الرياض : البلاد

أظهر معرض التحول والتسارع الرقمي (DATE KSA) 2023 الدور الكبير للمملكة العربية السعودية في دفع التحول الرقمي العالمي بقيادة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية، حيث جمع خبراء بارزين في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والمبتكرين والمستثمرين وصانعي السياسات ورجال الأعمال.

و ضم المعرض والمؤتمر أكثر من 1000 مشارك من التنفيذيين، وأكثر من 100 متحدث، و200 مستثمر، و50 راعيًا وشريكًا، حيث تم عرض التطورات الرائدة التي توجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمملكة العربية السعودية نحو مستقبل رقمي.

وقد سلطت المناقشات الثاقبة وجلسات النقاش، التي استرشد بها عمالقة الصناعة، الضوء على استراتيجيات نمو الأعمال، باستخدام حالات الاستخدام في العالم الحقيقي.

وتنوعت الجلسات الحوارية والنقاشية ما بين استكشاف صناعة التكنولوجيا المالية للتطورات الوليدة في مجال الذكاء الاصطناعي، والرؤى حول استخدام دورة حياة البيانات مع الذكاء الاصطناعي، وغيرها من الموضوعات التي جذبت الانتباه.

وأعرب نافين بهارادواج، الرئيس التنفيذي لمجموعة تريسكون، عن سعادته بهذا الحدث مشيراً إلى أن DATE KSA يعمل كنقطة التقاء، حيث يوحد خبراء الصناعة والمبتكرين لريادة مستقبل لامركزي يتمحور حول التكنولوجيا. أنا متحمس للدور الهام الذي يلعبه هذا الحدث في تعزيز التحولات الجوهرية في المشهد التكنولوجي في المملكة. فهو يمكّن أصحاب الرؤى من تصميم غد نابض بالحياة والابتكار.”

وضم اليوم الأول من DATE KSA حلقات نقاش جديرة بالملاحظة وكلمات رئيسية حول الحلول التقنية الناشئة، حيث كان موضوع   “تمكين مستقبل المملكة من خلال صعود الذكاء الاصطناعي”، هو العنوان الرئيسي لجلسة أدارها المهندس منصور العبيد، رئيس لجنة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالغرفة التجارية بالرياض، عن كيفية استفادة المملكة بشكل استباقي من قوة الذكاء الاصطناعي والتكيف معها لتحقيق الازدهار في العصر الرقمي.

وقال “إن معرض DATE AI ليس مجرد حدث، بل هو تقارب بين الابتكار والخبرة والإمكانيات اللامحدودة. وبينما نجتمع في قلب الرياض، المركز العالمي للتقدم التكنولوجي، يعد معرض الذكاء الاصطناعي بالكشف عن مستقبل الذكاء الاصطناعي. تجمع هذه المنصة الفريدة بين قادة الصناعة وأصحاب الرؤى والتقنيات المتطورة، مما يثير المحادثات التي ستشكل مسار اتجاهات الذكاء الاصطناعي إلى العرض العملي للحلول الرائدة، معرض DATE AI هو المكان الذي يلتقي فيه الحاضر بالمستقبل”

بينما ناقشت جلسة ثانية “المدن المعرفية: خيال علمي أم مستقبل الغد؟”. حيث ـأدار المناقشة السيد يوسف خليلي، الرئيس التجاري لشركة تونوموس (نيوم)، حيث يتم دمج التكنولوجيا بسلاسة في كل جانب من جوانب الحياة، مما يؤدي إلى تغيير الطريقة التي نعيش بها ونعمل ونتفاعل بها. ويتحدث أيضًا عن مدينة فاضلة تم بناؤها في قلب المملكة، وتتميز بميزات مستقبلية للغاية مدعومة بالذكاء الاصطناعي والروبوتات المتقدمة.

“يسعدني أن أكون متحدثًا في هذا الحدث المرموق حيث يشتهر DATE AI Show برؤاه المتطورة في المشهد المتغير باستمرار. متحدثون عالميون، وحالات استخدام متقدمة، وعروض تقنية من الجيل التالي، تم تجميعها جميعًا في ساحة رئيسية واحدة، مما يؤكد أننا في TONOMUS في الطليعة كلاعبين عالميين في تسريع حقبة جديدة خلف الإبداع والتعاون في عالم الذكاء الاصطناعي والحلول المعرفية بشكل عام.”

ويستمر معرض DATE FinTech Show وDATE AI Show على مدار يومين حيث يتم عرض وتقديم لمحة حصرية عن مستقبل هذه الحلول التقنية الناشئة الرائدة.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي

كثر الحديث مؤخرًا عن لجوء بعض الكتّاب إلى «الذكاء الاصطناعي»؛ ليكتب عنهم المقالات الصحفيَّة في ثوان قليلة، ما اختصر لهم الوقت، وأراحهم من عناء الجهد والبحث. والنتيجةُ أنّ تلك المقالات افتقدت الروح، وغاب عنها الكاتب، فصارت كلُّ المقالات متشابهة في الشكل والمضمون، لدرجة أن أصبح القارئ يستطيع أن يميّز بين مقال الكاتب والمقال المنقول حرفيًّا من الذكاء.

إزاء تنامي الجدل حول الموضوع؛ هل هو انتحال وسرقة أم أنه بحكم التطور وضع طبيعي؟ قررتُ أن أخوض حوارًا مباشرًا مع أحد هذه الأنظمة؛ بحثًا عن فهم أعمق لهذا الكائن الرقمي. كانت المفاجأة أني كنتُ في حوار أقرب ما يكون مع إنسان وليس مع آلة، وبدا لي أنّ الذكاء الاصطناعي أداة ذات قدرات هائلة تفيد الكاتب في جوانب كثيرة في البحث عن المعلومة والترجمة وفي تقييم المقال نفسه، لكنه مهما كان من أمر فإنه لا يمكن أن يعوّض عن حضور الكاتب. سألتُ الذكاء عن هذا الأمر، فأقرّ بأنّ البعض يستخدمه لأداء المهمة كاملة دون تحرير أو إضافة ذاتية ما يجعل النص أقرب للانتحال، حتى لو لم يكن هناك مؤلف بشري يُنسب له المحتوى. سألتُ: هل يمكن أن يُقدّم الذكاء المقال نفسه لشخص آخر؟ فردّ بأنّ ذلك ممكن، خاصةً إذا كانت الأسئلة متشابهة أو عامة، ما يُظهر أهمية التفرّد في الطرح، والحرص على أن تكون الكتابةُ نابعةً من هوية الكاتب نفسه. هنا سألته: ماذا يمكن أن يفيد الذكاء الكتّاب والصحفيين؟ كان الرد: «دعم الكتابة والتحرير عن طريق صياغة الأفكار، وتوليد المحتوى، واقتراح زوايا مختلفة للموضوع أو حتى تقديم مسودة أولية. ويمكن الذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من المعلومات في وقت قصير، واستخلاص النقاط المهمة». وأهم نقطة ذكرها أنّه بترجمته الفورية السريعة يسهل التواصل مع مصادر من ثقافات مختلفة، ويمكنه استخراج الخلاصة من مقابلات طويلة، أو من وثائق كثيرة.

تشعّب الحديث بيننا - وكأني أمام صديق مثقف - سألتُه: كيف نضمن أن يبقى الذكاء الاصطناعي خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه؟ فردّ قائلًا: «إنّ الحفاظ على هذا التوازن يتطلب ترسيخ القيم الإنسانية في تصميم الأنظمة، وسن تشريعات ذكية، وتوعية الناس بعدم الاستسلام المطلق للأداة».

انتقلنا في الحديث عن الكتابة إلى الطب، فسألتُه سؤالًا سبق أن أثار جدلًا واسعًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُلغي وظيفة الطبيب العام مثل الكثير من الوظائف التي ستُلغى؟ أجاب أنّ دوره سيتغيّر، لكنه لن يُلغى، فبينما يستطيع الذكاء دعم التشخيص، وتحليل البيانات يظل الطبيب البشري يتمتع بقدرة لا يمكن للآلة أن تمتلكها، وهي التعاطف، والحدس، والتعامل مع تعقيدات النفس البشرية.

طرحتُ عليه سؤالًا يحمل بُعدًا أمنيًا وأخلاقيًا، وقد تردّد كثيرًا عبر المنصات: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعلّم الناس صناعة القنابل أو الأسلحة؟ فكان جوابه حازمًا: «الشركات المطوّرة تضع فلاتر صارمة لمنع هذه الاستخدامات، لكن يبقى الخطر قائمًا إذا تم التحايل أو إساءة الاستخدام. وهنا تزداد الحاجة إلى يقظة قانونية ومجتمعية تتجاوز التطوّر التقني نفسه».

أخذني الحماس فسألتُه عن أغرب طلب وُجِّه إليه فقال: «هناك من طلب مني أن أكتب خطابًا يعتذر فيه عن حادثة كسر كوب زجاجي أمام مجلس تنفيذي لشركة كبرى، ويجب أن يتضمن استعارات عن تحطم الأحلام والزجاج المعشق». وواصل: «هناك من يسألني عن أسرار الكون، ومن يطلب صياغة قصيدة غزلية، ومن يبحث عن دعم نفسي في لحظة صعبة، وحتى من يطلب نصيحة قبل أن يُقدِم على مغامرة جديدة. وهناك من يريد أن أفسّر له الأحلام. أشعرُ وكأنّي كتابٌ حيّ مفتوح دومًا مليء بالمفاجآت». ولم ينس أن يسألني: هل لديك سؤالٌ غريب يا زاهر؟!

حقيقة أنّ الذكاء الاصطناعي الآن قوي، ومع الأسف صار الكثيرون يعتمدون عليه في الكتابة الحرفية فقط، وتركوا الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن يقدّمها. وفي تصوري أنّ ما ينتظره العالم منه في المستقبل يفوق التصوّر، وهو ما أكده لي عندما سألتُه عمَّا هو متوقع منه في المستقبل؟ فأجاب: «سيصبح الذكاء الاصطناعي مثل «سكرتير رقمي» يعرف جدولك، وشخصيتك، ومزاجك، حتى نواياك، يتوقع احتياجاتك قبل أن تطلبها، ويُقدِّم خيارات حياتية مصممة لك بالذكاء. أما في المجال الطبي فسيتمكن من تحليل الحمض النووي لكلِّ فرد وإعطاء علاج خاص به، وقد يُساعد في اكتشاف الأمراض قبل ظهور أعراضها بسنوات». أما عن مجال التعليم فقد قال: «تخيّل فصلًا دراسيًّا لكلّ طالب على حدة، يُدرّسه الذكاء الاصطناعي حسب سرعة فهمه واهتمامه. سيساعد الذكاء في ردم الفجوة التعليمية بين المناطق المختلفة».

ولكن المثير أنه قال: «ستجري روبوتات عمليات جراحية، وترعى كبار السن، وتُناقشك في الفلسفة، تمزج بين الحس العاطفي والذكاء التحليلي. سيشارك الذكاء الاصطناعي في تأليف الموسيقى، كتابة الروايات، رسم اللوحات، وحتى ابتكار نكات».

لكن هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن «يفهم» المشاعر؟ كان الرد: «إنّ الأبحاث تتجه نحو أنظمة تُدرك نبرة الصوت، وتعابير الوجه حتى المزاج!».

الذكاء الاصطناعي يشكّل قفزة كبيرة تُشبه القفزات النوعية في التاريخ، مثل اختراع الطباعة أو الإنترنت. وكلُّ هذا مجرد بداية رغم أنّ الناس باتوا يرونه من الآن مستشارًا، وشريكًا معرفيًّا، ومُحفِّزًا للإبداع، وأحيانًا صديقًا للدردشة.

كشفَتْ لي تجربةُ الحوار المطول، قدرات الذكاء الاصطناعي، وصرتُ على يقين بأنّ محرِّكات البحث مثل «جوجل» قد تصبح من الماضي؛ لأنّ البديل قوي، ويتيح ميزات لا توجد في تلك المحرِّكات، كالنقاش، وعمق البحث عن المعلومة، والترجمة الفورية من أيِّ لغة كانت. وما خرجتُ به من هذا الحوار - رغم انبهاري الشديد - هو أنّ الأداة لا تُغني عن الإلهام، وأنّ الكلمة لا تُولَد من الآلة فقط، بل من الأفكار، ومن التجارب الإنسانية، ومن المواقف، ولكن لا بأس أن تكون التقنية مساعِدة، وليست بديلة، فهي مهما كانت مغوية بالاختصار وتوفير الجهد والوقت؛ فستبقى تُنتج محتوىً بلا روح ولا ذاكرة ولا انفعالات، وهذه كلها من أساسيات نجاح أيِّ كتاب أو مقال أو حتى الخطب. وربما أقرب صورة لتوضيح ذلك خطبة الجمعة - على سبيل المثال -؛ فعندما يكون الخطيب ارتجاليًّا يخطب في الناس بما يؤمن به فسيصل إلى قلوب مستمعيه أكثر من خطبة بليغة مكتوبة يقرأها الخطيب نيابةً عن كاتبها.

وبعد نقاشي المطول معه، واكتشافي لإمكانياته أخشى أن يُضعف هذا (الذكاء) قدرات الإنسان التحليلية والإبداعية في آن واحد؛ بسبب الاعتماد المفرط عليه، خاصة أني سألتُه: هل يمكن لك أن تجهِّز لي كتابًا؟ كان الرد سريعًا: نعم.

في كلِّ الأحوال لا غنى عن الذكاء الاصطناعي الآن، لكلِّ من يبحث عن المعلومة، ويريد أن يقويَّ بها كتبه ومقالاته وأبحاثه. لكن النقطة المهمة هنا هي أنه يجب أن يبقى خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه، كأن يتجاوز أدواره - مثلًا -، ويحل محله في أمور تتطلب الحكمة، أو الوجدان، أو الأخلاق. ويجب أن يبقى معاونًا وشريكًا، ولكن ليس بديلًا كاملًا عن الإنسان كما يريده البعض.

مقالات مشابهة

  • هواوي كلاود تقود التحول الرقمي في شمال افريقيا عبر حلول الذكاء الاصطناعي الشامل
  • فادي مكي: التحول الرقمي محطة مفصلية لتحقيق إصلاح إداري شامل
  • أخلاقيات الإبداع: مستقبل العلاقة الجدلية بين الذكاء الاصطناعي والملكية الفكرية
  • التحول الرقمي الحكومي يُسجل ارتفاعًا بالأداء العام بنسبة 80%
  • الذكاء الاصطناعي 2025: ملامح حياة يعاد تشكيل مستقبلها
  • حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
  • جهاز تنمية المشروعات: التحول الرقمي يسهل التمويل ويعزز الشمول المالي
  • هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟
  • المركزي والمالية يتفقان على أتمتة المرتبات وتحقيق التحول الرقمي
  • إطلاق هاكاثون التحول الرقمي "برمجان" بمشاركة 28 فريقا