مناجم الذهب في حجة.. قبور مفتوحة تبتلع أرواح الأبرياء (تقرير)
تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT
في أعالي جبال حجة الوعرة شمال غرب اليمن، يخوض عشرات الشبان يومياً مغامرة محفوفة بالموت في مناجم الذهب التقليدية، حالمين بحفنة من المعدن النفيس تنتشلهم من بؤس الحياة، لكن هذه المناجم قد تتحول إلى قبور مفتوحة تبتلع أحلامهم وأرواحهم معاً في أي لحظة.
وفي مشهد يجسد هذا الواقع المرير، لقي ستة أشخاص حتفهم، الإثنين، إثر انهيار منجم ذهب بدائي في جبل المنجم بقرية بني ريبان، التابعة لمديرية كُشر في محافظة حجة، لتتحوّل الحفرة التي حفروها إلى قبر جماعي يكشف الوجه القاتم لتعدين الذهب العشوائي في تلك الجبال المنسية.
وقالت شرطة محافظة حجة في بيان رسمي إن المنجم الذي انهار كان يُدار بطريقة عشوائية، وأدى إلى وفاة كل من: محمد علي حسين ريبان، فاروق راجي صالح ريبان، محمد هادي سرحان ريبان، أحمد علي حسين ريبان، نصر الله يحيى صالح ريبان، ورمزي علي صالح ريبان فيما أصيب
علي صيفان مجمل ريبان بجروح بالغة.
وأكدت الشرطة أن الضحايا سبق وأن تم احتجازهم قبل أيام على خلفية ممارستهم التنقيب غير القانوني، وأُفرج عنهم بعد توقيع تعهد خطي بعدم تكرار ذلك، إلا أنهم عادوا للعمل سرًا وفقاً للبيان.
انشقت الأرض وابتلعتهم
يقول أحد شهود العيان ويدعى أحمد ريبان، وهو من سكان المنطقة في حديثه لـ"الموقع بوست": "كأن الأرض انشقت وابتلعتهم، كنا نسمع صوت الحفر صباحًا، وفجأة سمعنا دوي انهيار قوي. هرعنا إلى الموقع، لكن الغبار كان كثيفًا والصرخات مكتومة واستغرق إخراج جثث الضحايا عدة ساعات".
ويضيف متحسرًا: "هذه ليست الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة ما لم يتم إيقاف هذا العبث بأقصى سرعة. الناس هنا تعيش على الأمل، يظنون أنهم سيجدون الذهب ويودعون الفقر، لكنهم ينتهون تحت التراب".
مخاطر كبيرة
تنطوي عمليات التنقيب البدائي عن الذهب في محافظة حجة على مخاطر كبيرة، بما في ذلك الانهيارات وارتفاع معدلات الوفاة، وتلوث البيئة، وتضرر صحة العاملين بسبب استخدام الزئبق في تصفية المعدن الأصفر.
ومنذ اندلاع الحرب وتدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن، اندفع عشرات الشبان العاطلين عن العمل نحو مناطق التعدين التقليدي، في مديريتي كشر وأفلح الشام حاملين أدواتهم البسيطة "مجارف، فؤوس، ومعاول" أملاً في الحصول على جرامات قليلة من الذهب.
"نخرج كل صباح لا نعلم إن كنا سنعود" يقول حسن علي، شاب في منتصف العشرينات من عمره، يعمل في أحد مناجم الذهب العشوائية في مديرية أفلح الشام بمحافظة حجة: "كم من رفيق دفنّاه هنا؟ هذه الحفر تبتلعنا مثل القبور.
وفي حديث لـ"الموقع بوست" يضيف حسن: "نعمل بالساعات داخل حُفر ضيقة لا يوجد فيها تهوية وبدون أدوات سلامة وكل مرة ننزل إلى الحفرة نقول قد لا نعود لكن ما باليد حيلة فالفقر أقسى من الخوف."
وقال سليمان، وهو أحد العاملين في مجال التنقيب التقليدي في مديرية كشر المجاورة، إن "الخطر لا يقتصر على الانهيارات، فنحن نواجه لسعات العقارب والثعابين، ونتنقل في مناطق معزولة لا يصلها أحد إن حدث مكروه".
سموم قاتلة
لا يتوقف الخطر عند الانهيارات الصخرية فالمواد الكيميائية المستخدمة في استخراج الذهب، مثل الزئبق تُستخدم دون رقابة وقد تتسرب إلى المياه الجوفية وتدمر البيئة وتترك آثارًا صحية مميتة على الإنسان.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يشكّل التعرض للزئبق خطراً على الجهاز العصبي والجهاز الهضمي وجهاز المناعة لدى الإنسان، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة.
ناشط محلي رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية يقول: "الناس هنا يعملون في ظروف خطيرة، يستنشقون الغبار السام ويتعاملون مع مواد كيميائية قاتلة مثل الزئبق دون وعي كافي. الأطفال يلهون قرب أماكن التعدين، والنساء يجلبن الماء من آبار ملوثة.
ويضيف لـ"الموقع بوست": "المنطقة كلها صارت ملوثة، مياه الآبار تغيّر طعمها، والناس تشتكي من أمراض جلدية وتنفسية. الزئبق يباع في البقالات أمام أنظار الجميع ويتم استخدامه بشكل عشوائي والدولة تلتزم الصمت."
وطالب ناشطون الجهات الرسمية في محافظة حجة بفرض رقابة صارمة على نشاط التعدين وتأمين معدات سلامة وأدوات إنقاذ بالإضافة إلى توفير بدائل اقتصادية للباحثين عن الذهب.
حُمّى الذهب
تشهد مديريتا كُشَر وأفلح الشام بمحافظة حجة، انتشاراً واسعاً لمناجم الذهب العشوائية التي يحفرها السكان بأنفسهم دون ترخيص، مستخدمين أدوات بدائية بسيطة، دون أي معدات للسلامة أو إشراف فني.
وتقدر عدد المواقع غير القانونية النشطة في هذه المديريتين بالعشرات معظمها يتم اكتشافه عبر وسائل تقليدية ثم يتوافد إليها الأهالي، في تكرار لنمط خطير من "حمى الذهب" التي تنتشر في ظروف غياب الدولة وتفشي الفقر والبطالة.
ويعتمد العاملون في قطاع التعدين الأهلي بمحافظة حجة على أدوات يدوية قديمة في ظل انعدام الوعي وتفشي الجهل لدى غالبية العاملين الذين هجروا أراضيهم الزراعية في سبيل الجري وراء إغراءات المعدن النفيس.
ثروة مهدورة
تحتضن مديرية أفلح الشام بمحافظة حجة أكبر منجم للذهب في اليمن، وهو منجم "الحارقة" الذي تم إنشاؤه من قبل شركة "كانتكس" الكندية، عام 1996م بعد اكتشافها ما يزيد على 96 مليون جرام من الذهب.
ويرتبط جبل الحارقة بمديرية أفلح الشام، والذي يتواجد به أكبر منجم للذهب في اليمن، بسلسلة جبلية تمتد إلى مديرية كشر المجاورة، والتي تحتوي جبالها على كميات كبيرة من الذهب والمعادن النفيسة.
وتُقدّر هيئة المساحة الجيولوجية احتياطي الذهب في منجم الحارقة بمديرية أفلح الشام، بـ30 مليون طن، بمحتوى يتراوح بين 1- 1.65 جرام ذهب في كل طن من الصخور التي تحتوي على الذهب.
ورغم الأهمية الاقتصادية لهذا المنجم، لم يتم استثماره من قبل الدولة أو شركات مرخصة، ما فتح الباب واسعاً أمام الأهالي لمحاولة استغلاله بطرق بدائية، وأدى لاحقاً إلى توسع نشاط التعدين العشوائي ليشمل مناطق واسعة مثل كُشَر، العبيسة، وأرياف أخرى مجاورة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن حجة وفيات انهيار جبلي مدیریة أفلح الشام بمحافظة حجة محافظة حجة
إقرأ أيضاً:
صفقات نارية وملفات مفتوحة.. ماذا يخطط الزمالك قبل انطلاق الموسم الجديد؟
يواصل نادي الزمالك استعداداته المكثفة للموسم الكروي الجديد 2025/2026، وسط تحركات قوية على مستوى الصفقات والتجديدات، في ظل رغبة الإدارة الفنية بقيادة البلجيكي يانيك فيريرا في بناء فريق قادر على المنافسة على كل البطولات.
صفقات الزمالك الجديدة حتى الآن
شهدت الفترة الماضية نشاطًا ملحوظًا داخل إدارة التعاقدات بنادي الزمالك، في إطار خطة تدعيم الفريق استعدادًا للموسم الكروي الجديد، حيث نجح النادي في إبرام عدد من الصفقات الجديدة التي حظيت باهتمام جماهير القلعة البيضاء.
وجاءت الصفقات الجديدة على النحو التالي، شيكو بانزا، آدم كايد، المهدي سليمان، أحمد شريف، عمرو ناصر.
ويسعى الزمالك من خلال هذه التعاقدات لتجديد دماء الفريق وتعزيز كافة الخطوط، استعدادًا لموسم يسعى فيه الأبيض للعودة إلى منصات التتويج.
صفقات وشيكة في الزمالك وصفقة “مدوية” قريبة
قبل التفرغ لحسم الاحتياجات الفنية المتبقية، اقترب نادي الزمالك من إنهاء التعاقد مع عدد من الصفقات الجديدة، حيث تم التوصل إلى اتفاق شبه نهائي مع ثلاثة لاعبين، ويتبقى فقط الإعلان الرسمي وبعض التفاصيل الأخيرة.
وتضم القائمة كلًا من:
عبد الحميد معالي (صانع ألعاب)
أحمد ربيع (لاعب وسط مدافع)
محمد إسماعيل (مدافع)
وفي الوقت ذاته، تواصل إدارة القلعة البيضاء التفاوض مع عدد من الأسماء المحلية والأجنبية لتدعيم مراكز مختلفة، وسط ترقب جماهيري للإعلان عن صفقة وُصفت بـ"المدوية"، أشار إليها ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك الاسبق ، ومن المنتظر الكشف عنها خلال الأيام القليلة المقبلة.
اعتزالات ورحيل نجوم باريزين في الميركاتو
شهدت قائمة نادي الزمالك للموسم الجديد العديد من التغييرات، بعد رحيل عدد من اللاعبين سواء بنهاية التعاقد أو على سبيل الإعارة أو الانتقال النهائي، بالإضافة إلى اعتزال رمزين من رموز الفريق.
وأعلن الثنائي محمد عبد الشافي ومحمود عبد الرازق "شيكابالا" اعتزالهما كرة القدم رسميًا، لتطوى صفحة اثنين من أبرز النجوم في تاريخ القلعة البيضاء.
في المقابل، انتهت إعارة محمد حمدي، فيما رحل كل من التونسي حمزة المثلوثي، السنغالي سيدي نداي، والغيني جيفرسون كوستا، بعد نهاية عقودهم مع النادي.
وعلى صعيد الانتقالات، انضم أحمد رفاعي إلى نادي غزل المحلة، ومهاب ياسر إلى حرس الحدود، بينما انتقل محمد عاطف إلى طلائع الجيش على سبيل الإعارة و انتقل مصطفى شلبي وسيد عبد الله "نيمار" إلى نادي البنك الأهلي، وحسام أشرف إلى سموحة، وأحمد محمود إلى الاتحاد السكندري.
وكان قدرحيل أحمد سيد "زيزو" إلى صفوف النادي الأهلي في صفقة انتقال حر، بعد نهاية عقده مع الزمالك، ليضع بذلك حدًا لمسيرته مع الفريق الأبيض.
معسكر العاصمة الإدارية يكشف ملامح الزمالك تحت قيادة فيريرا
كما واصل الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك تحضيراته للموسم الجديد من خلال معسكر مغلق أقيم في العاصمة الإدارية الجديدة، وانطلق في 15 يوليو الجاري، وشهد العديد من الجوانب الفنية والتكتيكية التي يعمل عليها الجهاز الفني بقيادة البلجيكي يانيك فيريرا.
وخاض الفريق ثلاث مباريات ودية خلال المعسكر، بدأها بالفوز على فريق رع بهدف دون رد، ثم تغلب على الشمس في مباراة مثيرة بنتيجة (5-4)، قبل أن يختتم ودياته بالخسارة أمام وادي دجلة بهدف نظيف.
وأظهرت هذه المواجهات ملامح أسلوب فيريرا الفني، والذي ركّز على تطبيق الضغط العالي، وتدوير اللاعبين، ومنح الفرصة للعناصر الجديدة من أجل تقييم أدائهم والوقوف على مدى جاهزيتهم قبل انطلاق الموسم.
تحديات فيريرا الفنية
ويواجه البلجيكي يانيك فيريرا، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، عدة تحديات فنية خلال فترة الإعداد الحالية، في ظل سعيه لوضع الفريق على الطريق الصحيح قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد.
ويعمل فيريرا على دمج الصفقات الجديدة بشكل سريع مع القوام الأساسي، لضمان الانسجام الفني والتكتيكي داخل الملعب، إلى جانب معالجة الأخطاء الدفاعية التي ظهرت خلال المباريات الودية الأخيرة.
كما يولي الجهاز الفني اهتمامًا كبيرًا بالجانب البدني، حيث خاض اللاعبون تدريبات صباحية مكثفة داخل صالة الجيم عقب مواجهة وادي دجلة الودية، في إطار رفع المعدلات البدنية استعدادًا للموسم المرتقب.
ملفات مفتوحة على طاولة الزمالك
تعمل إدارة نادي الزمالك، بالتنسيق مع الجهاز الفني بقيادة يانيك فيريرا، على حسم عدد من الملفات المهمة خلال الفترة المقبلة، لضمان جاهزية الفريق بشكل كامل قبل انطلاق الموسم الجديد.
ويتصدر قائمة الأولويات ملف تجديد عقد المدافع حسام عبد المجيد وعدد من اللاعبين الأساسيين، إلى جانب التحرك للتعاقد مع ظهير أيسر جديد لتعزيز الجبهة اليسرى.
كما يسعى الزمالك للاستقرار على الشكل النهائي لقائمة الفريق، في ظل التغيرات التي شهدها الفريق مؤخرًا، سواء بضم عناصر جديدة أو رحيل عدد من اللاعبين.
ويدخل الزمالك الموسم الجديد بطموحات كبيرة، وإدارة تسعى لتصحيح المسار، والجماهير البيضاء تترقب الإعلان عن صفقات جديدة خلال الأيام المقبلة، في انتظار فريق قوي يعيد البطولات إلى ميت عقبة.