تواصلت حملات التحريض الإسرائيلية ضد قطر، وسط مزاعم بأنها تقوم بتمويل الخطابات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، أو ما تسميه تل أبيب "معاداة السامية".

وذكرت الكاتبة الإسرائيلية ريفيتال ياكين كراكوفسكي في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أنه "منذ السابع من أكتوبر اجتاحت موجة من معاداة السامية عالم اليهود، وهي من أعنف وأعمق موجاتها منذ الهولوكوست"، على حد ادعائها.



وأضافت كراكوفسكي أن "معاداة السامية الحالية تجد تمويلا سخيا من دولة صغيرة ثرية تؤوي الإرهاب وتغذيه وهي قطر"، معتقدة أن "الفجوة بين تصور الجمهور للخطر والواقع اليومي لليهود، وخاصة في الجامعات، مثيرة للقلق".

وتابعت: "الكراهية لم تعد خفية، بل أصبحت علنية، والوقود المغذي ضد اليهود في غزة وفي واشنطن وكولورادو يتدفق من قطر، وتلك الدولة تموّل آلة حرب حماس، وتستثمر منذ عقود في حملات التحريض المعادية لليهود وإسرائيل في الأوساط الأكاديمية الأمريكية".


وزعمت أن "قطر استثمرت مليارات الدولارات في العديد من الجامعات من خلال بناء فروع جامعية فاخرة في الدوحة، وإنشاء معاهد بحثية للشرق الأوسط، مع دعمها المباشر للمؤسسات الأكاديمية في الولايات المتحدة".

وأردفت بقولها: "لقد ساهم التمويل القطري الضخم في تعميق العمى الأخلاقي لدى قادة الجامعات في الولايات المتحدة، الذين فشلوا فشلاً ذريعاً في منع معاداة السامية. وقد تعرّض عشرات الآلاف من الطلاب لمحتوى معادٍ لأمريكا، ومعادٍ للصهيونية، بل وحتى لليهود في العقود الأخيرة، متأثرين بشكل مباشر بأيديولوجية جماعة الإخوان".

واستكملت الكاتبة الإسرائيلية تحريضها بالقول: "لم يتردد أساتذة جامعات مرموقة مثل كولومبيا وييل وكورنيل في الإشادة بهجوم السابع من أكتوبر، وتبرير العنف ضد الإسرائيليين واليهود. أما الإدارات الأمريكية، المعتادة على المليارات القطرية، فهي صامتة (..)".

ورأت أن "دخول إدارة ترامب إلى البيت الأبيض تغييرا في التوجه، ولم يعد الاحتواء بل الهجوم، وتشهد على هذا التغيير سلسلة من الخطوات التي اتُخذت في الأشهر الأخيرة، والتي تُثير ضجة في الولايات المتحدة، ومع ذلك لا يزال الطريق طويلا لإحداث تغيير جوهري".


من جانبها، استنكرت قطر،  تداول وسائل إعلام إسرائيلية "تقارير مفبركة" بهدف "إثارة التوتر وإحداث شرخ" في علاقاتها مع الولايات المتحدة "خلال مرحلة دقيقة من جهود الوساطة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس".

جاء ذلك في بيان صدر الثلاثاء عن مكتب الإعلام الدولي بدولة قطر (رسمي)، "رداً على التقارير المفبركة التي تم تداولها على وسائل الإعلام الإسرائيلية".

والأحد، بثت "القناة 12" الإسرائيلية الخاصة تقريرا عما ادعت أنها "وثائق قطرية" زعمت أنها تثبت وجود دور للدوحة في "تعزيز القدرات العسكرية لحماس".

وذكر البيان أنه "تم تداول وثائق مفبركة مجدداً على وسائل الإعلام الإسرائيلية بهدف إثارة التوتر وإحداث شرخ في العلاقات بين دولة قطر والولايات المتحدة، وذلك خلال مرحلة دقيقة من جهود الوساطة التي تبذلها قطر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس".

وأضاف: "نشر هذه الوثائق في مثل هذا التوقيت ليس أمراً عشوائياً، بل هو محاولة متعمدة لصرف الأنظار عن التغطية الإعلامية السلبية لممارساتهم غير المسؤولة في قطاع غزة – كما كشفت عنها التقارير خلال الأسبوع الماضي – في لحظة تقترب فيها الجهود من تحقيق تقدم حقيقي".

ورغم دور وساطة قطر في الوصول أكثر من مرة لاتفاق بين تل أبيب وحركة حماس لتبادل أسرى، إلا أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ظلت تتحامل على الدوحة وتتهمها بعدم الضغط على حركة حماس للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين بغزة، وتصور المساعدات الإنسانية من الدوحة لغزة وكأنها تمويل للحركة.



وأشار البيان القطري إلى أنه "لطالما استُخدمت هذه الأساليب من قبل أولئك الذين لا يأملون أن تكلل المساعي الدبلوماسية بالنجاح. فهم لا يرغبون في أن تثمر جهود دولة قطر بالتعاون مع إدارة الرئيس دونالد ترامب في ملفات قطاع غزة وغيرها من القضايا الإقليمية، سلاماً عادلاً ومستداماً في المنطقة".
وتابع: "تم استخدام أساليب مماثلة ضد من عبّروا عن رفضهم لاستمرار الحرب أو شاركوا في جهود دبلوماسية تهدف إلى إعادة الرهائن، بمن فيهم أعضاء في إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، وذلك في محاولة لتشويه سمعتهم وتقويض المسار الدبلوماسي".

وتتصاعد الانتقادات داخل إسرائيل ضد نتنياهو من عائلات الأسرى والمعارضة، التي تتهمه بالخضوع لضغوط اليمين المتطرف داخل حكومته، وتمديد الحرب لتحقيق مصالح سياسية على حساب حياة الأسرى.

وتُقدر تل أبيب وجود 56 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ومرارا، أعلنت حركة حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية التحريض قطر غزة غزة قطر الاحتلال تحريض حرب الابادة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة معاداة السامیة

إقرأ أيضاً:

حماس تنجو بمقاتلين من أنفاق رفح وسط حصار إسرائيلي

صراحة نيوز-أفاد مصدران مطلعان في غزة بأن عدداً من مقاتلي حماس في الأنفاق بمدينة رفح تمكنوا خلال الفترة السابقة من النجاة والوصول إلى مناطق لا تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية.اضافة اعلان

ووفقاً لصحيفة “الشرق”، منذ سبعة أسابيع تحاصر قوات الاحتلال مخيم ومدينة رفح، وأجزاء كبيرة من خان يونس في جنوب القطاع، حيث دمرت قوات الاحتلال معظم المنازل والمباني والمنشآت والبنية التحتية في رفح، فيما بقي عشرات المقاتلين محاصرين في الأنفاق.

وأكدت المصادر صحة صور نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي لعمليات جوية استشهد خلالها عدداً من المقاتلين أثناء خروجهم من الأنفاق ومحاولتهم الفرار.

وأوضح أحد المصدرين أن المعلومات المتوفرة لدى حركة “حماس” تفيد بأن قوات الاحتلال قامت بتصفية معظم المقاتلين الذين كانوا محاصرين في الأنفاق خلال الأسابيع الماضية، واعتقلت عدداً منهم.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن يوم الأحد عن استشهاد أكثر من 40 فلسطينياً الأسبوع الماضي في محيط النفق المُحاصر بداخله مقاتلو الحركة.

ولم يعطِ المصدران تفاصيل دقيقة حول أعداد المقاتلين الأحياء، أو المعتقلين، أو الشهداء، لكنهما قالا إن عدد المقاتلين الأحياء كان يتراوح بين ستين وثمانين مع بدء وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر، وإن قوات الاحتلال تحتجز جثامين من قتلتهم.

وبحسب مسؤولين في “حماس”، لا توجد أي اتصالات مع المقاتلين في رفح منذ شهور، فيما قال أحد المصدرين إن “عدداً من المقاتلين في أنفاق رفح هم من الأعضاء البارزين في كتائب القسام (الذراع العسكرية التابعة لحركة “حماس”) بكتيبة رفح”.

وكان مسؤولون في “حماس” قد اتهموا قوات الاحتلال بأنها تريد تصفية مقاتلي أنفاق رفح، ورفضت كل الجهود عبر الوسطاء في مصر وقطر وتركيا والإدارة الأميركية الساعية لحل الأزمة بنقلهم إلى مناطق خاضعة لإدارة حماس، أو ترحيلهم إلى خارج قطاع غزة.

من جهة ثانية، أفاد مصدر مطلع في “حماس” لـ”الشرق” بأن عناصر من كتائب القسام، بمرافقة فريق تابع لهيئة الصليب الأحمر الدولي، وباستخدام آليات مصرية ثقيلة، يعملون منذ يومين في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، للبحث عن جثماني اثنين ممن كانوا محتجزين لدى الحركة، وهما إسرائيلي وعامل تايلاندي. وأشار المصدر إلى أنه حتى الآن لم يتم التأكد من انتشال أي جثامين لأسرى.

مقالات مشابهة

  • مقتل ياسر أبو شباب في رفح - تضارب الروايات الإسرائيلية حول ظروف اغتياله
  • الولايات المتحدة تعلق طلبات الهجرة من 19 دولة بينها السودان
  • بالصور: القسام وسرايا القدس تُسلّمان جثة أسير إسرائيلي في غزة
  • الولايات المتحدة تبدأ وقف طلبات الهجرة للأفراد من 19 دولة
  • الولايات المتحدة تعلّق جميع طلبات الهجرة لرعايا 19 دولة
  • تحريض إسرائيلي على المناهج الدراسية الفلسطينية.. لهذه الأسباب
  • «ترامب» يصف المهاجرين الصوماليين بـ«القمامة».. وحملة لترحيلهم من الولايات المتحدة
  • تحريض إسرائيلي على المناهج الدراسية الفلسطينية.. تحرض على المقاومة والجهاد
  • “بيبي يرى أشباحا في كل مكان”.. الولايات المتحدة منزعجة من الضربات الإسرائيلية على سوريا
  • حماس تنجو بمقاتلين من أنفاق رفح وسط حصار إسرائيلي