باستثمارات تتجاوز 3 مليارات دولار

الدقم ـ من عبدالله الشريقي:
احتفل أمس في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بوضع حجر الأساس لمشروع مصنع متكامل لإنتاج الحديد الأخضر من الهيدروجين باستثمارات تتجاوز 3 مليارات دولار (مليار و١٥٨ مليون ريال عماني)، ليكون بمثابة انطلاقة جديدة للتنمية الصناعية في سلطنة عمان.


يتضمن المشروع الذي تنفِّذه شركة فولكن للحديد الأخضر، التابعة لمجموعة جندال شديد للحديد والصلب عدَّة من المراحل، حيث من المخطط أن يتمَّ الانتهاء من عمليات الانشاء بحلول عام 2026 وبدء الإنتاج في عام 2027، حيث يتمثل هدف مشروع شركة فولكن للحديد الأخضر في إنشاء مصنع متكامل للحديد الأخضر من الهيدروجين الأخضر بطاقة إنتاجية 5 ملايين طن متري سنويًّا قبل نهاية العقد الحالي مع انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 85٪ تقريبًا عن المتوسط العالمي الحالي.
رعى الحفل معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي، رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحُرة بحضور عدد من أصحاب السعادة والمسؤولين في القطاعين العام والخاص بمحافظة الوسطى.
ويأتي المشروع الذي يُعدُّ الأكبر في العالم لإنتاج الحديد الأخضر، تماشيًا مع أهداف سلطنة عمان للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وفقًا للتوجيهات السَّامية لجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ مما يجعل سلطنة عمان قاطرة العالم في إنتاج الحديد الأخضر وفقًا لرؤية عمان 2040 كما أنَّ إنشاء المصنع يؤكد التزام سلطنة عمان بالتنمية الصناعية المستدامة والصديقة للبيئة.
وأكد معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحُرة على أهمية مشروع إنشاء مصنع متكامل للحديد الأخضر بالدقم والذي سيُسهم في إنتاج الحديد لقطاع السيارات والأدوات الكهربائية وطواحين الهواء والتي تحتاج إليها مشاريع الطاقة المتجددة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
وقال معاليه: إنَّ إنشاء المصنع في المنطقة يأتي نظرًا لوجود مشروعين قيد التأسيس لإنتاج الطاقة المتجددة من طاقتي الرياح والشمس. كما أنَّ هناك مجموعة من المشاريع في محيط المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم التي تهدف إلى إرسال الطاقة للدقم، ثم تحويلها لأغراض تصدير الهيدروجين الأخضر.
وأشار معاليه إلى أنَّ ما يميز هذا المشروع سيبدأ باستخدام الغاز إلى أن تتوفرَ طاقة الرياح والطاقة الشمسية ويهدف استيراد المواد الخام، ثمَّ تحويلها إلى الحديد آملًا أن يكونَ هذا المشروع احد المشاريع الثلاثة في الطاقة المتجددة حيث تم حجز أراضٍ لهذه المشاريع. مشيرًا إلى أنَّ الفرق بين مشروع مصنع متكامل للحديد الأخضر بالدقم ومشروعها في صحار يهدف إلى تغذية قطاع مواد البناء، أمَّا هذا المشروع فسيعمل على توفير المواد لقطاعات أخرى مختلفة تمامًا.
وأكد معاليه على أنَّ هناك طلبًا من إحدى الشركات العالمية المتخصصة في قطاعات تعتمد على هذا المشروع آملًا الوصول إلى اتفاق مع هذه الشركة لكي يكونَ أحد العملاء الرئيسين لشراء الحديد من هذا المشروع.
من جهته قال فينكاتيش جندال، نائب رئيس مجلس إدارة فولكن للحديد الأخضر: تقف سلطنة عمان اليوم بالظروف المثلى التي تتمتع بها لإنتاج الطاقة الخضراء كمنارة أمل لمستقبل أكثر اخضرارًا، وهي الفرصة التي تتوافق تمامًا مع تطلعات فولكن للحديد الأخضر.
وأضاف: إنَّ حكومة سلطنة عمان برؤيتها المستقبلية الطموحة خصصت مساحات شاسعة لمشاريع الطاقة المتجددة، والتي ستكون ضرورية لرؤيتنا لإنتاج الحديد الأكثر اخضرارًا بدءًا من نهاية هذا العقد. مشيرًا إلى أنَّ هذه المنشأة المتطورة لإنتاج الحديد الأخضر ستحدث ثورة في العمليات الصناعية الصديقة للبيئة وستلبي احتياجات قطاعات السيارات وتوربينات الرياح والسلع الاستهلاكية. مؤكدًا على أنَّ المشروع سيحقق وفورات هائلة تبلغ ١٢ مليون طن سنويًّا في ثاني أكسيد الكربون وبذلك سيكون له تأثير إيجابي كبير على الحدِّ من الانبعاثات العالمية.
وقال: إلى جانب توفير طاقة الرياح والطاقة الشمسية حوالي 16 ساعة من الكهرباء تبذل شركة فولكن للحديد الأخضر جهودًا دؤوبة لاستكشاف خيارات تخزين إضافية للطاقة الخضراء على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لسدِّ المدَّة المتبقية من 7 إلى 8 ساعات. وسيتم ذلك بالشراكة بين فولكن للطاقة الخضراء وأوكيو للطاقة البديلة التي وقَّعت اتفاقية لاستكشاف مشروع التطوير المشترك «وادي الطاقة المتكامل» الذي يُعدُّ أول مشروع من نوعه في دول مجلس التعاون الخليجي، والذي يجمع بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتخزين الطاقة لتوفير طاقة خضراء تنافسية على مدار الساعة لتلبية الاحتياجات المتزايدة لإزالة الكربون من الصناعات الكبيرة في سلطنة عمان مثل فولكن للحديد الأخضر.
الجدير بالذكر أنَّ مصنع الحديد المختزل المباشر سيكون مصنعًا للحديد الأخضر مع مرونة الانتقال من الاعتماد بنسبة 100٪ على الغاز الطبيعي إلى 100٪ على الهيدروجين الأخضر، مع مزيج فريد من الحديد المختزل المباشر الساخن ونظام القولبة الساخن كما سيكون أكبر نموذج لمصنع كوحدة واحدة في العالم 2.5 مليون طن سنويًّا.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاقتصادیة الخاصة الطاقة المتجددة لإنتاج الحدید الحدید الأخضر هذا المشروع سلطنة عمان إلى أن

إقرأ أيضاً:

4.9 مليار ريال إجمالي إيرادات سلطنة عمان في أول 5 أشهر من العام الجاري

تقرير - أمل رجب

ارتفع حجم الإنفاق العام لسلطنة عمان خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري بنسبة 6 بالمائة ليصل إلى 5 مليارات و24 مليون ريال عماني، ما يعكس التوجه نحو تعزيز الإنفاق الاجتماعي والتنموي.

وبلغ إجمالي الإيرادات العامة الفعلية 4.9 مليار ريال عماني، متراجعا بنسبة 4 بالمائة خلال الفترة من يناير وحتى مايو 2025 مقارنة مع الإيرادات المحققة خلال الفترة نفسها من 2024 البالغة نحو 5 ملايين ريال عماني، وسجل العجز المالي الفعلي للميزانية 146 مليون ريال عماني مقارنة مع فائض مالي بقيمة 351 مليون ريال عماني خلال الفترة نفسها من عام 2024.

وتتضمن الإيرادات العامة المحققة فعليا خلال أول خمسة أشهر من العام الجاري 2.520 مليار ريال عماني من إيرادات النفط و747 مليون ريال عماني من إيرادات الغاز، إضافة إلى الإيرادات غير النفطية التي شملت 560 مليون ريال عماني من حصيلة ضريبة الدخل على الشركات، و324 مليون ريال عماني من ضريبة السلع والخدمات، و89 مليون ريال عماني من الضريبة الجمركية، و630 مليون ريال عماني من الإيرادات الأخرى التي تعد من أهمها أرباح الاستثمارات التابعة لجهاز الاستثمار العماني.

وفي إطار تحقيق مستهدفات رؤية عمان نحو الوصول للاستدامة المالية وتقليل الاعتماد على النفط وتنويع روافد الإيرادات من المصادر غير النفطية، صدر العام الجاري قانون الضريبة على دخل الأفراد بمقتضى المرسوم السلطاني رقم 56 / 2025، وتطبق الضريبة على الأشخاص الذين يتجاوز دخلهم الإجمالي 42 ألف ريال عُماني سنويا، وفق ضوابط حددها القانون، وتكون الضريبة واجبة السداد بمعدل 5 بالمائة من الدخل الخاضع للضريبة، وسيدخل القانون حيز التنفيذ اعتبارا من بداية عام 2028.

ورغم تراجع أسعار النفط خلال العام الجاري، ما زالت مستويات الأسعار مواتية لتحقيق الميزانية العامة للدولة للعام المالي 2025 لمستهدفاتها في جانبي الإيرادات والالتزامات المالية، حيث بلغ المتوسط الفعلي لخام نفط عمان خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري 75.2 دولار للبرميل مقابل السعر المقدر مبدئيا في الميزانية عند 60 دولارا للبرميل، وحتى الآن تظل مستويات الايرادات الفعلية أعلى من التقديرات المبدئية للميزانية، كما أن العجز الفعلي أقل من تقديرات الميزانية العامة التي كان متوقعا عند بداية إعدادها أن يتم تسجيل عجز مالي بنحو 620 مليون ريال عُماني خلال العام الجاري بأكمله في حال كان متوسط سعر النفط الفعلي 60 دولار.

وتتوقع البنوك الاستثمارية والمؤسسات الدولية أن تظل أسعار النفط تحت ضغوط خلال الفترة المتبقية من العام الجاري مع ترجيح استمرار هذه الضغوط خلال عام 2026، وذلك نظرا لمخاوف من تبعات النزاعات التجارية المتصاعدة، وتأثيرها على تباطؤ نمو الاقتصادي العالمي وخفض الطلب على الطاقة وتزامن هذه المتغيرات مع بدء مجموعة أوبك بلس رفع حجم الإمدادات وتخفيف القيود على الإنتاج.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ متوسط سعر النفط حوالي 77 دولارا للبرميل بنهاية العام الجاري بتراجع 15 بالمائة عن متوسط سعر النفط في عام 2024، كما يرجح بنك «جولدمان ساكس» انخفاض أسعار النفط خلال العامين الحالي والمقبل، بسبب تزايد المخاطر المحيطة بالنمو الاقتصادي العالمي وزيادة الإمدادات من قبل دول مجموعة أوبك بلس، ليسجل متوسط خام برنت نحو 63 دولارًا للبرميل خلال الفترة الباقية من 2025 مع احتمال التراجع إلى أقل من 60 دولار خلال 2026.

مقالات مشابهة

  • «أبوظبي للتنمية» يشارك في وضع حجر الأساس لمشروع استثماري في صلالة
  • وضع حجر الأساس لمجمع سياحي متكامل في صلالة باستثمارات 80 مليون ريال
  • "التراث والسياحة" تفتتح ركن النيازك بفندق ماندارين أورينتال
  • مذكرة تفاهم لتطوير سلسلة قيمة الهيدروجين الطبيعي في سلطنة عُمان
  • وضع حجر الأساس لمجمع سياحي متكامل في صلالة باستثمار 80 مليون ريال
  • وضع حجر الأساس لمشروع واجهة الأشخرة السياحية بجعلان بني بو علي
  • نجاح عملية إكثار وتوطين النمور العربية في سلطنة عمان
  • فندق وشقق موڤنبيك غلا مسقط: أرشد محمود يُكرّم كأحد أكثر المدراء العامين تأثيرًا في سلطنة عُمان
  • سلطنة عمان شريك فعال في المنصة الموحدة لرياضة المرأة الخليجية
  • 4.9 مليار ريال إجمالي إيرادات سلطنة عمان في أول 5 أشهر من العام الجاري