خرجت القمة العربية الإسلامية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض بعدد من القرارات، والتي كان من أهمها رفض توصيف هذه الحرب الانتقامية التي يشنها جيش الاحتلال على أهل غزة بالدفاع عن النفس، وعدم تبريرها بأي شكل من الأشكال، بالإضافة إلى ضرورة كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية بشكل فوري، ودعوة المنظمات الدولية للمشاركة فيها، ودخول هذه المنظمات للقطاع وحماية طواقمها بشكل كامل، ودعم كل ما تتخذه مصر من خطوات لمواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة وإسناد جهودها لإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل فوري ومستدام وكافٍ.

ومن أهم القرارات التي خرجت بها هذه القمة، مطالبة المحكمة الجنائية الدولية باستكمال التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والأراضي المحتلة.

ولقد جاءت هذه القمة في الوقت الذي يواصل جيش الاحتلال عدوانه الغاشم واستهدافه للمستشفيات التي تعالج آلاف المصابين والجرحى وتحتضن عشرات الآلاف من النازحين، في ظل صمت دولي أمام هذه الانتهاكات.

إننا نأمل أن تتحقق قرارات هذه القمة الاستثنائية وأن تدخل قوافل المساعدات لسكان قطاع غزة في أقرب وقت وبشكل مستمر، لإغاثة أشقائنا الفلسطينيين الذين يعانون منذ يوم السابع من أكتوبر.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ورقة علمية: إسرائيل تستخدم التجويع والمساعدات كسلاح حرب في غزة بغطاء دولي

في ورقة علمية جديدة أصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، سلّط الباحث ثامر سباعنه الضوء على استخدام الاحتلال الإسرائيلي سياسة التجويع وأدوات المساعدات كسلاح في حربه ضدّ غزة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، محذراً من تحوّل الحصار إلى أداة إبادة جماعية صامتة.

تحت عنوان: "التجويع والمساعدات كسلاح حرب: دراسة حالة غزة في ضوء القانون الدولي الإنساني"، وثّقت الورقة سياسات الاحتلال الممنهجة في تجويع الفلسطينيين، بدءاً من الحصار المفروض منذ عام 2007، وصولاً إلى الانهيار الغذائي الكارثي الذي تعيشه غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

تشير الورقة إلى تقارير أممية ـ من بينها تصنيف "IPC" الصادر في آذار/ مارس 2024 بمشاركة 15 منظمة بقيادة الأمم المتحدة ـ تفيد بأن غزة باتت على شفا مجاعة، حيث يعاني نحو 70% من سكان القطاع من انعدام كارثي في الأمن الغذائي.

وأكدت الورقة أن الاحتلال عمد إلى قصف مخازن الأغذية، وتدمير الأراضي الزراعية والمخابز، ومنع دخول المساعدات وقوافل الإغاثة، إلى جانب استهداف البنية التحتية الحيوية، في مشهد تتكرر فيه "مجازر الخبز" بحق المدنيين المنتظرين للمساعدات.

ورأى سباعنه أن المساعدات نفسها تحوّلت إلى أداة ضغط سياسي، تتحكم بها إسرائيل وحلفاؤها لاستخدامها كورقة مساومة، بدلاً من أن تكون حقاً إنسانياً محايداً. كما وثّق استخدام التجويع كسلاح نفسي بهدف كسر إرادة الفلسطينيين، حيث يشعر 96% من أطفال غزة أنهم قريبون من الموت، بحسب ما ورد في الورقة.

من جهة أخرى، كشفت الورقة عن دعم شعبي وسياسي إسرائيلي واسع لسياسات التجويع، إذ أيّد 68% من الإسرائيليين في استطلاع فبراير/شباط 2024 منع دخول المساعدات إلى غزة، حتى من خلال جهات دولية. كما أنكر مسؤولون إسرائيليون، بينهم نتنياهو، وجود مجاعة، رغم مشاهد الجوع والموت المتكررة.

وفي المقابل، برزت أصوات معارضة خجولة داخل "إسرائيل"، منها صوت الجنرال السابق يائير جولان الذي دان "الاحتفال بوفاة الأطفال"، والكاتب جدعون ليفي الذي شبّه ما يحدث في غزة بمعسكرات الاعتقال النازية.

الورقة خلصت إلى أن سياسة التجويع الإسرائيلية ترقى إلى جريمة حرب، تستوجب المحاسبة الدولية والتعويض، مشددة على أن هدف الاحتلال من هذه السياسة هو الانتقام، وإجبار الفلسطينيين على الهجرة، وتحريضهم على المقاومة، في ظل تواطؤ دولي وصمتٍ عربي.

ودعت الدراسة إلى توثيق الانتهاكات بشكل ممنهج، ورفع دعاوى دولية، وحشد الدعم العالمي لرفع الحصار وتوفير الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين في غزة، قبل أن تتحول المجاعة إلى واقع دائم في أكبر سجن مفتوح في العالم.

مقالات مشابهة

  • "المجاهدين": استمرار الإبادة والتجويع وصمة عار في جبين المجتمع الدولي
  • تبدّل المزاج الإسرائيلي.. أصوات تشكّك في أخلاقيات الحرب على غزة
  • الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان: ما يحدث في غزة إبادة جماعية
  • تسريبات من تل أبيب: قرارات كبرى خلال أيام..وواشنطن تترقّب
  • ورقة علمية: إسرائيل تستخدم التجويع والمساعدات كسلاح حرب في غزة بغطاء دولي
  • وزير أردني سابق: سياسات حماس أسفرت عن تدمير غزة اقتصاديا واجتماعيا وعمرانيا
  • مركز تنسيق العمليات الإنسانية يوجه إشعارا للمجتمع البحري بمخاطر التعامل مع موانئ العدو الإسرائيلي
  • الشمري: قرارات الفيدرالي الأمريكي تؤثر بشكل مباشر على تمويل السوق العقاري . فيديو
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين