(عدن الغد) خاص:


كشفت صحيفة الشرق الاوسط السعودية نقلا مصدر يمني رفيع أن التحركات الأخيرة في جهود السلام التي تقودها السعودية تتمحور حول خريطة السلام الأولى التي قُدمت في رمضان الماضي، بعد إجراء تعديلات وملاحظات عليها من الشرعية اليمنية والحوثيين.

وأكد المصدر نفسه لـ صحيفة الشرق الأوسط السعودية أن مجلس القيادة الرئاسي اليمني اطَّلع قبل نحو شهر على مسودة خريطة السلام، وأجرى عليها بعض التعديلات والملاحظات، وأضاف المصدر –رافضاً الإفصاح عن هويته: «ما تتم مناقشته اليوم هو نفس خريطة السلام التي قدمها الأشقاء السعوديون في رمضان الماضي، حصل تقدُّم وعُرضت قبل شهر على مجلس القيادة لكنه رفض الصيغة المقدمة، وجرى التعديل عليها وأُرسلت الملاحظات».

في المقابل، اكتفى مصدر خليجي قريب من المداولات بالإجابة على سؤال حول اتفاق وشيك بالإشارة إلى أنه لا شيء تم حتى اللحظة.

ووفقاً للمصدر اليمني، فإن هنالك «رداً حوثياً، وهناك تعديلات قبلوا بها حول مسألة آلية الضرائب والجمارك في ميناء الحديدة وصرف الرواتب في الصيغة الأساسية الأولى لخريطة السلام».

كان وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك، التقى الثلاثاء، المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، وناقش معه جهود السلام الأخيرة. فيما أعلنت الخارجية الأميركية، الثلاثاء، عن توجه المبعوث الخاص لليمن تيم ليندركينغ، إلى الخليج لدفع جهود السلام في البلاد.

وأفاد المصدر بأن مجلس القيادة الرئاسي اليمني سوف يجتمع الأربعاء أو الخميس، لمناقشة الرد الحوثي والأفكار المطروحة للمضي قدماً في عملية السلام، مشدداً على أن الشرعية اليمنية حريصة جداً على السلام لا سيما مع تأكيد الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة، خلال القمة العربية الإسلامية الأخيرة، أهمية استغلال الحوثيين فرصة السلام الحالية.

اللواء فرج البحسني، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، أوضح في منتصف أكتوبر (تشرين أول) الماضي أن جهود تحقيق السلام التي تقودها السعودية وسلطنة عمان مستمرة على قدم وساق، مبيناً أن خريطة الطريق التي تجري مناقشتها حالياً تحظى بدعم إقليمي ودولي كبيرين.

وكشف اللواء فرج عن أن مجلس القيادة الرئاسي اليمني أقر أسماء وفده المفاوض الذي سيجتمع مع الحوثيين في أي محادثات مقبلة، معبراً عن تفاؤله بتحقيق تقدم في عملية السلام الذي انتهجته الشرعية خدمةً للشعب اليمني وليس ضعفاً، على حد تعبيره.

وتشمل خريطة السلام الأساسية –حسب المصدر– تغيير الحكومة اليمنية أو إجراء تعديل وزاري حسبما يجري التوافق عليه، وأضاف: «الموضوع يشمل فيما بعد تغيير الحكومة، وهناك طرح حول مسألة تعديلات وزارية، كلا الأمرين مطروح ويحظى بنفس الدعم، وهو جزء من خريطة السلام».

وعن المتوقع خلال الأيام المقبلة، وما إذا كان هناك إعلان مرتقب لاتفاق سلام وهدنة طويلة، أشار المصدر القريب من الملف إلى أن ذلك يعتمد على المناقشات وطبيعة الرد الحوثي بشأن خريطة السلام وبنودها.

وأضاف: «الأمر يعتمد على الاجتماعات المقبلة، ورد الحوثيين... الدولة جاهزة وقدمت ملاحظاتها على الصيغة التي قُدمت، والأمل أن يكون هناك تجاوب حوثي، ولا أعتقد أن الحوثيين سيوافقون على كل ما طرح، ربما يقدمون تنازلات في بعض المواضيع ويرفضون أخرى».

في حال التوافق على الأمور كافة يقول المصدر: سيجري التوقيع على خريطة السلام لوقف الحرب في البلاد بحضور وفد الحوثيين، إلا أن ذلك «قد يحتاج إلى بعض الوقت»، على حد تعبيره. وتابع: «مجلس القيادة الرئاسي سوف يجتمع، وقد وصل بالفعل معظم أعضائه إلى الرياض».

ويرى مراقبون أن الدعوات الأخيرة لأعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إعادة تصنيف جماعة الحوثي إرهابية، قد يشكّل ضغطاً على الجماعة التي حاولت استغلال أزمة غزة في الهروب من استحقاقاتها الداخلية.

وكان نوابٌ جمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي، حثوا وزارة الخارجية على إعادة تصنيف الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية على خلفية هجماتها الموجهة ضد إسرائيل.

وسبق لوفد حوثي أن زار الرياض بمعية وفد عماني منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، وأجرى مناقشات لمدة خمسة أيام. وقال محمد عبد السلام، رئيس وفد الحوثيين حينها في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن السلام هو الخيار الأول الذي يجري العمل عليه.

وأكدت السعودية أنها وجّهت الدعوة إلى وفد من صنعاء لزيارتها؛ لاستكمال اللقاءات والنقاشات، بناءً على المبادرة السعودية التي أُعلنت في مارس (آذار) 2021، واستمراراً لجهود السعودية وسلطنة عمان، للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن، وحل سياسي مستدام ومقبول من جميع الأطراف اليمنية.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: مجلس القیادة الرئاسی الیمنی خریطة السلام

إقرأ أيضاً:

دبلوماسي بريطاني سابق بغزة: لاستمرار السلام لا بد من تحقيق 5 أمور

يحدد ألكسندر دراغونيتي، الدبلوماسي البريطاني السابق الذي خدم في غزة، 5 شروط رئيسية لضمان سلام دائم بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، واحتمال انسحاب الأخيرة من السلطة.

لكن الطبيعة، وخاصة في مناطق النزاع، لا تطيق الفراغ، وفقا لمقال دراغونيتي في موقع آي بيير الإخباري البريطاني، الذي يتساءل بعد ذلك عمن سيخلف حماس في قيادة غزة، وهل سيتمكن القادة الجدد من الوفاء بوعد السلام؟

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وليام هيغ: هذه دروس لترامب من تجربة غزةlist 2 of 2لوباريزيان: أمل يولد من بين الأنقاض ومشاهد الدمار في غزةend of list

هنا يورد المقال الحل المقترح في خطة السلام والقائم على "مجلس سلام" جديد بقيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعضوية شخصيات دولية، وبدعم من قوات حفظ سلام متعددة الجنسيات.

بيد أن الكاتب حذر من أن مثل هذه الخطة محفوفة بالمخاطر في ظل غياب الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكن دراغونيتي عبر عن أمله في تحقيق السلام المنشود والحصول على نتائج إيجابية على المدى القصير، ومع مرور الوقت، خلق فرصة فريدة من نوعها لتغيير قواعد اللعبة وتحقيق حل الدولتين.

وهو ما قال الكاتب إنه يتطلب تحقق 5 شروط، وهي:

أولا، شرعية القيادة الجديدة

يجب على السلطة الفلسطينية، البديل المحتمل لحماس في حكم غزة، أن تثبت جاهزيتها، فهي حاليا، تفتقر للشرعية الديمقراطية، ولا تحظى بشعبية، ولم تحكم غزة منذ عام 2007.

وهذا يعني أن عليها أن تُجري إصلاحات سريعة وتكتسب مصداقية، لا سيما كجزء من "مجلس السلام" المُقترح حديثا، بقيادة ترامب.

ولفت إلى أن فشل هذه السلطة في أداء مهمتها، والفساد المستشري فيها، والآراء السلبية حول الرئيس محمود عباس، البالغ من العمر (89 عاما)، أدت إلى فصل المؤسسة عن شعبها.

وأكد أن على هذه السلطة لكسب ثقة الفلسطينيين أن تستغل الفرصة لإثبات قدرتها على القيادة، مما يتطلب إجراءات إصلاحية سريعة تكون بإشراف ومساعدة دولية.

ثانيا، نتائج سريعة وملموسة على أرض الواقع

وللحفاظ على الدعم الشعبي، يجب على "مجلس السلام"، وفقا للكاتب، أن يُنجز مهمته بسرعة، بما في ذلك استعادة الخدمات الأساسية، وإعادة بناء البنية التحتية، وتوفير فرص العمل، كما يجب تجنب أخطاء كتلك التي ارتُكبت في العراق بعد الغزو، مثل تفكيك المؤسسات القائمة، بل يتعين على المجلس للقيام بعمل أفضل أن يتعامل مع هياكل التنفيذ والشركاء الحاليين والحذر من إنشاء مؤسسات موازية.

ثالثا، مخرج لأعضاء حماس

يتطلب السلام الدائم، وفقا للكاتب، مسارا لإعادة دمج أعضاء حماس السابقين بطريقة سلمية، يُعدّ العفو عن أولئك الذين نبذوا العنف أمرا ضروريا، كما حدث في أيرلندا الشمالية، لمنعهم من أن يتحولوا إلى معيقين للعملية أو يعودوا إلى التشدد، وفي أفضل الأحوال، ينبغي منح الجميع حصة من النجاح، على حد تعبير دراغونيتي.

فلسطينيون يتلقون مساعدات على أنقاض مساكنهم المدمرة (رويترز)رابعا، استثمار كبير في إعادة إعمار غزة

ستبلغ تكلفة إعادة الإعمار حوالي 80 مليار دولار، ومع تدمير أو تضرر أكثر من 90% من المنازل، يجب على المانحين -وخاصة الداعمين لخطة السلام- الإسراع في تقديم الدعم المالي.

خامسا، مسار واضح نحو الدولة الفلسطينية

بدون رؤية طويلة المدى، تتضمن حل الدولتين وسيادة حقيقية للفلسطينيين، سيفتقر أي سلام مؤقت إلى الشرعية. يمكن لحكومة سلمية في غزة مدعومة دوليا أن تُغير المشهد، مما يجعل حل الدولتين أكثر قابلية للتطبيق في النهاية.

إعلان

فالطريق الحقيقي نحو الشرعية هو إظهار أن الخطة تهدف إلى المساعدة في تحقيق ما هو أكبر، أي دولة فلسطينية ذات سيادة وذات حدود متفق عليها، تسيطر على أمنها، وتتمتع بالحرية في اختيار طريقها الخاص، على حد تعبير الكاتب.

وختم دراغونيتي بالتأكيد على أن وقف إطلاق النار إذا جعل كلا من حماس وإسرائيل يعتبران السلام أكثر فائدة من الصراع، فقد يكون "مجلس السلام" فرصة حقيقية، ولكن النجاح يعتمد على الإصلاح، والتنفيذ السريع، والدبلوماسية الشاملة، والالتزام الحقيقي بالتوصل إلى حل سياسي عادل.

مقالات مشابهة

  • موعد صرف مرتبات العاملين بالدولة لـ شهر أكتوبر 2025
  • الملك عبد الله الثاني صوت الحقيقة التي هزمت أكاذيب نتنياهو وحكومتة المتطرفة .
  • مصطفى بكري: دعوة الرئيس اليمني للحوثيين في ذكرى ثورة 14 أكتوبر بإلقاء السلاح هدفها السلام
  • سلام القبور.. وشرم الشيخ التي صمتت على بكاء غزة
  • «لقد أخفوا شعرى».. ترامب ينتقد غلاف مجلة تايم عن سلام الشرق الأوسط
  • دبلوماسي بريطاني سابق بغزة: لاستمرار السلام لا بد من تحقيق 5 أمور
  • ترامب يعلن انتهاء حرب غزة وتوقيع اتفاق سلام ويكشف عن إدخال مساعدات إلى القطاع
  • بنود وثيقة الضمانات التي وقعت في شرم الشيخ بشأن اتفاق غزة
  • عاجل | فحوى الوثيقة التي وقعها الوسطاء في شرم الشيخ: ندعم جهود الرئيس ترمب لإنهاء الحرب وتحقيق سلام دائم
  • ترامب: ممتن للدول العربية والإسلامية التي ساهمت في اتفاق السلام لإنهاء الأزمة في غزة