يمانيون |
من قمم الحيمة إلى وديان حجة، ومن قاع الصيد إلى ساحة حزيز، رفعت المرأة اليمنية اليوم صوتها مجددًا في عشرات الوقفات النسائية الحاشدة، إحياءً للذكرى الثانية لعملية “طوفان الأقصى”، في مشهد وطني وإيماني جسّد عمق الشراكة بين نساء ورجال اليمن في معركة الوعي والموقف والثبات.

تزيّنت الساحات بالأعلام والشعارات، وتعالت الهتافات التي تمجّد صمود المقاومة الفلسطينية وتؤكد أن المرأة اليمنية كانت – وستظل – نصف النصر وروح الميدان، تحمل راية الإيمان وتغرس في الأجيال معاني العزة والصمود.

وفي محافظة حجة، نظّمت الهيئة النسائية الثقافية سلسلة وقفات في مديريات المحابشة، ووشحة، وكحلان عفار، والمفتاح، وشرس، ومبين، عبّرت خلالها الحرائر عن اعتزازهن بما حققته المقاومة الفلسطينية من انتصارات على العدو الصهيوني، وفخرهن بموقف اليمن الثابت في نصرة القضية الأولى للأمة.

ورفعت المشاركات لافتات أكّدن فيها أن “طريق الكرامة لا يُعبّد إلا بالتضحية”، وأن من خذل فلسطين خذل أمّته ودينه، فيما النصر حليف الصابرين والمجاهدين.

وفي محافظة صنعاء، شهدت مديريّتا سنحان وبني بهلول وقفات جماهيرية نسائية واسعة في منطقتي المحاقرة وحزيز، تحت شعار “طوفان الأقصى.. عامان من الجهاد والتضحية حتى النصر”.

وردّدت المشاركات الهتافات المؤيدة للمقاومة والمنددة بالصمت الدولي، مجدّدات العهد على مواصلة الدعم المادي والمعنوي للمجاهدين، ومؤكدات أن الوعي الشعبي هو السلاح الأقوى في مواجهة المؤامرات الصهيوأمريكية التي تستهدف الأمة وهويتها.

أما في مديرية الحيمة الداخلية، فقد خرجت حرائر قاع الصيد في وقفة عزّ وإباء، عبّرن فيها عن اعتزازهن بنصر المقاومة في غزة، وأكدن أن الجهاد في سبيل الله هو السبيل الوحيد لتحرير الأمة من هيمنة الطغاة والمستكبرين.

وشددت الكلمات على أن المرأة اليمنية لم تكن يوماً على هامش الكفاح، بل كانت الركيزة الخفية في بناء الوعي، والتربية، والصبر، والتحريض على الثبات، وأنها تسير اليوم على نهج زينب الكبرى، صوت المقاومة وضمير الثورة.

واختُتمت الوقفات برسائل قوية تؤكد أن اليمن – برجاله ونسائه – سيبقى حاضرًا في قلب معركة الأمة ضد الكيان الصهيوني، وأن وعد النصر الإلهي قد اقترب، ما دامت نساء اليمن يرفعن راية الصبر والعزة والإيمان من كل بيت وساحة.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

تأثير “طوفان الأقصى” على الوعي السياسي الأمريكي: زهران ممداني نموذجاً

شكلت عملية “طوفان الأقصى” وما تلاها من تطورات درامية في المشهد الفلسطيني نقطة تحول فارقة في الوعي السياسي العالمي، وامتد تأثيرها بعمق إلى الداخل الأمريكي، حيث تفاعلت الأوساط السياسية والشعبية والإعلامية مع الحدث بشكل غير مسبوق. لقد كسرت العملية الحصار المفروض على الوعي الغربي تجاه القضية الفلسطينية، وأزاحت الستار عن الرواية الإسرائيلية التي طالما احتكرت التفسير الأخلاقي والسياسي للصراع في نظر الجمهور الأمريكي.

فمع حجم المآسي الإنسانية التي تلت العملية في قطاع غزة، وما تبعها من تغطيات مصورة وصور مباشرة للضحايا والدمار، بدأ وعي جديد يتشكل، لا سيما بين الأجيال الأمريكية الشابة، واليسار التقدمي، والتيارات المؤمنة بالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.

هذا التحول لم يبق محصوراً في النقاشات الإعلامية أو مظاهرات الشارع، بل تسلل إلى البنية السياسية الأمريكية ذاتها، إذ شهدت المدن الأمريكية الكبرى مظاهرات مليونية في نيويورك وواشنطن وشيكاغو دعماً لفلسطين ورفضاً للسياسات الإسرائيلية، رافقتها حملة رقمية ضخمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي قلبت المعادلة التقليدية في الرأي العام الأمريكي.

لأول مرة، يجد السياسي الأمريكي نفسه أمام جمهور يطالبه بتحديد موقفه من العدوان الإسرائيلي بشكل واضح وصريح، بعد أن كان الحديث عن فلسطين موضوعاً حساساً يُتجنب في الحملات الانتخابية. في خضم هذا التحول، برز نموذج زهران ممداني، السياسي التقدمي المسلم المنحدر من أصول هندية، الذي استطاع أن يصعد في المشهد السياسي الأمريكي ويحقق فوزاً تاريخياً بمنصب عمدة نيويورك، المدينة التي تعد الأكثر تأثيراً سياسياً واقتصادياً وثقافياً في الولايات المتحدة، كما أنها تضم أكبر جالية يهودية خارج إسرائيل.

فوز ممداني لم يكن مجرد انتصار انتخابي، بل تحول رمزي عميق في الوعي السياسي الأمريكي. لقد جسد ممداني، بمواقفه الواضحة والجريئة من القضية الفلسطينية، صدى التحول الشعبي العارم الذي أحدثته صور غزة ومجازر الاحتلال. فقد وصف إسرائيل بأنها تمارس “نظام فصل عنصري” بحق الفلسطينيين، ودعا إلى إعادة النظر في الدعم الأمريكي غير المشروط لها، وهو موقف كان يُعد في السابق بمثابة انتحار سياسي لأي مرشح أمريكي، خصوصاً في مدينة بحجم نيويورك. ومع ذلك، حظي ممداني بتأييد واسع من الأوساط الشبابية، ومن الحركات التقدمية التي تربط بين العدالة الاجتماعية في الداخل الأمريكي والعدالة الإنسانية في الخارج.

لقد رأى فيه كثيرون وجهاً جديداً للسياسة الأمريكية المعاصرة، التي تتجاوز الاصطفافات التقليدية نحو مواقف أكثر إنسانية ومبدئية. ورغم أن حملته الانتخابية ركزت على القضايا المحلية مثل أزمة الإسكان وغلاء المعيشة والنقل العام المجاني، إلا أن موقفه من فلسطين أصبح جزءاً من هويته السياسية، وعنصراً أساسياً في سرديته الانتخابية. فالمواطن الأمريكي التقدمي اليوم يرى في ممداني امتداداً لقيم الحرية والإنصاف والوقوف ضد الظلم أينما كان، بما في ذلك في فلسطين. ومن ثم يمكن القول إن العلاقة بين “طوفان الأقصى” وفوز ممداني ليست مصادفة زمنية، بل تعبير عن ترابط عميق بين التحولات الأخلاقية العالمية وما تعكسه من ارتدادات سياسية داخلية.

لقد أدت هذه العملية إلى إعادة تعريف مفاهيم العدالة والتحرر في الوعي الأمريكي، وربطها بمصائر الشعوب المقهورة، لتتحول فلسطين من قضية بعيدة إلى رمز عالمي للمقاومة ضد الاستعمار والتمييز. بهذا المعنى، فإن ما جرى في غزة لم يكن حدثاً عابراً في الذاكرة السياسية الأمريكية، بل لحظة وعي جديدة تُعيد صياغة الخطاب السياسي والانتخابي في أمريكا، وتفتح الباب أمام جيل جديد من السياسيين، كزهران ممداني، الذين يحملون وعياً أكثر انفتاحاً وعدلاً وإنسانية تجاه القضايا العالمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي استعادت اليوم حضورها في قلب الخطاب الأمريكي بعد عقود من التهميش والتزييف الإعلامي.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تشعل مواقع التواصل بلقطة مثيرة مع المطربين “القلع” و”فرفور” وساخرون: (منبرشين فيها الكبار والصغار)
  • مسير طلابي لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في كمران بالحديدة
  • مع الانخفاض المتواصل لدرجات الحرارة:الأسرة اليمنية الزراعية في مواجهة البرد وموجات “الصقيع”
  • تأثير “طوفان الأقصى” على الوعي السياسي الأمريكي: زهران ممداني نموذجاً
  • حرب على الوعي تُموَّل بالملايين .. سرّ خوف العدو من ذكرى الشهيد في اليمن
  • “الشعبية” تعلن رفضها للمشروع الأمريكي المقدم لمجلس الأمن بخصوص غزة
  • “ذكاء ميداني وتفوق إعلامي”.. فيديو القسام يثير تفاعلا واسعا
  • “المجاهدين الفلسطينية” تُدين التصعيد الصهيوني على لبنان وتؤكد وقوفها إلى جانب المقاومة
  • “حماس”:العدوان الصهيوني على جنوب لبنان جريمة حرب جديدة بحق شعوب أمتنا
  • حزب الله: متمسكون بخيار وسلاح المقاومة ونرفض أي تفاوض سياسي مع “إسرائيل”