رغم مذابح غزة.. الإمارات تعتزم الحفاظ على علاقاتها مع دولة الاحتلال
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
على الرغم من المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وما فجرته من حالة غضب عالمي، إزاء تزايد أعداد الشهداء والجرحى، إلا أن الإمارات لا تكترت لذلك وتنوي الاحتفاظ بالعلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال
وقالت أربعة مصادر مطلعة إن الإمارات تعتزم الاحتفاظ بالعلاقات الدبلوماسية مع "إسرائيل"، وتأمل في أن يكون لها بعض التأثير على "الحملة الإسرائيلية" مع حماية مصالحها الخاصة.
وصارت الإمارات أبرز دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي منذ 30 عاما بموجب اتفاقيات التطبيع "أبراهام" التي توسطت فيها الولايات المتحدة في عام 2020. ومهد ذلك الطريق أمام دول عربية أخرى لإقامة علاقات جديدة عن طريق تحطيم المحظورات المتعلقة بتطبيع العلاقات بدون إقامة دولة فلسطينية.
وأثار تزايد عدد الشهداء بسبب الحرب على قطاع غزة الغضب في العواصم العربية، ودول عالمية أخرى، خاصة وأن معظم من سقطوا هم من الأطفال والنساء.
وتحدث رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان الشهر الماضي مع رئيس الوزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وأدان المسؤولون الإماراتيون علنا تصرفات "إسرائيل" ودعوا مرارا إلى إنهاء العنف، في حين قال مسؤولون إماراتيون، إن الأولوية العاجلة لدى هي وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية.
وتتمتع الدولة الخليجية بنفوذ كبير في الشؤون الإقليمية بدعم من ثروتها النفطية الكبيرة. كما أنها شريك أمني للولايات المتحدة وتستضيف قوات أمريكية.
الإمارات ضغطت على دول عربية
وقالت المصادر الأربعة لرويترز، والتي طلبت عدم الكشف عن هوياتها بسبب حساسية الأمر، "إنه بالإضافة إلى التحدث إلى إسرائيل، عملت الإمارات على تخفيف المواقف العلنية للدول العربية بحيث يكون من الممكن العودة إلى حوار واسع بمجرد انتهاء الحرب".
والتقى الشيخ محمد في أبوظبي الخميس بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لمناقشة الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وسط محادثات بوساطة قطرية للإفراج عن عدد محدود من المحتجزين مقابل وقف مؤقت للقتال.
وقال الشيخ محمد عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد المباحثات "الإمارات حريصة على التشاور المستمر مع الأشقاء والأصدقاء للدفع في اتجاه وقف التصعيد وتوفير الحماية للمدنيين وفق قواعد القانون الدولي الإنساني، وضمان ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وإيجاد أفق للسلام العادل والشامل في المنطقة".
ورغم العلاقات الاقتصادية والأمنية الوثيقة مع دولة الاحتلال على مدى السنوات الثلاث الماضية، لم تحقق أبوظبي نجاحا واضحا في كبح الهجوم على غزة، الذي قال مسؤولون فلسطينيون إنه أدى إلى استشهاد أكثر من 11 ألف شخص في غزة حتى الآن.
وقالت المصادر الأربعة إنه وسط تأزم الموقف، تزايد إحباط الإمارات من واشنطن شريكتها الأمنية الأكثر أهمية التي تعتقد أنها لا تمارس ضغوطا كافية لإنهاء الحرب.
وقال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات الأسبوع الماضي إن يتعين على الولايات المتحدة الضغط من أجل إنهاء الحرب سريعا، وبدء عملية لحل القضية الفلسطينية المستمرة من خلال معالجة مسائل اللاجئين والحدود والقدس.
وعبرت الإمارات علنا عن قلقها من أن الحرب تهدد بإشعال التوترات الإقليمية وموجة جديدة من التطرف في الشرق الأوسط.
وقال مسؤول أوروبي كبير لرويترز إن الدول العربية أدركت الآن أنه ليس من الممكن بناء علاقات مع إسرائيل دون معالجة القضية الفلسطينية. ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق.
لا قطع للعلاقات
وقالت المصادر إن الإمارات تواصل استضافة سفير إسرائيلي، ولا يوجد احتمال لقطع العلاقات الدبلوماسية، التي تشكل أولوية استراتيجية في الأجل الطويل بالنسبة لأبوظبي.
وكان من بين الدوافع وراء الاتفاق المخاوف المشتركة إزاء التهديد الذي تشكله إيران، فضلا عن إعادة ترتيب أوسع لسياسة أبوظبي الخارجية على أساس اقتصادي. وتعتبر الإمارات إيران تهديدا للأمن الإقليمي، على الرغم أنها اتخذت في السنوات القليلة الماضية خطوات دبلوماسية لتهدئة التوترات.
وبنت إسرائيل والإمارات علاقات اقتصادية وأمنية وثيقة في السنوات الثلاث التي تلت التطبيع، بما في ذلك التعاون الدفاعي. وزودت إسرائيل الإمارات بأنظمة دفاع جوي بعد هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على أبوظبي في أوائل عام 2022 شنتها جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.
وأفادت بيانات للحكومة الإسرائيلية أن حجم التجارة مع الإمارات تجاوز ستة مليارات دولار منذ عام 2020. ويملأ السائحون الإسرائيليون الفنادق والشواطئ ومراكز التسوق في الإمارات.
وقال أحد المصادر، وهو دبلوماسي كبير مقيم في الشرق الأوسط "حققوا (الإمارات) مكاسب لا يريدون خسارتها".
وقال جيمس دورسي الزميل في جامعة سنغافورة الوطنية إن الحرب في غزة قوضت مصداقية فكرة أن التعاون الاقتصادي وحده يمكن أن يبني منطقة مستقرة. وقال لرويترز "الشرق الأوسط الجديد يُبنى على أرض هشة جدا".
وفي حين انتقدت أبوظبي سلوك إسرائيل في الحرب، فقد أدانت أيضا حركة حماس بسبب هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
وترى الإمارات أن الحركة الفلسطينية المسلحة والجماعات الإسلامية الأخرى تشكل تهديدا لاستقرار الشرق الأوسط ومناطق أخرى.
وقال أحد المصادر "حماس ليست منظمتهم المفضلة... إنها الإخوان المسلمون في نهاية المطاف".
وكانت الإمارات في صدارة الحملة على جماعة الإخوان المسلمين، أقدم منظمة إسلامية في العالم العربي، في مصر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الإمارات العلاقات الحرب دولة الاحتلال غزة الإمارات الحرب العلاقات دولة الاحتلال سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
«محاربي الإمارات» تختتم نسختها الأولى من الطريق إلى أبوظبي في لبنان
أبوظبي (الاتحاد)
توّج المقاتل اللبناني جورج عيد بلقب النزال الرئيسي من سلسلة بطولات «محاربي الإمارات» للفنون القتالية المختلطة، التي أقيمت في مدينة جونية اللبنانية للمرة الأولى في تاريخ البطولة، في انطلاقة جديدة للحدث بعنوان «الطريق إلى أبوظبي»، جاء ذلك بعد فوزه على المغربي محمد الجغدال في منافسات النزال الرئيسي الذي خصص لوزن 74 كجم، وجاء الفوز بقرار الحكام، كما فاز أيضاً اللبناني شادي كاباني على مواطنه علي طباجة بالضربة القاضية في وزن الريشة.
وأقيمت منافسات البطولة في ملعب فؤاد شهاب وسط مشاركة كبيرة من نخبة المقاتلين، وحضور لافت.
وفي نزال السيدات الرئيسي فازت التركية اليكنور كورت على الإيرانية يغانية بولاغي بالضربة القاضية في وزن الذبابة، وفي بقية النزالات حقق المقاتل اللبناني عبدالوهاب مشارقي فوزاً كبيراً بالضربة القاضية في الجولة الأولى على المصري مجدي طارق، بعد أداء هجومي مكثّف أنهاه بضربة حاسمة وسط تفاعل هائل من الجماهير.
كما تمكّن اللبناني علي زريق من خطف الفوز بإجماع الحكام على حساب المصري فتحي محمود في نزال اتسم بالذكاء التكتيكي وتنوع الأساليب القتالية.
وأكد فؤاد درويش الرئيس التنفيذي لشركة بالمز الرياضية رئيس اللجنة المنظمة للبطولة أن هذه النسخة تُعد نقطة انطلاق لمسار جديد داخل منظومة محاربي الإمارات، تحت عنوان الطريق إلى أبوظبي يهدف إلى اكتشاف المواهب العربية الناشئة، وتوفير منصة احترافية للتدرج نحو النزالات العالمية، وتعزيز انتشار الفنون القتالية المختلطة في المنطقة.
وأضاف: «أكدت نتائج هذه النسخة أن السلسلة الجديدة جاءت في توقيت مثالي، مع بروز مستوى تقني عالٍ ومنافسات متقاربة، ما يعزز استمرارية هذا النهج التطويري في السنوات المقبلة، لافتاً إلى أن بطولة محاربي الإمارات أثبتت مرة جديدة، قدرتها على تقديم تجارب دولية متكاملة، تجمع بين التنظيم الاحترافي والاختيارات الفنية العالية، بما ينسجم مع رؤيتها في جعل المنطقة مركزاً عالمياً لصناعة نجوم الفنون القتالية».