الأطفال الإسرائيليون الذين كانوا يتمتعون بحرية التجول لفترة طويلة، أصبحوا الآن تحت حراسة روتينية، وارتفعت طلبات ترخيص السلاح بمقدار 8 أضعاف، كما أن دورات تعليم طرق الدفاع عن النفس باتت مكتظة.

هكذا يسلط تقرير لوكالة "بلومبرج" الأمريكية، ترجمه "الخليج الجديد"، الضوء على التغييرات التي طرأت على المجتمع الإسرائيلي بعد هجوم "حماس" الكبير في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على مستوطنات غلاف غزة، والذي تحول إلى حرب على القطاع.

ويقول التقرير، إن مشاهد الهجوم لا تزال تطارد المجتمع الإسرائيلي، الذي تمتع خلال الـ15 الماضية بفترة من الهدوء والازدهار.

ويشير التقرير إلى أن الإسرائيليين أصيبوا بصدمة نفسية بسبب الخوف من أن الآلاف من مسلحي "حماس" قد يعاودون الكرة مرة أخرى، ويعبرون الحدود، وأن أجهزتهم الأمنية قد تفشل مرة أخرى في التصدي لهم.

وفي الأسابيع التي تلت 7 أكتوبر/تشرين الأول، خشي بعض الناس أن يكون بعض ناشطي "حماس" قد توجهوا شمالاً، وفي تل أبيب امتلأت الخطوط الساخنة بمكالمات حول شخصيات مشبوهة.

وفقا لإحصاءات رسمية، فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على تراخيص السلاح خلال الشهرين الماضيين إلى 260 ألف شخص، مع تجاوز حجم الطلبات اليومية تلك التي تم تلقيها كل أسبوع قبل بدء الحرب.

اقرأ أيضاً

قلق أكثر ونوم أقل.. دراسة تكشف تبعات طوفان الأقصى على الإسرائيليين

وعلى الرغم من أن السلطات الإسرائيلية وسعت نطاق الأهلية للحصول على الرخصة، فإن معايير الموافقة لا تزال صارمة، وفقا للتقرير، حيث جرى قبول 26 ألف طلب خلال الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، بينما رفضت طلبات 16 ألف آخرين لعدم صلاحيتهم لحمل سلاح ناري.

تقول تارا، شابة تعيش في القدس، وطلبت عدم استخدام اسمها الكامل، وهي واحدة من كثيرات ممن حصلن على رخصة سلاح: "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول أشعر بجنون العظمة أكثر بكثير.. إذا كنت عند الإشارة الحمراء فلا أدير ظهري لأي شخص".

من جانبه، يفسر أستاذ الدراسات المستقبلية في جامعة بار إيلان ديفيد باسيغ، الطريقة التي يسارع بها المواطنون العاديون إلى تسليح أنفسهم، بالقول: "هذا رد فعل طبيعي على الصدمة التي نمر بها".

ويضيف أنه كان يحمل سلاحا منذ 35 عاما، وكان محفوظا في مكان مغلق، باستثناء جلسات التدريب الإلزامية، متابعا: "أما الآن أنا أتجول به".

وعلى الرغم من أن نسبة السكان الذين يحملون الأسلحة ستظل أقل بكثير من العديد من البلدان الأخرى، حيث تقترب من 2%، مقارنة بـ 32% في الولايات المتحدة، إلا أن المجموعات النسائية وأولئك الذين يدعون إلى التعايش السلمي بين العرب والإسرائيليين أعربوا عن قلقهم وسوف يؤدي الارتفاع إلى مزيد من العنف.

يقول النائب المعارض إيدان رول، إن إصدار أسلحة جديدة يتطلب مراقبة وتنظيمًا وتثقيفًا وثيقًا.

اقرأ أيضاً

الحرب في غزة قسمت المجتمعات الغربية.. شبان يتعاطفون مع فلسطين وآباء يؤيدون إسرائيل

ويضيف رول، النائب عن حزب "يش عتيد" المعارض، أن السماح لمزيد من المواطنين الذين يجتازون التدقيق الحكومي بحمل الأسلحة أمر ضروري لمساعدة الناس على الشعور بالأمان.

ويتابع أن الحكومة قد تلغي التراخيص بمجرد استعادة السلام، قبل أن يزيد: "لا أحد يتوقع أن يكون ذلك قريباً".

وفي شأن مقارب، فإنه في دولة الاحتلال، جرت العادة أن يتم تجهيز المباني بملاجئ للحماية من الصواريخ التي تطلقها الجماعات الفلسطينية كحماس وغيرها.

ولكن نفس هذه الملاجئ تحولت لمصائد للإسرائيليين خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث تحدثت تقارير أنها لم تكن تحتوي على أبواب مقفلة، مما ممكن مسلحي "حماس" الدخول إليها وقتل أو اختطاف من فيها.

الآن، يريد الإسرائيليون أن يعرفوا أن بإمكانهم تأمين غرفهم الآمنة، حتى بدأت العديد من السلطات المحلية في بلدات عدة، باستخدام أقفال مستوردة وأخرى محلية الصنع لاستخدامها في حالات الطوارئ.

وفي مجتمع تسيلافون الصغير في وسط إسرائيل، ابتكر رئيس المجلس المحلي إسحاق أبو قيراط، جهازًا مؤقتًا لقفل الأبواب السميكة والمرهقة، وبدأ في عمل نسخ مع جيرانه.

اقرأ أيضاً

مخرجون إسرائيليون يكشفون حقائق مظلمة عن دولتهم

وقال عن قطع الخشب المجهزة بالجيري والتي تعمل كقفل: "لقد قمنا بتركيبها في 60 منزلاً".

في المقابل، تؤكد منظمات مدنية معنية بمنح دروس الدفاع عن النفس أن نسب الإقبال ارتفعت بشكل مضطرد بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.

يقول المدير التنفيذي لمنظمة "إيل هاليف إسرائيل" آدي ويمر، إن المنظمة كانت تركز في السابق على منح الدورات المتعلقة بضحايا العنف الجنسي، لكن على خلفية الطلب المتزايد بدأت باقامة دورات تتعلق بآليات الدفاع عن النفس.

ليس هذا وحسب، فوفقا لـ"بلومبرج"، ظهرت أخيرا فرق مراقبة الأحياء التي تم تشكيلها حديثا، وهي عبارة عن جهد شعبي مدعوم من قبل السلطات المحلية يرتدي أعضاؤها ملابس مميزة.

تسير هذه الفرق دوريات في الشوارع من الساعة الثامنة مساء وحتى منتصف الليل، إما سيرا على الأقدام أو بالدراجات، يحمل أعضاؤها أجهزة اتصال لاسلكية وأسلحة شخصية.

وهناك 50 مجموعة من هذا القبيل في منطقة تل أبيب تضم حوالي 1500 متطوع، كما ظهرت فرق مماثلة في أماكن أخرى أيضًا، وغالبًا ما تدعمها البلديات.

اقرأ أيضاً

تهديد خطير لعقد الدولة.. مصير الأسرى لدى حماس قد يمزق المجتمع الإسرائيلي

ووفق الوكالة، فقد أنتجت كل هذه التطورات بعض الهدوء، باستثناء البلدات العربية الإسرائيلية، حيث يعاني السكان من قلق أكبر من نظرائهم اليهود، وفقا لاستطلاع أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي.

من جانبه، يقول المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية في القدس دان أورباخ، إن المزاج المظلم للأمة يعكس مستوى من التهديد غير معروف للجمهور الإسرائيلي منذ سنوات عديدة.

ويضيف أن الناس كانوا مدفوعين بالقلق من أن "الجيش الإسرائيلي القوي المزعوم غير قادر على حمايتك، حتى بالمعنى الأساسي".

ويتوقع أورباخ استمرار ذلك بالقول: "سيتبع الخوف والضعف المجتمع لبعض الوقت".

وتظهر استطلاعات الرأي خيبة الأمل تجاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتحول الدعم إلى زعيم المعارضة الأكثر وسطية بيني غانتس، وهو جزء من حكومة الحرب المشكلة حديثًا.

ولكن هناك شهية قليلة للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، كما حث كثيرون في الخارج.

اقرأ أيضاً

ارتفاع غير مسبوق.. ربع مليون طلب رخصة سلاح في إسرائيل منذ 7 أكتوبر

المصدر | بلومبرج - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل هجمات حماس حماس خوف قلق المجتمع الإسرائيلي المجتمع الإسرائیلی أکتوبر تشرین الأول اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

إسحاق بريك .. النجاحات التي يتحدث عنها جيشنا بغزة غير واقعية

#سواليف

هاجم اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي #إسحاق_بريك بشدة أداء وحدة المتحدث باسم الجيش، متهمًا إياها بتضليل الجمهور الإسرائيلي عبر نشر معلومات مضللة، بهدف خلق صورة زائفة عن قوة #الجيش_الإسرائيلي وانتصاراته، في حين أن الواقع الميداني يختلف تمامًا.

وفي مقال جديد نشرته صحيفة معاريف، أكد بريك -الذي شغل عددًا من أعلى المناصب بالجيش الإسرائيلي- أن #النجاحات التي يتحدث عنها #الجيش_الإسرائيلي في قطاع #غزة لا تتطابق مع الواقع المرير على الأرض.

ويرى بريك أن وحدة المتحدث باسم الجيش تحوّلت منذ سنوات إلى أداة دعائية هدفها تعزيز صورة الجيش، حيث تُختلق نجاحات وتُخفى إخفاقات، مما يؤدي إلى #تضليل_الرأي_العام، وخلق ثقة مفرطة بقدرات الجيش، وهي ثقة لا تستند إلى الواقع، وقد تكون لها تبعات خطيرة، كما حدث في #كارثة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

مقالات ذات صلة مئات الرضع مهددون بالموت بسبب الحصار 2025/07/06

وأشار الكاتب إلى أن ” #ثقافة_الكذب ” هذه لم تنشأ من فراغ، بل تحظى بدعم مباشر من القيادة العسكرية العليا، بمن في ذلك رئيس الأركان.

وشدد على أن تصريحات الجيش عن تدمير قدرات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس– وقتل آلاف من عناصرها لا تتوافق مع تقارير الجنود والضباط في الميدان الذين يؤكدون أنهم بالكاد واجهوا مقاتلين من حماس، وأن العدو يواصل القتال عبر أنفاق وكمائن، ويستخدم تكتيكات حرب العصابات من دون مواجهة مباشرة.

وأوضح الجنرال -الذي خدم سابقا قائدا لسلاح المدرعات، ونائبا لقائد القوات البرية، وقائدا للكليات العسكرية- أن قوة حماس لم تنهَر، بل استعادت عافيتها، ولا تزال تمتلك 40 ألف مقاتل متمركزين في مئات الكيلومترات من الأنفاق.

شركاء التضليل
وانتقد بريك أيضًا الصحفيين والمحللين العسكريين الذين يكررون رواية المتحدث باسم الجيش من دون تمحيص، ويعتبرهم شركاء في تضليل الشعب الإسرائيلي، إذ ينقلون معلومات غير دقيقة ويمنحون الشرعية لاستمرار الحرب في غزة من دون جدوى حقيقية.

ويرى الكاتب أن الجيش لا يعترف بفشله في تحقيق أهدافه المركزية، وهي: تدمير حماس وتحرير جميع الأسرى، بل يواصل خداع الجمهور بأن “الضغط المستمر سيؤدي إلى تحقيق الأهداف، بينما الحقيقة هي أن معظم الأنفاق لا تزال تحت سيطرة حماس، والأسرى قد لا ينجو منهم أحد”.

وحذر بريك من أن هذا النمط من القيادة -الذي يتجاهل الحقيقة لمصلحة الاستعراض- يقود الجيش والدولة نحو كارثة إستراتيجية.

ودعا إلى إعادة هيكلة وحدة المتحدث العسكري بالكامل، لتقوم على أساس “الصدق، والأخلاقيات، وقيم الجيش الإسرائيلي”. كما طالب بوقف القتال عبر اتفاق يضمن الإفراج عن الأسرى، والبدء بعملية ترميم شاملة للجيش والاقتصاد والمجتمع.

ودرج الجنرال الإسرائيلي على انتقاد الحكومة وقيادة الجيش بسبب الفشل في تحقيق أهداف الحرب، مرجعا ذلك إلى عدم جاهزية الجيش بتركيبته الحالية لتحقيق الانتصارات في الحروب على جبهات عدة بل حتى في جبهة غزة وحدها.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة جماعية على سكان قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 57 ألف شخص وإصابة أكثر من 135 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.

مقالات مشابهة

  • الكشف عن أبرز الملفات التي تناولها اجتماع نتنياهو وترامب
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 57،523 منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر الماضي
  • ما أوراق الضغط التي يستخدمها ترامب ضد نتنياهو لوقف حرب غزة؟
  • تأجيل محاكمة 38 متهما بخلية الهيكل الإدارى بالمطرية لجلسة 7 أكتوبر للاطلاع
  • رائحة الجثث.. إليكم الأسباب التي دفعت جنديا إسرائيليا للانتحار
  • إسحاق بريك .. النجاحات التي يتحدث عنها جيشنا بغزة غير واقعية
  • تركيا تمدد حظر الطيران إلى مطار السليمانية حتى تشرين الأول المقبل
  • الحكم على 37 متهما بخلية التجمع 18 أكتوبر
  • تأجيل محاكمة 23 متهما بخلية لجان الدعم المالي بالتجمع لجلسة 4 أكتوبر للاطلاع
  • حرب الـ12 يوما.. ما التغييرات التي طرأت على إيران بعد الهجوم الإسرائيلي؟