شبكة اخبار العراق:
2025-10-09@19:14:43 GMT

من يرى الدولة الفلسطينية خارج النفق؟

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

من يرى الدولة الفلسطينية خارج النفق؟

آخر تحديث: 30 نونبر 2023 - 8:54 صبقلم:فاروق يوسف حين أسقطت منظمة التحرير الفلسطينية من ميثاقها الفقرات التي تدعو إلى تدمير إسرائيل أو ما يشبه ذلك أو ما يوحي به فإنها كانت على يقين من أن حلم قيام دولة فلسطين صار قريبا. أما عن مسوغات ذلك اليقين فإن معظمه قد ارتبط بما توهمه الفلسطينيون ضمانات دولية، تبين فيما بعد أنها مجرد حبر على ورق وأن الموقف الأميركي المناصر لإسرائيل لم يتغير وأن السلطة التي قادها ياسر عرفات لم تتمتع بأي نوع من الحماية في مواجهة حملات إسرائيل التي لم تمنعها حدود إلى أن وصلت إلى المرحلة الأخطر التي تمثلت بمحاصرة الرئيس عرفات في مقاطعته، وهي مركز حكمه.

وإذا ما كان الرئيس محمود عباس قد سعى بكل ما عُرف عنه من صبر إلى أن يسترد واقعا افترض أن القوانين الدولية تسنده سواء من خلال جولات المفاوضات المباشرة مع إسرائيل أو من خلال الوسيط الأميركي فإن كل مساعيه ارتدت عليه بحيث صار يُنظر إليه بطريقة خاطئة باعتباره الرجل الضعيف الذي ينتظر الكثيرون موعد مغادرته كرسي الرئاسة ليعتليه شخص أكثر حزما. ومن السابق لأوانه تأكيد مدى قدرة ذلك الرجل الموعود على الخروج من المتاهة التي دخل إليها الفلسطينيون بعد أن صار متعارفا عليه أن الحل النهائي لا يمكن أن يتحقق إلا في سياق قرار فلسطيني مستقل. وهو ما يعني بطريقة مستترة فك ارتباط القضية الفلسطينية بالعرب. قد يكون الفلسطينيون على حق في ذلك بعد أن تعبوا من الخلافات العربية التي صنعت من قضيتهم مزادا. كان الكفاح المسلح واحدا من أهم الفقرات التي تم استبعادها من الميثاق الوطني الفلسطيني بعد أن كان محمود درويش قد كتب وثيقة استقلال دولة فلسطين التي قرأها الرئيس عرفات عام 1988 في الدورة 19 للمجلس الوطني الفلسطيني. عام 1993 وقع الفلسطينيون اتفاق أوسلو واعترفوا بموجبه بإسرائيل. وبالرغم من الاعتراف العالمي بدولة فلسطين غير أن الفلسطينيين لم يحصلوا على دولة على أرض الواقع ولم ينالوا استقلالهم. لم تتوقف إسرائيل عن التعامل معهم باعتبارهم شعبا يعيش على أرض هي تحت احتلالها، أو أنها تملك الحق في أن تعيد احتلالها حين تشعر بالحاجة إلى ذلك. كما أنها استمرت في مصادرة الأراضي الفلسطينية لتبني عليها مستوطنات جديدة. لم ينصر المجتمع الدولي الفلسطينيين في محاولتهم المطالبة بتطبيق القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن. الأذن التي تنصت إلى إسرائيل كانت صماء حين يتعلق الأمر بالصوت الفلسطيني الذي بدا في أكثر الأحيان معتدلا. كان العنف المفرط الذي تمارسه إسرائيل في حق المدنيين مقبولا أما حين يضحي إنسان بحياته من شدة اليأس فإن الكثير من علامات الريبة تدور حول دوافعه الإرهابية. في أكثر حلقات الصراع انحطاطا لم يوجه أحد اللوم إلى إسرائيل، كونها هي التي تعمل على حرمان شعب من حقه في بناء دولته على جزء من أرضه التاريخية. ربما يكمن السبب في أن الصهاينة يكرهون اسم فلسطين. ربما الغرب كله وهو الذي تخلص من عقدته إزاء اليهود عن طريق اختراع دولتهم لا يريد العودة إلى حكاية اسمها فلسطين، صار يعتبرها قديمة وقد حاول طي صفحاتها غير مرة. ليس صحيحا أن فلسطينيي اليوم بعد أكثر من ثلاثين سنة من إعلان الدولة الفلسطينية يأملون في أن تحقق حركة حماس حلمهم في الاستقلال وقيام الدولة المنشودة. ولكن سيُقال لك “هذا هو الموجود”. جملة سمعتها غير مرة وهي بقدر ما تعبر عن اليأس بقدر ما تحمل غضبا على الذات. لقد خسر الفلسطينيون زمنا عزيزا في مشاريع، تبين لهم أنها لصالح إسرائيل التي لم تر فيهم طرفا يستحق أن يأخذ شيئا يستحق الذكر. وهو ما جعلهم هذه المرة على يقين أيضا من أنهم أخطأوا، حين وضعوا ثقتهم في المجتمع الدولي أولا وثانيا حين اعتبروا إسرائيل عدوا صادقا. أن تثق اليوم بحماس أو لا تثق، ليست تلك المسألة. فحماس التي لها أجندتها الإخوانية هي الرد على السياسات التي تبنتها إسرائيل وهي تمارس شتى صنوف الاستهتار بالقانون الدولي والاتفاقات التي وقعتها مع الفلسطينيين برعاية دولية. لا المجتمع الدولي كان بمستوى الثقة ولا إسرائيل يمكنها أن تحقق اختراقا لوجودها الاستيطاني وتعترف بحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة التي نصت على حدودها القوانين الدولية التي سبق للعرب أن اعتبروها ميزانا عادلا لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: بعد أن

إقرأ أيضاً:

ترامب غاضب من نتنياهو.. بشارة بحبح يكشف ملامح الدولة الفلسطينية المؤجلة

كشف رئيس لجنة العرب الأمريكيين والوسيط الفلسطيني – الأمريكي بشارة بحبح أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تكن مجرد طرح لوقف الحرب في غزة، بل تضمنت مسارًا سياسيًا يقود إلى قيام دولة فلسطينية مستقبلًا، وفق رؤية مشروطة بإصلاحات وضمانات عربية ودولية.

ويقول بحبح إن ترامب كان مقتنعًا بأن تحقيق السلام في الشرق الأوسط سيكون بوابته نحو جائزة نوبل للسلام، ما دفعه لممارسة ضغوط غير مسبوقة على حكومة الاحتلال، ووفقًا للوسيط، فقد انفجر ترامب غضبًا خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعدما اكتشف أن الأخير "تلاعب" ببعض بنود الخطة قبل عرضها على الأطراف العربية، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي لإعادة صياغة أجزاء منها بنفسه.

من جانبها، أبدت حركة حماس استعدادًا للتعامل مع المبادرة الأمريكية بقدر من الانفتاح المشروط، فبحسب بحبح، أرسلت الحركة رسائل مباشرة إلى الإدارة الأمريكية عبره، عبرت فيها عن استعدادها لتسليم سلاحها الثقيل إلى جهة عربية محايدة ضمن اتفاق شامل لإنهاء الحرب، شرط وجود ضمانات واضحة وجدول زمني ملزم لإسرائيل، كما شدد الوسيط على أن حماس أوضحت في اتصالاتها أنها "لن تقدم أي تنازل عن المبادئ أو الحقوق الوطنية".


وأوضح أن الحركة تواصلت معه مباشرة لإيصال رسالة عاجلة إلى الجانب الأمريكي حول مقتل العشرات جراء القصف الإسرائيلي عقب قبول الخطة، مؤكدا أن حماس مستعدة للقتال حتى آخر عنصر لديها، موضحا أنه قال للإدارة الأمريكية إنها لن تستسلم.

ويصف بحبح رد حماس على الخطة بأنه كان "ذكيًا وواقعيًا" في آنٍ واحد، إذ جمع بين رفض الاحتلال والانفتاح على التسوية، ونقل عن قيادات في الحركة أنها منفتحة على إنشاء حزب سياسي يشارك في الحياة العامة الفلسطينية، ما يعني التحول نحو مزيج من المقاومة والسياسة على غرار تجارب دولية أخرى.

وفي موازاة ذلك، أشار الوسيط إلى أن واشنطن بدأت تدرك محدودية قدرة إسرائيل على التحكم بمسار المفاوضات بعد تآكل الثقة بين نتنياهو وترامب، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي هو "الوحيد القادر على إلزام تل أبيب بتنازلات حقيقية" لضمان استمرار الخطة.


وشدد بحبح على أن مستقبل إدارة قطاع غزة يجب أن يبقى بيد الفلسطينيين أنفسهم، دون المساس بدور السلطة الفلسطينية في أي تسوية قادمة، كما نفى صحة ما تردد عن نية بعض الأطراف تحويل غزة إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، مؤكدًا أن فكرة تهجير السكان أصبحت مستحيلة سياسيًا وأخلاقيًا.

واختتم بحبح بالإشادة بالدورين القطري والمصري في حماية الحقوق الفلسطينية ودعم جهود الوساطة، كاشفًا أن ترامب أجبر نتنياهو على تقديم اعتذار رسمي لقطر بعد انتقادات وجهها لها خلال المفاوضات، معتبرًا أن التنسيق العربي يظل "الضمان الحقيقي لأي سلام قادم".

مقالات مشابهة

  • سفير فلسطين السابق : موقف مصر الصخرة التي تحطمت عليها مخططات التهجير
  • : تسارع الاستيطان يهدد قيام الدولة الفلسطينية
  • غوتيريش يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الفصائل الفلسطينية
  • عاجل.. ترامب يعلن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد موافقة إسرائيل والفصائل الفلسطينية
  • ترامب غاضب من نتنياهو.. بشارة بحبح يكشف ملامح الدولة الفلسطينية المؤجلة
  • خارج السرب.. عيدروس الزبيدي يتحدث عن ضم مناطق في تعز ومأرب للجنوب ودولة مُطبعة مع إسرائيل حدودها تتجاوز ما قبل عام 1990
  • الكتائب: لا مبرّر لبقاء أي سلاح خارج إطار الدولة
  • أبرز الشخصيات التي اغتالتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر وحتى الحظه
  • أبرز الشخصيات التي اغتالتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر
  • بدء جلسات التفاوض غير المباشرة بين إسرائيل وحركة الفصائل الفلسطينية في شرم الشيخ