الإعلامي الحكومي: المساعدات التي تدخل الى قطاع غزة قليلة ولا تلبي الحاجة
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
صفا
عبّر المكتب الإعلامي الحكومي عن استغرابه من العدد القليل للشاحنات المحمّلة بالمساعدات التي تدخل الى قطاع غزة, واصفاً الطريقة التي تدخل بها "بالبطيئة والمعقّدة". حيث يدخل عدد قليل من المساعدات مقابل الحاجة الكبيرة والهائلة و في ظل هذه الظروف الإنسانية المعقدة.
وقال خلال مؤتمر صحفي عقده في اليوم السابع من الهدنة المؤقتة, ان حاجة القطاع اليومية من المساعدات تبلغ 1000 شاحنة يومياً تحمل الإمدادات المطلوبة ذات الأولوية وعلى رأسها الأجهزة والمستلزمات الطبية ، وكذلك المواد الغذائية والتموينية والمستلزمات الأساسية.
وأضاف "قطاع غزة بحاجة إلى إدخال (مليون لتر من الوقود يومياً) لكي يبدأ في مرحلة التعافي، وحتى نتمكن من إمداد المستشفيات والمرافق الحيوية مثل المخابز ومحطات تشغيل آبار المياه ومحطات الصرف الصحي وغيرها من المرافق المُهمَّة." مشيراً إلى أنّ بعض الشاحنات التي يتم إدخالها ليست من احتياجات الدرجة الأولى، بل هي احتياجات ثانوية".
وحذّر المكتب الإعلامي الحكومي من تعرّض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الى سياسة تجويع وتعطيش مقصودة وممنهجة وهو ما ينذر بوقوع مجاعة بالتزامن مع النقص الحاد في الغذاء والماء والمعاناة في الحصول على المواد الغذائية والمستلزمات التموينية وانعدام وجودها في الأسواق.
وطالب المكتب كل الدول العربية والإسلامية "بالتدخل الجدّي والفاعل من أجل إنهاء هذه المهزلة التي أكدّ أنها "لن تفت من عضد الشعب الفلسطيني".
ولفت إلى الآلاف من جثامين الشهداء التي لا زالت تحت الأنقاض ولم تتمكن طواقم الدفاع المدني من انتشالها بسبب استهداف الاحتلال للمعدات والآليات وعدم وجود الوقود لما تبقى من الآليات والمعدات المتهالكة أصلاً.
وأكدّ أنّ الشعب الفلسطيني أمام كارثة إنسانية حقيقية ومتفاقمة بسبب تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 60% من المنازل والوحدات السكنية في قطاع غزة وخاصة في محافظتي غزة وشمال غزة.
وبيّن أنّ هذه الكارثة تأتي بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وهطول الأمطار والبرد القارص وصعوبة الحصول على بيوت تأوي أكثر من 50,000 أسرة فقدت منازلها بتدمير كلي، و 250,000 وحدة سكنية دمرها الاحتلال تدميراً جزئياً وبحاجة إلى بناء وترميم.
وذكّر بقصف الاحتلال المتعمد للمستشفيات والتي أخرج منها 26 مشفى عن الخدمة و55 مركزاً صحيّاً, فضلاً عن استهداف 56 سيارة إسعاف وخروج العشرات منها عن الخدمة بسبب نفاد الوقود.
وأشار الى الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق مستشفى النصر للأطفال وطرده الطواقم الطواقم الطبية خارج المستشفى وتهديدهم بالقتل. مضيفاً "لم يكتف الاحتلال باجرامه بحق هدم المستشفيات وطرد الكوادر الطبيّة بل تعدى ذلك الى ارتكاب جريمة بحق الأطفال الخدج في مستشفى النصر حين تركهم على أجهزة التنفس ليموتوا وتتعفن أجسادهم في جريمة حرب بشعة لهذا الاحتلال المجرم".
وقال المكتب الإعلامي انه يراقب عن كثب الأداء اليومي والميداني للهيئات والمنظمات الدولية التي تعمل في قطاع غزة على مدار أكثر من 50 يوماً، لافتاً أنّ هذه الهيئات والمنظمات الدولية مُقصّرة بشكل ملحوظ، وتبذل جهوداً غير كافية في أغلب الأحيان.
ودعا المكتب المنظمات الدوليّة إلى القيام بدورها وتحمل مسؤولياتها بشكل جدّي وأن لا تترك الشعب الفلسطيني في محافظتي شمال غزة ومحافظة غزة دون أن تقدم لهم الإعانات والخدمات وهم في أمس الحاجة لها.
وتابع " كنا نأمل من هذه المنظمات الدولية أن تأخذ دورها في حماية المستشفيات والجرحى والمرضى بالشكل المطلوب، لا أن تقدم اعتذارها عن هذه الواجبات"
وحمّل المكتب الاعلامي الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن الجرائم الوحشية البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال ضمن العدوان على قطاع غزة وعلى كل مناحي الحياة، مطالباً كل العالم بوقف هذه الجريمة الدولية الإجرامية فوراً.
وطالب بشكل عاجل وفوري بالجدّية في إدخال المساعدات، وعدم المماطلة وعرقلة إدخال عدد كبير من الشاحنات, حتى يستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذه الحرب الإجرامية التي ارتكبها جيش الاحتلال على قطاع غزة.
ونادى كل الدول العربية والإسلامية ودول العالم الحر وخاصة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بضرورة وضع خطة إنقاذ عربية وإسلامية عاجلة من أجل إيجاد حلول إنسانية سريعة تعمل على إيواء أكثر من ربع مليون أسرة فقدت وتضررت منازلها داخل قطاع غزة بفعل الحرب الإسرائيلية الوحشية.
وعلى صعيد القطاع الصِّحي وتدمير المستشفيات والمراكز الطبية، طالب المكتب الاعلامي الدول العربية والإسلامية ودول العالم الحر وبشكل عاجل وفوري بإدخال مستشفيات ميدانية مُجهّزة بالأجهزة الطبية حتى تُحاول إنقاذ عشرات آلاف الجرحى والمرضى الذين ذاقوا الويلات خلال الحرب بالاضافة الى تحويل آلاف الجرحى من أصحاب الإصابات الخطيرة إلى المستشفيات في الدول العربية والإسلامية لتلقي العلاج.
و على الصعيد الإنساني، طالب المكتب الإعلامي بإدخال مئات المعدات والآليات لصالح جهاز الدفاع المدني وطواقم الإغاثة والطوارئ حتى يتمكنوا من انتشال مئات جثامين الشهداء التي مازالت تحت الأنقاض، وحتى يتمكنوا من رفع الركام جراء قصف وهدم الاحتلال لمئات آلاف الوحدات السكنية والمدارس والمستشفيات والشوارع والبنى التحتية.
ودعا وكالة الغوث الدولية (الأونروا) إلى العودة للعمل في محافظتي غزة وشمال غزة وعدم الاستجابة إلى مطالب الاحتلال المجرم. أيضاً طالب باقي المنظمات الأممية والدولية الأخرى مثل منظمة الصليب الأحمر واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية بضرورة القيام بدورها المطلوب منها في حماية المستشفيات والمرافق الحيوية بعيداً عن أي مؤثراتٍ هنا أو هناك.
ودعا كل الصحفيين والإعلاميين والمتضامنين الأحرار والمؤسسات الإعلامية المختلفة من كل دول العالم للقدوم إلى قطاع غزة والاطلاع عن كثب ورصد حجم الدمار الهائل وآثار الجرائم والمجازر البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الدول العربیة والإسلامیة المنظمات الدولیة المکتب الإعلامی الشعب الفلسطینی جیش الاحتلال التی ارتکبها فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ما المساعدات التي دخلت قطاع غزة؟ ومن المستفيد منها؟
غزة- أعلن الجيش الإسرائيلي، أول أمس السبت، أنه بدأ بتوجيهات من المستوى السياسي سلسلة عمليات لتحسين الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، بإسقاط المساعدات من الجو وتحديد ممرات إنسانية يسمح عبرها لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الآمن بغرض إدخال المواد الغذائية والأدوية.
ويأتي الإعلان الإسرائيلي مع اشتداد التجويع الذي يعصف بأكثر من مليوني فلسطيني في غزة بعد مرور 5 أشهر على إغلاق إسرائيل المحكم لمعابر القطاع، ومنع دخول إمدادات الغذاء والدواء.
وتجيب الأسئلة التالية على تفاصيل التجويع التي يعيشها سكان غزة، وآليات إدخال المساعدات التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكميات المواد الغذائية التي يحتاجها القطاع يوميا.
كيف تعمقت المجاعة في قطاع غزة؟
منذ 2 مارس/آذار الماضي، أغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع معابر قطاع غزة منقلبا بذلك على اتفاق التهدئة الموقع في 18 يناير/كانون الثاني، والذي نص على إدخال 600 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يوميا إلى قطاع غزة.
ومنذ ذلك الحين، اعتمد سكان القطاع على المواد الغذائية التي كانت لديهم، والتي بدأت تنفد تدريجيا من الأسواق، حتى انتشر التجويع بين السكان وظهرت عليهم علامات وأمراض سوء التغذية سيما مع نقص المواد الأساسية من مشتقات الحليب واللحوم والدواجن والخضراوات، كما طال المنع الأدوية ومستلزمات النظافة الشخصية.
وأدى التجويع إلى وفاة 133 فلسطينيا، بينهم 87 طفلا، حسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة، بعدما منع الاحتلال منذ ذلك الوقت -وحتى الآن- إدخال أكثر من 80 ألف شاحنة مساعدات ووقود.
كيف عادت المساعدات إلى غزة؟في 27 مايو/أيار الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتماد آلية جديدة لتوزيع المساعدات تعتمد على "مؤسسة غزة الإنسانية" الممولة أميركيا ويديرها ضباط خدموا في الجيش الأميركي، وافتتحت نقطة توزيع في المناطق الغربية لـرفح التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، ومن ثم أقيمت نقطة أخرى في ذات المدينة، وبعدها نقطة ثالثة في محور نتساريم وسط قطاع غزة الخاضع لسيطرة جيش الاحتلال أيضا.
إعلانوأبقت المساعدات الأميركية سكان غزة في دوامة المجاعة، ولم تحدث تغييرا على واقعهم المعيشي الصعب لعدة أسباب:
تقام نقاط التوزيع في مناطق خطيرة "مصنفة حمراء" ويسيطر عليها الجيش الإسرائيلي. لا يوجد آلية معتمدة بتوزيع المساعدات، ويغيب أي قاعدة بيانات للقائمين عليها، وتترك المجال للجوعى للتدافع والحصول على ما يمكنهم، دون عدالة في التوزيع. يضع القائمون على هذه المراكز كميات محدودة جدا من المساعدات لا تكفي لمئات الأسر الفلسطينية، وتبقي معظم سكان القطاع بدون طعام. ساهمت مراكز التوزيع الأميركية بنشر الفوضى وتشكيل عصابات للسطو عليها ومنع وصول المواطنين إليها. يتعمد الجيش الإسرائيلي إطلاق النار على الذين اضطروا بسبب الجوع للوصول إلى هذه المراكز، مما أدى لاستشهاد أكثر من 1100 فلسطيني من منتظري المساعدات، وأصيب 7207 آخرون، وفقد 45 شخصا منذ إنشائها، حسب وزارة الصحة بغزة. أغلقت المؤسسة الأميركية نقطتي توزيع خلال الأيام الماضية، وأبقت على واحدة فقط غربي رفح، مما فاقم أزمة الجوع.
وفي 28 مايو/أيار الماضي، أعلن جيش الاحتلال أنه سيسمح بإدخال المساعدات إلى غزة عبر المعابر البرية التي يسيطر عليها، وذلك عقب الاتفاق بين أميركا وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) القاضي بإطلاق سراح الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكسندر مقابل السماح بتدفق المساعدات للقطاع.
ومنذ ذلك الحين، لم يلتزم جيش الاحتلال بالاتفاق، وسمح بمرور غير منتظم وبعدد شاحنات محدود جدا عبر معبر كرم أبو سالم جنوب شرق قطاع غزة، ومنفذ زيكيم شمال غرب القطاع، ومحور نتساريم وسط غزة، لكن الاحتلال:
يرفض وصول المساعدات إلى المخازن، ويمنع توزيعها عبر المؤسسات الدولية. يستهدف عناصر تأمين المساعدات بشكل مباشر، مما أدى لاستشهاد 777 شخصا، واستهداف 121 قافلة مساعدات منذ بداية الحرب. يريد البقاء على حالة الفوضى واعتماد المواطنين على أنفسهم في التدافع للحصول على القليل من الطعام، وفي معظم الأحيان يفشلون في ذلك. يستدرج المواطنين لمصايد الموت، ويطلق النار عليهم.بعد ارتفاع الأصوات المنادية بضرورة وقف تجويع سكان قطاع غزة والضغط الذي مارسته المؤسسات الدولية، والتحرك الشعبي سواء العربي أو الأوروبي الرافض لمنع دخول المواد الغذائية، أعلن الجيش الإسرائيلي، أول أمس السبت، السماح بإدخال المساعدات بما فيها تلك العالقة على الجهة المصرية من معبر رفح والسماح بمرورها عبر معبر كرم أبو سالم.
ورغم أن الاحتلال حاول إظهار أنه سمح لتدفق المساعدات بكميات كبيرة، إلا أن قراره جاء لامتصاص الغضب المتصاعد، وذلك ما تؤكده الكميات المحدودة جدا التي سمح بإدخالها إلى قطاع غزة، أمس، واقتصرت على 73 شاحنة فقط دخلت من معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، ومنفذ زيكيم شماله، و3 عمليات إنزال جوي فقط بما يعادل أقل من حمولة شاحنتين.
من يستفيد من المساعدات الواردة لغزة؟مع رفض الاحتلال الإسرائيلي عمليات تأمين وصول المساعدات إلى مخازن المؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة، وتعمده إظهار مشاهد الفوضى بين الفلسطينيين، يتجمع مئات الآلاف من المواطنين يوميا أمام المنافذ البرية التي تدخل منها المساعدات، وكذلك مراكز التوزيع الأميركية رغم خطورة ذلك على حياتهم، ويتدافعون بقوة على أمل الحصول على أي من المساعدات الواردة، ويضطرون لقطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام في سبيل ذلك.
إعلانوأفرزت هذه الحالة التي يعززها الاحتلال الإسرائيلي ظهور عصابات للسطو على المساعدات وبيعها في الأسواق بأسعار مرتفعة.
تُقدر الجهات المختصة حاجة قطاع غزة من المساعدات بـ600 شاحنة يوميا، و500 ألف كيس طحين أسبوعيا، و250 ألف علبة حليب شهريا للأطفال لإنقاذ حياة 100 ألف رضيع دون العامين، بينهم 40 ألفا تقل أعمارهم عن عام واحد، مع ضرورة السماح بتأمينها ووصولها للمؤسسات الدولية بهدف توزيعها بعدالة على سكان القطاع، والسماح بإدخال البضائع للقطاع الخاص التي توفر جميع المواد والسلع التي يحتاجها الفلسطينيون يوميا.