اختُتمت بنجاح قمة هواوي كلاود شمال أفريقيا  2025 ، حيث جمعت أكثر من 600 من قادة الحكومات وقطاع الأعمال، إلى جانب شركاء رئيسيين في النظام الرقمي من أكثر من 10 دول في منطقة شمال أفريقيا، وقد شكّلت القمة منصة محورية لمناقشة المستقبل الرقمي للمنطقة واستكشاف الفرص الاستراتيجية لتحقيق التنمية.

حضر فعاليات القمة عدد من القيادات، الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون التنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والمهندس رأفت هندي، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشؤون البنية التحتية في مصر، والمهندس ياسر عبد الباري، رئيس برنامج صناعة الإلكترونيات بهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، والدكتور أحمد خطاب، مدير المعهد القومي للاتصالات (NTI)، والدكتور هشام فاروق مستشار التطوير التكنولوجى بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

إلى جانب المهندس محمد بن عمر المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات- AICTO، و جاكلين شي، رئيس خدمات التسويق والمبيعات العالمية في هواوي كلاود، و شين لي، رئيس شركة هواوي لمنطقة شمال افريقيا، و فيليكس فينج، رئيس هواوي كلاود شمال أفريقيا، و بنجامين هو، رئيس شركة هواوي مصر، و جو شو، الرئيس التنفيذي لشركة هواوي كلاود مصر.

شهدت هواوي كلاود عامًا من النمو الكبير منذ انطلاقها الرسمي في مصر عام 2024، حيث انها أول منطقة سحابية في مصر وشمال أفريقيا. وخلال العام الماضي، حققت هواوي كلاود في شمال أفريقيا نموًا ملحوظًا بنسبة 140%، وساهمت في تعزيز الابتكار من خلال أكثر من 300 عميل و200 شريك، كما مكّنت أكثر من 15,000 مطور من قيادة التحول الذكي في المنطقة.

قال الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون التنمية البشرية ووزير الصحة والسكان خلال كلمته في افتتاح قمة "هواوي كلاود" لشمال إفريقيا 2025، إن مصر أولت اهتماماً كبيراً بالاستثمار في تكنولوجيا المعلومات، وخاصة في إنشاء مراكز البيانات الضخمة، بهدف توفير بيئة آمنة لتخزين وتحليل كميات هائلة من المعلومات.

وأوضح أن ما تحقق من بنية تحتية رقمية في مصر خلال السنوات الأخيرة سهّل عملية تخزين البيانات وإدارتها، خاصة في قطاعات كالصحة والتعليم. وأشار إلى أن القطاع الصحي من أبرز المستفيدين نظرًا لحجم البيانات الطبية، حيث تتيح الحوسبة السحابية تخزينها وربط المستشفيات ومراكز الأشعة بكفاءة وأمان.

وأكد الدكتور عمرو طلعت فى الكلمة التي ألقاها نيابة عنه المهندس رأفت هندى، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتطوير البنية التحتية التكنولوجية والتحول الرقمي ، أن مصر إلى جانب ما تمتلكه من ثروة رقمية، فإنها تمتلك ثروة أكثر أهمية تتمثل فى المورد البشرى من الشباب ورواد الأعمال والمبتكرين والذى تبذل الدولة أقصى جهدها لتنمية مهاراتهم وقدراتهم  لتمكينهم وتأهيلهم للمنافسة فى سوق العمل؛ مشيراً إلى التعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة هواوى فى تنفيذ عدد من مبادرات الوزارة الخاصة بتدريب الشباب من مختلف المؤهلات والفئات العمرية.

وأكد الدكتور عمرو طلعت أن انعقاد هذه القمة يأتى اتساقاً مع جهود الدولة لبناء مصر الرقمية وتعزيز مكانتها كمركز إقليمى للابتكار والتحول الرقمى، وتدعيم بنيتها التكنولوجية بالشراكة مع كبرى الشركات العالمية، مضيفاً إنه يتم تنفيذ استراتيجية طموحة تستهدف تعزيز قدرات مصر فى مجال الحوسبة السحابية من خلال بناء بنية تحتية حوسبية على درجة عالية من الكفاءة، بالإضافة إلى العمل على إتاحة بنية تحتية تساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة على الاستفادة من القدرات الحوسبية وأدوات الذكاء الاصطناعي والاعتماد فى ذلك على مراكز بيانات داخل مصر.

وفي كلمتها الرئيسية، قالت جاكلين شي، رئيس خدمات التسويق والمبيعات العالمية في هواوي كلاود، ان التحول التكنولوجي العالمي الحالي في مجال الذكاء الاصطناعي يقدّم فرصًا كبيرة لتحقيق قفزات تنموية في شمال أفريقيا. فنحن في هواوي كلاود نلتزم بالابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي. هدفنا هو إزاله الحواجز أمام المؤسسات لاستخدام الذكاء الاصطناعي وتوفير تقنيات سحابية وذكاء اصطناعي شامل ومتاحة في أي مكان، وفعّالة من حيث التكلفة، ومدعومة بالمعرفة العميقة في مختلف القطاعات. كما نهدف إلى دعم دول شمال أفريقيا في بناء بنية تحتية سحابية ذكية تمكّن مختلف الصناعات من التحول الذكي."

وأضافت جاكلين شي: "واستجابةً للفرص التي توفرها مسارات التحول الرقمي والذكي والمنخفض الكربون، كشفت هواوي كلاود عن استراتيجيتها الشاملة "الشمولية الخمسة"، التي تركز على الشمول الرقمي في الاتصال، والخدمات الحكومية، والتعليم، والأمن، والطاقة. وتوظّف هذه الاستراتيجية تقنيات مبتكرة مثل السحابة والذكاء الاصطناعي لتحقيق قفزات تنموية في المنطقة وجعل التقدم التكنولوجي متاحًا، ميسور التكلفة، ذكيًا، وآمنًا للجميع. "

ريادة الذكاء الاصطناعي بالابتكار التكنولوجي والخبرة العميقة في الصناعة

تركّز هواوي كلاود استراتيجياً على عدد من القطاعات الحيوية في شمال أفريقيا، بما في ذلك قطاع الحكومات، والاتصالات، والقطاع المالي، والصناعات، والتعليم، والتجارة الإلكترونية، والتجزئة، لتسريع رحلتها الرقمية.

ومن جهته، استعرض فيليكس فينغ، رئيس هواوي كلاود في شمال إفريقيا، الركائز الثلاث للاستراتيجية الإقليمية لـ "هواوي كلاود":

1. تمكين العملاء من نشر واستخدام وإدارة السحابة بكفاءة.

2. دمج أفضل الممارسات العالمية، خاصة من الصين، مع فهم السياق المحلي لتقديم حلول صناعية عالية القيمة ومخصصة.

3. توفير بنية متقدمة للحوسبة ومسار تطوير الذكاء الاصطناعي لتمكين الشركات المحلية من الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي داخل صناعاتها.

وفي خطوة جديدة نحو تعزيز البنية التحتية السحابية في المنطقة، واستعداداً لمواكبة الطلب المتزايد، أعلن جو شو، الرئيس التنفيذي لهواوي كلاود مصر، عن إطلاق منطقة توفر جديدة (Availability Zone) في منطقة هواوي كلاود القاهرة في عام 2026، تضمن الوصول إلى خدمات سحابية عالية الجودة للعملاء في جميع أنحاء المنطقة.

كما كشف جوان يونغ، نائب مدير مبيعات الحلول العالمية بهواوي كلاود، عن مجموعة من الابتكارات السحابية المتكاملة والمبنية على الذكاء الاصطناعي، التي من شأنها إعادة تعريف الأداء والمرونة الرقمية للشركات والمؤسسات في المنطقة.

وعلى صعيد تطوير النماذج والتطبيقات الذكية، فقد أطلقت هواوي منصةModelArts Studio كنموذج كخدمة (MaaS)، وهي منصة أدوات آلية متكاملة لتطوير وتعديل ونشر النماذج بسهولة وسرعة، كما تشمل المنظومة الابتكارية أيضا حلولا رائدة مثل قاعدة بيانات عالية الأداء تدعم التحليلات الذكية GaussDB، ومنصة موحدة CodeArts تعزز تجربة التطوير الآمن DevSecOps، وبيئة متكاملة لإنتاج المحتوى الرقمي بأنواعه MetaStudio.

ولمواكبة متطلبات الأمن والمرونة العالية لعملاء القطاعين الحكومي والمؤسسي، أعلن هو هانغ، المدير العام لأعمال هواوي كلاود ستاك الدولية، عن إطلاق الإصدار 8.5 من Huawei Cloud Stack، وهو حل سحابي هجين يوفّر أكثر من 120 خدمة سحابية محلية جاهزة، ويدعم تقنيات متقدمة تشمل الحوسبة السحابية الأصلية، وبحيرات البيانات، والذكاء الاصطناعي.

تعزيز المنظومة بالابتكار من أجل التنمية المستدامة

تواصل هواوي كلاود التزامها بفلسفة "السحابة من أجل الخير"، من خلال تسخير تقنيات السحابة والذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمعات ، وحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.

وقد استعرض داي ليبين، مدير التسويق في هواوي كلاود، كيف تُحدث مبادرة "السحابة من أجل الخير" تأثيرًا فعليًا في مصر، مسلطًا الضوء على برنامج الشركات الناشئة الواعد. ومن بين الأمثلة الملهمة، شركة انتلا Intella، وهي شركة ناشئة رائدة تعمل على تطوير أدق محرك لتحويل الكلام إلى نص باللغة العربية في العالم.

وبالاعتماد على موارد هواوي كلاود– بما في ذلك قسائم استخدام السحابة، وتقنية التعرف التلقائي على الكلام (ASR) المتطورة، ومنصةModelArts لتطوير الذكاء الاصطناعي الشامل – تمكّنت Intella من تسريع عمليات تدريب البيانات واستنتاج النماذج بشكل كبير. واليوم، يغطي نموذجهم العربي 25 لهجة مختلفة، ما يمثل إنجازًا نوعيًا في مجال الابتكار اللغوي.

وفي إطار حرصها على تنمية المواهب ورعاية الكفاءات، عقدت هواوي كلاود شراكات مع الجهات الوطنية المعنية بتكنولوجيا المعلومات، ومنها هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، والمعهد القومي للاتصالات (NTI)، ومعهد تكنولوجيا المعلومات (ITI)، بالإضافة إلى أبرز الجامعات في مصر.

كما شهدت القمة إطلاق "مجتمع مطوّري مصر"، الذي يهدف إلى دمج أحدث المعارف في مجالات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وشبكات الجيل الخامس (5G)، والبيانات الضخمة ضمن المناهج الجامعية، إلى جانب توفير تدريبات على المهارات الشخصية وأساسيات العمل الحر، مما يوسّع آفاق الفرص المهنية للمشاركين.

ومن أبرز قصص النجاح في هذا المجال تطبيق "مانيتو"، الفائز في مسابقة مطوّري هواوي في مصر 2024، والذي يستخدم الذكاء الاصطناعي في ترجمة الهيروغليفية، وقد شهد التطبيق، عقب فوزه، نموًا كبيرًا في عدد المستخدمين والتغطية الإعلامية والإيرادات، بدعم كامل من هواوي كلاود، شمل تحسين البنية السحابية، وتيسير الترحيل السلس للسحابة، ودعم تكامل واجهات البرمجة (API) وأدوات التطوير (SDK)، ويُستخدم التطبيق حاليًا في المتحف القومي للحضارة المصرية، ومن المقرر نشره في المتحف المصري الكبير.

نحو المستقبل

تواصل هواوي كلاود ترسيخ رؤيتها نحو مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة، مؤكدة التزامها بتوسيع دائرة التعاون مع المزيد من العملاء والشركاء في المنطقة، بهدف تسريع وتيرة التحول الرقمي عبر قطاعات حيوية تشمل التعليم، والخدمات الحكومية، والبنية التحتية للاتصال، وأمن المعلومات.

طباعة شارك هواوى موبايل اداء

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هواوى موبايل اداء الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات تکنولوجیا المعلومات الذکاء الاصطناعی البنیة التحتیة فی هواوی کلاود التحول الرقمی شمال أفریقیا فی المنطقة بنیة تحتیة إلى جانب فی مجال فی شمال أکثر من فی مصر

إقرأ أيضاً:

السباق الاستخباراتي على الذكاء الاصطناعي

في لحظة فارقة على الساحة التكنولوجية الدولية، جاء إطلاق شركة "ديب سيك" الصينية نموذجا لغويا ضخما يُعد من بين الأفضل في العالم، بالتزامن مع تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، ليدق ناقوس الخطر في الأوساط الاستخباراتية الأميركية.

واعتبر ترامب ما جرى "جرس إنذار" في حين أقر مارك وارنر نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ بأن مجتمع الاستخبارات الأميركي "فوجئ" بسرعة التقدم الصيني، وفق مجلة إيكونوميست.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النيجريون لفرنسا: اعترفي بالجرائم الاستعمارية وعوضي عنهاlist 2 of 2أنقذونا نحن نموت.. المجاعة تجتاح غزةend of list

وفي العام الماضي، أبدت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قلقها من احتمال أن يتفوق الجواسيس والجنود الصينيون في سرعة تبنّي الذكاء الاصطناعي "إيه آي" (AI) فأطلقت خطة طوارئ لتعزيز اعتماد المجالين الاستخباراتي والعسكري على هذه التقنية.

وأوضحت المجلة في تقريرها أن الخطة تضمنت توجيه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووكالات الاستخبارات ووزارة الطاقة (المسؤولة عن إنتاج الأسلحة النووية) بتكثيف تجاربها على النماذج الأحدث من الذكاء الاصطناعي، وتوثيق التعاون مع مختبرات القطاع الخاص الرائدة مثل أنثروبيك وغوغل ديب مايند، وأوبن إيه آي.

سباق مفتوح

وفي خطوة ملموسة، منح البنتاغون، في 14 يوليو/تموز الجاري، عقودا تصل قيمتها إلى 200 مليون دولار لكل من تلك الشركات بالإضافة إلى "إكس إيه آي" المملوكة للملياردير إيلون ماسك، بهدف تطوير نماذج من الذكاء الاصطناعي الوكيل الذي يمكنه اتخاذ القرارات، والتعلم المستمر من التفاعلات، وتنفيذ مهام متعددة من خلال تقسيمها إلى خطوات وتحكّمها بأجهزة أخرى مثل الحواسيب أو المركبات.

لكن هذا السباق لا يقتصر -برأي إيكونوميست- على البنتاغون. إذ باتت نماذج الذكاء الاصطناعي تنتشر بسرعة داخل الوكالات الاستخباراتية، لتُستخدم في تحليل البيانات السرية والتفاعل مع المعلومات الحساسة.

الشركات طورت نسخا مُعدّلة من نماذجها تتيح التعامل مع وثائق مصنّفة سرّيا، وتتمتع بإتقان لغات ولهجات حساسة لاحتياجات الاستخبارات، مع تشغيلها على خوادم مفصولة عن الإنترنت العام

كما طوّرت الشركات نسخا مُعدّلة من نماذجها تتيح التعامل مع وثائق مصنّفة سرّيا، وتتمتع بإتقان لغات ولهجات حساسة لاحتياجات الاستخبارات، مع تشغيلها على خوادم مفصولة عن الإنترنت العام.

إعلان

ففي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت شركة مايكروسوفت أن 26 من منتجاتها في الحوسبة السحابية حصلت على تصريح لاستخدامها في وكالات الاستخبارات.

وفي يونيو/حزيران، أعلنت أنثروبيك عن إطلاق نموذج "كلود غوف" (Claude Gov) وهو روبوت دردشة جديد مصمم خصيصا للجهات العسكرية والاستخباراتية بالولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه يُستخدم بالفعل على نطاق واسع في جميع أجهزة الاستخبارات الأميركية، إلى جانب نماذج أخرى من مختبرات منافسة.

منافسون آخرون

ليست وحدها الولايات المتحدة التي تشهد مثل هذه التطورات، حيث تفيد المجلة أن بريطانيا تسعى إلى تسريع وتيرة اللحاق بالركب، ناقلة عن مصدر بريطاني رفيع -لم تُسمِّه- تأكيده أن جميع أعضاء مجتمع الاستخبارات في بلاده بات لديهم إمكانية الوصول إلى "نماذج لغوية ضخمة عالية السرية".

وعلى البر الرئيسي للقارة، تحالفت شركة ميسترال الفرنسية -الرائدة والوحيدة تقريبا في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى أوروبا- مع وكالة الذكاء الاصطناعي العسكري بالبلاد، لتطوير نموذج "سابا" (Saba) المدرّب على بيانات من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، ويتميز بإتقانه العربية ولغات إقليمية أخرى مثل التاميلية.

أما في إسرائيل، فقد أفادت مجلة "+972" أن استخدام الجيش نموذج "جي بي تي-4" (GPT-4) الذي تنتجه شركة "أوبن إيه آي" قد تضاعف 20 مرة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، في مؤشر إلى مدى تسارع تبنّي هذه النماذج في السياقات العسكرية الحية.

ورغم هذا النشاط المحموم، يقرّ خبراء داخل القطاع بأن تبنّي الذكاء الاصطناعي بأجهزة الأمن لا يزال متواضعا. وتقول كاترينا مولِّيغان المسؤولة عن شراكات الأمن في "أوبن إيه آي" إن اعتماد الذكاء الاصطناعي "لم يصل بعد إلى المستوى الذي نأمله".

وحتى مع وجود جيوب من التميز، كوكالة الأمن القومي الأميركية، إلا أن العديد من الوكالات ما تزال تتخلف عن الركب، إما بسبب تصميمها واجهات تشغيل خاصة بها، أو بسبب الحذر البيروقراطي في تبني التحديثات السريعة التي تشهدها النماذج العامة.

ويرى بعض الخبراء أن التحول الحقيقي لا يكمن في استخدام روبوتات دردشة فحسب، بل في "إعادة هندسة المهام الاستخباراتية نفسها" كما يقول تارون تشابرا المسؤول السابق بمجلس الأمن القومي الأميركي، والمدير الحالي للسياسات الأمنية في شركة أنثروبيك.

لعبة تجسس بالذكاء الاصطناعي

في المقابل، تُحذر جهات بحثية من المبالغة في الآمال المعقودة على هذه النماذج، حيث يرى الدكتور ريتشارد كارتر (من معهد آلان تورينغ البريطاني) أن المشكلة الأساسية تكمن في ما تُنتجه النماذج من "هلوسات" -أي إجابات غير دقيقة أو مضللة- وهو خطر كبير في بيئة تتطلب الموثوقية المطلقة.

وقد بلغت نسبة الهلوسة في أحدث نموذج للذكاء الاصطناعي "الوكيل" الذي تنتجه "أوبن إيه آي" حوالي 8%، وهي نسبة أعلى من النماذج السابقة.

وتُعد هذه المخاوف -بحسب إيكونوميست- جزءا من تحفظ مؤسسي مشروع، خاصة في أجهزة مثل وكالة الاستخبارات والأمن البريطانية المعروفة اختصارا بحروفها الإنجليزية الأولى "جي سي إتش كيو" (GCHQ) التي تضم مهندسين لديهم طبيعة متشككة تجاه التقنيات الجديدة غير المُختبرة جيدا.

إعلان

ويتصل هذا بجدل أوسع حول مستقبل الذكاء الاصطناعي. فالدكتور كارتر من بين أولئك الذين يرون أن بنية النماذج اللغوية العامة الحالية لا تُناسب نوع التفكير السببي الذي يمنحها فهما متينا للعالم. ومن وجهة نظره، فإن الأولوية بالنسبة لوكالات الاستخبارات يجب أن تكون دفع المختبرات نحو تطوير نماذج جديدة تعتمد على أنماط تفكير واستدلال مختلفة.

الصين في الصورة

ورغم تحفّظ المؤسسات الغربية، يتصاعد القلق من تفوق الصين المحتمل. يقول فيليب راينر من معهد الأمن والتكنولوجيا في وادي السيليكون "لا نزال نجهل مدى استخدام الصين نموذج ديب سيك (DeepSeek) في المجالين العسكري والاستخباراتي" مرجحاً أن "غياب القيود الأخلاقية الصارمة لدى الصين قد يسمح لها باستخلاص رؤى أقوى وبوتيرة أسرع".

موليغان: ما يُقلقني فعلا هو أن نكسب سباق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، لكن نخسر سباق التبني الفعلي له

وإزاء هذا القلق، أمرت إدارة ترامب، في 23 يوليو/تموز الجاري، وزارة الدفاع ووكالات الاستخبارات بإجراء تقييمات دورية لمستوى تبنّي الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الأمنية الأميركية مقارنة بمنافسين مثل الصين، وتطوير آلية للتكيّف المستمر.

ويجمع المراقبون تقريبا على نقطة جوهرية، وهي أن الخطر الأكبر لا يكمن في أن تندفع أميركا بلا بصيرة نحو تبني الذكاء الاصطناعي، بل في أن تظل مؤسساتها عالقة في نمطها البيروقراطي القديم.

وتقول كاترينا مولِّيغان "ما يُقلقني فعلا هو أن نكسب سباق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (إيه جي آي AGI) لكن نخسر سباق التبني الفعلي له".

مقالات مشابهة

  • مسؤول إماراتي: تعزيز التعاون مع شركات التكنولوجيا العالمية خطوة نحو التكامل الرقمي
  • شعبة الاقتصاد الرقمي وإيتيدا تطلقان دورة حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • هواوي تطلق الإصدار 8.5 من الحزمة السحابية في شمال أفريقيا
  • السباق الاستخباراتي على الذكاء الاصطناعي
  • شنايدر إلكتريك تطلق العلامة التجارية "لوريتز نودسون" في السعودية لدعم تحول المملكة في مجالي إدارة الطاقة والتحول الرقمي
  • معضلة الذكاء الاصطناعي والمؤلف العلمي
  • فادي مكي: التحول الرقمي محطة مفصلية لتحقيق إصلاح إداري شامل
  • وداعا للورق.. الثورة الرقمية تعيد تشكيل الوظائف خلال الـ 3 سنوات الأخيرة
  • في قمة شمال إفريقيا 2025.. هواوي تؤكد التزامها بتمكين المواهب الإفريقية