تقرير أممي: اليمن تحتضن نحو 72 ألف لاجئ وطالب لجوء في العشرة الأشهر الأولى من العام الجاري
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
عدن (عدن الغد) خاص:
أفاد تقرير أممي أن اليمن تحتضن نحو 72 ألف لاجئ وطالب لجوء، في العشرة الأشهر الأولى من العام الجاري، غالبيتهم أو ما نسبته 90% من ذوي الجنسيتين الصومالية والإثيوبية.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، في إنفوغرافيك، أصدرته الثلاثاء، إن إجمالي اللاجئين وطالبي اللجوء في اليمن، بلغ 71,760 خلال الفترة بين يناير وأكتوبر 2023.
وبحسب بيانات المفوضية الأممية، فإن عدد اللاجئين المسجلين حتى أكتوبر 56,842 شخصاً، وبنسبة 79.21%، فيما كان عدد طالبي اللجوء 14,918 شخصاً بنسبة 20.79%.
وتشير البيانات إلى أن اللاجئين وطالبي اللجوء الموجودين في اليمن، ينحدرون بشكل رئيسي من سبع دول؛ أربع منها أفريقية (الصومال، إثيوبيا، إريتريا، السودان) وثلاث آسيوية (سوريا، العراق، فلسطين)، بالإضافة إلى عدد قليل من جنسيات أخرى.
وأوضحت المفوضية الأممية إلى أن الصوماليين يشكلون غالبية اللاجئين وطالبي اللجوء في اليمن، وبعدد 45,797 شخص، أي ما نسبته 64%، يليهم الإثيوبيين بعدد 18,875، ونسبة 26%، ثم السوريين 2,894 (نسبة 4%)، والإريتريين 1,728 (نسبة 2.4%)، والعراقيين 1,047 (نسبة 1.5%)، والفلسطينيين 694 (نسبة 1%)، والسودانيين 642 (نسبة 1%)، إضافة إلى 83 من جنسيات أخرى يشكلون نسبة 0.1% فقط من الإجمالي العام.
واحتل شهر أكتوبر الماضي المركز الأول خلال العام الجاري في عدد اللاجئين وطالبي اللجوء، حيث سجل 833 شخص، يليه أغسطس بعدد 749، ثم سبتمبر 632، ومايو 542، وفبراير 510، ويوليو 476، ومارس 460، ويناير 456، ويونيو 416، فيما كان شهر أبريل هو الأقل بعدد 292 لاجئ وطالب لجؤ فقط.
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
نصر الصمود.. لا نصر الأرقام
أحمد الفقيه العجيلي
في ظل الجدل حول نتائج الهدنة وقراءة مشهد ما بعد الحرب، يبرز السؤال الجوهري: هل ما جرى في غزة نصر أم عبء؟ بين لغة الأرقام وميزان الكرامة، تتكشف دلالات عميقة لا يمكن حجبها خلف الدمار.
بعد عامين من اندلاع "طوفان الأقصى"، لا يزال الجدل قائمًا: هل ما حدث نصر أم عبء على غزة؟ بين من يقيس النصر بعدد الضحايا والدمار، ومن يقرأه في ميزان الإرادة والكرامة، تتضح الحقيقة أكثر لمن ينظر إلى الصورة الكاملة.
لقد أعلن نتنياهو أنه سيقضي على حماس ويمحو غزة من الخريطة، لكنه انتهى إلى هدنةٍ مكرهًا بعد أن عجز عن تحقيق أهدافه.
لكن جلوسه إلى طاولة التفاوض اعترافٌ ضمني بفشل العدوان، ودليل على أنَّ المقاومة استطاعت أن تفرض وجودها رغم الحصار والإبادة.
صحيحٌ أن غزة دفعت ثمنًا باهظًا بالأرواح والممتلكات، لكن الثمن لا يُلغي المعنى، ولا يُحجب الحقيقة الكبرى: أن الفكرة بقيت، والسلاح لم يُنزع، والكرامة لم تُكسر.
في قاموس الشعوب المقاومة، النصر ليس بعدد الأبراج المهدّمة، بل بقدرة أصحاب الحق على البقاء مرفوعي الرأس رغم الألم.
الهدنة الجارية ليست منحة من أحد، بل نتيجة صمود أسطوري جعل العالم كله يشهد على قوة الإرادة الفلسطينية. لكنها هدنةٌ قابلة للنكث في أي لحظة، ما لم تُحمَ بوعيٍ سياسي وموقفٍ عربي وإسلامي واضح يضمن ألا تتحول إلى استراحة للعدو قبل جولةٍ جديدة.
خسائر إسرائيل في هذه الحرب لا تُقاس فقط بعدد القتلى أو الدبابات المدمّرة، بل في انكسار صورتها الردعية، وتراجع مكانتها السياسية، وتفكك جبهتها الداخلية.
لقد خرجت من الحرب مُثخنة بالجراح، مطعونة في كبريائها، ومكشوفة أمام شعوبٍ لم تعد تخافها كما كانت.
إنَّ ما جرى في غزة ليس نصرًا ميدانيًا خالصًا، ولا هزيمة كما يروّج البعض، بل تحوّلٌ في الوعي والموازين.
فحين تفشل آلة الحرب في كسر شعبٍ مُحاصر، وحين يتحول الركام إلى منبرٍ للحق، فذلك هو النصر الذي لا يُقاس بالأرقام، بل يُكتب في الذاكرة الجماعية للأمة.
"وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (آل عمران: 139).