نامية وأخرى ذات موقف نقدي من إسرائيل.


غير أن هذا الإعلان قوبل برفض شديد من الجانب الإسرائيلي، حيث وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخطوة بأنها “تكافئ الإرهاب”، محذرًا من أن إقامة دولة فلسطينية في الظروف الحالية “ستتحول إلى منصة إطلاق لهجمات تهدف إلى إبادة إسرائيل، لا إلى العيش بجوارها”.


من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس القرار “عارًا واستسلامًا للإرهاب”، مشددًا على أن إسرائيل “لن تسمح بقيام كيان فلسطيني يهدد أمنها ووجودها”.


وفي المقابل، لم تصدر بعد أي تعليقات رسمية من البيت الأبيض، رغم أن برقية دبلوماسية أمريكية سابقة كانت قد عبّرت عن رفض واشنطن لأي خطوات أحادية للاعتراف بدولة فلسطينية، معتبرة أنها قد تضر بمصالحها الخارجية وتؤدي إلى نتائج معاكسة.


وكان ماكرون يدرس منذ أشهر الإقدام على هذه الخطوة ضمن مساعٍ فرنسية لإحياء حل الدولتين، حتى بعد تأجيل مؤتمر دولي كانت باريس والرياض تخططان لعقده في يونيو بسبب اندلاع الحرب الجوية بين إسرائيل وإيران، ما اضطر لإغلاق المجال الجوي في عدد من دول المنطقة.


ومن المقرر أن يُعقد المؤتمر بحضور وزراء من عدة دول يومي 28 و29 يوليو، فيما سيُقام اجتماع ثانٍ رفيع المستوى على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، يتوقع أن يشهد إعلان ماكرون التاريخي رسميًا.

مقالات مشابهة

  • “مجموعة لاهاي” تفضح المشاركة العربية في إبادة غزة
  • “الخارجية الفلسطينية” تُدين ردود الفعل الإسرائيلية تجاه الاعتراف بدولة فلسطين
  • استراليا:إسرائيل تنتهك القانون الدولي “بكل وضوح” في غزة
  • “الأمم المتحدة”: المملكة نموذج عالمي لاستدامة المياه وتحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • نائب بولندي ينتقد موقف بلاده من جريمة الابادة التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة
  • نائب فرنسي: تحرير فلسطين كاملة أمر لا مفر منه ولن توقف “إسرائيل” ولا غيرها ذلك
  • تحذير هام بشأن واقيات الشمس التي تستخدم “مرة واحدة في اليوم”
  • شاهد بالفيديو.. بسبب القطوعات التي تشهدها مدينة بورتسودان.. شيبة ضرار يمنح مدير الكهرباء مهلة 12 ساعة ويهدد بإقتحام المكاتب بــ”الفرشات” و “البطاطين”
  • “مجلس التعاون” يُرحّب بإعلان الرئيس الفرنسي عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين
  • فرنسا تعترف بدولة فلسطين.. وماكرون يثير غضب نتنياهو الذي يعتبر القرار “مكافأة للإرهاب”