أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، الاثنين، عن استحواذها بالشراكة مع مجموعة "تاليري انرجيا" الفنلندية، على ثمانية مشاريع طاقة متجددة هجينة، في خطوة تساهم في زيادة حجم محفظة مشاريعهما في بولندا.

وقد استحوذت "مصدر" و"تاليري انرجيا" على المشاريع من شركة "دومرل بيورو اوسلوغ انفيستيتسينيخ"، المطور البارز في قطاع الطاقة المتجددة البولندي، وسوف تواصل الشركتان العمل مع "دومرل" على مدار فترة تطوير المشاريع، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

وعند دخولها مرحلة التشغيل، ستبلغ القدرة الإنتاجية للمشاريع الثمانية، والتي تجمع بين الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية، أكثر من 1 غيغاوات، وهو ما يكفي لتزويد نحو 223 ألف منزل بالكهرباء والحد من إطلاق 1.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ومن شأن هذه الاتفاقية أن تساهم في توسيع محفظة المشاريع المتنامية لشركة "مصدر" في القارة الأوروبية.

ويأتي استحواذ "مصدر" على مشاريع هجينة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بعد التعديلات الأخيرة في قانون الطاقة البولندية ويدعى "الكابلات المجمعة"، والذي يسمح بربط عدة مصادر للطاقة المتجددة بالشبكة من خلال نقطة ربط واحدة.

ونادراً ما تعمل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بكامل طاقتهما في الوقت نفسه، وذلك بسبب عدم انتظام عملية توليد الكهرباء من الرياح والشمس.

ويساعد قانون "الكابلات المجمعة" على تحقيق استقرار في توليد الطاقة من مصادر متجددة عند كل نقطة ربط بالشبكة، بالتوازي مع دعم الشبكة لضمان إمدادات طاقة موثوقة للمنازل والشركات في جميع أنحاء بولندا.

ومن المتوقع أن يضيف التعديل، الذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر 2023، ما يقرب من 25 غيغاوات من الطاقة المتجددة في بولندا.

وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" إن صفقة الاستحواذ هذه هذا الاستحواذ تأتي تعزيزاً للاستثمارات والمشاريع التي تلتزم بها "مصدر" في بولندا، والتي تشمل محطة "موافا" لطاقة الرياح في منطقة ماسوفيتسكيه شمال بولندا، ومحطة "جراييفو" لطاقة الرياح في منطقة بودلاسكيا في الشمال الشرقي، وقد تم تدشين هذه المشاريع في عام 2021، وتبلغ قدرتها الإنتاجية الإجمالية 51.4 ميغاوات.

من جانبه، قال كاي رينتالا، الرئيس التنفيذي لشركة "تاليري انرجيا": "تشكل شراكتنا مع "مصدر" جزءاً مهماً من استراتيجية الاستثمار الخاصة بنا في منطقة وسط وشرق أوروبا. ومع المشاريع الجديدة، ترتفع عدد مشاريعنا ضمن محفظتنا الخاصة بصندوق "الشمس والرياح الثالث" إلى 61 مشروعاً، وبقدرة إجمالية تبلغ 7.6 غيغاوات".

وتتطلع بولندا إلى رفع قدرتها الإنتاجية من طاقة الرياح إلى 11 غيغاوات، ومن الطاقة الشمسية ما بين 10 إلى 16 غيغاوات بحلول عام 2040.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات مصدر بولندا كوب كوب28 بولندا مصدر مصدر بولندا طاقة نظيفة الطاقة الشمسیة طاقة الریاح فی بولندا

إقرأ أيضاً:

د. ثروت إمبابي يكتب: البيوجاز في قرى مصر: طاقة نظيفة من قلب الريف

تعاني مصر منذ سنوات من أعباء متزايدة نتيجة الاعتماد الكبير على استيراد الغاز الطبيعي لتلبية احتياجات المواطنين، خاصة في المناطق الريفية. وفي الوقت نفسه، تمتلك قرانا ثروة مهدرة من المخلفات الحيوانية والزراعية التي تُترك دون استغلال، رغم أنها تمثل مصدرًا غنيًا للطاقة إذا ما أُحسن توظيفها. ومن هنا تبرز فكرة إنشاء وحدة بيوجاز في كل قرية مصرية باعتبارها حلاً عمليًا وذكيًا يجمع بين البعد الاقتصادي والبيئي، ويقدم نموذجًا للتنمية المستدامة التي تبدأ من الريف.


تعتمد فكرة البيوجاز على تكنولوجيا بسيطة نسبيًا، حيث تُستخدم المخلفات العضوية – كروث الحيوانات، وبقايا المحاصيل، ومخلفات الطعام – في إنتاج غاز حيوي يمكن استخدامه في الطهي والتدفئة والإضاءة، إلى جانب إنتاج سماد عضوي عالي الجودة يُساهم في تحسين التربة وزيادة إنتاجية الأرض الزراعية. هذه العملية لا تتطلب تعقيدات تقنية كبيرة، بل يمكن تنفيذها بسهولة في القرى من خلال نماذج صغيرة أو متوسطة الحجم، تلائم طبيعة كل منطقة وكثافتها السكانية والحيوانية.


إن تنفيذ هذا المشروع على نطاق واسع داخل القرى المصرية يحمل في طياته فوائد عديدة. فمن ناحية، يساهم في تقليل الاعتماد على الغاز المستورد، ويخفف العبء المالي عن الدولة في ظل الارتفاع العالمي المستمر في أسعار الطاقة. ومن ناحية أخرى، يُوفر مصدرًا طاقيًا مستدامًا ومجانيًا للأسر الريفية، مما يرفع من جودة حياتهم ويقلل نفقاتهم الشهرية. كما أن التخلص الآمن من المخلفات العضوية ينعكس بشكل إيجابي على الصحة العامة والبيئة، حيث يُحد من انتشار الأمراض ويقلل من التلوث الناتج عن الحرق العشوائي أو التكدس.


على مستوى الدولة، يُعد تعميم استخدام وحدات البيوجاز في الريف خطوة استراتيجية لتعزيز الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة، ووسيلة فعالة لخفض فاتورة الاستيراد، وتقليل الدعم الحكومي للطاقة، مما يتيح توجيه الموارد نحو مجالات أكثر إلحاحًا كالصحة والتعليم. أما على المستوى المحلي، فإن المشروع يُسهم في خلق فرص عمل جديدة في تركيب وصيانة الوحدات، وتوفير مصدر دخل إضافي من خلال بيع الفائض من السماد العضوي أو الغاز، فضلًا عن تعميق ثقافة الإنتاج بدلًا من الاستهلاك.


ومع ذلك، فإن تنفيذ المشروع يواجه عدة تحديات، لا يمكن تجاهلها. من أبرزها ضعف الوعي المجتمعي بأهمية وحدات البيوجاز وجدواها الاقتصادية والبيئية، خاصة في بعض القرى التي تفتقر إلى الثقافة البيئية. كما تمثل تكلفة التأسيس الأولية عقبة أمام بعض الأسر، مما يستدعي تدخلًا حكوميًا أو مجتمعيًا لتوفير الدعم المالي المناسب. كذلك هناك حاجة ماسة لتدريب الكوادر الفنية القادرة على تركيب وتشغيل وصيانة هذه الوحدات، إلى جانب ضرورة وجود تشريعات مرنة تُشجع على إنشاء مثل هذه المشروعات وتضمن استدامتها.

ورغم هذه التحديات، إلا أن الفرص المتاحة لإنجاح المشروع كبيرة وواعدة. فالمبادرات القومية مثل “حياة كريمة” تمثل منصة مثالية لتضمين وحدات البيوجاز ضمن مشروعات تطوير القرى. كما أن التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية يمكن أن يُسهم في تطوير نماذج محلية منخفضة التكلفة ومرتفعة الكفاءة. كذلك يُمكن للقطاع الخاص والجمعيات الأهلية أن تلعب دورًا محوريًا في التمويل والتوعية، مما يعزز من فرص التطبيق السريع والفعّال لهذه الفكرة.
إن تحويل هذه الرؤية إلى واقع لا يتطلب سوى الإرادة والتنظيم. ويمكن البدء بعدد محدود من النماذج التجريبية في القرى ذات الكثافة الحيوانية المرتفعة، على أن يتم تقييم النتائج ثم التوسع تدريجيًا. فنجاح المشروع في قرية واحدة يمكن أن يُصبح نموذجًا يُحتذى به، ويُقنع المجتمعات الأخرى بإمكانية الاعتماد على أنفسهم في إنتاج الطاقة. ومن ثم، تتحول قرى مصر من مستهلكة للطاقة إلى منتجة لها، بما يُرسّخ قيم الاستقلال والإنتاج ويُساهم في بناء اقتصاد وطني قائم على الابتكار واستغلال الموارد المتاحة.


ومن واقع التجربة والاطلاع على نماذج مماثلة في دول أخرى، أرى أن فكرة إنشاء وحدة بيوجاز في كل قرية ليست مجرد حلم، بل مشروع قابل للتنفيذ إذا ما تم إدراجه ضمن خطط الدولة للتنمية المستدامة. إنه استثمار طويل الأمد في الإنسان والبيئة والاقتصاد. بل أعتبره مشروعًا وطنيًا يُسهم في تعزيز الأمن الطاقي، وتحقيق العدالة البيئية، ورفع كفاءة الريف المصري اجتماعيًا واقتصاديًا.

 ولذلك، أدعو الجهات المعنية إلى التعامل مع هذه الفكرة بمنظور استراتيجي، يبدأ من التوعية ويمر بالدعم الفني والمالي، وصولًا إلى التطبيق الفعلي على الأرض.

طباعة شارك الغاز الطبيعي المخلفات الحيوانية البيوجاز

مقالات مشابهة

  • تفاهم بين «الصحفيين الإماراتية» و«المناعة الذاتية»
  • التحرك الأمريكي في ليبيا.. مصالح متجددة في ظل إدارة ترامب الثانية
  • الحجار يستقبل مسؤولًا كويتيًا ويبحث تنظيم ألواح الطاقة الشمسية
  • مشروع طاقة شمسية بقدرة 300 ميغاواط في صحراء كربلاء
  • في بولندا.. العثور على فارس من العصور الوسطى مدفونًا تحت متجر آيس كريم
  • اليوم .. شباب الطائرة يلتقي بولندا في بطولة العالم
  • منح السفير الصالح وسام الاستحقاق البولندي برتبة قائد مع نجمة
  • مشاريع الطاقة الشمسية في قطر.. طاقة خضراء في أعماق الصحراء
  • عمليات إنزال المساعدات الإماراتية والأردنية على قطاع غزة / فيديو
  • د. ثروت إمبابي يكتب: البيوجاز في قرى مصر: طاقة نظيفة من قلب الريف