«من مدينة السلام».. مصر ترسل قبلة الحياة إلى غزة وتؤكد ريادتها في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 9th, October 2025 GMT
احتفل الشارع الفلسطيني بإعلان المرحلة الأولى من وقف الحرب التي تم إعلانها من شرم الشيخ، آن الأوان أن يعود الأمن لقطاع عانى من القصف المستمر، وأن يقف سيلان الدم الذي أصبحت رؤيته أمرا طبيعيا في قطاع غزة، عامين من القصف المكثف الذي راح ضحيته عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، نتيجة هذه الحرب العدوانية.
خلال مفاوضات شرم الشيخ، تم الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل، وذلك ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيز التنفيذ بشكل رسمي، بداية من اليوم الخميس وذلك بعد نحو عامين من الحرب الإسرائيلية على القطاع.
ويأتي تنفيذ وقف إطلاق النار عقب جولات مكثفة من المفاوضات في شرم الشيخ، بمشاركة مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، وبحضور وفود من حركتي حماس والجهاد الإسلامي وإسرائيل.
ويتضمن الاتفاق وقفًا كاملًا للعمليات العسكرية من الجانبين، وبدء إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية فورًا إلى جميع مناطق القطاع، إلى جانب تفعيل المرحلة الأولى من تبادل الأسرى والرهائن وفق الجداول المتفق عليها.
وكان الموقف المصري الراسخ والرافض لتهجير الفلسطينيين كان له الدور الفاصل في الحفاظ على القضية الفلسطينية.
بعد وقف الحرب في غزة.. ما حجم المساعدات التي قدمتها القاهرة لـ غزة:
كشفت الإحصائيات التي أعلنتها وزارة الخارجية المصرية، الخاصة بالجهود المصرية الإنسانية والإغاثية لدعم الأشقاء في قطاع غزة، أن 70% من المساعدات التي أُرسلت لقطاع غزة جاءت من جانب الدولة المصرية، بإجمالي 550 ألف طن من المساعدات الطبية والغذائية، كما شملت الجهود، إرسال نحو 3730 طنًا من المساعدات من خلال 168 عملية من عمليات الإنزال الجوي التي نفذتها مصر.
وأشارت الوزارة في البيان، إلى أنه من الفترة 27 يوليو وحتى أغسطس 2025، تم إدخال نحو 1288 شاحنة مساعدات لقطاع غزة من خلال معبر كرم أبو سالم، كما أن هناك 5 آلاف شاحنة أخرى محملة بالمساعدات تنتظر الدخول إلى قطاع غزة من الجانب المصري.
كل ذلك، بجانب استقبال مصر نحو 1022 طائرة في مطار العريش، تحمل 27 ألف و247 طنًا من المساعدات، بالإضافة إلى استقبال 591 سفينة في الموانئ المصرية.
بنود المرحلة الأولى من اتفاق غزة:وكشفت مصادر في حركة حماس تفاصيل تتعلق بالمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي تم التوصل إليه بين إسرائيل والحركة، وجاءت بنودها كالتالي:
- إفراج حركة حماس عن 20 أسيراً على قيد الحياة دفعة واحدة، مقابل إطلاق إسرائيل سراح أكثر من ألفي فلسطيني، بينهم 250 يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة و1700 اعتُقلوا منذ بدء الحرب قبل عامين.
- تتم عملية التبادل في غضون 72 ساعة من بدء تنفيذ الاتفاق.
- إدخال 400 شاحنة مساعدات كحدّ أدنى يوميا إلى القطاع خلال الأيام الخمسة الأولى بعد وقف إطلاق النار، وستتمّ زيادتها في الأيام المقبلة.
- عودة النازحين من جنوب القطاع إلى مدينة غزة «وسط وشمال القطاع فور بدء تنفيذه».
- المفاوضات بشأن تطبيق المرحلة الثانية من خطة ترامب تبدأ فور بدء تنفيذ المرحلة الأولى.
- بدء الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من القطاع، وفق الخط الذي اتفق عليه سابقاً.
حجم الدمار التي لحق بقطاع غزة:ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت 68 ألف و244 شهيدا و بلغ عدد المصابين نحو178ألف و924مصاب، معظمهم من الأطفال ونساء، وبلغ عدد المنازل المتضررة من القصف منذ العدوان نحو 192ألف 812، طبقًا لــ البيانات الصادرة عن جهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
ترامب: ممتن لقادة مصر وقطر وتركيا على مساعدتهم لنا في التوصل إلى اتفاق غزة
استشهاد 4 فلسطينيين من منتظري المساعدات برصاص قوات الاحتلال شمال قطاع غزة
الخارجية الفلسطينية تطالب مجلس الأمن باتخاذ إجراءات ملزمة لوقف جرائم الاحتلال وإدخال المساعدات
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر قطاع غزة غزة وقف إطلاق النار إدخال المساعدات لغزة اتفاق غزة المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار من المساعدات فی قطاع غزة اتفاق وقف
إقرأ أيضاً:
مسؤول إسرائيلي كبير يعترف: قطر بيت الحكمة الجديد في الشرق الأوسط
رغم الهجمة الاسرائيلية المعادية الموجهة ضد قطر، لكن هناك أصواتا أخرى تعتبرها مساحة لا تتصادم فيها التقاليد والحداثة، بل تتكاملان لخلق نموذج إقليمي جديد، حيث تقدم الدوحة منبراً للحوار العالمي، والأمن الثقافي، والإسلام المنفتح، وهو بديل يتحدى الثنائيات المألوفة اليوم، ولذلك ليس من السهل على الإسرائيليين الوصول إليها هذه الأيام، ليس بسبب جدول الرحلات المرهق، بل بسبب الأعباء الذهنية التي يحملها على ظهورهم كلما التقوا بالعالم العربي عمومًا، وقطر خصوصًا.
أبراهام بورغ رئيس الكنيست الأسبق، والرئيس السابق للوكالة اليهودية، ذكر أن "طريق الإسرائيليين إلى قطر مليئة بالتحيزات، والمفاهيم الخاطئة، وشعور عميق بالريبة، رغم أنهم اعتادوا النظر إليها كونها مموّلة لحماس، ومصدر تمويل المنظمات المعادية لليهود، وهكذا ينطلقون إلى قطر، وهم يشعرون بالقلق والتوتر، لأن قطر بالنسبة للإسرائيليين هي "أم المشاكل"؛ من الرشاوى المقدمة لمكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وصولا إلى إنشاء أنفاق حماس، وهي بالتالي عبارة عن أخطبوط سياسي مخيف وعدائي".
وأضاف بورغ في مقال نشره موقع ويللا، وترجمته "عربي21" أن "النظرة الإسرائيلية إلى قطر تثبت مدى ضآلة معرفتها بها، ولذلك يكتشف الإسرائيلي الذي يزور الدوحة أنها ليس الفناء الخلفي المتخلف للعالم، بل أحد مراكزه الجديدة والمؤثرة، ساحة رائعة، وهوية جديدة، حداثةٌ كاملةٌ لا تمتّ للغرب بصلة، ولا تتخلى عن تقاليدها أمام سطوة الغرب، بل حداثةٌ بديلة أكثر إثارةً للاهتمام من انغلاق إسرائيل".
وأوضح الكاتب أن "من يزور قطر سيتفاجأ باكتشاف إسلامٍ واثقٍ من نفسه، إسلام قائم على الإيمان، ينتمي لثقافة تُدرك قيمتها، وترتبط بتقاليدها، ولا تخشى العلم أو التكنولوجيا أو قواعد اللعبة العالمية، ويصعب تصديق ذلك، لكن الجميع هنا متدينون، ويدرسون المواد الأساسية بسعادة، يتحدث الجميع الإنجليزية، ويتقنون جميع المهن العالمية، ويُعنون بالثقافة والجمال، وهكذا تُقدم الدوحة نموذجًا يُمكن فيه للمرء أن يكون جزءًا من العالم دون أن يذوب فيه، نموذج ديني ومعاصر".
وأشار إلى أن "قطر تُقدم نموذجًا مُغايرًا، فالفضاء العام، والهندسة المعمارية الخلابة، والأوساط الأكاديمية، والإعلام، والثقافة، كلها تُجسد هوية عربية واثقة، والنتيجة هي إسلام معتدل لا يعتذر عن وجوده، بل يُقدم نفسه كمورد ثقافي استراتيجي للعالم أجمع، مرة في السنة، يُعقد "منتدى الدوحة"، وهو مؤتمر دولي يجمع قادة العالم وصناع السياسات ورجال الأعمال والناشطين لمناقشة التحديات العالمية".
وأكد بورغ أن "الدوحة بمنأى عن الترهيب السياسي الإسرائيلي، صحيح أن إسرائيل عامل مؤثر في الشرق الأوسط، ولا يوجد ما يمنع من قول ذلك، لكن ليس كل نقد لها معاداة للسامية، وليس كل معارض لها هو شقيق هتلر، ويجب على الاسرائيليين أن يتيقنوا أنهم ليسوا مركز العالم، رغم نزعتهم الأنانية".
وأكد أن "منتدى الدوحة تعبير عن الرؤية القطرية للعالم، غرفٌ تعجّ بأناسٍ ذوي معرفة، وممراتٌ مكتظة، وتجمعاتٌ غير رسمية، يحتسي الخصوم الرسميون القهوة، ويتجاذبون أطراف الحديث بودٍّ، الجميع مع الجميع دون حواجز، ممثلو القوى المتنافسة، ووزراء من مناطق النزاع، ورواد أعمال تكنولوجيون وفلاسفة مفكرون، ورجال دولة وعلماء، وممولون ونشطاء اجتماعيون، وسياسيون من دول لا تجمعهم لغة مشتركة، يتحدثون مع بعضهم، والأهم من ذلك، يُنصتون".
وبين بورغ أنه "في عالمٍ بات فيه الخطاب مُستقطباً وثنائياً؛ مع أو ضد، نحن أو هم، تُقدّم الدوحة أرضيةً وسطى غير حاسمة، مكانٌ يُدرك أن الحوار ليس ضعفاً، بل أداةٌ قوية، وفي عصرٍ لم تعد فيه القوة تُقاس بالأسلحة أو حجم الاقتصاد فحسب، تُعدّ هذه رؤيةً جوهرية، مشاهدٌ كانت تبدو مستحيلةً، لكنها أصبحت مألوفةً هناك، وما يُهيمن على أيام النقاش الثلاثة هو المضمون، وليس الدعاية أو الاستفزازات، حتى أن إسرائيليا مثلي طرح أسئلةً على كبار المسؤولين الإيرانيين، السابقين والحاليين، فيُجيبون".
وأضاف أن "الدوحة جعلت من نفسها مركزًا وبوصلةً لدوائر لا تلتقي في أي مكان آخر، ففي النقاشات المغلقة، تتبلور صورةٌ جديدةٌ للعالم، ولم يعد العالم منقسمًا بين الشرق والغرب، بل بين المنفتحين والمنغلقين، وقد اختارت الدوحة بوضوح الانتماء للعالم المُنفتح، وأصبحت قطر من الدول التي لا تُصدّر النفط فقط، بل تُصدّر نماذج الوساطة السياسية، من خلال دبلوماسية الوساطة، عبر منع الحروب، وخلق مصالح مشتركة، واستقرار ديني واقتصادي يُتيح مدّ جسور التواصل، بدلاً من تعميق العداء".
وأوضح بورغ أن "قطر تمثل نموذجا تكون فيه جسراً فاعلاً إلى العالم، ومن منظور جيوسياسي، هذه رؤيةٌ بعيدة المدى، وقد كشف منتدى الدوحة عن مزيجٍ لم نعهده من قبل، أناسٌ عصريون لا يخجلون من تقاليدهم، ولا يخشون أنماط الحياة الأخرى، وعلى الممشى الجميل، في ساعات الفجر الأولى، تسير النساء المحجبات من الرأس إلى أخمص القدمين بخطى سريعة إلى جانب سواهن من السافرات، ممن يرتدين قمصانًا قصيرة فقط، وتمتلئ متاجر المراكز التجارية بشتى أنواع البضائع، بما فيها ما قد لا يكون مناسبًا للمتسوقين المسلمين".
وختم بالقول إن "الدوحة لا تحاول أن تكون نيويورك، ولا تدّعي أنها باريس، بل تقدم حكمة مختلفة، عقلًا عالميًا من الشرق الأوسط، مكانًا تجتمع فيه التقاليد والحداثة على طاولة واحدة، دون أن يشك أحدهما في الآخر، لأن ذلك غير منطقي، وليس مفيدًا".