مع اقتراب نهاية عام 2025، تكتسح منصة "تيك توك" ظاهرة جديدة تُعرف باسم "الإقفال العظيم" (The Great Lock-In)، والتي تنضوي على دعوة جماعية لإنهاء العام بإنجازٍ فعليّ بدل الندم على الخطط المؤجلة.

وتتمثل الفكرة في تخصيص الفترة الممتدة من الأول من سبتمبر/أيلول إلى 31 ديسمبر/كانون الأول للتركيز المكثّف على أهداف محدّدة -سواء تعلّقت بالصحة أو المال أو تطوير الذات- وجعل الأشهر الأخيرة من العام بمثابة سباق إنجازات نهائية قبل العدّ التنازلي للسنة الجديدة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هكذا يساعدك كرسيك المكتبي في زيادة إنتاجيتك بالعملlist 2 of 2قبل أن يدفعك مديرك للاستقالة.. اسأل نفسك هذه الأسئلةend of list

ورغم أن بعض المشاركين يركّزون على اللياقة البدنية أو النظام الغذائي، فإن خبراء الاقتصاد السلوكي يرون أن هذا التحدي يمكن أن يصبح أداة قوية لإصلاح العادات المالية أيضا.

التنفيذ الفعلي لقرارات مؤجلة

لا توجد قواعد محدّدة لـ"الإقفال العظيم". فالمصطلح -الذي يُستخدم في ألعاب الفيديو ومجتمعات الإنتاجية- يعني ببساطة التركيز الكامل والانغماس في هدف واحد حتى تحقيقه.

وتقول الخبيرة المالية ومؤسِّسة منصة "مايند موني بالانس" ليندسي براين بودفن، "ما يعجبني في هذا التوجّه أنه يشبه نسخة أكثر واقعية من قرارات رأس السنة الجديدة. الفرق الوحيد أن الناس هنا ينفّذون بدلا من أن يتمنّوا".

وتضرب مثالا بشابة تُدعى جوليسا ميرسيدس (28 عاما) من سان دييغو، تعمل في القطاع المالي، قررت خوض التجربة هذا العام بأهداف عملية، "أريد أن أؤسس صندوق طوارئ بقيمة 2500 دولار، فوجود مبلغ نقدي جاهز يمنحني شعورا بالأمان".

لكنها لم تتوقف عند ذلك، بل أضافت 3 أهداف أخرى تتمثل في تكوين صداقة جديدة، ووضع روتين صباحي ثابت، وتعلّم هواية جديدة، "فالإقفال العظيم بالنسبة لي ليس تقييدا، بل التزاما بالاستثمار في ذاتي".

إحياء قرارات بداية العام

أُطلق "الإقفال العظيم" لإعادة الحياة إلى القرارات التي عادة ما تتبخّر في منتصف السنة، فمن خطط لتقليل الإنفاق أو سداد الديون في يناير/كانون الثاني، يمكنه أن يجد في هذا التحدي فرصة قبل أن يُطوى العام.

إعلان

يقول خبير التثقيف المالي ومقدّم بودكاست "سكيتشي آدفايس" بن ماركلي، "كثيرون يدخلون في حالة ركود منتصف العام، فيشعرون بأنهم لا يحققون تقدما ملموسا. هذا التحدي يقدّم دفعة حقيقية للخروج من هذا الجمود".

إستراتيجيات "الإقفال العظيم" لتحقيق أقصى استفادة من "الإقفال العظيم"، يشدد الخبراء على ضرورة اتباع 6 إستراتيجيات: راجع وضعك المالي بصدق: ابدأ بمراجعة شاملة، وراقب حسابك البنكي، ونفقاتك، والتزاماتك، وأهدافك. تقول براين بودفن "لا يمكنك تحسين ما لا تقيسه. هذه المرحلة مثل فحص دوري للمال، كما تفعل لجسدك في الفحوصات الطبية". ضع أهدافا قابلة للتحقيق: يؤكد ماركلي أن النجاح الحقيقي يبدأ بأهداف واقعية، "فالتحديات على الإنترنت تحفّزك، لكنها أحيانا تدفع الناس للمبالغة. الأهداف الكبيرة جميلة، لكنها تنهار سريعا إن لم تكن ممكنة". ويضيف "فكر في الأمر كسباق لمسافة 5 كيلومترات، لا ماراثون". ابن عادات لا إنجازات مؤقتة: الهدف من التحدي ليس الانتهاء من قائمة، بل بناء روتين دائم. فإن كنت تنفق كثيرا على الوجبات الجاهزة، فابدأ بتعلّم وصفة سهلة تُصبح بديلك في لحظات الكسل. وتوصي براين بودفن باستخدام أدوات مساعدة مثل تطبيقات تتبع العادات أو التنبيهات اليومية لتذكيرك بالمسار الصحيح. احط نفسك بدائرة دعم إيجابية: النجاح الفردي يصبح أقوى حين يُشارك. انضم إلى مجتمعات رقمية أو شارك تقدّمك على "تيك توك" أو "إنستغرام"، كما فعلت ميرسيدس، التي تقول: "المتابعون الذين يشجعونني صاروا جزءا من التزامي اليومي". فالدعم الاجتماعي يعزز الاستمرارية ويخلق شعورا بالمساءلة الذاتية. تأمّل علاقتك بالمال: ينصح ماركلي بـ"تسمية كل دولار.. أعطِ كل مبلغ غرضا محددا. لا تدع النقود تخرج بلا هدف، بل لتخدم أولوياتك وقيمك". فالوعي المالي يبدأ من تحديد النية وراء كل إنفاق، مهما كان بسيطا. لا تَجعل الفشل جزءا من هويتك: قد لا يناسب هذا التحدي الجميع، وهذا طبيعي. يقول ماركلي إن "فشل التجربة لا يعني أنك فاشل. أحيانا تكون وتيرة الحياة أو الضغط النفسي سببا في التراجع، وليس ضعف الإرادة". يمكنك اختيار نموذج آخر يناسبك. المهم ألا يتحول التحدي إلى مصدر توتر، بل إلى مساحة للتحفيز والنمو. بداية جديدة في نهاية العام

في نهاية المطاف، يقول القائمون على "الإقفال العظيم" إنه ليس سباقا نحو الكمال، بل نحو الوعي.

سواء أردتَ زيادة مدخراتك، تحسين صحتك، أو إعادة ضبط روتينك اليومي، فإن هذه الأشهر الأخيرة من العام فرصة مثالية لإثبات أنك ما زلت تملك زمام التغيير.

تختم براين بودفن، "لا نحتاج إلى سنة جديدة لنبدأ من جديد، بل إلى نية حقيقية فقط، وأشهر قليلة من الالتزام".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات هذا التحدی

إقرأ أيضاً:

العاصمة تتلألأ في انطلاق مسيرة موسم الرياض.. عرض عالمي يعانق الخيال

البلاد (الرياض)

انطلقت مساء اليوم مسيرة افتتاح موسم الرياض 2025 وسط حضور جماهيري غير مسبوق، امتلأت به شوارع العاصمة التي تحولت إلى لوحة احتفالية عالمية نابضة بالألوان والإبداع. وجاء الافتتاح هذا العام في مشهد استثنائي حمل طابعًا مستوحى من موكب “ميسي” الشهير في نيويورك، ليجسد مزيجًا فريدًا من الخيال والتقنيات الحديثة والفنون الحية.

وشهدت المسيرة عروضًا فنية ضخمة بمشاركة فرق محلية وعالمية، إضافة إلى بالونات عملاقة ومجسمات تفاعلية، قدّمت لوحات بصرية ساحرة عكست تنوع الثقافات وروح الانفتاح التي تميز رؤية السعودية 2030، وجعلت من الحدث تجربة استثنائية تعبر عن التطور الهائل في القطاع الترفيهي بالمملكة.

ويأتي موسم الرياض 2025 ليؤكد مكانة العاصمة السعودية كوجهة عالمية للترفيه والسياحة، بعد أن تجاوز عدد زواره منذ انطلاق المواسم السابقة 20 مليون زائر من أكثر من 135 دولة، وسُجلت أكثر من 3,300 تغطية إعلامية دولية، مع تحقيق أكثر من 110 مليارات ظهور إعلامي على المنصات العالمية، ما يعكس الحضور الدولي المتنامي للموسم.

وتبلغ القيمة التقديرية للعلامة التجارية للموسم نحو 3.2 مليار دولار (12 مليار ريال سعودي)، وهو ما يعكس السمعة العالمية التي باتت ترتبط باسم “موسم الرياض” كإحدى أبرز العلامات الترفيهية في الشرق الأوسط والعالم.

وتشمل نسخة هذا العام 11 منطقة ترفيهية رئيسية تغطي العاصمة، وتضم 15 بطولة عالمية و34 معرضًا ومهرجانًا، بمشاركة أكثر من 2100 شركة، منها 95% شركات سعودية، عبر 4200 عقد أُبرمت مع القطاع الخاص، في انعكاس مباشر لتمكين الكفاءات الوطنية وتعزيز مساهمة الاقتصاد المحلي.

ويُنتظر أن يشهد الموسم فعاليات عالمية كبرى، من أبرزها مؤتمر “جوي فوروم” (Joy Forum) الذي سيُقام يومي 16 و17 أكتوبر في بوليفارد سيتي، بمشاركة نخبة من أبرز الشخصيات وصنّاع الترفيه في العالم، بينهم مستر بيست، ودانا وايت، وشاكيل أونيل، وجون جونز، وعامر خان، إلى جانب قادة الصناعة الترفيهية من مختلف الدول.

ومن أبرز مفاجآت الموسم هذا العام إطلاق منطقة “بيست لاند” بالتعاون مع صانع المحتوى العالمي مستر بيست، على مساحة 200 ألف متر مربع، تضم أكثر من 27 لعبة وتجربة تفاعلية، وأكثر من 40 مطعمًا ومتجرًا، في تجربة فريدة تُقدَّم لأول مرة عالميًا، تعزز مكانة المملكة كمركز ابتكار وتجربة في صناعة الترفيه.

بهذا الافتتاح الاستثنائي، تؤكد الرياض أنها باتت عاصمة عالمية للترفيه والإبداع، ومسرحًا مفتوحًا يحتفي بالثقافات، ويجسد طموح المملكة في أن تكون وجهة أولى للفعاليات الكبرى وصناعة الفرح حول العالم.

مقالات مشابهة

  • استقالة مدرب منتخب شهير عقب الهزيمة في تصفيات كأس العالم
  • مدرب صربيا يقدم استقالته بعد هزيمة ألبانيا
  • السيناريست محمد جلال يكشف كواليس كتابة “هيبتا المناظرة الأخيرة” واستقبال الجمهور للفيلم
  • وزير الخارجية الأسبق: قمة شرم الشيخ نقطة انطلاق لمستقبل أفضل لغزة
  • مواعيد مباريات الجولة الحادية عشرة للدوري المصري
  • لبنان يوقف 32 شخصا مشتبها بتعاملهم مع اسرائيل في الأشهر الماضية
  • ستاندرد آند بورز تتوقع نمو الاقتصاد في مصر بنسبة 4.8% العام المالي الحالي
  • العاصمة تتلألأ في انطلاق مسيرة موسم الرياض.. عرض عالمي يعانق الخيال
  • أسيوط..انطلاق مبادرة جديدة لتشغيل الشباب