عاد اسم فادي صقر أحد المتهمين بارتكاب مجزرة التضامن إلى واجهة المشهد السوري مجددا بعد ظهوره برفقة محافظ دمشق ماهر مروان وعضو اللجنة العليا للسلم الأهلي حسن صوفان خلال تقديم العزاء في حي عش الورور بدمشق إثر مقتل 5 شبان خُطفوا أثناء عودتهم من عملهم بأحد مطاعم العاصمة.

هذا الظهور أثار موجة غضب واستنكار على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب ناشطون بتوضيح طبيعة التسويات والإفراج عن شخصيات متهمة بارتكاب جرائم خلال فترة حكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

محافظ دمشق برفقة المجرم فادي صقر في جلسة سلم أهلي !!!! pic.twitter.com/jnw6ytjtDM

— شبكة أخبار سوريا (@SyrNetworkNews) June 9, 2025

ورأى مغردون أنه "عندما يصبح الجلادون وسطاء سلام يُقتل الضحية مرتين"، مؤكدين أن السلم الأهلي الذي يشارك فيه مجرمون مثل فادي صقر وسقراط الرحية هو سلم مشوّه، وأن مكان هؤلاء الطبيعي هو السجون وليس منصات المصالحة.

لما بيصيروا الجلّادين وسيط سلام، الضحية بترجع بتنقتل مرتين.. السلم الأهلي اللي بيشارك فيه مجرمين متل فادي صقر، وسقراط الرحية هو سلم مشوّه.. لأن مكانهم الطبيعي السجون . pic.twitter.com/vq93uZyNfW

— هادي العبدالله Hadi (@HadiAlabdallah) June 9, 2025

إعلان

وشدد مدونون على أن العدالة الانتقالية يجب أن تبدأ بمحاسبة القتلة والجهات المتورطة في قتل ملايين السوريين وتهجيرهم وتدمير مدنهم، مؤكدين أن العدالة والسلم الأهلي لا يعنيان تلميع صورة المجرمين أو إرضاء جهات خارجية على حساب حقوق الضحايا.

العدالة الإنتقالية يجب أن تبدأ بمحاسبة القتلة المجرمين ومسؤولي نظام أسد البائد الذي كانوا وراء مقتل 2 مليون سوري وتهجير الملايين وتدمير المدن السورية فوق رؤوس ساكنيها ، العدالة الإنتقالية والسلم الأهالي لايعني تلميع المجرمين وإرضاء المكونات والدول على حساب أهل التضحيات العظيمة

— طاهر العمر (@tahe_alomar) June 9, 2025

وأشار آخرون إلى أن من مسؤوليات وزارة العدل ضمان الشفافية الكاملة في القضايا المتعلقة بالأمن العام وحقوق الضحايا، وأنه لا يجوز الإفراج عن أي متهم من دون نشر كامل تفاصيل التحقيقات وإتاحة المعلومات للرأي العام.

ووجّه آخرون رسالة إلى الحكومة السورية الجديدة، مؤكدين تقديرهم دورها في إنقاذ الأرواح وفتح أبواب الأمل، لكنهم شددوا على أن الشعب السوري هو وحده ولي الدم، ولا يحق لأحد أن يبرم صفقات مصالحة على حساب دماء الضحايا.

وأكدوا أن الاتفاقات مع كبار المجرمين ليست شرعية ولا تمثل الشعب، وكل تسوية من دون عدالة هي طعنة جديدة في قلب سوريا، العدالة الانتقالية ليست خيارا، بل حق أصيل.

إلى حكومتنا الجديدة التي أحببناها وعلّقنا عليها آمالنا:

فضلكم علينا بتحريرنا لن ننساه، لا في هذه الحياة ولا يوم القيامة. أنقذتم أرواحنا من الظلم، وفتحتم لنا أبواب الأمل، وهذا دينٌ في أعناقنا لن نُنكره.

ولكن—ويجب أن يكون هذا واضحاً—أنتم لستم أولياء الدم. نحن، الشعب، أولياء الدم.…

— Rim Albezem (@Reem_mbc) June 10, 2025

في المقابل، رأى عدد من المغردين أن سياسة الضغط وتنفيس الاحتقان وتحييد الخصوم هي جزء من إدارة التوازنات وكسب الوقت لتحقيق التعافي الوطني، معتبرين أن حسابات الدولة اليوم تختلف عن حسابات "أيام التحرير"، وأن الدولة تضع في اعتبارها مصالح البلاد العليا ولن تهمل العدالة التي ستتحقق في الوقت والمكان المناسبين وبمحاكمات عادلة.

إعلان

وذكر ناشطون أن الإفراج عن دفعة من الشبيحة قد يأتي ضمن أحد السيناريوهات التالية:

تطبيق "وصفة إدلب" عبر التفكيك ثم الدمج والمراقبة الفردية، أو ضعف الدولة واضطرارها للاستعانة بعناصر سابقة لضمان الولاء. أو أن المفرج عنهم غير متورطين فعليا، وأن الأمر مضخم من أطراف ثالثة لزعزعة العلاقة بين الدولة وقاعدتها الصلبة. وجود شروط دولية تمنع محاسبة الشبيحة، بل وتعيد دمجهم لضمان القدرة على إطلاق ثورة مضادة إذا تمردت الحكومة.

الدولة السورية قوية جداً والحمد لله ، قوية بشعبها العظيم المؤمن ، وهي في مرحلة الإعداد والتعافي ..
ولكن وضعها السياسي ما زال بوجود تحديات كبيرة لم تحسم بعد ، معرض لانتكاسات مفاجئة ..
حماقة كبيرة واحدة قد تأخذنا إلى المجهول
سياسة الضغط والتنفيس وتحييد الخصوم ، سياسة ماهرة في…

— عمار آغا القلعة | Ammar (@Ammaraghaalkala) June 9, 2025

وفي ظل هذا الجدل دعا وزير الإعلام السوري حمزة مصطفى الصحفيين إلى مؤتمر صحفي يجيب فيه عضو اللجنة العليا للسلم الأهلي حسن صوفان عن جميع الأسئلة المتعلقة بالتطورات الأخيرة وإجراءات اللجنة، مؤكدا أهمية الشفافية في التعاطي مع هذه الملفات.

تدعو وزارة الإعلام الزملاء الصحفيين في مختلف المؤسسات الإعلامية العاملة في الجمهورية العربية السورية إلى مؤتمر صحفي، يجيب فيه عضو اللجنة العليا للسلم الأهلي السيد حسن صوفان على كافة الأسئلة المتعلقة بالتطورات الأخيرة في عمل اللجنة، لا سيما بعض الإجراءات المتخذة مؤخراً.
وذلك في…

— Hamzah Almustafa (@HmzhMo) June 9, 2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج

إقرأ أيضاً:

ماذا بعد بيان دمشق وباريس وواشنطن بشأن سوريا؟

كما تناولت مدى استعداد الأطراف الداخلية في سوريا والأطراف الإقليمية المتدخلة في المشهد السوري للتعاطي مع ما يدعو إليه الإعلان.

تقديم: مراد محمود

25/7/2025-|آخر تحديث: 23:26 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • غياب رئيس «اليويفا» يثير التساؤلات في «يورو السيدات»
  • تسريح 24 ألف موظف في شركة عريقة يثير التساؤلات .. تفاصيل
  • بالونة ولا صفقة القرن.. خالد الغندور يثير الجدل برسالة لجمهور الأهلي
  • بعد فوز الأهلي ..الغندور يثير غضب الجماهير بسب زيزو | ماذا قال ؟
  • حزب العدالة والتنمية يشيد بموقف فرنسا من الدولة الفلسطينية ويطالب بتطبيقه "فورا"
  • دمشق وواشنطن وباريس: دعم المرحلة الانتقالية في سوريا
  • ماذا بعد بيان دمشق وباريس وواشنطن بشأن سوريا؟
  • البطريرك أفرام الثاني يلتقي وفد لجنة انتخابات مجلس الشعب بدمشق
  • غموض يلف وفاة راكب على متن طائرة تركية واختفاء جثته يثير التساؤلات
  • سمحنا لشخص مثلك أن يكلّمنا.. محافظ البصرة يثير الجدل برده على سؤال مواطن عراقي